مجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف..مبررات انشائه..أين يقع؟


مجمع الأحاديث النبوية الشريفة


إن تعزيز الإسلام واتباع سنة نبيه والمحافظة على الشريعة والعقيدة الإسلامية من اعظم الأعمال عند الله سبحانه وتعالى وذلك لقوله تعالى في كتابه الكريم: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، ولذلك قام الملك سلمان بن عبد العزيز بإصدار أمر في 28 من محرم لعام 1439 هجريًا بإنشاء مجمع للحديث النبوي الشريف، على أن يكون للمجمع مجلس علمي مختص في علم الحديث مكون من كبار العلماء بإشراف من الملك سلمان شخصيًا على تعين القائمين على هذا العمل. [1]


ماهي مبررات إنشاء مجمع الملك سلمان للحديث النبوي


كان نهج المملكة  العربية السعودية من الأساس هو خدمة الشريعة الإسلامية فليس من الغريب عليها إنشاء صرح مثل هذا كم أنه من ضمن الأهداف التي سعى إليها الملك سلمان عند إنشاء المجمع هو  الإقتداء بالمنفعة التي نالها المسلمون من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فقرر إنشاء مجمع لعلم الحديث لينال الناس المنفعة من تعلم سنة نبيهم وليجدوا نفس الأثر  الكريم الذي وجدوا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، كما  أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأنه سيتم توزيع كتب الأحاديث النبوية على حجاج بيت الله الحرام مجانًا على المعتمرين من  جميع أنحاء العالم وعمل نسخ بعدة لغات مختلفة لتسهيل التعلم لمن لا يعرفون العربية، كما يفعل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف كل عام بتوزيع نسخ من المصحف الشريف على الزوار والمعتمرين والحجاج،  فكان للملك سلمان نية طيبة وأهداف سامية في خدمة الإسلام والمسلمين بتعلمهم لدين الله ومن ضمن


أهداف مجمع الملك سلمان بن عبد العزيز لطباعة الحديث النبوي

الشريف التي تعتبر مبررات لإنشائه

ما يلي: [2] [1]


  • الحفاظ على تجميع الأحاديث النبوية في مقر واحد نظرًا لأهمية السنة النبوية للمسلمين.

  • طباعة كتب الحديث النبوي بعدة لغات لتسهيل الدراسة على المسلمين الأجانب.

  • نيل شرف الريادة في طباعة كتب السنة النبوية بما أنه أول مجمع لعلم الحديث.

  • حاجة شباب المسلمين لتعلم وفقه الشريعة الإسلامية من السنة النبوية.

  • تأكيد منهج الدولة للمعادين في سيرها على الكتاب والسنة والعمل بهم.

  • خدمة الدين الإسلامي من خلال المحافظة على سنة نبيه.

  • تلبية لطلب العديد لإنشاء مجمع إسلامي يضم علم الحديث.

  • التوسع في دراسة السنة النبوية من خلال تفسير الأحكام.

  • التمسك بالمنهج الإسلامي الصحيح في ظل الجهل والتطرف.

  • نشر وطباعة الأحاديث النبوية الصحيحة بدون تحريف.

  • مرجع مجمع لأحكام الشريعة الإسلامية.


موقع مجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف


تم اختيار مقر المجمع بأن يكون في المدينة المنورة، نظرًا إلى أنها كانت ملجأ المسلمين من كفار قريش، فأمرهم رسول الله صل عليه وسلم بالهجرة إليها والمكوث فيها فكانت شاهدًا على النبوة وفيها رقدت الناقة لاختيار موقع مسجد رسول الله وفيها نزلت العديد من الآيات القرآنية وفيها مات رسول الله فكان اختيار المدينة المنورة للمجمع اختيارًا عظيمًا، فقال أيضًا سمو الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (إننا في المدينة المنورة على يقين بإذن الله) استبشارًا منه لهذا الفتح العظيم في تلك المدينة المنورة.[1] [2]


الهيكل الإداري لمجمع الملك سلمان


تم تعيين الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ عضوًا لهيئة كبار العلماء ورئيسًا للمجلس العلمي للمجمع الملك سلمان للحديث النبوي، نظرًا لرجاحة عقل ورصانة وعلم الشيخ محمد، وهذه الصفات مطلوبة في رجل علم وخاصًة إذ كان سوف يوضع في موضع عظيم مثل هذا، ليس الأمر مقتصر على تعيين الشيخ محمد فقط ولكن أيضًا أصر خادم الحرمين الملك سلمان على تعيين المتميزين من علماء المملكة في مجال علم الحديث النبوي الشريف، ليكونوا على جدارة بتوصيل  هذا العلم الثمين للأمة الإسلامية كافًة، فإنه لشرف عظيم لمن يخدم كتاب الله وسنة نبيه ويحافظ عليها فقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يحافظ على كتاب الله وسنة نبيه وقال: « نَضَّر الله امرءاً سمع منَّا حديثاً فحفظه، حتى يُبلِّغَه غيرَه» الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. [1]


أهمية مراجعة الأحاديث النبوية


من المعروف أن في الآونة الاخيرة تم ظهور مجموعة من المتطرفين والجاهلين يفترون على رسول الله ويكذبون أحاديثه ويحرفون بها على حسب ما يتماشى مع مصالحهم ليحللوا لأنفسهم قتل النفس والسرقة وكل ما يحلو لهم من الجرائم، ولذلك كان لهدف بناء مجمع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود شأن عظيم،  فبناء المجمع ليس مجرد صرح ديني فقط وإنما هو حفظ لشريعة أمة بأكملها، فالسنة النبوية هي دليل وشريعة المسلمين بعد القرآن الكريم، وحفظ كتاب الله وسنة نبيه ليس بجديد على المملكة العربية السعودية ولا على العائلة المالكة بأكملها فالكل فردًا منها دور في المحافظة على النهج الذي قامت عليه المملكة، وبناءًا على ذلك قام الملك سلمان بأعطاء أمر واجب التنفيذ بإنشاء هيئة للتدقيق اللغوي في الأحاديث النبوية الشريفة و من أهدافها ما يلي:


  • تفسير معاني الأحاديث لفهم السنة النبوية بشكلٍ مبسط.

  • الحفاظ على السنة النبوية وإحيائها في نفوس المسلمين.

  • الاقتداء برسول الله ومعرفته هو وأصحابه رضوان الله عليهم.

  • تكذيب المتطرفين بوضوح الأحاديث الصحيحة لهم.

  • نشر الفكر السليم بين شباب المسلمين.

  • توضيح الفرق بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة.

  • خدمة السنة النبوية وعلوم الإسلام.


مع كل هذه الجهود المبذولة من المملكة في خدمة الإسلام يجب أيضًا أن يكون للإعلام دور وهو أن يعطي الأهمية في نشر الوعي بين الشباب وتسليط الضوء على جهود الدولة في ترسيخ العقيدة الإسلامية بين شبابها ومحاربة الفسدة والمكذبين لدين الله، فيجب على الكل المساعدة لتحقيق الهدف الأعظم وهو المحافظة على الشريعة الإسلامية وتوصيلها للغرب بشكل صحيح خالي من التطرف والإرهاب، وكل هذا لن يحدث إلا بوجود منشأت كبرى تتولى الأمر مثل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومجمع اللغة العربية ومجمع الملك سلمان للحديث النبوي الشريف، فيكونوا هم المرجعية الاولى والصحيحة لشريعة الإسلام.‏ [2]


أهم أعمال الملك سلمان بن عبد العزيز لخدمة الإسلام


في الواقع لم يكن إنشاء المجمع للإلمام بعلوم الحديث العمل الأول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان  وإن كان هذا الحدث الأكبر، ولكن كان له اهتمامات أخرى دينية كما يأتي:


  • كان من داعمي مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وبناءًا على ذلك حاز بجائزة الملك فيصل تقديرًا له على خدمة الإسلام.

  • أنشأ مجمع اللغة العربية وكان مهتمًا بلغة القرآن فاللغة العربية هي مجمع الحضارات ومفهوم التواصل بين المسلمين فكان لإنشائه هدف عظيم وهو تعلم اللغة العربية لتسهيل قراءة القرآن والأحاديث النبوية لغير المسلمين من شتى بقاع الأرض فكانت لخادم الحرمين الشريفين كلمة لهذا الصرح العظيم،


    فقال: (إن من أجلِّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين. قال تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)، فقد حفظ هذا الكتاب المبين لأمة العرب لغتها، ولأمة الإسلام طريق الخير والهداية وسائر الأحكام، ولشبابها أحسن الأخلاق والآداب، ثم إن من النعم الكبرى التي تستوجب الشكر أننا نعيش في دولة أُسست على هدى من كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، تطبق شرعه، وتقيم حدوده، وتلتزم عقيدته في سائر تعاملاتها الداخلية والخارجية)  وقال أيضًا: (من أجدر من هذه البلاد بأن تحتفي بكتاب الله، فهي مهبط الوحي، هبط على نبي عربي منها بلغة عربية) [1] [2] [4]