هل الماسكرا تمنع الوضوء ؟.. او تبطل الصيام
هل يجوز وضع الماسكرا أثناء الصيام
الماسكرا هي نوع من أنواع المكياج، والكثير يتساءل
هل المكياج يبطل الصيام
؟، وللإجابة على هذا السؤال فنجد أن الماسكرا توضع على الرموش، وبالتالي لا تؤثر بتاتًا على صحة الصيام، حتى ولو دخل منها إلى العين فيغدو حكمها كحكم الكحل، فالكحل إذا لم يرافقه وجود طعم في الحلق فلا يبطل الصوم، أما في حال وصوله للحلق فإن بعض العلماء صرحوا ببطلان الصوم، لكن الأرجح أنه لا يؤثر على الصوم ولا يبطله لأنه لا يؤكل ولا يُشرب، وهذا الرأي الذي اختاره الشيخ ابن تيمية وعدد من فقهاء الدين.
أما بالنسبة للمكياج بشكل عام فهو لا يبطل الصوم لأن هذه المستحضرات لا تدخل على المعدة، أما بالنسبة لأحمر الشفاه فيجب تجنب وصوله للسان والانتباه من دخوله إلى الفم لأن في هذه الحالة يفسد الصيام، ويعود السبب في أن هذه المستحضرات لا تبطل الصيام كالبودرة وكريم الشعر، بالإضافة إلى كريم تفتيح البشرة لأنها تدخل في المسامات ولا يمكن وصولها إلى الجوف لهذا فلا تبطل الصوم.
هل الماسكرا تمنع الوضوء
إن الرموش هي جزء من الوجه الذي يجب غسله أثناء الوضوء، فغسل الوجه هو ركن من أركان الوضوء الأساسية ، وعادة ما يتم طلاء الرموش بالماسكرا، ولكنها إذا منعت وصول الماء للرموش فبهذه الحالة تكون كالمادة العازلة، وبالتالي لا يصح الوضوء بوجودها، أما في حال عدم منعها وصول الماء كالخضاب فلا بأس بالوضوء بوجودها، مع العلم أن الماسكرا هي مادة لا تنقض الوضوء بنفسها.[1]
ويجدر بنا التنويه أن من شروط الوضوء هو تعميم الماء على جُلَّ أعضاء الجسم المذكورة في القرآن الكريم والتي يجب غسلها ليصح الوضوء، فوضع أي مادة ممكن أن تكون مادة عازلة وتمنع وصول الماء فهي مانعة للوضوء ولا يصح الوضوء إلا بإزالتها، فقد قال تعالى في سورة المائدة:
“
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
“، وقد ورد في السنة النبوية أنه “رأى النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم رجُلاً يصلِّي وفي ظهْر قدَمِه لُمعة قدْر الدِّرْهم، لَم يُصِبْها الماء، فأمرَه رسولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم أن يُعيدَ الوضوء”، رواه أبو داود.
حكم وضع الماسكرا على الرموش
الماسكرا هي من مساحيق التجميل التي يتم استخدامها، وإن تزين المرأة في بيتها وعدم كشف زينتها على من يحرم عليها جائز ولا بأس في ذلك، ولكن إذا دخل الكحول في تركيبتها فنجد أن هناك بعض البنود التي وجب توضيحها في هذا الصدد وهي:
- إن الكحول يعتبر خمرًا، وإن الخمر عند أكثر أهل العلم يعتبر نجسًا، وعند إضافته في الماسكرا فتكون قد تنجست ولا يجوز استخدامها، مع العلم أننا نجد أن الكحول يدخل في تركيبة الكثير من الأشياء التي يتم استخدامها بشكل يومي كالصابون والكريمات والشامبوهات، بالإضافة لمساحيق التجميل.
- ولكن في حال معالجة الكحول واستحالتها عن أصلها وغدت غير مسكرة، فبهذه الحالة نقول بأنها طَهُرت، وإذا تم إضافتها إلى أي من مساحيق التجميل فلا تنجسها.
- وقد ذهب أهل العلم إلى القول بطهارة العين النجسة في حال استحالتها عن أصلها، وقد وافق الشيخ ابن تيمية على هذا القول ورجحه وقال في المستدرك على مجموع الفتاوى: “والصواب هو القول الأول، وأنه متى علم أن النجاسة قد استحالت فالماء طاهر، سواء كان قليلا أو كثيرا، وكذلك في المائعات كلها، وذلك أن الله تعالى أباح الطيبات وحرم الخبائث، والخبيث متميز عن الطيب بصفاته، فإذا كانت صفات الماء وغيره صفات الطيب دون الخبيث، وجب دخوله في الحلال دون الحرام”.[3]
- عندما تؤثر الماسكرا سلبًا على العين وتضر بها فلا يجوز استعمالها، فقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: “لا ضرر ولا ضرار”.
هل يجوز الوضوء فوق المكياج
المكياج أمر أساسي عند الكثير من الفتيات والنساء فكم من امرأة نجدها لا يهنأ لها بالًا عندما تخلو بشرتها من المكياج، ولكن السؤال المطروح هنا
هل المكياج يمنع الوضوء
؟، وهنا نجد أن القاعدة الأساسية أن كل مادة تمنع وصول الماء إلى العضو المراد غسله فتكون مانعة للوضوء، فقد قال النَّووي: “إذا كان على بعْضِ أعضائِه شمعٌ أو عجينٌ أو حنَّاء أو أشباه ذلك، فمنع وصولَ الماء إلى شيْءٍ من العضو -لَم تصحَّ طهارتُه، سواءٌ كثُر ذلك أم قلَّ، ولو بقي على اليدِ وغيرِها أثرُ الحِنَّاء ولونُه دون عينِه، أو أثر دُهنٍ مائع بِحيثُ يمسُّ الماءُ بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يثبتُ- صحَّت طهارتُه”.
ومن المعلوم أن أغلب مساحيق التجميل تشكل طبقة عازلة لا تسمح بوصول الماء إلى الجلد، مما يؤدي إلى عدم صحة الوضوء وإكماله، وعند أداء الصلاة بوضوء غير صحيح فالصلاة غير صحيحة، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ” رواه البخاري عن أبي هريرة، وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تُقبل صلاة بغير طهور”، وبناء على ما سبق ولتوضيح الإجابة عن السؤال الذي تم طرحه نجد أن:
- إذا وضعت المرأة أي نوع من أنواع مساحيق التجميل وهي غير متوضئة وأرادت أن تتوضأ فعليها إزالة المكياج عن وجهها في حال كان من النوع المانع لوصول الماء إلى البشرة.
- أما إذا تم وضع المكياج بعد الوضوء وحافظت المرأة على وضوئها، فتستطيع أن تصلي حتى بوجود مساحيق التجميل على وجهها، بشرط أن لا تكون هذه المساحيق مصنوعة من نجس، فإذا كانت نجسة فلا تصح الصلاة إلا بعد إزالتها وتطهير مكانها.
- ولكن في حال كانت هذه المساحيق سائلة أو يتم امتصاصها من قبل البشرة، فهذه الأنواع من المكياج لا تمنع وصول الماء إلى البشرة وبالتالي لا ضير من الوضوء بوجودها.[2]
هل طلاء الأظافر من مبطلات الصيام
طلاء الأظافر من مستحضرات التجميل التي يستخدمها العديد من النساء والفتيات، ولكنه ليس من مبطلات الصيام، ولكن من جانب آخر نجد أنه يمنع وصول الماء إلى قسم من أقسام الجسم الواجب غسلها أثناء الوضوء وبالتالي يمنع صحة الوضوء، بالإضافة إلى أنه يمنع صحة الغسل من الحيض أو الجنابة، وبالتالي لا تصح الصلاة ببطلان الوضوء.