فوائد صيام 3 أيام من كل شهر
شرع
الله
الصيام للعباد، لحكمة بالغة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]. والهدف الاكبر من الصيام هو التقوى وعبادة الله عز وجل والتقرب الى الله عز وجل من خلال اتباع الفرائض وسنن النبي عليه
الصلاة
والسلام
فوائد الصيام الصحية للجسم
الصيام عن
الطعام
والشراب يريح معدة الانسان، وجهازه الهضمي، فيتفرغ
الكبد
حينها لتخليص
الجسم
من المواد الضارة الناجمة عن عمل خلايا الجسم بشكل مستمر، كما ان الصيام يؤدي لاستهلاك المواد الغذائية مثل الشحوم والدهون المخزنة في الجسم، وهذا بدوره يؤدي لتقليل من البدانة والوزن الزائد، فالصيام يعتبر وسيلة لضبط النفس والتحكم بتناول الطعام، كما ان بعض الدراسات العلمية اثبتت ان الصيام له دور ايجابي في التقليل من خطر الاصابة بالسرطان، لانه يقلل من عمليات الانقسام في الخلايا الورمية.
الصيام ايضًا يقلل المواد الضارة الموجودة في الجسم من خلال القولون والكليتين، والجلد والرئتين، وهو يقوي الجهاز المناعي ايضًا لانه يقوم بزيادة عدد خلايا
الدم
البيض
اء، وتكوين الاجسام المضادة، كما ان الصيام يساعد على خفض الضغط، فيتسفيد بذلك الشخص الذي يعاني من الضغط المرتفع، ويمكن ان يفيد الصيام ايضًا في علاج امراض القلب، والتهاب المفاصل، والربو، والقرحات، والتهاب المرارة، والامراض الجلدية [1]
فضل صيام ثلاثة ايام من كل شهر
النبي عليه الصلاة والسلام دعا الى التيسير في الدين، وقد ارسله الله عز وجل ليعلم الناس احكام دينهم
الاسلام
ي، دون افراط او تفريط، ودون تكليف للنفس ما لا تطيق، وجعل الله عز وجل شريعة الاسلام راحة الانسان، فهو يتعلم كيف يوازن بين امور حياته، دون ان يفرط في امر على
حساب
امر اخر، ومن هذا المبدأ وصى النبي عليه الصلاة والسلام ابا هريرة وابا الدرداء بصيام ثلاثة
ايام
من كل شهر، وذلك لحكمة بالغة، وهي ان الانسان عليه مشاغل كثيرة، ولا يستطيع ان يصوم طوال الوقت، لذلك جعل الله صيام ثلاثة ايام من كل شهر، تعادل صوم
الدهر
. [3]
عن أَبي هُريرةَ ﷺ، قَالَ: أَوْصَاني خلِيلي ﷺ، بثَلاثٍ: صيَامِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ، وَرَكعَتَي الضُحى، وأَن أُوتِر قَبْلَ أَنْ أَنامَ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وعَنْ أَبي الدَرْدَاءِ ، قالَ: أَوْصَانِي حَبِيبي ﷺ بِثلاث لَنْ أَدَعهُنَّ مَا عِشْتُ: بصِيامِ ثَلاثَة أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْر، وَصَلاةِ الضحَى، وَبِأَنْ لاَ أَنَام حَتى أُوتِر. رواهُ مسلمٌ.
وَعَنْ عبدِاللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رَضي اللَّه عنهُما، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: صوْمُ ثلاثَةِ أَيَّامٍ منْ كلِّ شَهرٍ صوْمُ الدهْرِ كُلِّهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وعنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ. رواهُ مسلمٌ. [2]
يا عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو بلَغني أنَّك تصومُ النَّهارَ وتقومُ اللَّيلَ فلا تفعَلْ فإنَّ لجسدِك عليك حقًّا وإنَّ لنفسِك عليك حقًّا صُمْ وأفطِرْ مِن كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، صومُ الدَّهرِ ) قال: قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنِّي أجِدُ قوَّةً قال: ( صُمْ صومَ داودَ صُمْ يومًا وأفطِرْ يومًا ) قال: وكان عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو يقولُ: يا ليتَني كُنْتُ أخَذْتُ الرُّخصةَ
وغاية الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الاحاديث هي الرفق بالمسلمين وعدم تحميلهم ما لا يطيقوا، لان الاكثار من العبادات يورث التعب، ويجلب الملل، وقد يؤدي في النهاية الى ترك العبادة بأكملها، وقد ذمَ الله عز وجل الافراط في العبادة حتى اساؤوا لهدف العبادة والغاية منها، قال تعالى (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (27) } [ الحديد]
و عن ميمونة بنت سعد ، أنها قالت : يا رسول الله أفتنا عن الصوم ، فقال : ” من كل شهر ثلاثة أيام من استطاع أن يصومهن ، فإن كل يوم يكفر عشر سيئات ، وإنه ينقي من الإثم كما ينقي
الماء
الثوب ” . [3]
هل صوم ثلاثة ايام المقصود بها الايام البيض
المقصود من صيام ثلاثة ايام ليس فقط صيام الايام البيض، انما الغاية هي صيام ثلاثة ايام من كل شهر متى ما استطاع المسلم، وهي تعادل صيام الدهر كله، وقد اوصى النبي عليه الصلاة والسلام ابا هريرة وابا الدرداء بصيام ثلاثة ايام من كل شهر دون ان يحدد له، ولم يقل صم ثلاثة ايام البيض [5]
لكن في حال استطاع الشخص ان يصوم ايام البيض فهو افضل له، روى أبو داود وصححه الألباني عن قدامة بن ملحان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، قال: وقال: هُنَّ كهيئة الدهر. [6]
لكن
فضل صيام الايام البيض
عظيم، وقد ذكر به النبي عليه الصلاة والسلام من خلال الاحاديث النبوية، عنْ أَبي ذَرٍّ، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: إِذا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثًا، فَصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ رواه الترمِذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.
وعنْ قتادَةَ بن مِلحَانَ ، قَالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يأْمُرُنَا بِصِيَامِ أَيَّامِ البيضِ: ثَلاثَ عشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. رواهُ أَبُو داودَ. [4]
هذه الاحاديث تدل على انه من الافضل الجمع بين صيام الايام البيض وبين صيام ثلاثة ايام من كل شهر، و
الايام البيض
هي الثالث عشر، والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، فإذا صام الشخص الايام البيض فيكون قد جمع بذلك بين الايام البيض وبين صيام ثلاثة ايام من الشهر [5]
حكم صيام ثلاثة ايام متفرقة من الشهر
يمكن ان يبدأ الشخص الصيام باي يوم يريده من الشهر، وليس شرط صيام ايام البيض من
الاشهر الهجرية
، وبما ان الحسنة بعشر امثالها، فإن هذا يعني ان صيام ثلاثة ايام من الشهر يعادل صيام الدهر، لان الاسلام هو دين يسر وليس دين عسر، ويمكن للمسلم ان يقوم بقضاء هذه الايام ام لم يستطع ان يصم ثلاثة ايام من الشهر
ان استطاع المسلم ان يصم الايام البيض فهذا افضل، لكن ان لم يستطع ذلك، يمكنه صيام ثلاثة ايام، من اول الشهر، او وسطه او اخره، ويمكن ان تكون الايام التي يصوم فيها متفرقة او مجتمعه، او متتابعة، وهي سنة مؤكدة عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، واذا تركها المسلم فلا بأس، لانها نافلة مستحبة، والافضل له ان يقوم بصيام هذه الايام لما في ذلك من اجر عظيم. [4] [5]