تعريف الموسيقى الكلاسيكية ♪ وأنواعها ♪ وخصائصها ♫


تعريف الموسيقى الكلاسيكية


يشير مصطلح كلاسيكي إلى أي عمل فني يظل بروعته وجماله على الرغم من توالي الزمن عليه، وعلى الرغم من اختلافه عن الذوق العام يظل محتفظًا بجماله، ويمكن تعريف الموسيقى الكلاسيكية على أنها نمط معين من الموسيقى الغربية والذي انتشر في أوروبا في ما بين القرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي، وتعتبر الموسيقى الكلاسيكية بشكل عام  هي نوع من الموسيقى الجادة والتي تمتلك قيمة فنية على مدى العصور المختلفة، أو أنها نوع من الموسيقى الغربية التي تمتلك سمت محدد، وذلك التعريف كما

ورد

في قاموس أكسفورد، والموسيقى الكلاسيكية يتم ذكرها عندما يتعلق الأمر بالموسيقى الأوروبية المنتشرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر، هذا هو السبب في أن

العالم

قد استقر على مصطلح  “الموسيقى الكلاسيكية” لوصف التوليفات القوية من الآلات واللحن والانسجام الذي كان سببًا في تشكل أسس تاريخ الموسيقى الغربية.


خرج هذا النمط من الموسيقى إلى العالم من بعض الأماكن المقدسة مثل الكنائس فمصطلح الموسيقى الكلاسيكية يستخدم للإشارة إلى الأوركسترالية  الصوتية والكورالية، ومن

أشهر

ملحنين الموسيقى الكلاسيكية موزارت وهايدن وأوائل ألحان بيتهوفن، على الرغم من أن البعض يقول أن بيتهوفن قد بدأ الحقبة التالية من الموسيقى وهو موسيقي العصر الرومانسي، ويعتبر العصر الرومانسي هو تعارض وتناقض للعصر الكلاسيكي، والتي كانت من عام 1830 إلى عام 1900، في حين أن عصر الموسيقى الكلاسيكية كان بين عامي 1750 و1830.


والمقصود هنا أن الموسيقى الكلاسيكية تشكل جانب الفن العقلاني، وكانت تتميز بآلة معينة وهي آلة تشبه القيثارة بينما موسيقى العصر الرومانسي تجسد جانب الفن والعاطفة وكانت تتميز بآلة معينة وهي المزمار، ولقد شهد العصر الكلاسيكي إضفاء الطابع الرسمي والعقلاني على الهياكل الثابتة والتقنيات التركيبية وأحجام وأشكال الأوركسترا في

السمفونية

والأوبرا الهزلية وسوناتا البيانو الكلاسيكية، ولقد خضعت فيه الأوركسترا إلى العديد من التغييرات كبيرة: فالقيثارة مثلًا أو الأورغن التي كانت موجودة من عصر الباروك السابق (1600-1750) لم تعد أساس موسيقى الأوركسترا، كما أن آلات النفخ مثل البوق والكلارينيت والناي والمزمار انضمت إلى بعضها لإنشاء آلة موسيقية جديدة ذات صوت مميز. [1] [2]


أنواع الموسيقى الكلاسيكية


تعتبر الموسيقى الكلاسيكية شاقة جدًا وصعبة في تعلمها وتأليفها وعزفها، فهي ذلك النوع الفريد الذي يصعب الاقتراب منه لأن العبث به سوف يعرض الموسيقي إلى الكثير من الانتقادات إن لم يكن عمله الموسيقي تحفة فنية، وتمتلك الموسيقى الكلاسيكية العديد من الأنواع التي من الممكن أن تتم من خلالها ولقد تطورت هذه الأساليب جميعها بدايةً من العصر الكلاسيكي ومرورًا بالعصر الرومانسي وحتى يومنا هذا، ولقد أضاف عليها الزمن بصمته الخاصة لتخرج لما هي عليه الآن، لكن على الرغم من ذلك لم تخرج عن خطى فناني الموسيقى الكلاسيكية الأوائل،  وإليك هنا أنواع الموسيقى الكلاسيكية والتي من الممكن أن تقابلك في الحفلات الموسيقية مع تناول خصائص كل نوع كما يأتي:


  • السمفونية (Symphony)


السيمفونية هي عبارة عن عمل فني واسع النطاق يتضمن أوركسترا كاملة، تتكون هذه الأوركسترا من أربع أقسام، كل قسم يمتلك حركته الخاصة والتي تأتي بالتناوب ببطئ، ولقد كان بيتهوفن في سيمفونيته التاسعة هو أول من كسر هذه التقاليد وأضاف بعض العازفين المنفردين ولهم جوقة كاملة في الحركة النهائية، ومن أشهر الملحنين الذين قاموا بكتابة سيمفونيات مشهورة هما كما يأتي: هايدن (كتب 104 منهم) وموزارت وشوبرت وبرامز وتشايكوفسكي ومالر ولاحقًا بروكوفييف وشوستاكوفيتش.


  • كونشرتو (Concerto)


الكونشرتو هو عبارة عن أوركسترا كاملة لكن السمة الرئيسية لها هي وجود عازف منفرد يمتلك تفاعل رائع بينه وبين بقية الأوركسترا، ومن الشائع في

الكونشرتو

أن تقوم ألة واحدة أو اثنان أو ثلاثة بأداء الدور الرئيسي، ومن أشهر الآلات التي تستخدم فيها هي البيانو أو الكمان أو التشيلو أو أي آلة تستخدم في الأوركسترا، ولقد جاءت كلمة كونشرتو من أصل لاتيني وتعني اشتراك عدة أصوات معاً، ومن أشهر مجموعات الكونشرتو القائمة على الكمان هي فورسيزونز فيفالدي (Vivaldi’s Four Seasons) وهي عبارة عن مجموعة من أربعة كونشيرتو للكمان، ومن الحفلات الموسيقية الرائعة للكمان كانت لبيتهوفن وبرامز وتشايكوفسكي وسيبيليوس، وكونسيرتو موزارت وبيتهوفن وتشايكوفسكي والتشيلو في دفوراك وإلغار.


  • المتتالية (Suite)


المتتالية هي عبارة عن مجموعة من المقطوعات الموسيقية القصيرة والتي عادةً ما كون راقصة، وقد تكون المتتالية هي اقتباس من أوبرا، ـأو من عرض باليه، أو من عرض موسيقى استعراضية مخصصة لمسرحيةٍ  ما، أو قد تكون المتتالية أصلية، ويسبق العرض الراقص افتتاحية، ومن أشهرالمتتاليات الكلاسيكية ما يأتي: Tchaikovsky Nutcracker و Respighi’s Ancient Airs and Dances.


  • الأوبرا (Opera)


الأوبرا هي عبارة عن مقطوعة موسيقية كبيرة الحجم تجمع بين الموسيقى والمسرح، كما تحتوي عروض الأوبرا عادةً على أوركسترا كاملة ومغنين فرديين وجوقة، الذين يكونون مكلفون بالتمثيل والغناء أيضًا، وتعتبر عروض الأوبرا مميزة بمحتواها الموسيقي وحده، ومن أشهر مسرحيات الأوبرا الشهيرة ما يأتي: Magic Flute لـ Mozart، و Bizet’s Carmen، و Wagner’s Ring (وهي عبارة عن مجموعة ضخمة من أربع عروض أوبرا)، و Puccini’s Madame Butterfly.


  • غرفة الموسيقى (Chamber Music)


يمكن تعريف غرفة الموسيقى على أنها نوع من الموسيقى الكلاسيكية التي تكون مخصصة لمجموعة صغيرة من المستمعين، وبالتحديد مجموعة صغيرة من المؤدين أيضًا، ومن الممكن أن تشمل أي نوع من الآلات التي تشكل مزيجًا قويًا، وتركز غرفة الموسيقى على مدة قوة التفاعل بين الأدوات.


  • سوناتا (Sonata)


تشبه السوناتا السمفونية كثيرًا لكنها تختلف عنها في أنها تتم بآلة واحدة أو اثنين، وعادةً ما تكون سوناتا البيانو عبارة عن بيانو بمفرده بدون كمان (كتب بيتهوفن 31 منها) بينما تكون سوناتا الكمان مصحوبة بالبيانو دائمًا.


  • الموسيقى الثنائية


    ،


    الثلاثية، الرباعية، الخماسية، السداسية، الثمانية


هي نوع من الموسيقى، قائم على مجموعات صغيرة من الآلات والتي تتضمن أي نوع، وينصب تركيز  المستمع هنا على مدى التناغم بين الأجواء الموسيقية المختلفة، ويعتبر أشهر أسلوب هنا هو رباعي الوتر، ويتكون من 2 كمان وفيولا والتشيلو، وعادةً ما تكون هذه القطع معقدة للغاية في الاستخدام وخطيرة. [3]


خصائص الموسيقى في العصر الكلاسيكي


جاءت موسيقى عصر الباروك قبل الفترة الكلاسيكية مباشرة، وظهرت العديد من معالمها في الموسيقى الكلاسيكية خلال نشأتها، وبعدها بدأت العديد من خصائص الباروك في التدهور لصالح منظور جديد للموسيقى وجميع الفنون، وهو عصر الموسيقى الكلاسيكية وعمل الملحنين على تطوير صوت مختلف تمامًا.


إن الموسيقى الكلاسيكية مثل العمارة الكلاسيكية التي بنت هياكلها على التناظر والبساطة الظاهرة، وبدأت أشكال الموسيقى التي هيمنت على الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية تظهر الآن في عالم الموسيقى الكلاسيكية، وبدأ الملحنين في التخلي عن تعدد الأصوات المعقدة مثل ما كانت عليه في عصر الباروك، حتى يخرج لنا المزيد من الأشكال المتجانسة اللحن الموسيقي، على عكس الألحان المزخرفة التي كانت موجودة كثيرًا في موسيقى الباروك، حتى تفسح الموسيقى الكلاسيكية المجال لظهور إيقاعات مُقاسة بانتظام.


تعتبر السمة المميزة في الفترة الكلاسيكية للموسيقى في بناء اللحن هي الصياغة المنتظمة أو الدورية، والتي كان وجودها شائعًا في موسيقى العديد من الملحنين الكلاسيكيين، مما يعني أن اللحن غالبًا ما يتم تأليفه ليكون بأطوال شريطية منتظمة ومتساوية، ومن الألحان الأكثر شيوعًا في الموسيقى الكلاسيكية هي الألحان التي تتكون من ثمانية عبارة شريطية مقسمة بالتساوي إلى قسمين من أربعة مقاطع شريطية، ويجلب هذا إحساسًا مدروسًا بعناية للعديد من أفضل الألحان الكلاسيكية المحبوبة. [4]