ما هي الرذائل التي كانت عند العرب قبل الاسلام


من الرذائل التي كانت عند العرب قبل الاسلام


انتشرت العديد من العادات والرذائل والأخلاق السيئة عند العرب قبل الإسلام، والتي كان ظهورها بسبب بعدهم عن بعادة الله تعالى بعد أن كانوا يعبدون نبي الله إبراهيم، لكنهم اتخذوا بينهم وبين الله شفعاء حتى وصل بهم الأمر إلى عبادتهم، وإن كنت تتسائل عن ما هي الرذائل التي كانت عند العرب قبل الاسلام؟ يمكن تلخيصها في النقاط الآتية كما يأتي: [1] [2] [3]


  • عبادة الأصنام


كان العرب قديمًا يؤمنون بالله وحده ويعبدونه، لكنهم قاموا بجعل أشخاص وسطاء بينهم وبين الله ظنًا منهم أن هذا سوف يقربهم من الله، كما جاء في قوله تعالى: (


مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلى اللهِ زُلْفَى


)، ولكن بعد موت هؤلاء الأشخاص صنعوا لهم الأصنام ثم بدأوا يتوجهون إليها كي تشفع لهم، لكن مع توالي الأزمنة اعتقدوا أن هذه الأصنام من تمتلك قدرة على نغعهم وضرهم بالتالي بدأوا في عبادتها ونسوا عبادة الله الواحد الأحد، وكانت كل مدينة تمتلك صنم خاص بها وهو يعتبر إلاهها وحدها، أو في بعض الأحيان كان للقبائل أصنامها الخاصة ومن أشهر الأصنام التي كانوا يعبدونها هي اللات، والعُزَّى، وهُبَل، ونَسْر، وسُوَاع، ويَغُوثَ، ويَعُوقَ، ويوقل الخاري عن بداية عبادة العرب للأصنام ما جاء عن أحد التابعين أبي رجاء العطاردي قال: “كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ، فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جَثِيرَةً مِنْ تُرَابٍ (كوم من تراب)، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ” ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب بل كان منهم من يعبد الشمس والقمر والنجوم والكواكب الأخرى، وتعتبر هذه



من العادات السيئة عند العرب قبل الإسلام



وأكثرها انتشارًا.


  • وأد البنات


كان العرب قديمًا يقومون بدفن البنات أحياء فور ولادتهم وفي بعض الأحيان يدفنوهم وهم واعيين لما يحدث، وكان هذا أكثر



صفات العرب قبل الإسلام



دنائة وبشاعة انتشرت في ذلك الحين حتى مجيء الإسلام الذي حرمها، وقد كانوا يقومون بدفن بناتهم لعدة أسباب غير منطقية مثل الخوف من أن تجلب لهم العار، أو أن الفتاة ليست جميلة كأن تكون سمراء البشرة، أو أنهم كانوا يخافون من الفقر بسبب البنات وذلك كما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى:


(وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)


أما من لا يقوم بوأد ابنته لأي سببٍ كان، كان يتم السخرية والتقليل منه من أهل قومه، وذلك كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:


(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) ولقد


روى البخاري في صحيحه عن عبد الله مسعود أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “


أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ. قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ


“.


  • انتشار الزنا


كثرت أشكال الزنا في الجاهلية والتي كانت منتشرة بين الأزواج وبعضهم البعض، كأن يقوم أحد الرجال بإرسال امرأته بعد أن تتم حيضها إلى رجلٍ آخر حتى تحمل منه وتضع كي يستطيع أن يعاشرها معاشرة الأزواج، وذلك ظنًا منهم أنهم سوف يجلبون الولد بهذه الطريقة البشعة، وتصف السيدة عائشة رضي الله عنها أشكال النكاح البشعة في الجاهلية كما جاء في صحيح البخاري، فتقول: “النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: “فنكاح منها نكاح الناس اليوم، يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها، ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها، ولا يمسها أبدًا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعلون ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح هو نكاح الاستبضاع (وتخيلوا أن رجلاً يفقد مروءته وغيرته، فيرسل زوجته إلى هذا الفعل الشنيع)، ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ويمرّ عليها ليالٍ بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل، ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير، فيدخلون على المرأة، لا تمتنع ممَّن جاءها، وهنّ البغايا كنّ ينصبن على أبوابهن رايات تكون علمًا (الرايات الحمر)، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لها القافة (الرجال الذين يستطيعون تمييز الوالد للولد عن طريق الشبه) ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاط به (التصق به) ودُعي ابنه لا يمتنع من ذلك”.


  • التبني وتغيير اسم الأطفال ودعوتهم بغير أبائهم.

  • شرب الخمر

  • تفشي الميسر.

  • انتشار الربا.

  • المنابزة بالألقاب.


من الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام


تمتع العرب بالكثير من الأخلاق الحسنة والعادات الجميلة، وذلك على الرغم من كثرة الرذائل والعادات القميئة والسيئة التي انتشرت قديمًا عندهم، لكنهم على الرغم من ذلك اشتهروا بالكثير من الصفات الحسنة التي تميز عن غيرهم من الشعوب حول العالم، وهذه الصفات ما زالت موجودة في دماء أحفادهم حتى اليوم، والتي تظهر جلية في العديد من المواقف التي يتميز بها العرب عن غيرهم من الشعوب، ولعل هذه الأخلاق الحسنة كانت سببًا في أن اختارهم الله سبحانه وتعالى ليبعث فيهم رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم كي يدعوهم إلى عبادة الله وحده ويخرجهم من الظلمات التي كانوا مهلوكين فيها، ومن الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام ما يأتي: [1]


  • التحلي بالشجاعة والإقدام.

  • التحلي بعفَّة النفس وعزتها.

  • التمتع بالشهامة وسرعة نجدة المحتاج.

  • علوُّ الهمَّة في القيام بالأعمال.

  • التمتع بصفة حِفظ العهود، والإيفاء بالوعود مهما بلغت شدتها وصعوبتها على قاطعها.

  • كانوا يحرصون على المحافظة على الأعراض حتى أن موت الشخص عندهم كان أهون من هتك عرضه، ولكن قد بلغت هذه الصفة الجميلة مبلغها حتى وصلت حد التطرف،فقد كانوا يقتلون النساء في الحروب خشيةً عليهم من هتك أعراضهم، كما كانوا يدفنون بناتهم أحياء خوفًا من العار.

  • كان الواحد منهم يدافع عن جاره وأهل قبيلته بدمه إن استدعى الأمر.

  • حفظ حق الجار، ومراعاته والوقوف بجانبه.

  • تمتع العرب في الجاهلية أيضًا بالكرم والسخاء وحسن الضيافة حتى مع الغريب.

  • اعتزاز العرب بلغتهم العربية وأقوالها وشعرها وحكمها والأمثال، فلقد كانوا أُناسًا يتمتعون بالفصاحة الشديدة حتى أنهم كانوا لا يحبون مخالطة غير العرب.