كيف كانت تجربة لويس باستور حول التعفن
من هو العالم الذي أكتشف الجراثيم والبسترة
لويس باستور أو كما يعرف في
الإنجليزية
باسم
(Louis Pasteur)
هو عالم كيمياء من أصل فرنسي، ولد
لويس باستور
في السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1922 في بلدة تدعى (دول) بفرنسا، وقد نشأ في مدينة أربوا، وكان لويس موهوبًا فيما يفعل، كما كان حريصًا على التعلم، فلقد عمل في مجال الكيمياء والفيزياء باجتهاد شديد حتى أصبح أستاذًا في الجامعة عام 1849، كما أن لويس كان عالمًا كميائيًا وميكروبيولوجيًا أحدث ثورة في عالم علم الأحياء الدقيق ودراسة
الميكروبات
.
تزوج لويس باستور من امرأة تدعى ماري لوران وأنجب منها ثلاثة أطفال، لكن سرعان ما ماتوا واحدًا تلو الآخر، وذلك بسبب أنتشار حمى التيفود مما دفع لويس إلى البحث عن علاج لتلك الأمراض التي أدت لوفاة العديد من الأطفال في ذلك العصر، وعمل لويس على دراسة الكائنات الدقيقة ومنها الجراثيم، وقام بتكريس حياته في فهم الجراثيم ووضع حدًا لها، مما ألبس لويس لقب (أبو علم المناعة) وذلك بسبب دراساته الكثيرة التي شملت نظرية الجراثيم للمرض وإمكانية الوقاية من جميع الأمراض المعدية عن طريق التطعيم الوقائي أو العلاجي، وذلك لأن البشرية في ذلك الحين لم تكن تعرف كيفية عمل الجهاز المناعي داخل جسم الإنسان ولكن استطاع باستور بذكاءٍ أن يُميز طريقة عمل الجهاز المناعي للحماية من الغزو البكتيري، ولكن دون التفرقة بين الفطر أو
الفيروس
أو
البكتيريا
، ومن هنا تحول باستور من مجرد عالم كيمياء عضوية وميكروبيولوجية إلى عالم في علم المناعة. [1] [2]
تجربة باستور حول التعفن
في عام 1862 ، اختبر
العالم
الفرنسي العظيم لويس باستير صحو نظرية التولد التلقائي التي كانت سائدة لعدة قرون، اعتقد عامة الشعب وعلماء الطبيعة قديمًا أن هناك مجموعة متنوعة من الكائنات الحية يمكن أن تنشأ تلقائيًا دون أن تتولد من كائنات أبوية مماثلة، ولقد ظل هذا الاعتقاد سائدًا لقرون لكن جاء باستير لاختبار هذه النظرية وإثبات صحتها لكنه وجد أن تعفن
اللحوم
سببه الميكروبات، ولقد توصل باستر إلى أن هذا هو السبب وراء التسوس، مدعيًا أن الأمراض تنتج عن تكاثر الجراثيم في
الجسم
، ولقد اعتمد باستور في تجربته على بعض الملاحظات، فلقد كان يعلم أن البكتيريا تنمو نتيجةً لوضع مرق اللحم في أوعية مفتوحة، كما كان يعلم أيضًا أنه إذا تم غلي المرق لمدة
ساعة
في وعاء مغلق جيدًا فلن تنمو البكتيريا فيه، بالإضافة إلى ذلك لاحظ أن البكتيريا توجد في جزيئات الغبار التي تطفو في الهواء، ولقد اعتمد باستر على هذه المعلومة لإجراء تجربة التعفن حيث أقام باستير تجربة نهائية لاختبار ما إذا كانت الميكروبات تنشأ من ميكروبات موجودة مسبقًا أم أنها تتولد تلقائيًا، وإليك خطوات تجربة باستور حول التعفن كما يأتي:
-
صمم لويس باستير على إجراءً
اختبار
يحدد ما إذا كانت مرق المغذيات المعقمة يمكن أن تولد تلقائيًا حياة ميكروبية، وللقيام بذلك أجرى تجربتين، في كليهما أضاف باستير مرق المغذيات إلى القوارير، وثني أعناق القوارير إلى أشكال S، ثم غلي المرق لقتل أي ميكروبات موجودة.
-
قطع باستير أعناق
الدجاج
في بعض القوارير بعد تعقيم المرق، وقام لويس بتعرّيض مرق المغذيات الموجودة داخلها للهواء من الأعلى، وترك القوارير المتبقية سليمة.
-
سقطت جزيئات الغبار من الهواء في القوارير المكسورة، أما في القوارير السليمة ظلت جزيئات الغبار بالقرب من طرف أعناق البجعة، وكانوا غير قادرين على
السفر
بعكس الجاذبية في القوارير.
-
أصبح المرق في القوارير المكسورة غائمًا مما يدل على أنه أصبح مليئًا بالميكروبات، أما الزجاجات السليمة كان المرق فيها واضحًا، لأنه لم يدخله أي غبار بالتالي لم تنمو أي ميكروبات وهكذا دحض باستير فكرة التوليد التلقائي التي كانت شائعة آنذاك.
الاستنتاج
أظهرت نتائج تجربة باستير أن الميكروبات لا يمكن أن تنمو وحدها من مواد غير حية في ظل الظروف الطبيعية، لكن تجربته هذه لم تثبت أن التكاثر التلقائي لم يحدث أبدًا في أيٍ من الكائنات الحية، بالتالي فإن هذا لا ينفي إمكانية حدوثه، ولقد كانت الظروف على سطح الأرض وفي الغلاف الجوي مختلفة تمامًا قديمًا عما هي عليه الآن، وقد تكون هناك ظروف مشابهة لتلك التي كانت موجودة على الأرض البدائية قديمًا، وقد توجد على أجسام أخرى في نظامنا الشمسي أو في أماكن أخرى، مما دفع هذا العلماء إلى التساؤل عما إذا كانت
الحياة
قد نشأت على أجسام أخرى في الفضاء أيضًا كما حدث على الأرض! [3] [4]
ماهي إنجازات لويس باستور
يمتلك باستور العديد من المساهمات في العلوم لكن على الرغم من ذلك إلا إنه عرف باسم باستور وهي العملية التي تحمل اسمه وهي عملية البسترة، ومن أهم
انجازات لويس باستور
ما يأتي:
-
البسترة:
استطاع لويس باستور ابتكار طريقة تقضي على الميكروبات وتحافظ على بعض المنتجات من التخمر والفساد، ويحدث ذلك في بعض
السلع
الغذائية مثل
الحليب
والبيرة وغيرهما من خلال التعامل الحراري للقضاء على بعض الكائنات الدقيقة.
-
التخمير:
أجرى باستور العديد من الدراسات حول التخمير الكحولي، وأستطاع عام 1857 أن يقدم دليلًا واضح على أن جميع عمليات التخمير ناتجة عن وجود كائنات حية دقيقة، فالتخمير هو عملية كيميائية يتم من خلالها تكسير الجزيئات اللاهوائية والتي تسبب التخمير.
-
اللقاحات وعلم الطب الوقائي:
قام لويس في عام 1885 بحقن طفل مصاب بعضة كلب مسعور بتطعيم وقائي، ومن هنا كانت بداية ممارسة الطب الوقائي، حيث قطع باستور خطوات مهمة وعديدة في مجال التطعيم وتطوير اللقاحات ضد العديد من الأمراض مثل كوليرا الدجاج، والجمرة الخبيثة، كما أنه طور لقاح داء الكلب والذي يعد من أهم إنجازاته.
-
نظرية الجراثيم:
من خلال دراسة باستور في علم التخمير والبسترة استطاع أن يفهم نظرية الجراثيم، وأن معظم الأمراض التي تصيب الجسم هي في الأصل تنتج من غزو الكائنات الحية الدقيقة له، ويعتبر ذلك تطورًا كبيرًا في علم الأحياء حيث كان يُعتقد قديمًا قبل باستور أن أي مرض يصاب به الجسم هو من داخله، ويحدث دون أي تدخل خارجي، ومن خلال تلك اكتشاف باستور تلك النظرية استطاع أن يُحدث تحسينات في مجال التعقيم والتنظيف في الممارسات الطبية وطرق التطهير أثناء العمليات الجراحية.
-
تجربة التولد التلقائي:
كان هناك نظرية قديمة عن التولد التلقائي وهي أن الكائنات الحية تتطور من مادة غير حية حيث أنه يمكن لقطعة جبن أن تُنتج الفئران، وتظهر البراغيث من اللحم المتعفن، لكن شك باستور في الأمر وقام بإجراء تجربة غلي مرق اللحم في دورق معقم ومحكم دون أن يدخل له أي هواء، ولكن عند كسر الدورق ودخول الهواء تمكنت الميكروبات من النمو، وأصبح السائل غائمًا بالتلوث البكتيري وذلك يثبت أن الكائنات الدقيقة تتكاثر ولكن لا تُخلق من عدم. [5] [6]
أقوال لويس باستور
-
“لحظ يفضّل حاضر الذهن.”
-
“العلم لا يعرف بلدًا، فالمعرفة تنتمي للبشرية، وهي الشعلة التي تضيء العالم بأكمله.”
-
“دعني أخبرك سرًا أوصلني لهدفي، إن قوتي تكمن في إصراري وحسب.”
-
“إن التغلب على المصاعب هو ما يصنع الأبطال.”
-
“لا وجود لما يُسمّى علومًا تطبيقية، وإنما تطبيقات للعلوم فقط.”
-
“على المرء أن يعمل؛ على المرء أن يعمل، لقد بذلت شخصيًا كل ما في وسعي.”
-
“لا تُفسد نفسك بشكوكية عقيمة.”
-
“إن الكون غير متناظر، وإني مقتنع بأن الحياة كما نعرفها نتيجة مباشرة لعدم التناظر هذا، أو نتائجه غير المباشرة.”
-
“لا يوجد تصنيف محدد للعلم يُمكن للمرء أن يُطلق عليه اسم علم تطبيقي، بل توجد علوم وتطبيقات لها، ترتبط ببعضها كثمرة والشجرة التي تحملها.”
-
“أنا مقتنع تمامًا بأن العلم والسلام سينتصران على الجهل والعداء، حيث ستتوحد الأمم في نهاية المطاف على الإنشاء وليس التدمير، وأن
المستقبل
سيكون ملكًا للذين ساهموا أكثر في وضع حدًا للمعاناة البشرية.”
-
“حينما أضيع ساعة عمل واحدة أشعر بأني ارتكبت سرقة بحق الإنسانية جمعاء.” [7]