ما هو نوم المضطجع ؟.. وهل هو منقض للوضوء
ما هو نوم المضطجع
النوم المضطجع وهو
النوم
الذي يكون فيه الإنسان شبه متمدد أي يكون متكئًأ على أحد وركيه، وفي هذه الوضعية لا يتم
الجلوس
على المقعدة، وفيها من الممكن خروج حدث ولا يتم الشعور به لأن الإنسان يكون مستغرقًا في النوم، لهذا من نام وهو مضطجعًا وكان متوضئًا عليه إعادة الوضوء لأنها تبطل الوضوء.
هل نوم المضطجع منقض للوضوء
اختلف العلماء في النوم هل هو ناقضًا للوضوء أم لا، ولكن لقد اتفق الأئمة الأربعة أن نوم المضطجع هو ناقض للوضوء يسيره وكثيره، وهو الأمر الراجح، وإن من الأدلة النبوية الشريفة التي تدل على أن النوم هو ناقض للوضوء، حديث صفوان بن عسال رضي
الله
عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَنْ لا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ إِلا مِنْ جَنَابَةٍ ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ ) رواه الترمذي (89) وحسنه الألباني , فذكر النوم من نواقض الوضوء، ولكن هنا اختلف العلماء في هذا الأمر وسنوضحه كالتالي:[2]
- قال بعض العلماء أن النوم يكون ناقضًا للوضوء مطلقًا يسيره وكثيره، مهما كانت صفته، فنوم المضطجع أو المتكئ على أحد وركيه هو ناقضًا للوضوء ولكن غير هذا فهو لا ينقض، وهذا الأمر اعتمادًا على مذهب أبي حنيفة، فلا يحتاج لإعادة الوضوء إلا إذا كان بوضعية المضطجع أو متوركًا.
- أما هناك بعض العلماء فقط ذهبوا إلى أن النوم ليس بناقض مطلقًا وقد استشهدوا بحديث أنس بن مالك الذي قال: “أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا ينتظرون العشاء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتؤضؤون”، رواه مسلم (376) وفي رواية البزَّار : “يضعون جنوبهم”.
- وبهذين القولين السابقين نجد أن كل من هؤلاء العلماء قد استشهدوا بأدلة وبراهين، ولكن قد اجتمع العلماء على أن النوم ينقض الوضوء في حالات معينة، ولكنه لا ينقض في حالات أخرى، على الرغم من اختلافهم في طريقة الجمع بين هذه الأدلة.
- وقد قال بعض العلماء أن النوم بكل حالاته هو ناقض للوضوء ما عدا النوم اليسير من القاعد والقائم، وهو على المذهب الحنفي.[1]
ما هو نوم القاعد
النوم القاعد وهو أن ينام الإنسان وهو متمكنًا من مقعدته أي يكون في حالة قعود وغير مضطجع، وفي هذه الحالة يتأكد من عدم خروج الحدث ولهذا تلك الوضعية لا تبطل الوضوء، وتصح
الصلاة
بهذا الوضوء، فهو من الحالات التي قال فيها العلماء أنه لا ينقض الوضوء حيث أنه إن تم النوم في حال وضع المقعدة على الأرض فلا ينقض الوضوء، ولكن إن لم يكن ممكنًا مقعدته انتقض الوضوء وهذه الحالة هي حالة النوم المضطجع وليس النوم القاعد، وهذا الأمر هو على المذهب الحنفي والشافعي.
الفرق بين النوم الكثير والقليل
قال العلماء في النوم ونقضه للوضوء أنه في حال النوم الكثير بكل حال دون قليله ينقض الوضوء، وقد ذهب إلى هذا القول مالك ورواية عن أحمد، ونجد أن هناك فرق ما بين النوم الكثير والقليل ويتجلى في:
- النوم الكثير وهو النوم الذي يكون فيه الإنسان مستغرقًا ولا يستطيع الشعور بالحدث عندما يتم.
- أما النوم القليل فهو النوم الذي يشعر الإنسان فيه بالحدث عندما يتم مثل خروج الريح.
وإن هذا القول هو للشيخ
الإسلام
بن تيمية، وقد تم نهجه من قبل العلماء المعاصرين مثل الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز، وهو القول الصحيح ولأن به تجتمع الأدلة حيث أن حديث صفوان بن عسال قد كان من الأدلة التي أكدت أن النوم ناقض للوضوء، بينما حديث أنس رضي الله عنه قد أكد ودل على أنه لا ينقض الوضوء، وقد
ورد
في السنة النبوية الشريفة قول الرسول عليه الصلاة والسلام: “العين وِكَاء السَّهِ ، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء”، رواه أحمد (4/97) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4148)، ومعنى وِكاء أي هو الخيط الذي يتم استخدامه لشد القربة، أما كلمة السَّه فمعناها الدُّبر، ويتجلى
معنى
هذا الحديث بأن اليقظة وكاء الدبر أي هي التي تحفظ ما فيه من الخروج، لأن الإنسان عندما ينام ينحل الوكاء، بينما في حالة الاستيقاظ يشعر ما يخرج منه.[3]
ومن الأدلة التي استدلوا بها العلماء في السنة النبوية الشريفة في التفرقة بين كثير النوم وقليله، فعن قتادة قال: سمعتُ أنسًا يقول: “كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يُصلُّون ولا يتوضَّؤون”، وفي رواية أخرى: “كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء الآخرة حتى تَخْفِقَ رؤوسهم، ثم يُصلُّون ولا يتوضؤون”.[4]
مبطلات الوضوء
إن هناك عدة أمور تعمل على إبطال الوضوء فمن هذه الأمور تم الاتفاق عليها من قبل جمهور العلماء ومنها ما اختلف فيه العلماء، ولكن يجب التنويه أن
الأكل
والشرب لا يبطلا الوضوء مالم يكن
الطعام
هو لحم الإبل، ومن مبطلات الوضوء الأخرى:
- كل ما يخرج من السبيلين إن كان قليلًا أو كثيرًا، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء: “أو جاء أحد منكم من الغائط”.
- سيلان دم بكثرة أو قيء أو قيح، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فليتوضأ”، ولكن الراجح عدم النقض لضعف الحديث.
- زوال العقل بجنون أو الإغماء أو النوم مالم يكن النوم يسيرًا، فعند النوم القاعد أو القائم فلا ينقض الوضوء.
-
مس الدبر باليد من دون وجود حائل، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر: “من مس فرجه، فليتوضأ”، رواه
أحمد، والنسائي، وابن ماجه
. -
لمس
الرجل
للمرأة بشهوة، فقد قال الله تعالى في سورة النساء: “أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ “. -
أكل لحم الإبل، فقد ورد حديث في السنة النبوية الشريفة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه
أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ
»
. رواه
مسلم
. - غسل الميت.
- الردة عن الإسلام، قال الله تعالى في سورة الزمر: “لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.[5]
مقدار الغفوة
إن
مدة الغفوة التي لا تنقض الوضوء
هي ثلاثة أيام ولياليهن وقد استدل الفقهاء في هذا الأمر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أنه أمر المسلمين ألا ينزعوا خفافهم عند
السفر
لمدة ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم.