اهمية التشجير في توازن مكونات الهواء الجوي
تعريف التشجير
التشجير هو زرع الأشجار في المناطق التي تخلو من النباتات والأشجار، وبه يتم تشكيل غابات اصطناعية لتلبية الحاجات التي تتطلبها الغابات، ويلعب دورًا هامًا في منع استنفاد الغابات الطبيعية والحفاظ عليها، فنجد أن هناك العديد من الغابات التي انقرضت، ويعود السبب في عدم قدرتها على مواكبة الطلب الذي تحتاجه منتجات الغابات، وإن تغير المناخ والاحتباس الحراري يلعبان دورًا سلبيًا في بقاء الغابات ويهدد وجودها.[1]
تتميز الأراضي المشجرة بأنها تحتوي على أشجار غريبة وعديدة سريعة النمو، حيث أن هذا النمو السريع يؤدي إلى توفير عدد كبير من الأخشاب، فالأشجار التي يتم زراعتها هي التي تحدث التوازن البيئي في الطبيقة، ويتواجد أنواع عديدة من الأشجار التي تساهم في حدوث هذا التوازن.
تأثير التشجير في توازن مكونات الهواء الجوي
يؤثر التشجير في النواحي البيئية وفي مكونات الهواء الجوي حيث أن قلة عدد الأشجار في منطقة ما يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي، وإن مجموعة الأشجار تشكل مناخًا مصغرًا وتلعب دورًا هامًا في التأثير على الوسط المحيط، فالتشجير يزيد من كمية الأوكسجين في الجو الذي يتم إطلاقه عن طريق عملية التركيب الضوئي وامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة إلى أنها تعمل عملية النتج التي تعمل على تحسين المناخ وتخفض من درجات الحرارة خاصة في فصل الصيف.
فالتشجير يؤثر في مكونات الهواء عن طريق إطلاق الأوكسجين وامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون، حيث أن الشجرة الواحدة المتوسطة تعمل على امتصاص 107 كيلو غرام من ثاني أوكسيد الكربون بشكل يومي، وبالمقابل تنتج 149 لترًا من الأوكسجين، وعند استغلال الأنظمة البيئية بشكل سيء أو التقليل من التشجير من الممكن أن يؤدي إلى اضطراب في التوازن لمكونات الهواء الجوي وبالتالي يؤدي إلى تعرية التربة، بالإضافة إلى أنها تتعرض للانجراف، وينتج عن هذه الأمور انسيال مياه الأمطار مشكلة السيول التي تجرف التربة، وبالتالي ينخفض معدل دخولها داخل الأرض وتقل التغذية للمياه الجوفية، ومن الممكن أن نضع تأثير التشجير في مكونات الهواء ببنود واضحة بعد أن شرحنا شرحًا وافيًا وهي كالتالي:
- يؤثر التشجير في الهواء وينقيه.
- يعمل على تخفيض درجة حرارة الهواء.
- يساهم في انخفاض انجراف وتآكل التربة.
- ينتج غاز الأوكسجين المفيد لجميع الكائنات الحية.
- التشجير يمتص الغازات الضارة الموجودة في مكونات الهواء الجوي.
- يحمي التربة من تعريتها وانجرافها.
- يقلل التشجير من سرعة الهواء الذي يكون محملًا بالأتربة وبالتالي تترسب الملوثات التي تتواجد في الجو، ويغدو الهواء نقيًا.
تأثير التشجير على المناخ
إن التشجير أو التحريج كما أسلفنا سابقًا هو إنشاء غابة أو زرع أشجار في منطقة لا تحتوي على نباتات أو اشجار، وهذه الطريقة هي أحد الوسائل الفعالة التي تساهم في تغيير المناخ، وللتأثير على المناخ يجب أن يتم إنشاء غطاء شجري كثيف، فالتشجير يؤثر في ارتفاع درجات الحرارة ويعمل على تقليلها، ويتصدى لتغير المناخ وبالتالي يمنع التصحر ويساهم في دعم النظم البيئية، بالإضافة إلى أنه يعمل على إزالة ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
الهيئة الحكومية الدولية قد أوضحت أن إزالة الغابات وقطع الأشجار أدى إلى زيادة وجود ثاني أوكسيد الكربون في الهواء، وهنا نجد أهمية الغابات والتشجير حيث أنها تعتبر أحواض للكربون، وتساهم في تدوير الكربون المدمر ومن ثم تعمل على تحويله إلى كتلة حيوية، وبتم هذا التحويل عن طريق عملية التركيب الضوئي، ويعتمد التشجير والري والتحكم الموسمي في المناخ على الوقود الأحفوري للوصول إلى الإمكانات الكاملة.[2]
أنواع التشجير
يوجد عدة أنواع للتشجير وإن لكل نوع من هذه الأنواع لها متطلباتها الخاصة، فهناك عدة أنواع من التشجير يتم اتباعها من قبل الدول وتتجلى في:
التجديد الطبيعي
وهو زراعة الأشجار المحلية لتحويل المنطقة إلى غابة طبيعية، وتسمى هذه الغابات بالمزارع التجارية وتُقام للاستفادة من الأخشاب مثل لب الورق.
نظم الزراعة الحراجية
وتتجلى في الزراعة الرعوية حيث أن يتم تكثيف وزراعة الأشجار في منطقة كانت عبارة عن غابة في السابق، وفيها يتم غرس الأشجار لإنتاج المحاصيل والمحاصيل الحولية.
غابات اصطناعية للأغراض البيئية والترفيهية
تنشأ الغابات الاصطناعية لأغراض عديدة منها لإنتاج الغابات واحتياجاتها، بالإضافة إلى أنه يتم إنشاؤها لأغراض ترفيهية .
إعادة تأهيل الغابات
إن التشجير في هذا النوع يهدف إلى استعادة ظروف الغابة التي كانت موجودة سابقًا، ويسمى هذا النوع بإعادة التحريج، ويتم فيه استخدام الأنواع النموذجية التي كانت موجودة سابقًا، ومن الممكن إدخال أنواع جديدة، فالهدف الرئيسي من إعادة تأهيل الغابات هو استعادة بعض الخصائص التي وُجدت سابقًا في الغابة الأصلية.
مراحل التشجير
يمر التشجير الذي يتم تنفيذه إن كان في الغابات أو في المدن بعدة مراحل تتجلى في :
- يجب تحديد الهدف من زراعة الأشجار.
- ثم تحديد المنطقة والمساحة التي سيتم فيها الزراعة، فهل المكان الذي سيتم فيه التشجير قريب من المدن أو في المناطق الصناعية.
- يجب تحديد نوعية التربة فمن الممكن أن لا تكون مناسبة للزراعة لهذا يجب التأكد من صلاحيتها للزراعة قبل البدء بالتشجير، وأحيانًا تحتاج التربة إلى بعض المواد العضوية التي تعمل على تحسينها.
- تحديد نوعية النباتات والأشجار التي سيتم زراعتها، ومدى تحقيقها للهدف الذي من أجله سيتم التشجير.
- تحديد البعد بين الأشجار المراد زراعتها إن كان البعد فيما بينها أو البعد بينها وبين الأرصفةوالتقاطعات إن كان التشجير سيتم داخل المدن.
- القيام بعملية الزراعة وفق الأسس الصحيحة والتي تعتمد على نوع النبات وطبيعة نموه.
- القيام بعمليات الصيانة الزراعية باستمرار وخاصة عملية الري والتسميد، بالإضافة إلى التقليم ومقاومة الآفات، وهذه العمليات يتم تنفيذها حسب حاجة النبات، ووفق الظروف البيئية المحلية.
طرق تلوث الهواء
الدراسة التابعة لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن الأشخاص في الكرة الأرضية يتنفسون الهواء الذي يحوي على نسب مرتفعة من الملوثات، وإن الدول المنخفضة والمتوسطة هي أكثر عرضة لمعدلات التعرض لتلوث الهواء، ونجد أن من الطرق التي من الممكن اتباعها وتسبب تلوث الهواء هي:
- العمل على حرق الوقود الأحفوري حيث أن هذه العملية تسبب في انبعاث كميات مرتفعة من أكاسيد النيتروجين وتجمعها في الغلاف الجوي، وإن هذه الملوثات تُطلق من خلال الأنشطة البشرية مثل النقل أو الصناعات المختلفة.
- العمل على حرق النفايات بهدف التخلص منها، وهي بدورها تطلق دخان كثيف يسبب تلوث الهواء.
- استخدام مبيدات الآفات الزراعية حيث أنها تستقر في الهواء مباشرة عندما يتم استخدامها، أو تلتصق بشكل مباشر في الأرض.