من الشعراء الذين عنوا بالمديح والمناسبات


من أبرز شعراء المناسبات والإشادة بالإنجازات


يمكن معرفة معنى شعر المناسبات من اسمه وهو الشعر الذي يتم تأليفه وإلقائه من خلال المناسبات سواء كانت مناسبات دينية أو وطنية، وهو أحد أنواع الأشعار التي عرفت منذ القدم، أو على مر التاريخ، ولقد تمت الإشارة إليه بهذا الاسم من أجل القول تم تنظيم أن هذا النوع من الأشعار لا ينم عن ذات الشاعر وإنما لم يصدر عن عاطفة الشاعر الصادقة، بل تقتضيه بعض الأغراض الأخرى التي اقتضت ذلك شعر وهي مناسبة لها زمن محدد وإن انقضت انتهى الأمر بالتالي يأتي هذا النوع من إحساس عابر وانفعال فاتر، لكن اشتهرت بما يعرف بأدب المناسبات حديثًا، ولقد اشتهر في هذا المجال الشعري العديد من الشعراء، ومن أبرز شعراء المناسبات ما يأتي: [1]


الشاعر أحمد شوقي


قام أمير الشعراء أحمد شوقي بتنظيم الكثير والكثير من شعر المناسبات، وذلك بسبب ما اقتضته طبيعة الحال، فلقد كان شوقي مقيمًا لدى الخديوي في قصره، بالتالي قام بتنظيم الكثير من قصائد المدح له في الكثير من المناسبات المختلفة، ليس هذا فحسب فلقد كان شوقي هو شاعر الأمة فلقد رثى العديد من الأدباء والكتاب العرب والغرب والفنانين والموسيقيين وأصحاب النفوذ والسياسيين، فهو لم يترك مناسبة إلا وقد نظم فيها شعرًا لذلك يعد من أكبر وأقوى الأمثلة التي تمثل شعر المناسبات في الشعر العربي أجمع، ويختلف هذا النوع من القصائد التي نظمها أحمد شوقي عما كان الأمر عليه قديمًا عند مدح الخلفاء وأمراء المؤمنين، فالمعنى هنا من أشعار شوقي ليس الخديوي فحسب، بل لشخصٍ سوف يقرأ ما يكتبه. [2]


الشاعر حافظ إبراهيم


هو الشاعر المصري حافظ إبراهيم والذي يعتبر أحد أعلام شعر المناسبات، وهو من رواد مدرسة الإحياء في القرن العشرين، ولقد أصبح المتحدث الرسمي باسم شعب مصر أثناء الاحتلال الإنجليزي بعد حادثة دنشواي، والقصيدة التي ألقاها آنذاك، ولقد عرف حافظ أيضًا بتصدره العديد من المناسبات التي ألقى فيها شعره، مثل تكريم مصطفى كامل، وقصيدته في استقبال اللورد كرومر بعد حادثة دنشواي، وقصيدته في استقالة اللورد كرومر، وقصيدته في استقبال السير جورست، وغيرهم وغيرهم من القصائد التي حملت ورائها الكثير من المناسبات والأحداث السياسية. [3] [4]


الشاعر إسماعيل صبري


هو الشاعر المصري إسماعيل باشا صبري ولد عام 1854، وهو واحد من أبرز شعراء عصر النهضة، كما أنه من أبرز شعراء المناسبات الذين كتبوا في العديد من المناسبات والمدح، لكنه لم يكن يكتب أي أشعار للإنجليز، ولقد تدرج إسماعيل صبري في العديد من المناصب القضائية، كما أنه قد تولى أحد المناصب الكبرى، ولكنه استقال منها بعد محاكمة دنشواي اعتراضًا منه عليها. [5]


الشاعر خليل مطران


الشاعر اللبناني خليل مطران او كما عرف بلقب شاعر القطرين، والمقصود بها الشام ومصر، وهو واحد من أعلام شعر المناسبات، كما له العديد من القصائد في المدح، وقد عرف هذا الشاعر بعلمه الغزير وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي والانجليزي، ولقد شبهه المنفلوطي بابن الرومي، وهو من رواد الشعر الحديث. [6][7]


أمثلة على شعر المناسبات


نظم العديد من الشعراء القصائد الخاصة ببعض المناسبات، ومن أبرز هذه القصائد والمناسبات التي قيلت فيها ما يأتي:


  • قصيدة أحمد شوقي في أول ميدالية أوليمبية تأخذها مصر


شَرَفاً نُصَيرُ اِرفَع جَبينَكَ عالِياً وَتَلَقَّ مِن أَوطانِكَ الإِكليلا


يَهنيكَ ما أُعطيتَ مِن إِكرامِها وَمُنِحتَ مِن عَطفِ اِبنِ إِسماعيل


اليَومَ يَومُ السابِقينَ فَكُن فَتىً لَم يَبغِ مِن قَصَبِ الرِهانِ بَديلا


وَإِذا جَرَيتَ مَعَ السَوابِقِ فَاِقتَحِم غُرَراً تَسيلُ إِلى المَدى وَحُجولا


حَتّى يَراكَ الجَمعُ أَوَّلَ طالِعٍ وَيَرَوا عَلى أَعرافِكَ المِنديلا


هَذا زَمانٌ لا تَوَسُّطَ عِندَهُ يَبغي المُغامِرُ عالِياً وَجَليلا


كُن سابِقاً فيهِ أَوِ اِبقَ بِمَعزِلٍ لَيسَ التَوَسُّطُ لِلنُبوغِ سَبيلا


يا قاهِرَ الغَربِ العَتيدِ مَلَأتَهُ بِثَناءِ مِصرَ عَلى الشِفاهِ جَميلا


قَلَّبتَ فيهِ يَداً تَكادُ لِشِدَّةٍ في البَأسِ تَرفَعُ في الفَضاءِ الفيلا [2]


  • قصيدة حافظ إبراهيم في حفل تكريم مصطفى كامل


فدَيناكَ يا شرقُ لا تجزعنْ  إذا اليومُ ولَّى فراقِب غدا


فكم محنة أعقبَت محنة  وولَّت سراعًا كرجع الصدى


فلا يُبئسنَّك قِيلُ العداة وإن كان قيلًا كحز المُدى


أتُودَع فيك كنوز العلوم ويمشي لك الغرب مُسترفِدا


وتُبعَث في أرضك الأنبياء ويأتي لك الغرب مُسترشِدا


وتقضي عليك قضاة الضلال طوال الليالي بأن ترقُدا؟


أتشقى بعهدٍ سما بالعلوم فأضحى الضعيف بها أيِّدا [3] [4]


  • قصيدة إسماعيل صبري في أحد المناسبات الوطنية


يَـا مِـصْـرُ سِـيرِي عَلَى آثَارِهِمْ وَقِفِي تِـلْـكَ الْـمَـوَاقِـفَ فِـي أَسْـنَى مَجَالِيهَا


لَا يُـؤْيِـسَـنَّـكِ مَـا قَـالُـوا وَمَـا كَـتَـبُوا بَــيْــنَ الـبَـرِيَّـةِ تَـضْـلِـيـلًا وَتَـمْـوِيـهَـا


إِنْ يَمْنَعُوا النَّاسَ مِنْ قَوْلٍ فَمَا مَنَعُوا أَنْ يَـنْـطِـقَ الْـحَـقُّ بِالشَّكْوَى وَيُبْدِيهَا


الْــحَــقُّ أَكْــبَــرُ مِـنْ أَنْ تَـسْـتَـبِـدَّ بِـهِ يَــدٌ وَإِنْ طَــالَ فِـي بُـطْـلٍ تَـمَـادِيـهَـا


مَـا ضَـيَّـعَ اللـهُ ظُـلْـمًـا أُمَّـةً نَـهَـجَـتْ  إِلَـى الْـمَـفَـاخِـرِ نَـهْـجًـا وَهْـوَ هَـادِيهَا


فَـقَـلِّـدُوا الْأُمَّـةَ الْـكُـبْـرَى وَقَـدْ رَكِبَتْ مَـتْـنَ الْـفَـخَـارِ وَكَـانَ الْـجِـدُّ حَـادِيهَا [5]


  • قصيدة خليل مطران في أحد المناسبات الوطنية


الْيَوْمَ يَوْمُ مَصَارِعِ الشُّهَدَاءِ هَلْ في جَوَانِبِهِ رَشَاشُ دَمَاءِ


للهِ غُيَّابٌ حضُورٌ في النُّهَى مَاتُوا فَبَاتُوا أَخْلَدَ الأَحْياءِ


أَبْطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى في اللهِ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذاءِ


بُعَدَاءُ صِيتُ مَا تَوَخَّوْا شُهْرَةً لَكِنْ قَضَوْا فِي ذِلَّةٍ وَعَنَاءِ


لَبِثُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَيَدُ الرَّدَى تَهْوِي بِتِلْكَ الأَرْؤُسِ الشَّمَّاءِ


سَلِمَتْ مَشِيئَتُهُمْ وَمَا فِيهِمْ سِوَى مُتَقَطِّعِي الأَوْصَالِ وَالأَعْضَاءِ


صَبَرُوا عَلَى جَبَرُوتِ عَاتٍ قَاهِرٍ سَاءَ النُّهَى وَالدِّينَ كُلَّ مَسَاءِ [6] [7]


أبرز شعراء المديح


يعتبر شعر المديح هو ذلك النوع الذي يقتصر على التغني بأحد القبائل أو الأعيان، أو الشخصيات الدينية أو السياسية الهامة، ويعتبر شعر المديح بوابة واسعة في الأدب العربي، فلقد كان مرتبطًا في بدايته بالمدح، ومن أبرز شعراء المديح منذ الجاهلية حتى العصر الحديث ما يأتي: [8]


  • امرؤ القيس.

  • أبو بكر الخالدي.

  • أبو الحسن الجرجاني.

  • أبو زبيد الطائي.

  • النجاشي الحارثي.

  • صالح مجدي بك.

  • نظام الدين الأصفهاني.

  • عنترة بن شداد.

  • النابغة الذبياني.

  • حاتم الطائي.

  • زياد التميمي.

  • فاطمة الزهراء.

  • ابن سناء الملك.

  • أحمد شوقي.

  • الفرزدق.

  • حافظ إبراهيم.

  • إسماعيل صبري.

  • الأخطل.

  • نزار القباني.


أمثلة على شعر المديح


يكثر الشعر في المديح كثيرًا، فالمديح هو من الأغراض الشعرية القديمة التي ظهرت منذ الجاهلية أو قبلها، لكن أكثر ما وردنا عنها كان من الجاهلية، ولكن على مر التاريخ ومنذ عصر صدر الإسلا كثرت أشعار المديح في الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر أشعار المديح قصيدة أحمد شوقي في مدح رسول الله ولد الهدى فالكائنات ضياء، ومن أبياتها ما يأتي:


وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ


الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ


وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ


وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ


وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ


نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ


اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ


يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا


بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ [9]