خطوات التطهر من الدورة الشهرية بالترتيب
كيفية معرفة وقت الطهارة من الدورة الشهرية
المقصود بالطهر من الحيض أو الدورة الشهرية هو انتهاء فترة الحي ووجب قاء المرأة التزاماتها الدينية من صوم وصلاة وعبادات، فالمرأة أثناء الحيض تمتنع عن القيام بالعبادات والكثير من الأمور إذ يقول الله عز وجل في كتابه العزيز” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ”، وتتمثل علامات الطهر في أمرين [1][2][3][6]:
-
انقطاع الدم
انقطاع الدم وهو الجفاف التام وانقطاع كل ما يصاحب الحيض من علامات، بمعنى انقطاع الدم الأحمر والكدرة والصفرة، حيث يتم اختبار هذا الأمر بقطعة من القطن فإذا خرجت بيضاء كما هي فوجب التطهر من الدورة وانقطاع الحيض ووجبت الصلاة ووجب الصيام، أما في حين رؤية أي من اللون العكر أو الأصفر أو الدم فهذا يعني أن ما زال الحيض مستمر، حيث يقول الباجي في المنتقي ” والمعتاد في الطهر أمران، القصة البيضاء وهي ماء أبيضـ والأمر الثاني الجفوف، وهو أن تدخل المرأة القطن أو الخرقة في قبلها فيخرج ذلك جافاً ليس عليه شيء من دم، وعادة النسا تختلف في ذلك، فمنهن من عادتها أن ترى القصة البيضاء ومنهم من عادتها أن ترى الجفاف”.
وفي قول ابن قاسم بن حاشية في الروض المربع” والجفوف أن تدخل الخرقة، فتخرجها جافة، ليس عليها شيء من الدم، ولا من الصفرة، ولا من الكدرة، لأن فرج المرأة لا يخلو من الرطوبة غالبا، وقال القصة بفتح القاف ماء أبيض يتبع الحيض، يشبه ماء الجص شبهت الرطوبة النقية لبياضها بالجص، وقال بعضهم يشبه ماء العجين، وقيل: يشبه المني، ويحتمل أنه يختلف باعتبار النساء، وأسنانهن، وباختلاف الفصول والبلدان والطباع وغالب ما يذكره النساء شبه المني”.
-
رؤية القصة البيضاء
خطوات التطهر من الدورة الشهرية
بعد التأكد من الطهر من الدورة وانتهاء الحيض، يستوجب على المرأة الطهر، ويأتي الطهر على مراحل متتالية يجب اتباعها بالترتيب لكي يكون الغسل جيداً وسليم، وتتمثل
طريقة الاغتسال من الدورة
:
-
استحضار النية
يجب أن يكون الغسل بنية الاغتسال والتطهر من الدورة الشهرية، فالنية واجبة عند كل جمهور الفقهاء ماعدا الإمام أبي حنيفة النعمان، كما هو الأمر في الوضوء، ولكن في المعتاد يجب استحضار النية أولاً ولا يجوز أن تأتي بعد الغسل أو أثنائه، فعند دخول المرأة للاغتسال يجب أن تكون نيتها اغتسال بنية الطهر من الحيض، حيث يقول الإمام الغزالي” فأقله النية واستيعاب البدن بالغسل، ولا يجب المضمضة والاستنشاق، ويجب إيصال الماء إلى منابت الشور وإن كثفت ويجب نقض الضفائر إن كان لا يصل الماء إلى باطنها”.
-
قول بسم الله
يجب عند بداية الغسل قول بسم الله ولو سراً في نفس الإنسان إن كان داخل الحمام ولا يجوز أن يلفظ باسم الله الأعلى، لذا يجب قولها في نفسه.
غسل اليدين والفرج
بعد استحضار النية للغسل، يجب على المرأة أن تغسل يديها أولاً، ثم تفرغ بيمينها على يسارها، ثم بعد ذلك تغسل فرجها جيداً، حيث مخرج الدم.
-
الوضوء
الوضوء خطوة واجبة من خطوات الغسل، فبعد غسل اليدين والإفراغ باليمين على اليسار وغسل الفرج، تعاود المرأة المغتسلة الوضوء من بدايته بغسل اليدين والفم والأنف والوجه ولمس الشعر بالماء والأذن والمرفقين والقدم، كما يجب من التأكد من وصول الماء إلى الأصابع وما بينها من الداخل، وإلى جذور الشعر في الرأس.
-
الاغتسال الكامل
بعد أتباع كل الخطوات السابقة بالترتيب يجب الحفن على الرأس ثلاث حفنات، ثم إفاضة الماء على باقي الجسد والاستحمام بالطريقة التقليدية بالماء والصابون، ثم غسل القدمين، وذلك لقول السيدة عائشة رضي الله عنها إذ قالت”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ، ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول شعره، ثم حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه”، أما عن الثلاث حثيات على الرأس أو ثلاث حفنات الماء فهي واجبة حيث ورد في صحيح مسلم عن أم سلمى رضي الله عنها قالت “قلت يا رسول الله إني امرأة أشد شعر رأسي أفأنقضه لغسل الجنابة؟ وفي رواية والحيضة؟ قال: “لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات”[4][5].
يجب عند الاغتسال غسل الجزء الأيمن أولاً ثم غسل الجزء الأيسر من الجسم، وعدم مس الفرج بالأيدي، وإن حدث ذلك وجب الوضوء ثانياً وإن تكرر فثالث، حيث يجب عند الغسل عدم مس الفرج بالأيدي، ويجب مراعاة إيصال الماء لكل منطقة في البدن، كما يجب في الاغتسال مراعاة وصول الماء إلى كل المناطق الظاهرة والباطنة من الجسد، حيث يقول النووي رحمة الله عليه” يجب إيصال الماء إلى غضون البدن من الرجل والمرأة وداخل السرة وباطن الأذنين والإبطين وما بين الإليين وأصابع الرجلين وغيرها مما له حكم الظاهر”[7].
هل يجوز الغسل من الدورة بالماء فقط
كثيراً من الأشخاص يتساءلوا حول التطهر من الدورة الشهرية أو الجنابة أو غيرها، فهل يجوز بالماء فقط دون الصابون ومواد التنظيف، وفي الحقيقة وفقاً للشريعة الإسلامية فالتطهر بالماء فقط ولم يرد في ذلك الصابون وأدوات التنظيف، حيث إن هذا ما ورد في السنة النبوية الشريفة، كما جاءت فتاوي اللجنة الدائمة للإفتاء كالأتي “يجب الغسل من الجنابة بالماء، ولا يجب فيه استعمال المنظفات كالصابون ونحوه، وهذا هو الذي دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وإن استعمل الصابون أو نحوه من المنظفات فلا بأس”، “يكفي لإزالة الجنابة الغسل بالماء، والغسل المجزئ هو أن ينوي رفع الحدث، ويسمي، ويعم بدنه بالماء مرة واحدة، وأفضل منه الغسل الكامل: وهو أن ينوي ثم يسمي، ويغسل يديه ثلاثا، وما تلوث من فرجه وغيره، ويتوضأ وضوء الصلاة، ثم يحثي الماء على رأسه ثلاثا يرويه، ثم يعم بدنه بالماء، ويدلكه، ويبدأ في الشق الأيمن، ويغسل قدميه في مكان آخر بأن يتنحى ثم يغسلهما تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولا يجب استعمال الصابون ولا غيره بل يكفي الماء وحده. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم”[8].