متى يجب الصيام على الطفل ؟.. في اي عمر تحديداً
حكم صيام الطفل قبل البلوغ
جعل الله سبحانه وتعالى في الأولاد الرزق الأكبر للآباء، ويأتي هذا الرزق من رؤيتهم يمشون على الصراط المستقيم ويتعلمون أمور الدين والدنيا، وأول ما يشغل بال الأباء عند رؤية أبنائهم يكبرون هو الصلاة والصوم وتتهافت الأسئلة عليهم متى يجب أن يصلي الولد؟ ومتى يجب أن يعتاد على الصوم وفي أي سن؟ وإن كان ما يشغل العقل أكثر هو موضوع الصيام لما فيه من آراء مختلفة وخاصة في المجال الطبي لما يرون من
اضرار الصيام على الأطفال
وذلك ما سوف نتحدث عنه لاحقًا، والآن نرى رأي الدين في حكم صيام الطفل قبل البلوغ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ) رواه أبو داود (4399)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، أي أنه
لا يجب على الطفل الصغير الصوم حتى يبلغ.
مع ذلك يجب على الآباء أن يعودوا أولادهم على الصيام بشكل تدريجي، فمثلًا من الممكن أن يصوم من الفجر إلى الظهيرة، ثم بعد ذلك من الظهيرة إلى العصر وإلى ذلك حتى يصل إلى المغرب، ومع كل تقدم للطفل وتدرجه في الصيام يضع الآباء جوائز تحفز الطفل وتشجعه على الصيام، والأهم من كل ذلك أن نعلم الطفل لماذا نصوم وما هو شهر رمضان وما فضله وما جزاء الصائمين عند الله سبحانه وتعالى، حتى لا يعتادوا على الصيام بدون هدف أو يفكرون أن بهذا الشكل يقلدون آبائهم فقط.
متى يجب على الطفل الصوم
أتفق العلماء على أن يجب على الآباء تعليم أولادهم الصيام في سن الإطاقة، وذلك السن يختلف باختلاف بنية كل ولد لآخر فمنهم من يتحمل ومنهم من لا يطيق، وقد وضع العلماء
السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام
، وهو عندما يكون الولد في سن
العاشرة
من عمره، فقال الخرقي: (وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أُخِذَ به) فيجب تعويد الصغار على الصيام في سن صغير حتى يعتادوا عليه لحين بلوغهم ولا يكون الأمر شاق عليهم، فالتعود على الصيام من الأمور المهمة في الدين ولا سيما أنه من أركان الإسلام الخمسة لذلك وجب التعود عليه ومعرفة فضله.
كما سُئل ذات مرة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ان هناك طفل صغير يُصر على الصيام رغم ضعفه، فهل يحق للأم أن تقسوا عليه لكي يفطر فأجاب: (إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به، وكان الصحابة رضي الله عنهم يُصوِّمون أولادهم، حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها، فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه، ولكن المنع يكون عن غير طريق القسوة، فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم) مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (19/83)، وقال أيضًا الشيخ: (والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده، فيسهل عليه بعد البلوغ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم – وهم خير هذه الأمة – يصوِّمون أولادهم وهم صغار) مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ( 19 / 28 ، 29 )، كما أنه للتكلف لصيام الولد علامات للبلوغ والتي بها يُكلف الذكر بالصلاة والصوم، والتي منها نزول المَني، و خشونة الصوت، وظهور شعر العانة والفرج، فعند ظهور تلك العلامات يُكلف الذكر بالصوم ويكون عليه إثم إن لم يصم كما قال الرسول الكريم حتى يحتلم الصبي. [1]
متى يجب الصيام على البنت
من العادات في بلاد المسلمين ومن العلامات الشائعة لبلوغ المرآة هو الحيض، وذلك يكون دون النظر لأي علامات أخرى غير ذلك، فكان السؤال هنا ما هي العلامات الشرعية لبلوغ المرآة؟ وماهو السن التي يجب أن تصوم عنده البنت؟ فكانت العلامات هي، وأن ينبت لها شعر العانة وشعر حول الفرج، وأن تحيض، أو إنزال المني عن شهوة أو في المنام، وأن تتم سن الخامسة عشر وإن ظهرت كل تلك العلامات دون سن الخامسة عشر فوجب عليها الصيام، أي أن السن لا يشترط، أي أن
تُكلف البنت بالصيام عند البلوغ
، وإن كانت تُدرب عليه قبل ذلك، ولكنها تكون غير مُكلفه حتى تبلغ.
رأي الأئمة في صيام الأطفال
قال الحنفيّة والشافعيّة: (أنّ الأمر بالصيام كالأمر بالصلاة إذ يُؤمَر به وهو ابن سبع سنين، ويُضرَب عليه لعشر إذا قدر عليه)، وقال الإمام أحمد بن حنبل: (أنّه يُؤمَر به لعشر مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار نيّة الطفل وقدرته على تحمُّل مَشقّة الصيام)، أمّا المالكية فقالوا: (أنّه لا يُشرَع الصيام في حقّ الصبيّ الذي لم يبلغ، ولا يُطلَب من وليّه أن يأمره به، لأنّ الصوم غير مشروع في حقّه إلى أن يبلغ فيأمره بذلك)، وكل ذلك كان بما ثُبت عن السنة النبوية والصحابة والتابعين على تعويد الأطفال منذ الصغر على الصيام، فعن الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها أنّها قالت: (أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ. فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ) [2][3]
مخاطر الصيام على الأطفال
مع حلول شهر رمضان يبدأ الوالدان في التساؤلات حول صيام الأطفال، وإن كنا شرحنا فيما سبق عن السن المناسب للصيام لما جاء بالسنة النبوية وأقوال العلماء، فيكون هناك سؤال أخر وهو هل للصيام أضرار على صحة أطفالنا؟ ، أشاروا الأطباء إلى خطورة الصيام لأقل من 9 سنوات وأن هذا سوف يعرضهم للعديد من المشاكل الصحية خاصًة الأطفال المصابين بمرض السكري من الدرجة الأولى، وأمراض القلب وفقر الدم والكلى، وفي حالة صيام الطفل السليم يجب الأهتمام بما يأكل حتى لا يتعرض لأي مضاعفات نظرًا لبنيته الجسدية الضعيفة، فيجب عليه أن يكثر من تناول الموز لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم وفيتامين ب الذي يساعدان على الاحتفاظ بالماء، وتناول المكسرات لتحسين الدورة الدموية، والزبادي التي تحسن من عملية الهضم، مع شرب كمية كافية من الماء، تجنب أكل أو شرب العصائر التي بها نسبة سكر كبيرة، تجنب لعب الطفل أثناء فترة النهار أو بذل أي مجهود شاق حتى لا يشعر بالتعب، تأخير السحور قدر الإمكان لمساعدة الطفل على الصيام لفترات طويلة دون الشعور بالجوع، وإن لم يستطع الصيام أو كان يعاني من أي مرض مما سبق عليه أن يفطر ولا يشق على نفسة حتى لا يتعرض للمخاطر، ومن
مخاطر الصيام على الأطفال
ما يأتي:
- الإصابة بضربة شمس لنقص الماء بالجسم وفقدان السوائل.
- الجفاف والذي يضر بالكلى وخاصة لمرضى الكلى.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- التأثير السلبي على النمو.
- هبوط حاد في الدورة الدموية.
- غيبوبة سكر.
- الصداع الشديد.
- الدوخة.
- شحوب اللون
- التقيؤ
- الإغماء. [4]