من هو ” اول من اسلم من الصبيان ؟ “
أول من أسلم من الصبيان
أول من أسلم من الصبيان ولم يتجاوز عمره حينها العشرة سنوات، هو
علي بن أبي طالب
، حيث قال ابن إسحاق “ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، رضوان الله وسلامه عليه، وهو يومئذ ابن عشر سنين”، كما روي الطبراني بسند فيه إسماعيل السدي عن أبي ذر وسلمان قالا” أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي، فقال إن هذا أول من آمن بي”[1].
عندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم جمع كل أهله على مائدة وأعد لهم وليمة وعرض عليهم جميعاً الإسلام، وقال أن من يؤمن به سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجب أحد من أعله سوى علي رضي الله عنه، وسمي هذا اليوم بحديث يوم الدار أو إنذار الدار، إذ ذكر في رواية أنس بن مالك “بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء”، وبالنظر إلى
ترتيب الصحابة حسب السبق في الإسلام
فتأتي السيدة خديجة في المقدمة ثم أبي بكر ثم علي بن أبي طالب وهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين بالجنة[2][3].
معلومات عن علي بن أبي طالب
الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مر بن نزار بن معد بن عدنان، حيث يعود نسبه إلى نبي الله إسماعيل بن سيدنا إبراهيم عليهما السلام، وهو بن أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن أمه فاطمة بن أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أول هاشمية تلد لهاشمي، كما أنها من أوائل النساء الذين أسلموا وهاجرت إلى المدينة المنورة وتوفيت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى عليها ونزل قبرها وأثنى عليها، وله ثلاث أخوة من الذكور طالب وعقيل وجعفر، وله من الإناث جمانة وهند وريطة.
علي بن أبي طالب هو أصغر أخوته ولد لأبيه أبو طالب سيد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها، كما أنه ولد في مكة المكرمة في العام الثلاثين من عام الفيل، وقيل أنه ولد في جوف الكعبة، وبعدما صار علي بعمر السبع سنوات أتى الرسول لأبي طالب ليأخذ ولد من أولاده يكفله ويحتضنه لما كانت تمر به مكة حينها من ظروف اقتصادية سيئة أثرت على التجارة، ومن حينها وبدأ علي بن أبي طالب يتربى في كنف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان علي ملازم للرسول في كل شيء، يسير معه ويتبع خطواته، كما كان يذهب معه لغار حراء للتعبد والتأمل والصلاة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل مجيء الإسلام على نهج إبراهيم حنيفاً مسلماً ولم يسجد في حياته كلها لصنم قط.
بعد هجرة علي بن أبي طالب إلى المدينة المنورة استقر فيها وتزوج من
السيدة فاطمة الزهراء
رضي الله عنها أبنة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في السنة الثانية من الهجرة وأنجب منها الحسن والحسين في السنة الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي، ثم أنجب المحسن بن علي وأنجب فيما بعد منها أيضاً السيدة زينب وأم كلثوم، وعرف علي بقوة شخصيته وحكمته فكان يفض النزاعات ويسوي الصراعات وينهي المعارك وكان الأيدي اليمنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم” حيث قال الرسول له ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي”.
وصف ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب علي بن أبي طالب قائلاً “وأحسن ما رأيت في صفة علي رضي الله عنه أنه كان ربعة من الرجال إلى القصر ما هو، أدعج العينين، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسناً، ضخم البطن، عريض المنكبين، شئن الكفين، عتداً والعتد من الرجال الشديد التام الخلق أغيد كأن عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كبير اللحية لمنكبه، مشاش كمشاش السبع الضاري، لا يتبين عضده من ساعده، قد أدمجت إدماجاً، إذا مشى تكفأ، وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، وهو إلى السمن ما هو، شديد الساعد واليد، وإذا مشى للحرب هرول، ثبت الجنان قوي شجاع منصور على من لاقاه”[4].
شجاعة علي بن أبي طالب
دخل علي بن أبي طالب الإسلام مبكراً، حيث يعتبر
أول من دخل الإسلام من الصبيان
، وثاني من أسلم من الرجال إذ أن
أول من اسلم من الرجال
هو الصحابي أبي بكر الصديق، مما غرس في نفس علي حب الجهاد والشجاعة والإقدام فكان لا يخاف سوى الله عز وجل، مما جعل كل مواقفه بطولية وكل حياته جهاديه ومن بين المواقف الدالة على شجاعته وحبه لله ورسوله:
- عندما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى يثرب اجتمع كل سادات قريش في دار الندوة وقرروا قتله، فجمهور من كل قبيلة شاب يعرف بقوته وأمروا الشباب بانتظار النبي عند بيته ليضربوه ضربة رجل واحد ليتفرق دمه بين القبائل، فحينها نزل الوحي على النبي وأخبره سيدنا جبريل بما تآمر عليه الكفار، فطلب النبي حينها من علي أن ينام في فراشة بدلاً منه ويتغطى ببردة الأخضر ليظن الكفار أنه نائم ولم يخرج حتى يطمأن قلبهم ولم يلحقوا النبي ونفذ علي ما طلب منه دون خوف، لذت فهو أول فدائي في الإسلام بموقفه في هذه الليلة.
- هزم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الوليد بن عتبة في غزوة بدر، كما قتل ما يزيد عن عشرين من المشركين وحده.
- قتل طلحة بن عبد العزي حامل لواء قريش في غزوة أحد.
- في العام السادس من الهجرة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم علي إلى غدك فأخذها.
- أقتحم علي بن أبي طالب حصن خيبر متخذ الباب درع له، لقوته وشدة بأسه في القتال.
- استمر في القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم ف غزوة حنين.
- كان يمتلك علي بن أبي طالب سيف شهير أعطاه له الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتز به ويقاتل به يسمى سيف ذو الفقار.
خلافة علي بن أبي طالب
تولى علي بن أبي طالب الخلافة بعد عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وحين ذاك كانت تمتد خلافة الدولة الإسلامية من المرتفعات الإيرانية شرقاً إلى مصر غرباً بما في ذلك شبه الجزيرة العربية والأطراف، كما أن علي بن أبي طالب أعلن في بداية حكمه أنه يسير بنهج الإسلام وسيطبق نهج رسول الله وسيرسخ العدل والمساواة بين الجميع دون تفضيل أو تمييز، واتسمت فترة خلافة علي بن أبي طالب بأنها لم تشهد أي فتوحات بل كانت مميزة بالتنظيم والإنجازات المدنية والحضارية، وازدهر في عهده العلم والفقه والنحو، فالإمام علي هو من أمر أبو الأسود الدؤلي بتشكل حروف القرآن لأول مرة، وقيل البعض بأنه هو أول من سك الدرهم الإسلامي الخالص بينما نفى البعض ذلك ونسبوه لعبد الملك بن مروان.
صفات علي بن أبي طالب
لا ريب في أن من تربى على أيدي النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قد نجى بأخلاقه، فتربى على الحكمة والخلق والكرم والشجاعة والإحسان والأمانه والصدق والعفة والخوف من الله عز وجل، وتتمثل أهم صفات علي بن أبي طالب في[5]:
- كان عليم بأمور القضاء، حيث ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب”.
- عرف بالكرم والسخاء وحب العطاء، فكان يقضي حاجة الآخرين ويرى في ذلك خير كثيراً، فكان قضاء حاجة الناس أقرب إلى قلبه من الذهب والفضة، حيث بلغت الأوقاف التي أوقفها أربعين ألف دينار.
- كان من الصابرين، حيث رأى علي ف حياته الكثير من المتاعب، فمنذ نعومة أظافرة وهو يجاهد مع النبي ويحفظ أسرار الرسول وأسرار الحرب وواجه فيما بع الكثير من المتاعب والفتن أثناء خلافته.
- الشجاعة والإقدام من أهم ما يميز علي بن أبي طالب فكان يظهر ذلك في كل مواقفه منذ كان صغيراً فدخل الإسلام قلبه منذ وقت مبكر مما غرس في نفسه الخوف من الله وحده عز وجل.
- كان قوام صوام متعبد لله عز وجل يتهجد الليل ويحث الغير على الخوف من الله وتتبع هديه، وكان داعي لله بالقول الحسن والعمل الصالح.
- الحكمة والمعرفة، حيث قال عبد الله بن عباس عن علي بم أبي طالب” كنا إذا أتانا الثبت عن علي رضي الله عنه، لم نعدل به، وقال ابن شيرمة “إذا ثبت لنا الحديث عن علي رضي الله عنه، أخذناه وتركنا ما سواه”، كما كان يقول ” سلوني سلوني هن كتاب الله تعالى فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار”.