ما هي مؤلفات أحمد حسن الزيات

من هو أحمد حسن الزيات

أحمد حسن الزيات هو أديب من كبار الأدباء والمفكرين في مصر والوطن العربي. ترك أحمد حسن الزيات بصمة كبيرة في تاريخ الأدب العربي وذلك بسبب أسلوبه ولغته وبيانه. كما أن تأسيسه مجلة الرسالة كان له أثر عظيم ليس في حياة أحمد حسن الزيات فقط وإنما في الثقافة العربية ككل.

ولد أحمد حسن الزيات في 16 جمادى الآخرة 1303 هجري الموافق 2 إبريل 1885 ميلادي وتوفي في 16 ربيع الأول 1388 هجري الموافق 12 مايو 1968 ميلادي. ولد أحمد حسن الزيات في قرية كفر دميرة القديم في مركز طلخا مديرية الدقهلية في مصر في أسرة متوسطة الحال كسائر أهل القرية.

بدأ أحمد حسن الزيات مسيرته الطويلة والحافلة في الكتّاب حيث درس القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم ثم أتقن القراءات السبع. التحق أحمد حسن الزيات بالجامع الأزهر ودرس علوم الشريعة والعربية. إلا أن ميله للأدب جعله ينصرف إلى دراسة الأدب بشكل كلي.

التحق أحمد حسن الزيات بعد ذلك بالجامعة الأهلية، وكان الزيات في نفس الوقت بدأ مسيرته المهنية بالتدريس في المدارس الأهلية وكانت فاتحة خير له حيث عمل بعد ذلك رئيس للقسم العربي في الجامعة الأمريكية في القاهرة ثم عيّن أستاذ في دار المعلمين العالية في بغداد.[1]

من الكتب التي ألفها أحمد حسن الزيات

قرر أحمد حسن الزيات بعد ذلك الانصراف إلى التأليف بشكل كلي حيث ألف الزيات العديد من المؤلفات القيمة من حيث التأثير في الثقافة العربية، ونذكر من أهم مؤلفات أحمد حسن الزيات ما يلي:

  • تاريخ الأدب العربي
  • في أصول الأدب
  • دفاع عن البلاغة
  • وحي الرسالة
  • في ضوء الرسالة

جمع أحمد حسن الزيات في ” وحي الرسالة ” كل المقالات والأبحاث المنشورة له في مجلة الرسالة وذلك في أربعة مجلدات كتب فيها خلاصة تجاربه وأفكاره وآراءه في كل مجالات الحياة من الأدب والاجتماع والسياسة وغيرها من المواضيع والأمور الأخرى. في حين جمع أحمد حسن الزيات في ” في ضوء الرسالة ” مقالات أخرى منشورة له في مجلات أخرى بعد إغلاق مجلته الرسالة.

لم تنحصر أعمال أحمد حسن الزيات في التأليف والمقالات الأدبية والنقدية فحسب، بل كان له دور كبير في الترجمة من المؤلفات العالمية. حيث ترجم مختارات من الأدب الفرنسي مثل:

  • رواية روفائيل للأديب الفرنسي لامارتين
  • آلام فارتر لغوته

بالإضافة لذلك، كتب أحمد حسن الزيات مجموعة قصصية بعنوان من


الأدب الفرنسي


وكان له دور في إغناء المكتبة العربية.[2]

سمات أسلوب أحمد حسن الزيات

يعتبر أحمد حسن الزيات من أفضل الأدباء في العصر الحديث إلى جانب مصطفى صادق الرفاعي، وطه حسين، والعقاد. وقد كان الزيات الأقوى من حيث الأسلوب والأوضح من حيث البيان والأنقى من حيث الألفاظ. كما كان الزيات من الأدباء المخضرمين المعروفين بالأسلوب المميز والنهج الخاص به في الصياغة والتعبير.

وفي الحقيقة، كان للزيات مذهب ونهج خاص في الكتابة يمكن التعرف عليه من خلال كتابه دفاع عن البلاغة. حيث كان أسلوب أحمد حسن الزيات يتصف بالبلاغة العربية التي تعيد إلى الأذهان طابعها العربي الأول. حيث دعا أحمد حسن الزيات إلى الإيجاز وانتقاء الألفاظ ورصانة الفواصل أي يمكن القول أن مذهب أحمد حسن الزيات كان متأثر في كتابات كل من أبي حيان التوحيدي والجاحظ.

إلى جانب ذلك دعا أحمد حسن الزيات إلى ضرورة إمداد الأدب والفكر العربي الحديث بأثار الفكر الغربي وذلك من خلال التركيز على أهمية ترجمة المؤلفات الأجنبية وروائع الأدب العالمي من أجل مواكبة الحضارة المعاصرة.

وقد بدا ذلك واضحًا في كتاب تاريخ الأدب العربي للزيات. فقد كان من أوائل الأدباء الذين حاولوا تقليد المنهج التاريخي في الدراسات الأدبية. حيث استمد الزيات بعض الأفكار والآراء من الغرب من المدارس النقدية الحديثة ومن ثم حاول تطبيق هذه الأفكار والآراء على الأدب العربي.[3]

إلى أي مدرسة أدبية ينتمي أحمد حسن الزيات

ترك أحمد حسن الزيات إرث كبير من المؤلفات والكتب التي كان لها دور كبير في تطوير الأدب العربي والثقافة العربية. وقد اشتهر أحمد حسن الزيات بشكل خاص في أدب الرسائل وهذا ما جعل الزيات

رائد مدرسة أدب الرسائل

. وقد كان لأحمد حسن الزيات دور كبير في نجاح مدرسة أدب الرسائل وجعل هذه المدرسة واحدة من مدارس الأدب المرموقة.

إلى جانب أدب الرسائل، كتب أحمد حسن الزيات في العديد من الموضوعات والقضايا الشائكة في عصره فبرع في مجال النقد والسياسة حيث ناقش العديد من الأمور السياسية والاجتماعية مثل مشاكل الإقطاع في مصر، ونقد الحكام والوزراء، وربط بين الدين والتضامن الاجتماعي، وحارب المجالس الوطنية المزيفة، وحث على محاربة الاحتلال من أجل نيل الحرية والاستقلال.

كتب أحمد حسن الزيات العديد من المقالات النقدية وتميز في جرأة الطرح وتناول موضوعات مهمة ومصيرية مثل مفاهيم العروبة والحضارة بعيدًا عن الانتماءات الحزبية السياسية ولذلك كان محل تقدير واهتمام فهو شخص هادئ النفس طيب الخلق. وقد تميزت تلك المقالات بصياغتها وأسلوبها الأدبي الرفيع.[4]

اقتباسات أحمد حسن الزيات

لو كنا نقرأ لخلقنا الكاتب والكتاب، ولو كنا نقرأ لأخصبنا حقول المعرفة، فأزهرت في كل مكان، وأثمرت في كل نفس، ولو كنا نقرأ لما كان بيننا هذا التفاوت الغريب الذي تتذبذب فيه الأفكار بين عقلية بدائية وعقلية نهائية.

تتطور المذاهب والآراء، كما تتطور الحلي والأزياء، فإذا لم تتقص بالقراءة المتجددة أخبار هذا التطور في أطراف الأرض، عشت في عصرك غريب العقل، أجنبي الشعور، وحشي الثقافة، كالذي يلبس في الناس زيًا مضى بدل زي حضر.[5]

وما دمنا لا نرى الكتاب ضرورة للروح، كما نرى الرغيف ضرورة للبدن، فنحن مع الخليقة الدنيا، على هامش العيش أو على سطح الوجود.

مشكلة المشكلات هي أن مكارم الأخلاق لا تباع، ولا تعار، ولا تكسب في الزمن القليل، إنما هي: تهذيب الدين الصحيح، وصقال الدهر الطويل.

غشينا ظلام الغرب، ولفّنا ليله الأليل، فكأنما انطفأت في شرقنا عين الشمس! وما كان الغرب منذ دحا الله الأرض إلا مبعث ظلمة.

وإذا رأيت أمة تدير في أفواهها ألسنة الأمم، وتستعير في أعمالها دلالات الناس، فلا تتردد في الحكم عليها بالتبعية الدنية والعبودية الأدبية والوجود الملفق.

من هوان نفسك عليك وإهانة جنسك في الناس أن تتكلم بغير لغتك في بلدك وبين قومك من غير ضرورة ولا مناسبة، فإن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على عدم استقلالك في خليقتك وعقيدتك ونمط تفكيرك وأسلوب عملك .. فيا قومنا، إن لغة المرء تاريخه وذاته، فالغض منها غض منه، والتفضيل عليها تفضيل عليه، ولا يرضى لنفسه الضعة والصغار إلا من هان على نفسه وكان من العاجزين.[6]