انواع التغذية الراجعة لتعديل السلوك
ما هي التغذية الراجعة
التغذية الراجعة المقصود بها رجع الصدى، وهي أحد المفاهيم الحديثة في العملية
التعليم
ية، والتي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، وحظيت باهتمام كبير من قبل علماء النفس والمتخصصين في العملية التعليمية، وبات المصطلح الخاص برجع الصدى أو التغذية الراجعة ذو تردد وتداول كبير في الكثير من العلوم كعلم الفيزيولوجية وعلوم الإعلام وفنون الاتصال والعلوم الاجتماعية والكيمياء والجيولوجيا والهندسة والفنون والتربية والفيزياء وغيرها من العلوم، وذلك دليل على
أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية
[3].
تعرف التغذية الراجعة بأنها المعلومات التي يتلقاها المتعلم بعد الأداء والتي تمكنه من معرفة مدى صحة استجابته للمهمة التعليمية، وهي طريقة توفير المعلومات أو
المعرفة
بالعمليات أو النتائج من أجل تطوير انتقال أفضل للمتعلم أو للمحافظة على المهارات والسلوكيات المكتسبة، وتعرف من خلال التعليم المعتمد على الحاسوب بأنها أي
رسالة
أو عرض يقدمه الحاسوب للمتعلم بعد الاستجابة.
أنواع التغذية الراجعة
هناك سبعة أنواع مختلفة من التغذية المرجعية، تستخدم كل منهم وفقاً للحاجة الخاصة بها، فكل نوع له حالات خاصة، وتتمثل أنواع التغذية المرجعية في[1]:
التغذية الراجعة الفورية
هي التغذية الراجعة المتصلة بالسلوك الملاحظ وتعتبر هي التغذية الراجعة المباشرة، بمعنى أن عند تلقي المعلومات أو التوجيهات أو الإشارات يكون بعد ذلك بشكل مباشر ردة فعل وتصحيح في السلوك.
التغذي الراجعة المؤجلة
وفي هذا النوع من التغذية الراجعة يتم تزويد المتعلم بالمعلومات، وتكون الاستجابة بعد فتره من تلقي المعلومات، كتزويد الطالب بالمعلومات ثم يطبقها فيما بعد في الاختبار وليس في وقت التعلم.
التغذية الراجعة حسب طريقة الحصول عليها
التغذية الراجعة الغير لفظية، وتشير إلى الرسائل والإشارات التي يمكن أن يصدرها الطالب بجسمه مثل تعبيرات الوجه أو
النظرات
بالعين أو تحريك
الجسم
بوضعية معينة.
التغذية الراجعة المكتوبة
والمقصود بها التغذية الراجعة التي تقدم إلى المتعلم عن طريق كتابة المعلومات والتعليقات وهي وسيلة جيدة تمكن المتعلم من مقارنه عمله بعمل زملائه وأقرانه ويعتبر هذا النوع المفضل لدى الطلاب الأكبر سناً كطلاب الجامعات.
التغذية الراجعة حسب المصدر
تقسم التغذية الراجعة وفقاً للمرجع المأخوذة منه، إلى تغذية راجعة داخلية ويقصد بها المعلومات التي يتلقاها الفرد عن أدائه من خلال ملاحظاته الذاتية لنتائج الأداء، وهذا النوع يلازم نشاطات التعلم خطوة خطوة أثنا القيام بالمهمة.
التغذية الراجعة الخارجية
التغذية الراجعة الخارجية هي المعلمات التي يتلقاها الفرد عن أدائه من مصدر خارجي مثل المعلم أو الحاسوب أو مجموعة الأصدقاء، وتقدم بعد القيام بالمهمة، ويتضمن هذا النوع من التغذية الراجعة كل ما ينتج عن طريق تفاعل المتعلم مع
البيئة
في بداية التعلم يتم الاعتماد على التغذية الراجعة الخارجية ثم تحسب أولاً بأول لكي يتم الاعتماد على التغذية الراجعة الداخلية.
التغذية الراجعة حسب وظيفتها
تقسم التغذية الراجعة وفقاً لوظيفتها إلى عدة أنواع وهي:
- التغذية الراجعة الإعلامية وهي التغذية الراجعة التي يتم فيها إعلام المستجيب بصحة استجابته أو الخطأ فيها دون تصحيحها.
- التغذية الراجعة التصحيحية، ويتم فيها إعطاء العبارات التصحيحية المتمثلة بتدقيق العمليات الحسابية مثلاً ومراجعة خطوات الحل وتطبيق القوانين والنظريات.
- التغذية الراجعة التفسيرية والتي يتم فيها تزويد المتعلم بالمعلومات حول صحة استجابته أو عدم صحتها بالإضافة إلى ذلك تفسير الاستجابات الخاطئة كتابياً على ورقة الاستجابة كما أنها تعمل على تصحيح الاستجابات الخاطة للفرد وبين له سبب هذا الخطأ.
-
التغذية الراجعة التعزيزية: في التغذية الراجعة التعزيزية يتم تزويد الفرد بالعبارات اللفظية والمكتوبة لتشجيع المتعلم وتوضيح
الامتنان
له، ككتابة أشكرك وأحسنت وممتاز وغيرها من العبارات الحماسية والتشجيعية.
خواص التغذية الراجعة
يفترض علماء النفس والتربويين أن التغذية الراجعة لها ثلاث خواص أساسية وتتمثل في[2]:
-
الخاطية التعزيزية
تعتبر الخاصية التعزيزية مرتكز رئيسي في الدور الوظيفي للتغذية الراجعة، الأمر الذي يساعد على التعلم، وقد ركز أحد الباحثين على هذه الخاصية من خلال التغذية الراجعة الفورية في التعليم المبرمج، إذ يرى أن إعلام الطالب بصحة استجابته يعزز من استيعابه وفهمه، ويزيد احتمال تكرار الاستجابة الصحيحة فيما بعد.
-
الخاصية الدافعية
تعد هذه الخاصية محور هام جداً حيث تساعد التغذية الراجعة في إثارة دافعية المتعلم للتعلم والإنجاز، والأداء الجيد والمتقن، مما يعني جعل المتعلمين يشعروا بالتشويق والمتعة تجاه ما يتلقوا من علوم ومعلومات، فالاستمتاع بالعملية التعلمية أمر مفيد وهام للغاية.
-
الخاصية الموجهة
توضح هذه الخاصية لكل فرد ما يقوم به أعمال، سواء جيدة ومتقنة أم لا، بحيث يقوم بتعديل السلوكيات الغير مرغوبة والغير متقنة، والثبات على الأعمال المتقنة والحفاظ على أدائها بنفس المستوى دائماً، وهي ترفع من مستوى انتباه المتعلم إلى الظواهر المهمة للمهارة المراد تعلمها، وتعمل على زيادة مستوى اهتمامه ودافعيته للتعلم، فيتلافى مواطن الضعف والقصور لديه، فهي تعمل على تثبيت المعاني والارتباطات المطلوبة وتقوم بتصحيح الأخطاء وتعدل الفهم الخاطئ وتطور السلوك الطلابي، بحيث تسهم في مساعدة المتعلم على تكرار السلوك الذي أدى إلى نتائج مرغوبة، وهذا يزيد من ثقة المتعلم بنفسه وبنتائجه التعليمية.
سمات التغذية الراجعة
لكي تطبق التغذية الراجعة بشكل سليم يجب مراعاة السمات الأساسية للتغذية الراجعة السليمة والتي تتصف بالأتي:
- يجب أن تتسم التغذية الراجعة بالاستمرارية والمداومة.
- يلزم أن تتم التغذية الراجعة في ضوء أهداف محددة.
- يجب أن تتسم التغذية الراجعة بالشمولية والعموم، بحيث تشمل جميع عناصر العملية التعليمية.
- يجب أن يستخدم في عملية التغذية الراجعة الأدوات اللازمة بصورة دقيقة ومتقنة.
- التغذية الراجعة لابد من أن تكون ذات فهم عميق، وتحليل علمي دقيق.
تأثير التغذية الراجعة
التغذية الراجعة عبارة عم مجموعة من المعلومات التي تسمعها أو تراها أو نتلقاها أو نشعر بها، وهي معلومات لا تشبه الناتج ولا تشبه استجاباتنا للتغذية الراجعة، غير أن المعلومات تؤثر على المتعلم بعدة أشكال على النحو التالي:
- تعزز الأعمال أو التصرفات التي يدرها المتعلم، والتغير في السلوك يعمل على تعزيز قوة العمل الذي يقدمه.
- تقدم التغذية الراجعة معلومات معينة يمكن استخدامها فيما بعد تعديل العمل أو تصحيحه، مما يدفع المتعلمين إلى تنويع المفردات المستخدمة، وتجنب التكرار بحيث إنها تقدم معلومات يمكن استخدامها لتوجيه التغير، ويمكن تصنيف التغذية الراجعة التصحيحية والتغذية الراجعة المؤكدة على أنها راجعة إخبارية
-
تعزيز المشاعر حيث تعمل على زيادة مشاعر الفرح والسرور أو
الحزن
والألم لدى المتعلم.
أهداف التغذية الراجعة
تهدف التغذية الراجعة إلى تحقيق مجموعة من المقاصد والتي تتمثل في:
- التأكيد على صحة الفهم والأداء لدى المتعلم، مع مراعاة تكرار السلوك الجيد، ونبذ السلوك السيئ.
- تهدف إلى زيادة الشعور بالخوف والخجل والسلبية تجاه التصرفات التي لا يجب تكرارها.
- توجيه الطلاب حتى يكتشفوا بنفسهم المعلومات التي يمكن استخدامها لتحسين أدائهم وتصحيح معلوماتهم وهذا ما يعرف بالتغذية المرجعية السليمة.
- تقديم المعلومات التي تسهم في تصحيح الخطأ وتطوير الفهم والسلوك.