هل طاعة الزوج واجبة ؟.. الشروط ..الأحكام .. الأدلة
هل طاعة الزوج واجبة
تبعاً لما ورد في القرآن الكريم والسنة فإن
طاعة الزوج واجبه
وهي شرط من شروط قوامة الرجل على الزوجة، كما أن الطاعة هي أساس عقد الزواج، ويجب على كل زوجه صالحة أن تطيع زوجها في كل شئ طالما لم يأمرها بمعصية الله، فقال الله
تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ{النساء : 34}
والجدير بالذكر أن بعض الآراء تقول أن الطاعة هنا مقصودة بها هي طاعة الزوج في الأمور الخاصة بحياتهم الزوجية والنكاح وتوابعه وليس في الأمور العادية مثل التحكم في نوعية الطعام أو الجلوس داخل المنزل أو في الأشياء المباحة شرعاً.[6]
قال ابن نجيم في البحر الرائق
: “المرأة لا يجب عليها طاعة الزوج في كل ما يأمر به، إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه، خصوصا إذا كان في أمره إضرار بها”هـ.
ولكن أيضاً يجب الوضع في الاعتبار أن أصل العلاقة بين الزوج والزوجة هو الإحسان والطيبة والمعروف
.[2]
حدود طاعة الزوج
أجمع الفقهاء على بعض الحدود الخاصة بـ طاعة الزوجة لزوجها وتتلخص في الأتي:
أولا:
أول شئ هو أن الطاعة واجبة ما عدا في الامور التي تخص العقيدة ” المعصية” ، أو أنها تلحق بها بضرر و استند الفقهاء هنا آية القوامة في سورة النساء رقم 34.
وقال أبن كثير :
“إذا أطاعت المرأة زوجها في جميع ما يريده
منها مما أباحه الله له منها، فال سبيل له عليها بعد ذلك، وليس له ضربها، ولا هجرانها “
ثانياً:
في حالة تعارض وقت الزوجة في القيام ببعض السنن مثل الحج أو الصيام مع حق الزوج، فيمكن للزوج أن يمنعها، لأن حق زوج واجب في كل وقت والواجب يتقدم على الأفعال التطوعية.
ثالثاً
: لا يجوز أن يأمر الزوج زوجته بمعصية أي كانت نوعها، وفي هذه الحالة تحرم طاعة الزوج.
رابعاَ
: اتفق الفقهاء أنه لا يجوز طاعة الزوج في حالة رغبته في منع زوجته من قيام الفرائض لأن طاعة الله تعالى أمر مطلق.
قال ابن المنذر: “
ولا أعلمهم يختلفون أن ليس له منعها من صوم، ولا صلاة واجبة
“
خامساً
: ويكاد أن يتفقوا أن طاعة الزوج تفوق طاعة أي شخص بعد طاعة الله تعالى ورسوله.[5]
شروط وحكم طاعة الزوج
طاعة الزوجة لزوجها هو أمر متفق عليه من العلماء ولكن في بعض الحالات لا تعتبر الطاعة أمر مطلق، ويجب أن تتوافق مع الثلاث شروط التالية:
-
الشرط الأول
يُطاع الزوج في جميع الامور معادا مخالفة شريعة الله تعالي، فعن عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه قال: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. متفق عليه، فيحرم على المرأة أن تطيع زوجها في فعل محرم أو ترك واجب.
-
الشرط الثاني
يجب على الزوج أن يأمر زوجته بما تستطيع فعله فقط، ولا يطاع الزوج في شئ يسبب ضرر لزوجته، وذلك وفقاً لأيات الله عز وجعل: “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}. وقوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}،
ووأيضاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
“إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار.” رواه مالك وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
-
الشرط الثالث
لا تكون طاعة الزوج واجبة إلا في الأشياء الخاصة بالنكاح فقط،
قال ابن نجيم الحنفي
: لِأَنَّ الْمَرْأَةَ لَا يَجِبُ عليها طَاعَةُ الزَّوْجِ في كل ما يَأْمُرُ بِهِ إنَّمَا ذلك فِيمَا يَرْجِعُ إلَى النِّكَاحِ وَتَوَابِعِهِ خُصُوصًا إذَا كان في أَمْرِهِ إضْرَارٌ بها. اهـ[3]
الأدلة على أن طاعة الزوج واجبة
الأدلة من القرآن الكريم
لم يترك القرآن الكريم شئ إلا وتحدث عنه وشرحه باستفاضة، ومن الآيات القرآنية التي تعتبر دليل على أن طاعة الزوج واجبة هي قول الله تعالى (
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم
)، وقوله سبحانه: (
ولهن مثل الذي عليهم بالمعروف وللرجال عليهن درجة
).
الأدلة من السنة النبوية
رواه أحمد وابن حبان عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت” وفي رواية قيل لها: “أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”.
وأيضاً عن حصين بن محصن قال:
حدثتني عمتي قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حاجة. فقال: “أي هذه، أذات بعل أنت؟” قالت: نعم. قال: “كيف أنت له؟” قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال: “فأين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك”
رواه مالك والحاكم وغيرهما.[1]
وروى ابن ماجة (1853) عن عبد الله بن أبي أوفى قال :
لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم قال ما هذا يا معاذ قال أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه
” والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجة .[4]
أقوال عن طاعة الزوجة لزوجها
قال الألباني رحمه الله
: ( فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها ، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما ، وصلاح أسرتهما ، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات ) انتهى من آداب الزفاف ص 282. [4]
وقال الشيخ الألباني:
” الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه، الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يصبح هذا الشيء حراماً، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر في غير ما حديث بطاعة ولاة الأمر” بل الله عز وجل قبل ذلك قال: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ {النساء:59}.