أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية
مفهوم التغذية الراجعة
إن
التغذية الراجعة
في العملية التعليمية عبارة عن أي رد فعل خاص بأداء الطلاب أو سلوكهم، ومن الممكن أن تكون التعليقات لفظية أو مكتوبة أو إيمائية، والهدف من تلك الخطوة في عملية التعلم والتقييم هو تحسين أداء الطلاب وليس إلحاق الضرر به، ومن الهام أن تكون عملية تقديم التغذية الراجعة تجربة تعليمية إيجابية، أو على الأقل أن تكون محايدة، وبالنسبة للطلاب من الممكن أن تثبط التغذية الراجعة والتعليقات السلبية جهود الطلاب وإنجازاتهم، ومن الجدير بالذكر أن المعلمين يتحملون مسؤولية كبيرة حول رعاية تعلم الطالب وتقديم الملاحظات إليه بطريقة مناسبة بحيث لا يغادر فيها الطالب الفصل
الدراسي
مع الشعور بالهزيمة.
أهمية التغذية الراجعة للعملية التعليمية
تُعد التغذية الراجعة أحد الأجزاء الأساسية من عملية التعلم الفعال، فهي تساعد الطالب على أن يفهم الموضوع الذي يتم تحريره بالنص تقديم إرشادات واضحة لهم تتعلق بكيفية تحسين تعلمهم، وتتمثل أهميتها في أن التغذية الراجعة الأكاديمية ترتبط ارتباطًا وثيقًا وثابتًا بالإنجازات أكثر من أي سلوك تعليمي آخر، وتلك العلاقة تتسق بخلاف
النظر
عن الدرجة أو الحالة الاجتماعية، الاقتصادية أو الديانة أو بيئة المدرسة، ومن الممكن أن ترفع التغذية الراجعة من ثقة الطلاب ووعيهم بذاتهم وحماستهم للتعلم، كما أنها تعمل على تزويد الطالب بالتفاعل مع الملاحظات المقدمة إليه، ولا بد من أن تُعزز التعلم وتحسن من أداء التقييم، ولكن يجب التعرف على المناسب من
انواع التغذية الراجعة لتعديل السلوك
.
[2]
التغذية الراجعة البناءة
إن الهدف الأساسي من تقديم التغذية الراجعة هو محاولة تحسين وتعزيز سلوك الطلاب وإنجازاتهم التعليمية، وحتى يتم هذا لا بد وأن تكون تلك التغذية الراجعة بناءة، وفي التالي توضيح لخصائص التغذية الراجعة الفعالة في العملية التعليمية: [1]
-
أن تكون تربوية في الطبيعة
إن تقديم الملاحظات يُشير إلى إعطاء الطالب شرحًا لما يقوم به بصورة صحيحة وغير صحيحة، إلى جانب التركيز على التعليقات الخاصة بما يفعله الطالب بشكل صحيح، وتكون فائدتها أكثر لتعلم الطالب حينما يتم تزويده بشرح لما هو دقيق وغير دقيق في ما قدمه من عمل، وتتمثل إحدى الطرق في استخدام مفهوم “شطيرة التغذية الراجعة” لتوجيه الملاحظات: (المجاملة، الصحيح، الإطراء).
-
أن تُعطى في
الوقت
المناسب
حينما يتم تقديم ملاحظات الطالب فور أن يظهر دليل التعلم، فإن الطالب يستجيب ويتذكر التجربة الخاصة بما يتم تعلمه بصورة أكثر إيجابية، أما إذا تم الانتظار لوقت طويل حتى يتم تقديم الملاحظات، فمن الممكن ألا يربط الطالب الملاحظات بلحظة التعلم.
-
أن تكون حساسة للاحتياجات الفردية للطالب
من الهام أن يتم الأخذ في الاعتبار كل طالب عند تقديم الملاحظات للطلاب، إذ أن الفصول الدراسية مليئة بالطلاب المتنوعين، وبعض هؤلاء الطلاب يكونون بحاجة إلى التحفيز من أجل تحقيق أعلى مستوى واحتياجات أخرى ينبغي التعامل معها بعناية حتى لا تثبط التعلم وتضر بتقدير الذات.
-
أن تجيب على الأسئلة الأربعة
إن المتعلمين يودون معرفة كل ما يتعلق بعملهم، وسوف يساعد تقديم إجابات على الأربعة أسئلة التالية بصورة منتظمة في تقديم تغذية راجعة طلابية عالية الجودة، وهي:
- ماذا يستطيع الطالب أن يفعل؟
- ما الذي لا يستطيع الطالب فعله؟
- كيف يقارن عمل الطالب بعمل الآخرين؟
- كيف يمكن للطالب أن يعمل بصورة أفضل؟
اقتراحات للحصول على ملاحظات تقييم فعالة
إن التغذية الراجعة الأكثر فاعلية هي التي تكون مركزة وواضحة وتأخذ في اعتبارها الدافع والتعلم، وليس مجرد تبرير التقدير أو المراجعة، وفي التالي بعض الاستراتيجيات التي تم اقتراحها من أجل تقديم ملاحظات للطلاب بأعلى كفاءة وفعالية:
- استخدام التعليقات للتدريس وليس من أجل تبرير التقدير، إلى جانب التركيز على أكثر ما يوجد رغبة في أن يتطرق إليه الطالب في العمل المستقبلي، مع ربط التعليقات والملاحظات ببعض الأهداف الهامة.
-
التخطيط للفرص المبكرة للطالب بحيث يحصل على الملاحظات التي تتعلق بطرق التفكير،
الكتابة
أو حل المشكلات التي سوف يحتاج إليها في وقت لاحق، لكي لا تتطور أو تكبر الأخطاء الشائعة، ومن الممكن أن تكون تمارين التعلم النشط أو التعاوني في الفصل بمثابة لحظات مناسبة لتقديم ملاحظات تكوينية داخل الفصل، حينما يقوم الطلاب بممارسة مهارات جديدة أو تعلم مفاهيم جديدة. - الابتعاد عن الإفراط في التعليق أو “انتقاء” عمل الطلاب.
- في التعليقات النهائية، يتم طرح بعض الأسئلة، وسوف يتم توجيه المزيد من الاستفسارات من قبل الطلاب.
- التفكير في بدائل مناسبة من أجل كتابة التعليقات أو الملاحظات على عمل كل طالب على حدة، وهذا يكون بتقديم ملاحظات إلى الفصل كله شفهيًا أو في أوراق مكتوبة ومشتركة، ومن الممكن أن يُطلب من الفصل كله قراءة نموذج عمل الطالب معًا حتى يتم البحث عن موضوعات مشتركة أو تطبيق معايير التقييم.
الفرق بين التغذية الراجعة والتعزيز
في العملية التعليمية يتم التحدث بشكل كبير عن التعليقات أو التغذية الراجعة الإيجابية والسلبية، إلى جانب التعزيز الإيجابي والسلبي، ومن الجدير بالذكر أن التعزيز والتغذية الراجعة عبارة عن أداتين مفيدتين في مجموعة مهارات المعلم، ولكن يجب العلم بأنهما ليسا الشيء ذاته، على الرغم من أنه يتم استخدام الاثنين معًا في المساعدة على تحفيز الطلاب وتدريبهم، ولكن يبقى هنا
السؤال
حول الفرق بينهما، وفي التالي توضيح لهذا:
- تقدم التعليقات للطلاب انعكاسًا على سلوكهم السابق، فمن الممكن للمعلم أن يمدح ويشجع المزيد منه (ردود فعل إيجابية) أو أن ينقدها ويصححها (ردود فعل سلبية)، أما التعزيز (إيجابي، سلبي، عقابي) هو وسيلة نفسية تهدف إلى تحفيز السلوك المستقبلي من خلال تحفيز أو نزع الحافز.
- التغذية الراجعة عبارة عن شيء يسهل التعرف عليه كمفهوم لأنه ليس استراتيجية وأكثر استجابة طبيعية لنا، ويجب على كل معلم أن يفكر في ذلك، إذ أن أغلب المعلمين يقدمون اتصالات شفهية أو كتابية لطلابهم بحيث يتم عكس السلوك الذي حدث بالفعل بهدف تشجيع أو تثبيط تكرار ذلك السلوك.
ومن الجدير بالذكر أن التغذية الراجعة الإيجابية تشير إلى ما تم القيام به بصورة صحيحة، أما التغذية الراجعة السلبية تشير إلى ما تم القيام به بصورة غير صحيح، وبعبارة أخرى، ترتبط التغذية الراجعة الإيجابية بإبراز السلوك الذي نحبه وتشجيعه، أما التغذية الراجعة السلبية تدور حول إبراز السلوك الذي لا نريده وتثبيطه.
أنواع التعزيز
إن التعزيز يستند إلى علم
التكييف
الفعال، والذي تم اكتشافه في الثلاثينيات بواسطة علماء النفس مثل بي إف سكينر، ويرتبط لدينا بتجربة الكلاب التي سال لعابها على صوت الجرس، ومن الجدير بالذكر أن التكييف الفعال عبارة عن طريقة للتأثير على السلوكيات عن طريق الاستفادة من الإجراء والنتيجة، وفيي التالي الأنواع الثلاثة للتعزيزات: [3]
-
التعزيز الإيجابي:
وفيه يتم استخدام المكافأة لتشجيع السلوك. -
التعزيز السلبي:
وهو ما يشجع أو يمنع السلوك من خلال إزالة حافز أو سلوك غير مرغوب في. -
العقاب:
ويضيف نتيجة سلبية أو حافزًا للسلوك (أو عدمه).