أسباب أهمية طلب العلم الشرعي


من أسباب أهمية طلب العلم الشرعي

إن لطلب العلم الشرعي أهمية كبرى في عدة أمور

ولها أسباب نذكر منها التالي

:


  • إزالة غفلة القلب وصلاحه

العلم الشرعي في حد ذاته شرف، وفيه بر القلب والعقل واللسان، وبالعلم، يمكن تحديد صلاح القلب أو فساده، والعلم الشرعي هو الطريق الذي يقود إلى الله -تعالى-، والطرق إلى الله كثيرة؛ بعضها قصير وقريب أو طويل وبعيد، وأقصر طريق إلى الله هو تعلم العلوم الشرعية والتفقه في القرآن، وقال الله تعالى: “يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ”.[1]


  • رفع الجهل عن المجتمع

لا يزيل الله العلم عن أمة بانتزاع العلم من صدورهم، بل بموت العلماء؛ حيث عندما يموت العالم ولا يحل محله من بعده، ينتشرالجهل في تلك الأمة، والجهل يسبب هلاك هذه الأمة، والدليل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا ‌يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا”.[2]


  • رضا الله

إن طلب العلم هو سبب عظيم لإرضاء الله تعالى، بل إن الإنسان بمجرد أن يبدأ في طلب العلم يأتي الخير من الله تعالى في حياته، فالله تعالى يمهد ويسهل طريق الجنة لمن يسلك طريق العلم في الدنيا، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا ‌يَلْتَمِسُ فِيهِ ‌عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ”. [3]


  • خشية الله

إن العلم يولّد في قلب المسلم خشية الله، والعلاقة بين العلم الشرعي والخوف من الله علاقة طردية، حيث أن نقص العلم يتوقف على قلة الخشية من الله، وزيادة العلم يساوي زيادة خشية الله، وقال الله تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ”، وقال سفيان الثوري: “فالعالم بالله، وبأمر الله الذي يخشى الله تعالى، ويعلم الحدود والفرائض”.[4]


  • دخول الجنة

حيث أن طلب العلم في الدنيا هو في حد ذاته عبادة، وقد جعل الله

فضل طلب العلم النافع

أجرًا عظيمًا، وزيادة في أجر دخول الجنة، كما أن اكتساب العلم ينبه المتعلم إلى ما هو مباح وما هو حرام؛ ليجتنب الذنوب، ويفعل الخير، وهذا يدخله الجنة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا ‌يَلْتَمِسُ فِيهِ ‌عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ).[5]


فضل تعلم العلم الشرعي

من أعظم فضائل العلم الشرعي في السنة النبوية؛ كما جاء في حديث معاوية رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين))، فمن وفقه الله تعالى للفقه في الدين، فقد وُفِّق للخير كله، ومن


فضائل العلم الشرعي


التالي:[6]

العلم هو ميراث للأنبياء -عليهم السلام-؛ حيث جاء في حديث عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا، ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر”، كما يفتح الله طريقًا لطالب العلم، ومن أراد الله به خيرًا سيفقهه في الدين دنيويًا؛ حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين”.

كما أن العلم هو خير ما يسعى الإنسان إليه، وخير ما يشيد به؛ وقد جاء في الحديث عن عبدالله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بينا أنا نائم، أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم”.

وإن تعلم وتعليم العلم طريقة لمضاعفة الثواب؛ حيث تعلم العلم وتعليمه سبيل لمضاعفة الأجر والثواب؛ فقد جاء في الحديث عن سهل بن معاذ -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من علم علمًا، فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل شيء”.

بالإضافة إلى أن طالب العلم يحفظه الله بحفظه ولا يبتعد عنه؛ والدليل أن جاء في الحديث عن أبي واقد الليثي -رضي الله تعالى عنه-: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما: فرأى /فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبًا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه”.


الأسباب المعينة على طلب العلم


الشرعي

إن الصلاة والصوم وطلب العلم والدعوة إلى الله والكثير من الأعمال تحتاج إلى أن يدعو الشخص الله تعالى لتثبيته ومساعدته في هذا العمل، كما أنه يجب عليه أن يأخذ بالأسباب التي تعينه على الثبات على هذه الطاعة،

لذلك سنستعرض لكم بعض الأسباب المعينة على طلب العلم الشرعي، وهي كالتالي

:[7]


  • الاستعانة بالله على طلب العلم

كما نعلم أن العلم هو نعمة من الله تعالى. لذلك، يجب على الإنسان أن يطلب معونة الله في طلبه، ويدعوه، ويعتمد عليه في اكتساب العلوم الشرعية، ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله ويقول: “اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَارْزُقْنِي عِلْمًا يَنْفَعُنِي”.


  • الإخلاص لله عزوجل

إن العلم عبادة، ولذلك فهي تتطلب الإخلاص لله، حيث أن جميع العبادات تتطلب الإخلاص؛ والله -عز وجل- يقول: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”، ولهذا نحتاج في طلب العلم إلى الإخلاص لله تعالى؛ وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ تعلَّمَ العلْمَ ليُباهِيَ بِهِ العلماءَ، أوْ يُمارِيَ بِهِ السفهاءَ، أوْ يصرِفَ بِهِ وجوهَ الناسِ إليه، أدخَلَهُ اللهُ جهنَّمَ”.


  • الاجتهاد والبذل

يتطلب طلب العلم الشرعي الاجتهاد والجهد والطاقة العالية، وأن يسعى طالبه إلى حضور الدروس، وإلى الدراسة من أجل تحقيق العلم، وألا يعتمد على الانشغالات الدنيوية، وألا يعتمد على الكسل والمصالح الذاتية مثل حب الراحة وحب الكسل والتسويف؛ حيث أن التسويف في حد ذاته هو بلاء عظيم، وكما قيل: “لا يُستطاع العلم براحة الجسد”، وقيل أيضًا: “أعطِ العلم كلَّك يعْطِكَ بعضَه، وأعطِه بعضَك يَفُتْكَ كلَّه”.

بمعنى أنك يجب أن تعط العلم كل شيء في حياتك؛ وقتك، طاقاتك، أموالك، مجهودك، كل شيء من أجل الحصول على هذا العلم الشرعي الذي يقوم بها حياتك في الدنيا والآخرة.


  • ترك المعاصي

من أهم الأسباب التي تعينك على طلب العلم الشرعي هو ترك المعاصي والذنوب؛ حيث قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ”، وكما قال ابن مسعود -رضي الله عنه”: إِنِّي لَأَحْسَبُ الرَّجُلَ يَنْسَى الْعِلْمَ كَانَ يَعْلَمُهُ بِالْخَطِيئَةِ يَعْمَلُهَا”.


  • تسجيل العلم بالكتابة

أيضا من الأسباب التي تعين على طلب العلم، أن العلم يجب أن يكون مكتوب ومقيد، مثل الصيد يجب أن يكون له قيود حتى لا يفلت من الصياد، وكذلك العلم.