نتائج اطعام الطعام في الدنيا مع بعض ⇠ " القصص الواقعية "
من نتائج اطعام الطعام في الدنيا
إن إطعام الطعام من أعظم الأمور عند الله وأجلها ولقد أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في أول خطبة له بالمدينة المنورة، فعن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله)
وفي هذا الحديث دليل على أهميته في تقريب القلوب وتوطيد العلاقات ونشر الود والمحبة والحث على التعاون بين الناس، وفي كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي يقول: (وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: من كرم المرء طيب زاده في سفره وبذله لأصحابه، وكان الصحابة رضي الله عنهم يقولون: الاجتماع على الطعام من مكارم الأخلاق، وكانوا رضي الله عنهم يجتمعون على قراءة القرآن ولا يتفرقون إلا عن ذواق، وقيل: اجتماع الإخوان على الكفاية مع الأنس والألفة ليس هو من الدنيا).
ومن نتائج إطعام الطعام في الدنيا ما يأتي:
-
يوجب دخول الجنة
إن إطعام الطعام من الموجبات التي تدخل فاعلها الجنة وتباعد بينه وبين النار وتنجيه منها وذلك لقوله تعالى في كتابه الكريم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا، فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا، وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) من سورة الإنسان.
-
الحصول على المعونة من الله
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين نزل عليه الوحي وزار جبريل عليه
السلام
النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع النبي قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ رضي الله عنها: “كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ” والمقصود يتقري الضيفهنا أي تطعم الطعام كما ورد في التفسير.
-
القيام بأحد أحب الأعمال إلى الله
وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين سئل عن أحب الأعمال إلى الله عدد بعض الأمور وكان منها إطعام الطعام وذلك كما يلي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، أو تَكشفُ عنه كُربةً، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي عنه دَيْنًا).
-
يرفع درجة فاعله
وذلك لما ورد عن أبي عند تفسيره لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: ثلاث كفارات وثلاث درجات، وثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، وفيه: ((وأما الدرجات، فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام) وقيل أن إطعام الطعام أحد أهمها الأمر الذي نستطيع أن نحقق به الإيمان. [1] [2] [3]
قصص عن إطعام الطعام
إليكم أحد القصص الواقعية التي وردت عن إطعام الطعام ونتائجه على فاعله من خيرٍ وبركة في دنياه:
يقول صاحب مطعم بالسودان: كنا في المطعم نستعد لتقديم وجبة العشاء فى إحدى ليالي الخريف، وبعد تجهيز الطعام هطلَت الأمطار بشدة، وأظلمت علينا السماء، وانقطعت الكهرباء، وبدأ أهل السوق في المغادرة، فأشعلت الفوانيس واتفقنا على المغادرة بعد هدوء الأحوال، وعددنا الطعام الذي صنعناه خسائر، إذ لا توجد مبردات كافية، والمبردات الموجودة لن تنفع مع انقطاع الكهرباء، وفي أثناء انشغالنا بالحديث رأيت في ظل الفوانيس شيئاً يتحرك في الجهة المقابلة للمطعم، فحملتُ فانوساً وعصا لظني أنه لص يريد كسر أحد الدكاكين، اقتربتُ من السواد وعلى ضوء الفانوس الضعيف رأيتُ امرأةً معها طفلان في غاية من الضعف والتعب، فسألتها إن كانت تحتاج إلى شيء، فقالت: أريد طعاماً لي ولأولادي، فقدّمتُ لها أحسن ما عندي من الطعام، وأعطيتها بعض المال، فبكت المرأة بكاءً شديداً، فقلت: ما الذي يبكيكِ؟ فقالت: تُوُفِّيَ زوجي، وهذا ثالث يوم لا أجد فيها ما يسد جوعتي وجوعة أطفالي، قلت لها خيراً وتركتها، فسمعتُها تتمتم بكلمات منها: ربي يوسع عليك الليلة كما وسعت على أولادي، قلت: آمين، فقلت في نفسي : وإن كنا خسرنا في هذه الليلة، فالأمر كله لله، والمؤمن لا يقنط من رحمة الله.
كانت الأمطار تهطل، والريح تعصف، وأنا استعد لإغلاق المطعم وأحسب الخسائر، فرفعت رأسي فجأة على صوت حافلة تحمل مسافرين تقف أمام باب المطعم لا أدري من أين جاءت، نزل سائق الحافلة وسأل: عندكم طعام؟ قلت: نعم، فنزل من الحافلة أكثر من أربعين مسافرًا واشتروا جميع ما لدينا من الطعام، وصنعنا لهما طعامًا آخر، وحتى بقايا الخبز الجاف بعناها عليهم مع الشوربة (ويقصد الحساء)، وبعد ذهابهم جلست أحسب الأرباح ومعي العمال في عجَبٍ من هذا التحول المفاجئ والربح السريع، قال أحد العمال: ماذا عملت من عمل صالح اليوم؟ فتذكرت دعوة المرأة وهي تقول: ربي يوسع عليك الليلة كما ما وسعت على أولادي، وتذكرتُ قول النبي – صلى الله عليه وسلم:“ما نقَص مالٌ مِن صَدَقَةٍ” ساق الله المطر لتَشبَع المرأة وصغارها، وساق الحافلة ليَجزي المُنفق على إنفاقه، وهكذا الدنيا يُقَلِّبها الله بين عباده لِيَختبرهم ويَبلو أخبارهم وينظر كيف يعملون؟ [4]
فضل إطعام الطعام
إن إطعام الطعام من الأمور التي توجب دخول الجنة وتبعد النار عن فاعلها، وهو خير الأعمال وأجلها عند الله سبحانه وتعالى ورسوله فلقد قال رسول الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال :«
تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
»، كما أن الشخص الذي يطعم الطعام هو خير الناس جميعًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :«
خياركم من أطعم الطعام
» وإن عظم فضل وثمرة من
ثمرات إطعام الطعام في الدنيا والاخره
هو النجاة من النار ودخول الجنة.
هل إطعام الطعام للفقراء فقط
يظن العديد من الناس أن إطعام الطعام مقتصرًا على الفقراء والمحتاجين، لكن هنا الأمر يشمل الكثير من الحالات منهم إطعام الجار فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر صلى الله عليه وسلم : «
يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ
» وليس هذا فحسب فلقد شمل الطعام كل مسلم آمن بالله ورسوله، وإطعام الصائم من الأمور التي يعظم أجرها عند الله تعالى، فمن أفطر صائما فله أجر الصائم، ولقد قال رسول الله «
فِي كُلِّ ذات كَبِدٍ أَجْرا
» أي أن ليس مقتصرصا على الناس فقط بل امتد ليشمل جميع ما خلق الله، كل هذا يندرج تحت مفهوم إطعام الطعام، كما أن سقي الماء يندرج تحت إطعام الطعام فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«
ليس صدقة أعظم أجراً من ماء
».
كما ورد إلينا بعض الأدلة التي تحض على الترغيب في إطعام الطعام ومدى سوء عاقبة مانعه لقول النبي «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل، يقول الله له: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك»، لكن علينا أن نعلم أن إطعام الطعام لا يجب أن يتنافى مع إخراج الصدقة وأن لكلٍ منهما أجر لكن هذا لا يُغني عن هذا، وهو أحد أهم الأمور التي وصانا به الله سبحانه وتعالى ورسوله في الكثير من المواضع في القرآن والسنة لمدى أهميتها وعظم أجرها. [1][5]