مفهوم البطل التراجيدي في المسرح
تعريف البطل في المسرح
البطل هو الشخص المتزعم اللعبة
المسرحية
أي تلك الشخصية التي تعطي للحدث انطلاقه دينامية، والتي يسميها سوريو بالقوة التيماطيقية، كما يعتبره البعض بأنه الشخصية التي تمثل بؤرة الاهتمام، فهو الشخص الذي يجري الكلام عنه، والذي تروي قصته، فالشخصية الرئيسية هي التي تتحكم في الشخصيات الأخرى، فتصف مشاعرها، وتسمع وتقول ما تريده، مركزة على نقل الموضوعات التي تتحاور فيها الشخصيات ضمن الوجود المكاني الذي حددته، فالبطل في المسرحية هو الشخصية المحورية التي ترتكز عليها.
ما هي التراجيديا
أما تراجيديا فهي نسبة إلى اللفظ اليوناني تراجس، أي الماعز والمعنى اللغوي لهذه التسمية هي أغنية الماعز أو العنز، والسبب في هذا الاسم هو الجوقة القديمة قي الأناشيد الديترامبية، والتي نشأت منها التراجيديا حيث كانوا يرتدون جلد الماعز، وعلى أساس أنهم يمثلون دور الساتيروي أتباع الإله ديونيسوس.
ويعرف أرسطو التراجيديا بأنها محاكاة لفعل جاد تام في ذاته، له طول معين في لغة
ممتعة
لأنها مشفوعة بكل نوع من أنواع التزين الفني، كل نوع منها يمكن أن يرد على انفراد في أجزائه المسرحية وتتم هذه المحاكات في شكل درامي لا في شكل سردي، وبأحداث تثير الشفقة والخوف وبذلك يحدث التطهير.
معنى
التراجيديا أنها محاكات لحدث ما ويكون أمرها جدي، وأن الدراما التراجيدية يكون البطل دائماً ملكاً أو أمير، سواء كان بالوراثة أو الاغتصاب وتجد هذا النوع يهتم فقط بالمركز المرموق، إذ يمكن القول أن التراجيديا كانت تضمن أناس من ذوي المراكز المرموقة حتى القرن التاسع فقط دون غيرهم، وهي تخضع لصراع وليس لحديث سردي.
تعريف البطل التراجيدي
البطل التراجيدي هو شخصية محورية في النص المسرحي، يمثل
القيم
الإنسانية في عالميتها ويتميز بسمات متعددة تختلف من مذهب لآخر إلا أنها تشترك في أنه القائم بالفعل الدرامي عن طريق الأحداث بإرادة صلبة واختيار حر[3].
دائماً ما يمتلك البطل المأسوي صفات مميزة سواء كانت النبل أو البطولة أو القوة والشهامة ويكون له مشوار بطولي مميز وجذاب ولابد أن يقوم البطل التراجيدي في المسرحية بأعمال تجعل الجميع يتعاطف معه والجمهور بأكمله يقع في حبة ويتعاطف معه، ففي الروايات الكلاسيكية لابد أن يكون البطل التراجيدي مثير للإعجاب، والتراجيديا هي المأساة التي يعيشها البطل ويحمل عبئها وتوصيلها للجمهور طوال
الوقت
، وهي عكس الكوميديا.
من وجهة نظر أرسطو أن البطل التراجيدي هو الأفضل دوماً مما نحن عليه، حيث قال بوتشر في كتابه نظرية أرسطو في الشعر والفنون الجميلة أن الشخوص تكون أكثر تنظيم وأبعد شأوا في مسار تحقيق الطبيعة لذاتها مما هو ممكن في الوضع الإنساني المضطرب، كما يجب إن المأساة يجب أن تكون متوسطة
الطول
حتى لا يملها النظارة وأن تدور حول موضوع واحد، فلا تختلط عقدتها الأساسية بعقدة ثانوية، وألا تشتمل على أكثر من موضوع، مما يشتت انتباه المتفرج وتنصرف الأضواء عن البطل إلى أشخاص آخرين، فيضعف الموضوع الأصلي”[4][1].
سمات البطل التراجيدي
يجب أن يكون للبطل المسرحي مجموعة من السمات التي تجعله يجذب الجمهور بطريقة مميزة، خاصة البطل التراجيدي الذي يجب أن يتخلى عن الكوميديا ويصف المآساة التي يمر بها ليؤثر في الجمهور، وأوضح أرسطو أربعة سمات للشخصية التراجيدية في المسرح وتتمثل في[5]:
يجب أن تكون شخصية بطل المسرح التراجيدي شخصية صالحة درامياً، كما يجب أن يكون شخصية مؤثرة، إذ أن أفعال البطل وأقواله يجب أن تدل على شخصيته، فالعامل الجوهري والأساسي الذي يبني الشخصية هو القيم الإنسانية التي تفصح عنها الأفعال، وعلى هذا فإن أي شخصية تكون مؤثرة عندما تكون هي ذاتها مصدر ذلك الاختيار الذي يؤلف طبيعتها.
يجب أن تكون شخصة البطل التراجيدي مناسبة وملائمة، بمعنى أن الشجاعة والرجولة من صفات الرجال غير مطلوبة في بطلة المسرح أو غيرها، حيث إن الجمهور ربما لا يتعاطف معها أو بمعنى أصح لا يصدقها، في الوقت الذي يتعاطف فيه مع
الرجل
لأن الشجاعة والرجولة من سمات الرجال.
يجب أن تكون الشخصية الخاصة بالبطل شبيهة بالواقع، أي أن تكون الشخصية معبرة عن الطبيعة الإنسانية الواقعية التي يعرفها الناس، حتى وإن كان هذا البطل له صفات خاصة تميزه عن غيره فالنبل الكبير والشهامة
الزائدة
أو رقة
القلب
والإحسان وغيرهم من الصفات الجميلة، وبما أن التراجيديا محاكاة لأناس أغاضب ولأشخاص على فدر كبير من الأهمية ينبغي تصويرهم في أحسن مما هم عليه.
يجب أن تتمتع الشخصية الدرامية بالثبات وتنسجم مع ذاتها طوال العرض المسرحي، وإن كانت الشخصية غير منسجمة مع ذاتها فينبغي أن تبقى هكذا غير منسجمة مع ذاتها طوال المسرحية، إذ يجب عدم تعرضها للتغير المفاجئ فالأتساق مع الذات من أهم سمات البطل التراجيدي في المسرح.
تطور سمات البطل التراجيدي
وفقاً إلى
تعريف المسرح
القديم وتعريف البطل بالشكل التقليدي، فدائماً ما نراهم يتسموا بالجمود، بينما الأمر تطور الأن وأصبح هناك مزيد من المرونة التي طرقت على المسرح والبطل المسرحي حيث إن سمات البطل المسرحي وخصائصة تغيرت وذلك ف مجموعة من النواحي تتمثل في[7]:
- ف التطور الحديث للبطل المسرحي يمكن للبطل التراجيدي أن يكون رجل أو امرأة، وقد يكون من أي طبقة وجنس، فشخصيات أبطال التراجيديا باتوا متنوعين ومختلفين، ولم يعد النمط التقليدي هو الثابت عن البطل.
-
ظهر البطل التراجيدي الذي يفتقر للصفات الخارقة والصفات النبيلة والملائكية، ليكون أحياناً شخص عادي وطبيعي كالأشخاص المتواجدين في
الحياة
العادية. - لم يعد البطل التراجيدي مرغم على كسب تعاطف الجماهير فأحياناً يكون الأمر عكس ذلك، وهو ما يخالف نظرية أرسطو في البطل التراجيدي.
خصائص البطل التراجيدي
للبطل التراجيدي المزيد من الخصائص التي وردت في نصوص أرسطو، وفي نصوص كبار المؤلفين وتتمثل في[8]:
الكبرياء
: وفقاً لنظرية أرسطو في البطل التراجيدي فهو يرى أنه يجب أن يكون من أكبر عيوبه الكبرياء، حيث إن اكثر الأبطال التراجيدين أصحاب النصوص المأساوية في المسرح لديهم غطرسة وفخر مفرط وأعمى، ويرجع ذلك للصفات البطولة والخصال التي تميزهم عن غيرها فهم أصحاب سمات خارقة.
الوقوع في الخطيئة
: من خصاص البطل التراجيدي الوقوع في خطيئة ما، وتكون هذه الأزمة أو سبب التراجيديا والمأساة في قصته، وكان يعبر عن تلك الخاصية بالهامارتيا والهارماتيا هي كلمة تعني أن البطل يرتكب الخطأ الذي يكون سبب وقوعه في المأساة.
التغير المفاجئ من النعيم إلى المأساة
:وهذا السبب الذي ينشأ من خلاله التراجيديا، حيث يكسب خلال هذا الإنقلاب والتغير المفاجئ البطل تعاطف جمهوره.
الخصوم
: حيث لابد من وجود خصم أو عدو للبطل التراجيدي لك تقوم القصة على أساسه.
أمثلة على البطل التراجيدي
منذ
نشأة المسرح
وهناك العديد من الأعمال المسرحية العالمية التي جسدها أبطال التراجيديا ببراعة ودقة بالغة وباتت أعمالهم مخلدة إلى الآن، ومن أهم الأعمال التراجيدية المسرحية[6]:
-
لوري لوغلين (العمة بيكي)
- أنتوني وينر
- لانس ارمسترونج
- مايكل ريتشاردز
- ريتشارد نيكسون
- بولا دين
- لويس سي ك
- مايكل فيك
- تونيا هاردينج
- وودي الن
- جيم وتامي فاي بكر
- بول روبينز
- ميل جيبسون
- مارثا ستيوارت
- جيمي سواجارت
- أخشاب النمر
-
جي كي رولينغ
- روزان بار
- تشارلي شين
- ليندسي لوهان
أمثلة على أبطال التراجيديا في روايات شكسبير
- ماكبث
- قرية
- الملك لير
- روميو مونتاج
- عطيل
- هنري الخامس
- ريتشارد الثالث
- كليوباترا
- بروتوس