قصة أسطورة فيلوميلا
من هي فيلوميلا
الأسطورة اليونانية فيلوميلا تحكي عن فتاة تُدعى فيلوميلا والتي تأتي كثيرًا كشخصية ثانوية في الأساطير، كما يُستشهد بها كأحد الرموز المباشرة في الأعمال الفنية، الأدبية والموسيقية عند الغرب، ومن الجدير بالذكر أنها الابنة الصغرى لبانديون الأول، ملك أثينا وزوكسيبي، أي أنها أميرة أثينا، أما أختها فهي بروسن
الزوجة
للملك تيريوس بتراقيا، وعلى الرغم من أن الأسطورة تحتوي على عدد من الاختلافات، إلا أن محورها الأساسي هو ما تتعرض له الأميرة فيلوميلا، من تشويه وغيره، ومن ثم تحاول أن تنتقم ممن تعرض لها بالأذية، ثم تتحول إلى طائر العندليب في نهاية الأسطورة، ونتيجة العنف الموجود بأسطورتها، ففي الغالب ما يتم يتم تفسير صوت العندليب وتصويره على أنه رثاء حزين.
القصة الكاملة لأسطورة فيلوميلا
دائمًا ما تم تصوير فيلوميلا في الأساطير اليونانية على أنها شخصية أنثوية للغاية، وهي ابنة الملك بانديون الأول ملك أثينا وزيوكسيبي، كما أنها أخت Procne بروسن، التي تزوجت من الملك Tereus تيريوس، وفي السنة الخامسة من زواج بروسن، أخبرت زوجها بأن يذهب إلى أثينا ويُحضر فيلوميلا، إذ أنها اشتاقت إليها كثيرًا، حيث لم تر الأختان بعضهما البعض منذ وقت طويل، وبالطبع وافق تيريوس على رغبة زوجته وذهب لأثينا، وبعدها طلب بانديون (والد فيوميلا) من تيريوس أن يعتني بها جيدًا، كما لو أنه والدها، في طريق عودتهما إلى تراقيا بلدة تيريوس، قام باغتصاب فيلوميلا، وبعدها قام بتهديدها حتى لا تقول أي شيء لأختها، إلا أن فيلوميلا لم توافق على هذا، فغضب بشدة، وقطع لسانها وتركها في الطريق، وحينما عاد إلى تراقيا، أخبر زوجته بأن فيلوميلا قد ماتت.
إلا أن فيلوميلا على الرغم من قطع لسانها وعدم مقدرتها على الكلام فقد تمكنت من كتابة الجريمة على نسيج ثم أحضرتها إلى أختها، وحينما علمت برونس بما حدث قامت بقتل ابنها Itys إيتس، ثم غلته ووضعته لتيريوس في طبق وهو غير مدرك لهذا، وبعد أن أكل تيريوس الطعام، لم يكتشف الأمر إلا عندما قدمت له بروسن وفيلوميلا رأس ابنه إتيس المقطوع إليه، فأمسك تيريوس بفأس في ديه وبدأ يطارد الأختين، اللتين هربتا وبدأتا بالصلاة للآلهة، وبالفعل استجابت لهما الآلهة وحولتهم ثلاثتهما إلى طيور. فكانت Procne في السنونو ، Philomela إلى العندليب ، Tereus في الهدهد. [1]
أهمية قصة أسطورة فيلوميلا
يعكس بابلو بيكاسو، 1931 موبيل ماتوريز، القصة التي تحكي عن
اغتصاب
فيلوميلا وقمع خطاب الكلام من قبل تيريوس أنماطًا جنسية تماثلها من الهيمنة الذكورية التي تم إيجادها على مدار الأدب الكلاسيكي، وتُعتبر
قصة
فيلوميلا هامة بصورة خاصة إذ أنها تقوم بعكس الصعوبات التي تواجه الأشخاص ممن يتحدثون عن الأحداث التي أسكتتهم، وفي الكثير من الأوقات تعكس أولئك الأشخاص ممن يعانون من مواقف الامتياز والقوة في المجتمع فهم الذين يفرضون إسكات الضعفاء، وفي حين أنه قد يكون صعبًا أن يتم قول الحقيقة، إما بسبب عدم المقدرة أو التردد، فمن الهام أيضًا أن يتم الإفصاح عنها لأن التواصل أحيانًا يكون هو الطريقة الوحيدة من أجل تحقيق التغيير أو التحسين.
وحينما لا يكون الأشخاص رغبة أو ليس لديهم قدرة على التحدث، فمن الممكن أن تظل المشاكل مخفية ومتسترة، ولذا فإن إسكات فيلوميلا يُمثل إسكات
النساء
في كافة أنحاء
التاريخ
ويذكرنا بهذا، إلى يومنا الحالي، وتتشابه قصة أسطورة فيلوميلا مع نفي أوفيد من قبل أوغسطس إذ أنه في الحالتين، قد اسكت شخصًا ما في السلطة أي شخص أضعف، وفي نهاية الأمر، تغلبت فيلوميلا على ما حدث لها بأنها أصبحت مغنية جميلة، ومثلها، قام أوفيد بتأليف بعض أعماله بل أفضلها خلال وجوده في منفاه، أي أن فيلوميلا تغلبت على إسكاتها بإنتاج أعمال فنية جميلة وذات مغزى من خلال غنائها وهذا هو الغرض من الأسطورة. [2]
تناقضات في أسطورة فيلوميلا
ليس من الغريب أن تتغير
قصص
الأساطير منذ ذكرها في العصور القديمة وحتى اليوم، فمع مرور الأيام تظهر اختلافات متعددة في الأساطير، والتي قد تجعلها تتنافس مع بعضها البعض، وفي أسطورة فيلوميلا، ترتبط غالبية الاختلافات بالفتاتين اللتان تحولتا إلى العندليب والسنونو، وإلى أيٍ من أنواع
الطيور
قد تحول تيريوس، وقد كان من المقبول بصورة عامة أن بروسن Procne تحولت إلى طائر العندليب، و فيلوميلا Philomela إلى السنونو، أما تيريوس فقد تحول للهدهد، وبما أن الكثير من المصادر القديمة لا توجد في
الوقت
الحالي، أو بقيّ منها فقط أجزاء صغيرة، فإن نسخة أوفيد من الأسطورة هي التي دامت أكثر وأثرت كثيرًا على الأعمال التي تليها.
أما المصادر اليونانية الأولى فقد ذكرت أن فيلوميلا تحولت لطائر سنونو، وليس لها ترنيمة، أما بروسن تحولت لطائر العندليب، تقوم بغناء أغنية رائعة إلا أنها حزينة ونادمة بشدة، ولكن المصادر التي جاءت في الوقت اللاحق، ومن بينها Ovid، وكذلك بالأدب الحديث فقد كتب العديد من الشعراء الرومانسيين الإنجليز أنه وفي حين أنها كانت مقطوعة اللسان، إلا أن فيلوميلا تحولت إلى العندليب، وبروسن إلى السنونو.
أما نسخة Eustathius من أسطورة فيلوميلا قد عكست ما بين الأختين، إذ جعلت فيلوميلا تتزوج من تيريوس وأن تيريوس اغتصب بعد ذلك بروسن وقطع لسانها حتى لا تتحدث وتحكي ما فعله بها، وبالصدفة أنه في حين أن غالبية صور العندليب وأغانيه في الأدب والفن تكون للعندليب الأنثى، فإن أنثى العندليب لا تغني من الأساس، والذكر فقط هو النوع الذي يغني بصوت مميز، وقد قام سوفوكليس بكتابة أن تيريوس تغير إلى طائر بمنقار كبير، وقد قيل أنه طائر الصقر، على الرغم من أن عددًا كبيرًا من الروايات الأخرى والأعمال، بما في هذا أعمال الكوميديا القديمة للخاصة بأريستوفانيس الطيور تحكي بأن تيريوس قد تم تحويله بدلًا من الصقر إلى الهدهد.
أما الترجمات اللاحقة والمتنوعة لأوفيد قد أشارت لأن تيريوس قد تغير إلى طائر آخر دون الهدهد والصقر، بما في هذا قد
إشارات
ترجمات درايدن وجوير لأنه تحول لطائر لابوينج، ولكن يتجاهل الكثير من المؤلفين بعض التفاصيل الأساسية للأسطورة، وطبقًا لما ذكر في باوسانياس، فإن تيريوس قد ندم للغاية عما فعله مع فيلوميلا، ولم يتم وصف بأنه قد قتل نفسه، وبعدها يظهر عصفوران والنساء تندب موته، إذ أن الكثير من المصادر اللاحقة قد حذفت تشويه فيلوميلا كله من خلال قطع لسانها.
أما لثيوسيديدس، فلم يكن تيريوس هو ملك تراقيا، ولكنه من داوليا في فوسيس، وهي من المدن التب يسكنها التراقيون، واستشهد ثوسيديديس بدليل على هذا بأن الشعراء ممن يقومون بذكر طائر العندليب يشيرون له على كونه “طائر دوليان”، وهناك اعتقاد بأن ثيوسيديدس قام بالتعليق على تلك الأسطورة في عمله المشهور عن الحرب البيلوبونيسية إذ أن مسرحية سوفوكليس مزجت ما بين الحاكم تيريس الأول بتيريوس الأسطوري بتراقيا وتيريوس الأسطوري.