المشكلات التي تواجه المتفوقين والموهوبين
مشكلات المتفوقين والموهوبين
كثيراً ما يتعرض الطلاب المتفوقين وأصحاب المواهب إلى أمور سلبية تعرقل مسيرتهم العلمية والإبداعية، وتتمركز هذه المشكلات على ثلاث ركائز أساسية، وهم الأسرة والمدرسة والمجتمع، حيث يكون لدى هؤلاء الجهات مشكلة في التعرف على
مفهوم التفوق
ومتطلباته، لذا يجب الوقوف على تلك المشكلات والعمل على حلها، حتى يستفيد الجميع من مواهبهم وانفرادهم العقلي، وتتمثل مشكلات المتفوقين دراسياً في:
مشكلات المتفوقين على المستوى الأسري
تتمثل مشكلات المتفوقين مع أسرهم في:
اللامبالاة من قبل الوالدين:
إذ تعتبر واحدة من أضخم المشكلات وأكثرها خطورة، حيث حين يتعرض طفل متفوق دراسياً أو موهوب ومبدع إلى عدم المبالاة والوعي من قبل الوالدين باهتماماته وموهبته وقدراته الخاصة قد يحدث ما يسمى بخنق وقتل القدرات، مما يجعل الموهبة تتلاشى وتختفي شيء فشيء، ويصبح طفل عادي وأحياناً أقل من العادي لما حدث له من صدمه في من هم أقرب له، إذ أن
دور الاسرة في رعاية الموهوبين
هو حجر الزاوية في العملية
التعليم
ية والإبداعية.
المبالغة في تقدير تفوق
الطفل
:
نعم فقد يحدث أحياناً رد فعل عكسي للمبالغة، حيث التقدير الزائد لتفوق الأبناء قد يؤثر عل مستقبلهم ويرجع ذلك إلى الإلحاح الدائم على الطفل للحصول على المزيد من التفوق، فيحدث ما يسمى بعدم
التوازن
بين المجالات المختلفة في حياة الطفل وينتج عنه اضطراب على مستويات أخرى.
استغلال الوالدين لتفوق أبناهم:
حيث إنها أحد المشكلات الأسوأ على الإطلاق حين يستغل الوالدين قدرات أبنائهم المتفوقين، فهي صورة سيئة جداً من الاستغلال، وحينها يعتبر الابن وسيلة لتحقيق أفراض وأهداف لا يستطيعوا تحقيقها من غير هذا الولد، وهو ما لم يستطيعوا تحقيقه وهم في نفس المرحلة العمرية، وذلك في مختلف النواحي العلمية أو المهنية أو الاجتماعية أو الفكرية، فالأب الذي كان يطمح مثلاً أن يكون طبيب ولم يتمكن يعوض عن ذلك بضغط أبناءه لتحقيق ما لم يستطع، وبالتالي فهذا الضغط قد يسبب العديد من المشكلات النفسية فيما بعد.
مشكلات المتفوقين على مستوى المدرسة
تتمثل مشكلات المتفوقين على مستوى المدرسية في:
عدم ملائمة المناهج الدراسية والأساليب التعليمية:
حيث إنها وضعت للتلاميذ ذو القدرات العادية، فترتكز على الالتزام بالتعليمات والنظم وتهتم بالحفظ والتلقين للمعلومات والحقائق ومن ثم تقيد الخيال وتعيق
التفكير الناقد
وتحبط التفكير الابتكار الذي يتميز به المتفوقين، ف
خصائص مناهج الموهوبين
تختلف عن غيرهم.
قصور فهم المعلم للطفل المتفوق وحاجاته:
فالمدرس يعمل على تشجيع القدرات الخاصة بالذاكرة على
حساب
القدرات الخاصة بالابتكار، ويهتم بالتسليم لما يلقيه من دروس ولا يطيق مناقشتها، بحجة أن لديه مقررات دراسية يتعين عليه إنجازها وشرحها في زمن محدد، وهو غالباً ما يضيق ذرعاً بالأسئلة التي يلقيها المتفوقون ولا يرحب بالحلول غير المألوفة للمسائل بالتالي يعمل على كبت أطروحات وأفكار الطلاب الموهوبين والمبدعين.
مشكلات المبدعين على مستوى المجتمع
تتمثل مشكلات المتفوقين على مستوى المجتمع في:
صعوبة تكوين صداقات:
قد يواجه المتفوقين والمبدعين مشكلة في صعوبة تكوين أقران وأصدقاء، حيث إن الناس يقوموا بالسخرية منه ومهاجمته بشكل دائم، مما يسبب له ألم نفسي ومشكلات كبيرة في حياته، مما يجعله يدعي الغباء لكي لا يتعرض لمشاكسة الطلاب ومهاجمتهم.
شعور المتفوق بالاغتراب:
يشعر المتفوق دائماً بالاغتراب والعزلة تجاه الآخرين حيث يبدوا أن كثيراً ما يعاني المتفوقين نتيجة اختلافهم الشديد عن من هم حولهم، لذلك فيبتعد عن ك من حوله خوفاً من الإيذاء أو وقوعه في مشكلات عدم الإندماج والفهم، مما يجعل المتفوقين دائماً منعزلين اجتماعياً عن المحيطين.
حاجات المتفوقين والموهوبين
هناك مجموعة من الحاجات التي تمثل أهمية كبيرة لدى المتفوقين دراسياً والذي يجب تحقيقها لهم حتى يتمكنوا من الإبداع وإخراج كل ما لديهم من طاقات، وتتمثل حاجاتهم في[1]:
الحاجات العادية للمتفوقين
- الحاجة إلى المزيد من الإنجاز الذي يتناسب مع ما لديهم من قدرات عالية وإمكانيات.
- لديها حاجة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام والتوجيه، لكي يتناسب مع دقة المهمات والمنجزات المنوطين بها، حتى لا يشعروا بالإهمال في المدرسة أو في أماكن الإبداع.
- لديهم حاجة إلى مزيد من النشاط المنهجي واللامنهجي المتعلق بميولهم ورغباتهم وقدراتهم مثل الزيارات الميدانية والعمل المدرسي الإضافي وذلك بسبب قدرتهم المميزة على الإنجاز.
- لدى المتفوقين حاجة ملحة إلى الإندماج الاجتماعي، حيث غن العمل مع الزملاء يجعلهم لا يشعر بالغربة ولا الغرابة تجاه المحيطين.
- الحاجة إلى برنامج دراسي خاص وفريد لأن الموهوبين بشكل عام يشعوا بالملل تجاه الأساليب العادية والمناهج الدراسية التقليدية.
الحاجات الاجتماعية للمتفوقين
هناك متطلبات اجتماعية للمتفوقين دراسياً تتمثل في:
- اكتساب المهارات التوافقية، وكيفية التعامل مع الضغوط.
- لديهم حاجة ملحة لتكوين علاقات اجتماعية مثمرة، وتواصل صحي سليم مع الآخرين.
- مواجهة المشكلات الدراسية والصعوبات الانفعالية.
الحاجات التربوية للمتفوقين
هناك حاجات تربوية يحتاج إليها المتفوقين مثل التفكير والتجريب والاكتشاف، وكلها تحتاج إلى إشباع، حيث إن
خصائص الموهوبين والمتفوقين
تختلف عن غيرهم، وتتمثل الحاجات التربوية للمتفوقين في:
- مهارات التعلم الذاتي واستثمار مصادر التعلم والمعرفة.
- الاستطلاع والاكتشاف العلمي والتجريب.
- المزيد من التعمق للمعارف والعلوم في مجال الموهبة والتفوق.
- مناهج تعليمية وأنشطة تربوية متحدية لاستعداداتهم، وأسلوبهم الفريد في التفكير والتعلم.
- اكتساب مهارات التجريب والبحث العلمي، وفحص الأفكار، كما أن لديهم حاجة للبحث والحصول على اقتراحات وحلول واختبار الحلول في عالم الواقع واختبار النتائج.
- برنامج دراسي خاص
- لديهم حاجة لمهارات الحصول على المعرفة.
- الحاجة لأبنية معرفية تجعلهم يصلون لدرجة من الإتقان.
الحاجات النفسية للموهوبين والمتفوقين
الجانب الوجداني والنفسي من أهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها لدى المتفوقين والموهوبين، لأنهم على درجة كبيرة من الحساسية، وتتمثل حاجاتهم النفسية في:
- الاعتراف بقدراتهم والمواهب التي لديهم.
- الاستقلالية والحرية في التعبير.
- منحهم حرية تأكيد الذات.
- مساعدتهم على بلورة مفهوم إيجابي عن ذاتهم.
- احترام أسئلتهم وأفكارهم.
- منحهم الشعور بالأمن وعدم التهديد.
- منحهم الاستقلالية وحرية التعبير.
- الاستبصار الذاتي باستعداداتهم والوعي بها وإدراكها.
- منحهم الشعور بالحب والاهتمام.
-
الفهم المبني على
الحب
والتعاطف والقبول الغير مشروط لهم.
أهمية رعاية المتفوقين والموهوبين
يجب أن تهتم الدول والمجتمعات بالمتفوقين دراسياً كونهم الصفوة في أجيالهم، وهم الذين يحملوا البلاد فيما بعد على أكتافاهم، وهم الكوادر العلمية والعملية القادمة، وتتمثل سبل الرعاية[2]:
- إن استثمار الطاقات البشرية التي تتميز بقدرات واستعدادات وذكاء عالي حيث تمكنهم من العمل على حل المشكلات والعقبات التي تواجه تقدم التنمية في المجتمعات.
- تقديم الفرص للمتفوقين لتنمية مهارات التفكير العليا لديهم من خلال القيام بأنشطة تعليمية غير متوفرة في مناهج التعليم العام.
- المحافظة على النمو المتوازن للمتفوقين والمبدعين وإشباع حاجاتهم ورغباتهم.
-
تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التربية والتعليم، فالطلاب المتفوقين ينتمون لفئة ذوي
الاحتياجات
الخاصة فمن حقهم الحصول على فرصة تعليمية متكافئة كغيرهم من فئات الطلاب. - الكشف عن الطلاب الذين عندهم قدرات واستعدادات في التخصص الدقيق الذي يلبي حاجات المجتمع لمواكبة التطورات والتقدم التكنولوجي.
-
اكتساب مهارة التعليم الذاتي، والمهارة في التقويم الذاتي، والرغبة في البحث والوصول على الحقيقة، واكتساب بعض
القيم
الأخلاقية والاجتماعية للتعامل مع
البيئة
المحيطة بهم. - تزويد المجتمع بأفراد متميزين يساعدون على حل المشكلات المختلفة من خلال تقديمهم للإنتاجيات مفيدة في كل مجالات المعرفة.
- تزايد المشكلات لدى الأطفال الموهوبين والرغبة في مساعدتهم في حلها.
- حاجة الأطفال الموهوبين إلى طرق تدريس تختلف ف طبيعتها عن طريق التدريس المتبعة من الأطفال العاديين.