أهم المهن القديمة في دولة الإمارات
الدولة التي لا تعرف ماضيها لا يمكنها ان تقوم بادارة الحاضر او تشكيل المستقبل، هذه الفكرة يتبناها
الشيخ زايد
بن سلطان ال نهيان، واكد حكام الامارات ان تاريخ الامارات العريق يمتد إلى ما يقرب من 7000 عام، وهذا الامر يتضح من خلال النقوش والاكتشافات الاثرية التي اكتشفتها البعثات الدولية في فترة اوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وليومنا هذا. [1]
ابرز المهن في دولة الامارات قديمًا
حاول الانسان في قديم الزمان ان يحصل رزقه من خلال
البيئة
المحيطة، وذلك لان الظروف لم تكن متطورة بما فيه الكفاية كي يستطيع الانسان العمل مثلنا يحدث في وقتنا الحالي، لذلك حاول الانسان العربي الاستفادة من الموارد المتاحة امامه فقام بالاعتماد بشكل كبير على النخيل والبحر والطين في
تأمين
مستلزمات صناعاته ومهنته، ومن اهم الحرف التي تميز بها الانسان في دولة الامارات قديمًا هي صيد
السمك
وبناء العريش والغوص وصناعة
السفن
، وكذلك احتلت صناعة الفخار جزء كبير من المهم القديمة في الامارات، ولم تقف المرأة مكتوفة الايدي، فقامت بمساندة
الرجل
يدًا بيد من اجل ان يصل للنجاح وبناء الحضارة وتشكيلها ووصولها إلى ما وصلت عليه اليوم، ومن اهم
المهن
و
الصناعات التقليدية في الامارات
نذكر:
الغوص
تعتبر مهنة الغوض من اقدم المهن في الامارات وتم الاعتماد على هذه المهنة كمهنة اساسية في كسب الرزق، لكنها تعتبر من المهام الصعبة للغاية والتي تتطلب جهدًا واسعًا وكبيرًا، وعادةً ما يتم موسم الغوص في الصيف، ويستمر حتى اوائل الخريف، وتسمى العودة القفال. [2]
صناعة السفن
تعتبر القلافة او يطلق عليها صناعة السفن من اهم
الصناعات التراثية في الإمارات
وتعتبر من اهم الحرف في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط، وذلك لاهمية السفن في عملية صيد السمك وايضًا استخراج اللؤلؤ من اعماق البحار والتجارة، وكانت السفن تصنع من جذوع النخيل والخشب المستورد، والحبال المصنوعة من الليف، وكانت تغلق من خلال استعمال القطن الذي يملأ الفراغات بين الخشب.
وكان هناك انواع متعددة من السفن الاماراتية المختلفة في حجمها واشكالها وغرضها، فكل منها يستعمل من اجل هدف معين، فنجد ان السفن الشراعية كانت الاكثر شعبية في الامارات وكانت تسمى بالبوم، واعتاد التجار بشكل كبير على استعمالها، اما سفينة السفار فكانت تستعمل من اجل الرحلات البعيدة، وسفينة القطاع تستعمل في الرحلات التجارية القصيرة، اما سفن الجالبوت والبقارة والسنبوك فكانت تستعمل في رحلات صيد اللؤلؤ، وكانت ايضًا تستعمل من اجل نقل المسافرين، والسفن التي كانت تحمل حوالي 3 إلى 4 اشخاص كان يطلق عليها اسم الهوري، بينما السفن التي كانت تتسع اكثر من 15 شخص فكانت تسمى بالشاحوف
قبل اكتشاف النفط كان الاماراتيون يقومون بالتنقل إلى اماكن عديدة فوصلوا عبر السفن الى المحيط الهندي واماكن اخرى بعيدة، وكان يقصدون مومباي من اجل بيع اللؤلؤ المستخرج من البحار، لان الهند انذاك كانت تملك اكبر اسواق لبيع اللؤلؤ، مثل موتي بازار، وكان يباع هناك ايضًا العديد من الحلي المختلفة.
وكانت السفن متميزة بشكلها، حيث كانت تتميز كل سفينة بالعديد من النقوش الرائعة على حوفاها، وكان صناع السفينة يقومون بكتابة رموز معينة تحمل كتابات وصور، وعادةً ما تكون هذه الكتابات حيوانية للصخور والابل [3]
صيد اللؤلؤ
كان صيد اللؤلؤ مصدر دخل للامارات في اواخر القرن التاسع عشر والعقد الثاني من القرن العشرين، وعلى الرغم من ان هذه الحرفة قد لا تعتبر من اقدم الحرف، الا انها كانت تشكل جزء كبير من ثقافة الامارات ودخلها وصناعتها في ذلك الوقت، وكانت من اصعب الاعمال، وليست بالسهلة على الاطلاق، حيث كانت
رحلة
البحث عن اللؤلؤ تستغرق اربعة اشعر في فصل الصيف، وكانت مياه الخليج العربي الضحلة والقليلة العمق تشكل مكان مثالي لاستخراج اللؤلؤ قبل صناعة معدات الغوص الحديثة التي نراها في وقتنا الحالي
ورغم الدور الرئيسي للغواص في عملية صيد اللؤلؤ، الا ان هذه العملية كانت تتم بواسطة فريق كامل من العمل لدعم هذه العملية واعداد
الطعام
للبحارة طوال فترة الغوص [4]
الصيد بالصقور
تعتبر عملية الصيد بالصقور او ما يسمى الصقارة من اقدم الممارسات التي مارسها العرب منذ 4000 سنة مضت، الا ان دور الصقارة قد تغير في وقتنا الحالي، فاصبح اليوم من الرياضات التي تحث عليها الامارات العربية المتحدة، وكان البدو في قديم الزمان يقوم بالصقارة في شبه الجزيرة العربية والامارات العربية المتحدة في مكان شحيح بالموارد المالية، وهذه
الرياضة
او الحرفة لا ترتبط فقط بالصيد، إنما لها ابعاد اكبر من ذلك، وهي
القيم
النبيلة والشجاعة والفخر الذي اشتهر بهم الانسان العربية، وهي ايضًا تساعد في الحفاظ على الطبيعة
تم ادراج رياضة الصيد بالصقور في القائمة التمثيلية في التراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، ويعتبر طائر
الحبارى
من الطرائد التقليدية للصقارة في شبه الجزيرة العربية في فصل الشتاء، وتقوم عملية الصقارة على ترويض الصقر على الانقراض على فريسته بعد تدريب، فيتعلم الطائر مع كثرة التدريب اهمية تكرار المحاولة من اجل ان يوقع فريسته، وعندما يكون مستعدًا لهذه المهمة، يتم اطلاقه، ولكن هذه العملية تتطلب صبر طويل كي تتم. [5]
اليازرة
اليازرة تعتبر من وسائل الري الابتدائية التي ابتكرها الشعب في الامارات ومكنتهم اليازرة او مضخة الثور من
زراعة
النخيل وغير ذلك من محاصيل عديدة، مما ساعدهم على سد احتياجاتهم الاساسية من الغذاء والحصول على بعض العائدات المالية.
لكن اليازرة اليوم اختفت بالطبع بسبب انتشار انظمة الري الحديثة، وهي ترتبط اليوم بالمعالم الاثرية التي يفتخر بها الشعب الاماراتي لانها تذكرهم بجهود اباءهم واجدادهم في بناء
الوطن
وتطوير موارده، والحفاظ على الارض من خلال سواعدهم والموارد التي كانت متاحة امامهم في ذلك الوقت.
ونظرًا لصعوبة عمل اليازرة، فكانت تتطلب صوة وصلابة جسمانية شديدة، وكان يتم اختيار العامل بناء على قوة تحمله كي يستطيع ان يجر الدلو المعبأ بالماء عبر ممر ينحدر نحو الاسفل لمسافة كانت تحسب بشكل دقيق، مما يكفي لسحب الدلو من البئر والعودة صعودًا حتى حافة البئر. [6]
العريش
العريش كان يعتبر المسكن الذي يقضي فيه الناس الصيف في الامارات، وكان يتم تشييد العريش من جريد النخل، بينما تحفر في الارض الحفر الخاصة التي يوضع بداخلها الجذوع والتي تشكل دعائم العريش، ويوصل بينها بجريد النخل الذي يشكل جدران البيت. [2]