من هو ” اول شخص صام رمضان ؟ “
اول شخص صام رمضان
في الحقيقة إن السيوطي ذكر في كتابه “الوسائل إلى معرفة الأوائل” أن
اول نبي صام رمضان
هو
سيدنا آدم عليه السلام
، وكانت مدة الصيام ثلاثة أيام كان يصومهم كل شهر باستمرار أخرجه الخطيب في (أماليه) وابن عساكر عن ابن مسعود [1].
قد صام بعد نزوله إلى الأرض مباشرة وقبول الله لدعائه وتوبته النصوحة، ومن حكمة الله أن تصبح أول مرة يصوم فيها إنسان وسيلة وطريق نشكر به الله ونتقرب من جواره.
هناك أيضا من قال أن آدم كان يصوم الأيام الثلاثة البيض المتواجدين في كل شهر قمري وكانت البداية من الليلة الثالثة عشرة من الشهر إلى أن يصل بنهاية اليوم الخامس عشر من نفس الشهر.
قام بأداء الصيام بعد آدم عليه السلام هو النبي نوح عليه السلام في تلك الأيام البيض، بالإضافة إلى أنه أضاف إليها صيام اليوم الذي تمت نجاته فيه من الطوفان لكي يشكر الله على إنقاذه.
قد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم الأيام الستة التي تلي عيد الفطر وتلك هذه الأيام البيض التي يبلغ عددها ثلاثة تتواجد في جميع شهور السنة ستة وثلاثين يوما.
فإن صيام رمضان في وقت مجيئه كامل يكون ثلاثين يوما وعهد إضافة هذه الأيام الستة إليها يصبح مجموعها متساوي مع مجموع الأيام التي كان نوح عليه السلام يصومها.
كما أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وقال بعد ذلك أن الصوم الأول قد اُنسب إلى نوح، فمن دونه حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصومون مدة ثلاثة أيام بشكل شهري إلى العشاء.
هذا النمط الذي كان يسير عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأول من كان يصوم في الإسلام هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك اتبعوه أصحابه لكي يقتدوا به وبأفعاله وامتثالا لأمره وإيمانا برسالته إلى أن قام الله بفرض صيام في شهر رمضان المبارك، وأكد ذلك في القرآن كتابه الكريم والله جل جلاله أعلم.
جاء في القرآن الكريم قول الله تعالى في سورة البقرة “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وتفسير تلك الآية أن الصيام تم فرضه علينا وعلى الأمم التي كانت موجودة قبلنا.
من هي الأمة التي فرضت عليها الصيام
لكن ليس هناك حديث صحيح يحدد ما هي الأمم التي كان الصيام فرض عليها قبلنا بشكل أولي ولا كيفية الصيام وشروطه، إلا أن بعض المفسرين قاموا بذكر آثارا عن مجموعة سالفه منها [2]:
- جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال السالفين هم أهل الكتاب.
- ما عن ابن مسعود وغيره أنه فهم قالو كان الصيام ثلاثة أيام من كل شهر بشكل دائم إلى أن تم نسخه بالقرآن.
- بالنسبة لحسن البصري نسأل الله الرحمة له قال: أجل، والله إن الصيام قد كُتب على جميع الأمم التي قد خلت، إلا أن الله كتب علينا الصيام لمدة شهر كامل.
بالنسبة للصيام الذي كان يصومونه كلا من زكريا ومريم عليهما السلام فهو صيام عن الكلام، وذلك بسبب أن المعنى اللغوي للصيام هو: الإقلاع والامتناع فقد قال تعالى عن زكريا عليه السلام في سورة آل عمران “أيام ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار”.
أما عن السيدة مريم عليها السلام كما ذكر في سورة مريم أنها قالت “إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسياً”، وأيضا لله العلم وحدة ما يقصده المعنى الشرعيُّ من فرض الصيام.
لم يخرج عن حدود الإمساك والاقتلاع والتوقف، وإنما به مجموعة نصوص وقيود خاصة أُضيفت من قبل الله، مجموعة من الفقهاء قالوا إنّ الصومَ بالمعنى الشرعي هو الإمساك عن كل ما هو يفطر.
بمناسبة هذه المباركة من شهر رمضان الكريم فإن كل القلوب ممتلئة بمشاعرَ حسنه يسيطر عليها فضائل الصوم وآثاره الكريمة.
أن الله رحيم بعباده لذلك جعل صيام شهر رمضان له نظام محدد يعمل على قيام توازن كامل بين كلا من نَزَعات النفس ورَغَبات الروح، حتى يتمكن الإنسان من حدوث تسونامي بصفاته الأخلاقية والخلقية.
المُراد من الصيام ليس الحرمان من كل شئ أحله الله ولكن هو مطهر الذنوب وغاسل الروح وتحرير النفس، قال تعالي في سورة المائدة “مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ”.
فوائد صيام شهر رمضان
رمضان يقوم بكسر الكبر المتواجد في قلوب بعض الناس، حيث أن هناك بعض الأشخاص يفتخرون بعبادتهم وقربهم من الله وأن ليس هناك مثلهم في الوجود، فرمضان جاء ليخبره أن هناك مَن ينافسه ويسبقه في فعل الخيرات وهناك من يتجاوزه في فعل الخير، حيث أن الناس يصلون في المساجد بأعداد كثيفة فبالتالي يصغر الإنسان وقدره أمام كل هؤلاء المتصارعين في حب الخير، فإذا ختم القرآن مرة هناك من ختمه مرات [3].
إن للصيام مجموعة آثار صحية ومفيدة لجسم الإنسان، يعرفها بالتفصيل من هم متخصصون، ويشعر بها عموم المسلمين.
يبث الخشوع في قلب المؤمن حيث انه ينشب المسلم على البكاء من خشية الله، والخشوع يكون لله وحده جل جلاله، ونبينا صلَّى الله عليه وسلَّم على البكاء في حال سَماع القرآن، فإن لم يَبْكِ فليتباك، فالخشوع هو من اعظم الأمور .
أحكام رمضان هي خير دليل على سماحة الدين وأنه دين يسر وكونه كامل وعظيم وخير ما أتمت به الأديان، وهذا تم تأكيده في أن حالة النسيان أن الفرد صائم فأكل أو شرب فيكمل صيامه فلا شيء عليه.
وقْت الإمساك قليلٌ عند مقارنته بسائر الوقت، أن الصيام يكون في شهر واحد في السنة، من كان على سفر فيحل له الإفطار، كل من احتاج إلى أن يفطر ويفطر ويعوض هذه الأيام وهذا دليل على الشهر هذا ليس هو بعذاب بل هو يبث داخلنا أمور صالحة.
رمضان شهر يحفز المؤمن لكي يزيد من قدر إيمانه وأعماله الخيرية والتقرب إلى الله، ومن يقيم الصلاة ويصوم ويجتهد في هذا الشهر أكثر من غيره يظهر على حالة الآثار الإيجابية .
هذا الشهر يقوم بتغيير النظام المعتاد عليه من قبل الفرد ويخلق نمط جديد فالمسلمون يحيّوا في الليل، والنهار للصيام ، وتقام الجماعات، ويتم جمع النوافل وهذا يجعل الحياة بها شئ جميل غير المعتاد طوال السنة.