لمن تعطى زكاة الفطر من الأقارب ؟ .. أقوال العلماء ابن باز وابن عثيمين
هل يجوز توزيع زكاة المال على الأقارب
يتساءل العديد من المسلمين عن حكم دفع زكاة المال على الأقارب ويكثر توارد هذا السؤال خاصةً في وجود شهر رمضان بسبب
زكاة الفطر
التي هي فرض على كل مسلم يجب أن يقوم بفعله، وعلينا أن نعلم أنه
يجوز أن تدفع زكاة الفطر وزكاة المال إلى الفقراء من الأقارب
بل إنهم هم أولى بذلك عن غيرهم،
ويقول الشيخ والعلامة ابن عثيمين
في ذلك ما يأتي: (يجوز أن تدفع زكاة الفطر وزكاة المال إلى الأقارب الفقراء، بل إن دفعها إلى الأقارب أولى من دفعها إلى الأباعد؛ لأن دفعها إلى الأقارب صدقة وصلة، لكن بشرط ألا يكون في دفعها حماية ماله، وذلك فيما إذا كان هذا الفقير تجب عليه نفقته أي على الغني، فإنه في هذه الحال لا يجوز له أن يدفع حاجته بشيء من زكاته، لأنه إذا فعل ذلك فقد وفر ماله بما دفعه من الزكاة، وهذا لا يجوز ولا يحل، أما إذا كان لا تجب عليه نفقته، فإن له أن يدفع إليه زكاته، بل إن دفع الزكاة إليه أفضل من دفعها للبعيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“صدقتك على القريب صدقة وصلة”
.) [1]
لمن تعطى زكاة الفطر من الأقارب
يعتبر سؤال لمن تعطى زكاة الفطر من الأقارب؟ هو نفسه
على من تجب الزكاة
؟ ولقد اختلف العلماء في هذه المسألة وهي لمن تجب الزكاة حيث يرى بعض العلماء أنها تجب على مصارف زكاة المال الثمانية، ويرى بعض العلماء أنها تجب على الفقراء والمساكين، وفيما يخص سؤال لمن تعطى من الأقارب فإنه
يشترط أن يكون هذا القريب فقيرًا وأن يكون هذا القريب ممن لا تجب نفقته على المزكِّي،
لكن على الرغم من ذلك إن كنت تعلم أن أحد أقاربك يمر بضائقة مالية ويحتاج إلى المال فلا يجب عليك أن تنتظر حتى يأتي شهر رمضان حتى تُخرج زكاتك، ويجب على كل مقتدر أن يبحث عن أحوال المسلمين من حوله ومن منهم يحتاج إلى المال ويحاول أن يكون قائم على أحوال المسلمين حتى يكون أجرهم كبير عند الله، كما أن
قيمة زكاة الفطر
لا تختلف إن كانت للأقارب أو غيره.
ولقد اختلف العلماء في على من تجب الزكاة وذلك كما جاء في الموسوعة الفقهية: “اختلف الفقهاء فيمن تصرف إليه زكاة الفطر على ثلاثة آراءٍ : ذهب الجمهور إلى جواز قسمتها على الأصناف الثّمانية الّتي تصرف فيها زكاة المال ، وذهب المالكيّة – وهي رواية عن أحمد واختارها ابن تيميّة – إلى تخصيص صرفها بالفقراء والمساكين، وذهب الشّافعيّة إلى وجوب قسمتها على الأصناف الثّمانية، أو من وُجد منهم” وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية القول الأول والثالث أن تعلق زكاة الفطر بالأبدان لا بالأموال، ومما قال هناك: “ولهذا أوجبها الله تعالى طعاماً، كما أوجب الكفارة طعاماً، وعلى هذا القول: فلا يجزئ إطعامها إلا لمن يستحق الكفارة، وهم الآخذون لحاجة أنفسهم، فلا يعطى منها في المؤلفة، ولا الرقاب، ولا غير ذلك”
حكم دفع الزكاة للأقارب لابن باز
يقول الشيخ والعلامة ابن باز رحمه الله عندما سأله أحد السائلين عن لمن تعطى الزكاة من الأقارب فأجاب كما يأتي: (
يجوز دفع الزكاة للفقراء من الأقارب صدقة، وصلة؛ لأن النبي ﷺ لما سئل قال: الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة فلا بأس أن يعطي أخاه، وعمه، وخاله إذا كان فقيرًا من زكاته، أو صدقة تطوع، صدقة وصلة، لكن إذا كان الفقير من آبائه، أو أجداده، أو أمهاته لا؛ لأنه عليه أن ينفق عليهم، أو كانوا من ذريته لا يعطيهم من الزكاة، ينفق عليهم؛ لأن الولد أحق على أبيه أن ينفق عليه، والأم كذلك إذا كان عاجزًا وهي قادرة، والمقصود: الأولاد لا يعطوا من الزكاة، بل ينفق عليهم أبوهم، وأمهم من ماله إذا كانوا فقراء، وهكذا الآباء، والأمهات، والأجداد، والجدات لا يعطون من الزكاة، يعطون من غير الزكاة. نعم.)
كما أضاف الشيخ ابن باز في فتوىٍ أخرى قائلًا: (الأقارب فيهم تفصيل، فإذا كان القريب من الفروع كالأولاد، وأولاد البنين، وأولاد البنات، والبنات أنفسهن لا يعطون من الزكاة، هذا الذي عليه أهل العلم، ولكن ينفق عليهم والدهم إذا كانوا فقراء، ينفق عليهم من ماله، وهكذا الآباء، والأجداد، والأمهات لا يعطوا من الزكاة، أما بقية الأقارب كالإخوة، والأعمام، وبني العم، وبني الخال، وبني الخالة، وأشباههم، فيعطون الزكاة إذا كانوا فقراء، أو غارمين، عليهم ديون، ما يستطيعون أداءها، لقوله سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ [التوبة:60] وتكون صدقة، وصلة كما قال النبي ﷺ: الصدقة على ذي الرحم صدقة وصلة، وأما الآباء، والأجداد، والأمهات، والذرية؛ فليسوا من أهل الزكاة، لا يعطون من الزكاة؛ لأنهم شيء واحد، فالأولاد بضعة منه، وهو بضعة من أبيه وأمه، فالواجب عليه أن ينفق عليهم من صلب ماله، لا من الزكاة نعم، إذا كانوا فقراء، نعم.) [3][4]
ضوابط دفع الزكاة للأقارب
يمكن أن يظن القارئ مما سبق أن جواز دفع الزكاة للأقارب هو جواز مطلق، لكن علينا أن نعلم أن دفع الزكاة لأقارب له بعض الضوابط والشروط التي يجب على المتزكي تحريها والالتزام بها، ومن
ضوابط دفع الزكاة للأقارب
ما يأتي: [5]
-
ألا يكون هذا الشخص المستحق للزكاة من الأبناء أو الآباء، لأنه إن كان أحدهم فقيرًا ومتعسرًا يجب على المتزكي سواء كان الأب أو الابن أن يساعده، لأنهم أقارب تستوجب لهم نفقة، والزوجة أيضًا لا يجوز دفع لهم الزكاة.
-
تعطى الزكاة للأقارب الذين هم خارج نفقة المتزكي، مثل الأخ والأخت والعم والعمة والخال والخالة، وما يشبههم من أبناء العم أو الأخوال وعيره.
لكن علينا أن نعلم أن دفع الزوجة زكاتها لزوجها جائزة لأن النفقة لا تجب على الزوجة بالتالي خرج الزوج من إطار ممن تجب نفقتهم على المتزكي، وعليها أن تخرج
مقدار زكاة الفطر
كاملة إن أرادت أن تدفع من مالها زكاةً لزوجها.
خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم
يتحقق أهم شرط من شروط الزكاة على الشخص الذي يكون فقيرًا ولا يستطيع إخراج مال الزكاة بل يحتاج هو إليها، لكن هذا وحده ليس كافيًا، لأن هناك
خمسة لا يجوز دفع الزكاة
إليهم وهم كما يأتي: [6]
-
الأشخاص الذين تجب نفقتهم على المتزكي مثل الأب والأم والأبناء والزوج والزوجة وغيره.
-
أهل البيت.
-
بنو هاشم رهط النبي.
-
الكافر لا يأخذ من زكاة المسلمين إلا إذا كان مؤلفًا على الإسلام، أي أن يكون من المؤلفة قلوبهم.
-
الغني والقوي المكتسب، وذلك كما جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (
لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي
).