قائمة من نتائج المجادلة الناجحة

كيف تكون المجادلة بِالَّتِي هي أحسن

يقصد بالجدال النقاش والمفاوضات بشكل من أشكال المنازعات وربما المغالبة تحدث، وهو حوار يتبادل فيه الأطراف الكلام ومن اللازم أن يتفهم كل الفريقين المشاركين بالحوار وجهة نظر الأخر [1].

حيث أن كل طرف فيهم يقوم بعرض الأدلة والبراهين التي يتشبث بها والتي يستند إليها في وجهة نظره، وبعد ذلك يبدأ عرض الانتقادات والاعتراضات على النقاط التي يريد كل طرف التعديل عليها.

هناك بعض الأفراد الذين يكونون في حالة تمسك بآرائهم ووجهات نظرهم دون تفهم الحقيقة وبالتالي ترفض الاستجابات، وذلك لان الإنسان بطبعه يفضّل المجادلة والمخاصمة والمعارضة للأمور الحق ويتمسك بالباطل ، ولكن هناك القليل هداه

الله

.

فقال تعالي “وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ” فالمسؤل عن الداعية يجب ان يُستخدم أساليب المجادلة لكي يتمكن من إقناع الأفراد بالحق.


ما الذي يجب توافرها لكي ينجح أسلوب الجدال:

يجب تطبيق الآية الآتية ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ “.

نستنتج أن الجدال أسلوب خاص بالدعوة أمر الله به، ولكن يجب أن يستوفي الشروط المذكورة ولا يقود إلى الخصام أو مشاتمة بل لتحقيق هدف الهداية وهناك مجموعة آداب يجب اتباعها أثناء المجادلة

  • صدق النية وإخلاصها لنصرة الحق وإظهاره وتوجيهه الدعوة للدين والابتعاد عن الرياء والجاه والتكبر.
  • الاستناد إلى العلوم الصحيحة التي تفيد المتواجدة في السنة والقرآن.
  • يجب أن يتحرى الحق ويكون بعيدا عن التعصب وان تكون عزيمته مستعده لكي ينصر الحق، والعلماء قاموا بتقسيم الجدل إلى نوعان وهم:

    • الجدل المذموم الذي يتضمن نوعان وهما الجدل بغير علم والآخر هو بالشغب والتمويه لنصرة الباطل حتى في حالة ظهور الحق وإيضاحه
    • الجدال المقرون بالحق وهو أحد أشكال النصيحة
  • أن يتسم بصفات

    الإسلام

    ذات الخلق العالي والسمو وخاصة في وقت الجدال فيجب التزام الهدوء والابتعاد عن الكلام البذيء والتجريح والسخرية والاحتقار.
  • اتباع السلوك المنطقي والبعد عن المراوغات والكذب والخرافات والأساطير التي ليس لها صحة.
  • التسليم لجميع الأمور التي تندرج أسفل المسلمات وتم الاتفاق عليها من قبل الطرفين، وقبول جميع الأدلة القاطعة.
  • أسلوب الجدل المحمود يتم استخدامه إذا اضطر الأمر إلى ذلك ويجب الابتعاد عن الجدل المذموم.
  • الكلام يكون في هيئة مختصرة يوضح المضمون غير طويل ولا مختصر للغاية.
  • أن يكون استخدام الكلام بالشكل السهل للفهم والسلس والدارج والابتعاد عن كل الغريب من القول.
  • أن يكون الكلام في سياق الموضوع المُناقش.
  • عدم التقليل من شأن أي متحدث والاستهتار به.
  • أن يكون الهدف الرئيسي هو الوصول للحق والصواب.
  • عدم الاعتراض بدون فهم
  • انتظار كل فرد حتى ينتهي من كلامه وعدم مقاطعته.

نتائج المجادلة الناجحة

من أهم نتائج المجادلة هي الوصول للحقيقة أو تحقيق العدالة بين المتجادلين بدون أي تسبب للأذي لأي من الفردين ، كما تتسم المجادلة الناجحة ببعض المميزات التي تعود لصاحب الحق ومنها [2]:


  • يجعلك متفائلا

قد يكون نظره الناس عن الجدال تنحصر في الجانب السلبي فقط لكن هذا ليس كل الأمر، حيث أن جميع الناس عندما ينخرطون في جدال قد يشعرهم ذلك بالسيطرة والقوة و يملأها التفاؤل.


  • خفض مستويات الكورتيزول

هؤلاء الذين ينسحبون ويتجنبون المواجهات تكون مستويات الكورتيزول عاليه جدا لديهم وهو معروف بكونه هرمون التوتر، ويبقي أثره لفترة أطول عن هؤلاء الذين لا يخافون من خوض أي معركة لفظية، كما انهم يكون من الصعب عليهم أن يحافظوا على هدومهم، كما أنهم معرضون للشيخوخة وإصابتها ببعض أنواع السرطانات.


  • التوقف عن الاستياء

في حالة رفض التحدث عن فعل ما قام به شخص أزعجك قد تتكون مجموعة من المشاعر الغير جيدة والاستياء.


  • يخفف من الآلام والأوجاع

إن التوتر قد لا يتم حله وربما يظهر على شكل آلام جسدية مثل الغثيان والأوجاع والآلام، والنقاش ربما يخفف ذلك.


  • يعمل على إطالة عمرك الافتراضي

حيث أنك ستجد حلول سلسلة ومُرضيه وتعمل على تفاؤلك وحبك في الحياة.

أنواع الجدال

الجدال له حالتان وهما [3]:


  • الأولى الجدال المحمود والحسن:

الذي ينصر الحق ويسقط الباطل ويُبطله، وقامت جميع الدلائل الشرعية بالأمر به بجانب العلماء في العصر القديم والحديث


  • الجدال المذموم:

وهو يجب أن نبتعد عنه لأنه ينصر انتصار النفس في كل الأمور والأدلة الشرعية تنهى عنه.

الإنسان له القدرة على التعرف بالشخص الذي يجادل ويتفنن فيه عن طريق طريقته في الكلام وتمسكه بآرائه مهما قدمت له الأدلة والبراهين والإثباتات والحجج.

أولئك الأشخاص التي تجادل لكي تظهر الحق والأمور الصحيحة تقبل الأدلة والإثباتات التي تقدم من مصادر صحيحة ويتبعها ولكن في حالة امتلاكه لما يعارضها وأصح بشكل أكثر.

يتضح للذين يجادلون بالحق أخطاءهم فيرجعون عن أقوالهم الغير صحيحة ويتبعون الأحاديث الصحيحة لأن الهدف الذي يسعون إليه هو الوصول إلى الحق وإظهاره، ولكن هؤلاء الذين يريدون نصرة النفس تجدهم مصرون على أقوالهم وآرائهم حتى بعد إثبات عدم صحتها.

كيف تدير المجادلة الناجحة


  • تماسك بالحقائق

دائما كن على يقينن أنك تعبر عن حقيقية وليس مجرد رأي حيث الحقيقة مع الجج تجعلك دائما ناجح في المجادلة وتكون أكثر موضوعيا وقوة وفعالية وللحفاظ على المصداقيتك تجنب الإدلاء بآراء تعتقد أنها صحيحة [4].


  • لا تأمر أحد بفعل شيء

عندما تتحدث مع أحد لا تجعل في كلامك صيغة الأمر مما يجعل التطرف الأخر يغضب منك، فلا يجب قول أعمل، يجب عليك، أفعل هذا، لا تفعل هذا وهكذا.


  • تجنب استخدام كلمة “أنت”

عندما تتحدث مع أحد سواء وجها لوجه أو كتابة تجنب وضع كلمة أنت في جملك حيث تعل الجدال صعب ويكون هناك عصابية في لهجة التحدث، كما أيضا يجب الإسناد كلامك بحقائق مثلا على ذلك تأكد من أن الشخص الذي تتحدث عنه فعل هذا أم لا .


  • ركز على ماذا تريد

حيث يجب أن تسأل نفسك الغاية من هذه المحادثة هل إثبات أنك على حق فقط أم تريد أثبات الحقائق فهذه النقطة مهمة جدا.


  • ضع نفسك مكان الطرف الأخر

عندما تتحدث مع أحد ضع نفسك مكانه حيث تستقبل هذه اللهجة أو هذه الطريقة في الكلام، للذلك يجب عليك الاحتراس دائما في نغمة صوتك وأيضا الكلمات المستخدمة.