ما هي الصورة النمطية ؟.. ومن اين يكتسبها الفرد
ما هي الصورة النمطية
الصورة النمطية تعني أن يخضع الأشخاص أو المواقف لصورة معينة تجمعهم تحت ظلها، وتكون تلك الصورة مسبقة لا تحتاج لتفكير أو إمعان وقد تتكون الصورة النمطية لدى شخص تجاه مجموعة أو لدى مجموعة تجاه مجموعة، فالصورة النمطية تجمع عدة افكار أو تكون صورة لمجموعة من الناس، والصورة النمطية هي وجه للقولبة ومعنى آخر لها.
بمعنى قد يصبح جزء من التراث أو التفكير تجاه عرق او دولة أو مجموعة أشخاص بينهم شيء مشترك بحيث يتم جمعهم تحت مظلة واحدة مشتركة، سواء جمعتهم تلك المظلة تحت فكر او تقاليد أو عرف أو ثقافة بعينها.
ويمكن أن يفهم
معنى
الصورة النمطية في إطار واضح عند التفكير في أن مفهوم الرجولة عند الناس هو العمل وتحمل المسؤولية، ولكن إذا تم تضييق النطاق بعض الشيء للصورة النمطية للرجل في الشرق مثلاً فقد يدخل تحت هذا المفهوم هو أن
الرجل
هو المسؤول عن الإنفاق على أسرته، وربما تضيق الصورة النمطية للرجل في بيئة إسلامية محافظة مثلا لتشمل مسؤوليته عن التقويم الخلقي لمن يتبعه من
النساء
سواء كانت زوجته أو أخته.
وبذلك قد يتبين أن الصورة النمطية تختلف بحسب الناظر لهذه المجموعة وعلاقته بتلك المجموعة إن كان هناك ثمة علاقة بينهم.
فالعرب يضعون صورة نمطية للغرب مفادها الانحلال والحرية الغير مقبولة والتفكك الأسري، في حين أن الغرب يضع الشرق في صورة نمطية تظهر حتى في الرسم والترويج السياحي وغيره بحيث يرى أن الشرق هو مجموعة من النوق والجمال في الصحراء ورجل يراعها أو إمرأة بدوية تحلب شاه وهكذا.
ومن هنا قد يتبين أن لتلك الصورة النمطية مميزات وعيوب ومساوئ وإيجابيات فليست كلها شر وليست كلها خير، ولكن أيضاً الصورة النمطية قد لا تكون عامة بتلك الطريقة الموضحة في السطور السابقة، فقد تكون خاصة بشخص تجاه غيره كونها نتيجة معتقداته أو تربيته وثقافته هو وحده، وهي التي سيرد تفصيلها في الأمثلة بالفقرات التالية.
لذا فإن الصورة النمطية أحياناً كثيرة قد تبنى بغير اساس وقد تظلم طرف آخر أو حتى تظلم الشخص نفسه بطريقة تفكيره فهي قد تجعله في خناق ضيق من التفكير وانعدام المرونة وعدم تقبل الاختلاف، ولا يعني الإبداع كذلك الخروج التام عن النمطية فالتوسط في كل شيء هو الأفضل.
الصورة النمطية قد يكتسبها الفرد من المجتمعات والإعلام
هناك روافد عدة قد يكتسب الإنسان من خلالها الصورة النمطية فهي لا تأتي من مصدر واحد فقط، بل هي مصادر عديدة ومتنوعة يمكن الإشارة لها فيما يلي:
-
طريقة التفكير
-
التجارب الشخصية
-
الأمور المسموعة بشكل عام
-
المجتمعات والإعلام
-
الاستنتاجات
-
الذاكرة.
مما سبق يتبين أن روافد الحصول على الصورة النمطية كثيرة ومتعددة، فالصورة النمطية لا تتكون من مصدر واحد فقط، ولا تكتسب من طريق واحد، تفصيل وبيان ذلك في التالي:
بالنسبة لطريقة التفكير، والتجارب الشخصية، فهاتان المصدران للصورة النمطية قد يبدوان متشابهان وقد يجتمعان معاً في التوضيح.
نحن نفكر من حيث الفئات التي تخلقها من تجاربنا، توضح طريقة تفكيرنا
العالم
بالنسبة لنا لكنها تبالغ في تبسيطه أيضًا. في مرحلة ما تتخطى تلك التبسيطات الطبيعية الحدود إلى قوالب نمطية، لا يمكننا التفكير بدون استخدام فئاتنا، مما يجعل من الصعب معرفة متى تعيق فئاتنا، بدلاً من المساعدة، وقدرتنا على فهم الأشياء.
الأشياء التي نسمعها تخلق قوالب نمطية: ما نتعلمه من الآخرين والمجتمع الأوسع، وبذلك أيضاً تتداخل الجزئية الخاصة بالأمور المسموعة بشكل عام مع المجتمع سواء كانت المدرسة أو
العائلة
أو
الأصدقاء
وأماكن العبادة والإعلام والمجتمع الأصغر والأكبر.
الطريقة التي نتذكر بها تخلق قوالب نمطية، قد تتسبب في خلق ترابطات وهمية بشكل ما مما يجعل للذاكرة دور في الصورة النمطية بشكل كبير.
الاستنتاجات التي نصنعها تخلق قوالب نمطية: افتراض أن الشخص يساوي ما يأتي منه، مثل العرق، مثل الجنس، وغيره يحدد العديد من الأدوار التي يشغلها الناس في هذا البلد بناء على تلك الأدوار. [1]
أمثلة عن الصورة النمطية
لكي تتضح معاني بعض المفاهيم يحتاج الناس إلى ضرب أمثلة واقعية قريبة او توضيح بعض الامثلة ليقترب المعنى والمضمون من الذهن ويسهل فهمه، فيما يلي بعض الأمثلة التي يتضح من خلالها الصورة النمطية بشكل أكبر:
-
النظرة التي ينظر بها الغرب للعرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر باعتبارهم إرهابيين.
-
الصورة التي يضع فيها
البيض
السود باعتبارهم عرق متدني بالنسبة لهم.
-
نظرة العرب للغرب باعتباره مجتمع متفكك
-
نظرة بعض الدول الأفريقية أو المناطق البدائية في آسيا للمرأة باعتبارها درجة أدنى من الرجل.
-
نظرة الكثير من البلدان تجاه دول أفريقيا باعتبارهم دول متخلفة.
-
الصورة تجاه
التفوق
الرياضي لأمريكا في
كرة السلة
مثلاً.
-
الصورة تجاه الناس في اليابان باعتبارهم يعبدون العمل.
-
النظرة للشخص المتزوج من أكثر من امرأة باعتباره رجل غير سوي بالرغم من أنه جزء من عقيدة المسلمين.
-
النظرة إلى رجال الدين المسيحي في بعض البلدان باعتبارهم نصف آلهة.
-
النظرة تجاه المحجبات والمنتقبات لدى بعض الناس في فرنسا.
-
النظرة إلى المطلقة في المجتمعات العربية باعتبارها سيئة الخلق او على اقل تقدير فاشلة في الحفاظ على أسرتها بالرغم من أن الرجل المطلق لا ينال نفس الصورة.
-
اعتبار الرجل الذي يتغزل في زوجته ويقدرها ضعيف الشخصية.
-
صورة الصراع بين جماهير شمال أفريقيا في كرة القدم.
-
اعتبار كل خريجي
السجون
منحرفين منحلين دون تمييز.
-
التصنيفات السياسية والدينية مثل السلفي والإخواني باعتباره إرهابي، والليبرالي باعتباره منحل.
تأثير الصورة النمطية
تؤثر الصورة النمطية بشكل كبير على عدة أصعدة سواء تفكير الشخص نفسه تجاه من حوله او تفكير المجتمع ككل، واكبر مثال على تأثير الصورة النمطية السلبي تجاه العرب مثلاً هو العمليات الإرهابية والعدائية تجاه الجاليات المسلمة في الغرب والتي أودت بحياة الكثيرين.
العزوف عن
السياحة
داخل البلدان العربية باعتبار الصورة النمطية انها بلدان متخلفة ولا تعد دول جاذبة للغرب، إلا الفقراء ومحدودي الدخل من تلك الدول نظراً لانخفاض تكلفة السياحة في الشرق.
كذلك النظرة والصورة المتدنية للمراة مما يتسبب في إقصائها عن العمل وتفضيل الرجال بدل منها.
وضع بعض الناس في خانات ضيقة بس القولبة والنمطية مما قد يتسبب في اضطهادهم النفسي أو الملموس.
ولكن أيضًا هناك جوانب إيجابية للصورة النمطية إذا كانت الصورة ذاتها إيجابية كما سبق بيان النظرة للعمل في اليابان، أو النظرة للمدرس والطبيب المصري في دول الخليج التي اعتمدت لسنوات طويلة على مهارته وخبرته.
ربما تكون من إيجابيات القولبة أو النمطية القليلة الحفاظ على تقاليد وعادات المجتمع وتماسكه وتدينه، ليس بشكل كبير أو مؤثر ولكن بدرجة لا يمكن إنكَارها بالتأكيد، فمثلاً الصورة النمطية او قولبة النظرة تجاه
الشواذ
جنسياً تحمي المجتمع وتدينه وأخلاقياته وتماسكه من الانزلاق في تلك الهاوية.
كذلك فإن الصورة النمطية تجاه مسؤولية الرجل على التحمل والإنفاق على أسرته تحمي المرأة من الدخول في سوق العمل وترك الأبناء بدون تربية ورعاية دون سبب مادي قوي يدفعها لذلك. [2]