تعريف الشعر العمودي

الشعر العمودي هو الشعر الذي يلتزم فيه الشاعر بكتابة أبيات كل بيت يتكون من شطرين ، مع التزام الكتاب بوزن وقافية موحدة ، والشعر العمودي يُعد مصطلح يُطلق على الشعر العربي القديم الموزون ، والشعر العربي هو أصل الشعر العربي وأصل جميع أنواع التي جاءت بعده ، ويتميز بأنه تنكون قصائده من أبيات مكونة من مقطعين ويكون أولها الصدر والثاني العجز.

خصائص الشعر العمودي

الشعر العمو له العديد من المميزات والخصائص التي تجعله دائمًا في المقدمة ، حيث أن الشعر العمودي هو الشعر الذي تم بناء مختلف الأشكال الشعرية الحديثة عليه ، ونذكر فيما يلي تلك المميزات والخصائص:

أولًا:

يتميز الشعر العمودي بأنه يلتزم بالوحدة الموضوعية في أبيات القصيدة ، كما يتميز بأنه يربط بين أجزائه بطريقة متناسقة.
ثانيًا:

يتميز بأنه يقوم بطرح الأفكار وسردها بطريقة وأسلوب جميل يجذب القارئ.
ثالثًا:

يتميز الشعر العمودي بأنه يستخدم المعاني الشعرية المعبرة والواضحة عن الموضوع تعبير شامل وصحيح ، كما يتسم أيضًا بالألفاظ الواضحة والمتناسقة مع المعاني المكون منها القصيدة.
رابعًا:

يتميز الشعر العمودي لأنه يُكثر من استخدام أساليب الوصف فيها.
خامسًا:

يتميز الشعر العمودي بأنه يقوم بسرد الكثير من الأمثال الشعبية.
سادسًا:

يتميز الشعر العمودي بأنه يُكثر من التشبيهات التي تكون متفقة مع الأسلوب بطرق متناسقة وجذابة للقارئين.
سابعًا:

يتميز الشعر العمودي بأنه يعتمد على الارتجال والبديهة في الأبيات الشعرية للقصيدة الشعرية.
ثامنًا:

يتميز الشعر العمودي بأنه يستخدم بحور الستة عشر في الشعر التي قام بوضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وهذه البحور الستة عشر هي البحر المديد ، والبحر الطويل ، البحر الوافر ، البحر البسيط ، البحر الكامل ، البحر الرجز ، البحر الهزج ، البحر السريع ، البحر الرمل ، البحر الخفيف ، البحر المنسرح ، البحر المقتضب ، البحر المضارع ، البحر المتقارب ، البحر المجتث ، البحر المحدث.[1]

أمثلة على الشعر العمودي

يوجد العديد من أبيات الشعر العمودية التي كانت من أشهر القصائد المعروفة في بداية ظهور الشعر العمودي ، حيث أن من قال في هذا الشعر شعراء ذات قيمة كبيرة في الشعر ومكانة عالية بين الشعراء ، ومنهم عنترة بن شداد ، والفرزدق ، وفيما يلي نذكر بعضًا منها:[2]

قصيدة للفرزدق

تَقولُ كُلَيبٌ حينَ مَثَّت سِبالُها

وَأَخصَبَ مِن مَرَّوتِها كُلُّ جانِب

لِسُؤبانِ أَغنامِ رَعَتهُنَّ أُمُّهُ

إِلى أَن عَلاها الشَيبُ فَوقَ الذَوائِب

أَلَستَ إِذا القَعساءُ أَنسَلَ ظَهرَها

إِلى آلِ بِسطامِ بنِ قَيسٍ بِخاطِب

لَقوا اِبنَي جِعالٍ وَالجِحاشُ كَأَنَّها

لَهُم ثُكَنَ وَالقَومُ ميلُ العَصائِب

فَقالا لَهُم ما بالَكُم في بِرادِكُم

أَمِن فَزَعٍ أَم حَولَ رَيّانَ لاعِبِ

قصيدة لعنترة بن شداد

إِذا لَعِبَ الغَرامُ بِكُلِّ حُر

حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبري

وَفَضَّلتُ البِعادَ عَلى التَداني

وَأَخفَيتُ الهَوى وَكَتَمتُ سِرّي

وَلا أُبقي لِعُذّالي مَجال

وَلا أُشفي العَدُوَّ بِهَتكِ سِتري

عَرَكتُ نَوائِبَ الأَيّامِ حَتّى

عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسري

وَذَلَّ الدَهرُ لَمّا أَن رَآني

أُلاقِي كُلَّ نائِبَةٍ بِصَدري

هل الشعر العمودي يتميز بوحدة الوزن والقافية

إنَّ الشعر العمودي نوع من أنواع الشعر العربي ، يتم كتابته على هيئة أبيات وسطور متتالية ، وكل بيت من تلك الأبيات يتكون من شطرين ، الشطر الأول من الببت يُطلق عليه اسم صدر البيت ، بينما الشطر الثاني يُطلق عليه صدر البيت ، والشعر العمودي لا يختلف تمامًا عن الشعر التقليدي ، ذلك لأنه يمتاز بوحدة الوزن والقافية ، وذلك يظهر جليًا عبر ما يتكون منه من أبيات كل بيت يتكون من شطرين ، وبناًء عليه نجد أن العبارة صحيحة.

حيث إن الشعر العمودي بالفعل يمتاز بوحدة الوزن والقافية ، ويتسأل البعض عن

الفرق بين الشعر العمودي و الشعر الحر

وقبل إيضاح الفروق بين كلًا من الشعر العمودي والشعر الحر ، يجب بيان ماهية كلًا منهما ، حيثُ إن الشعر العمودي هو الشعر الذي يلتزم فيه الشاعر بكتابة أبيات كل بيت يتكون من شطرين ، مع التزام الكتاب بوزن وقافية موحدة ، والشعر الحر هو الشعر الذي يتكون من عدة أبيات كل بيت لا يتكون إلا من شطر واحد فقط ، وبناًء على ذلك نجد أن الفروق بين كلاهما تتمثل في الآتي:

الشعر العمودي يتكون من أبيات كل بيت منها يتكون من شطرين ، عكس الشعر الحر لا يتكون من أبيات ، وإن تكون من أبيات يكون البيت الواحد منهم عبارة عن شطر واحد فقط.
الشعر العمودي يلتزم بوزن وقافية موحدين في كل الأبيات ، عكس الشعر الحر قد لا يلتزم في بعض الأحيان بوزن وقافيةَ
الشعر العمودي يمتاز بترابط الكلام ، ووضوخ الأفكار ، عكس الشعر الحر.
الشعر العمودي يعتمد بشكل كبير على الحقائق والوقائع ، بينما الشعر الحر لا قد يميل للخيال أكثر من الاعتماد على الحقائق والوقائع.
الشعر الحر يختزل يتوفر فيه إمكانية اختزال الأبيات دون التأثير على التذوق الأدبي والمعنى الشعري ، عكس الشعر العمودي اختزال الأبيات فيه يؤثر على المعنى ، وعلى تسلسل الأحداث.
الشعر الحر نوع من أنواع الشعر الحديث ، عكس الشعر العمودي فهو أهم أنواع الشعر التقليدي.

أغراض الشعر العمودي

يتميز الشعر العمودي بأنه يحتوي على العديد من الأغراض ، حيث أن أغراضه تتنوع كما يلي:[2]

أولًا المدح:

ومن أشهر الأمثلة على القصائد التي اشتهرت بالمدح في قصائد الشعر العمودي قصيدة المتنبي:

يا سيف دولةِ دين اللَه دُم أبدا .

وعش برغم الأعادي عيشةً رغدا

هل أذهَلَ الناسَ إلا خيمةٌ سقَطَت

من المكارِمِ حتى ألقت العمدا

خرَّت لوجهكَ نحو الأرض ساجدةً

كما يَخِرُّ لوجهِ اللَه مَن سجَدا

ثانيًا الغزل:

يُعد الغزل هو من أشهر أغراض الشعر العمودي ، ومن أشهر القصائد التب ذكرت به هي قصيدة امئ القيس ، حيث قال:

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل

بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها

لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها

وقيعانها كأنه حبَّ فلفل

كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلوا

لدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حنظلِ

ويوجد العديد من الأغراض الآخرى للشعر العمودي ومنهم الرثاء والهجاء والفخر وغيرهم.