هل يجب الاغتسال بعد الاحتلام



هل يجب على المسلم الاغتسال بعد الاحتلام



أجاب الفقهاء عن سؤال هل يجب الاغتسال بعد

الاحتلام

بأن الاحتلام بعد خروج ما يسمى بالمني أثناء فترة

النوم

حتى وإن كان النائم لم يشعر بالاحتلام فعلى من يفيق من النوم، ويجد

المني

في

الملابس

قد أصبح عليه واجب وهو الغسل من الجنابة وإن كان لا يتذكر أنه احتلم.


إذا احتلم المسلم سواء كان إمرأة أو رجل فإنه واجب عليهما أن يغتسلان، إذا رأيا

الماء

والمقصود بالماء هنا هو المني، أما إذا حدث احتلام ولكن دون نزول ماء في هذه الحالة لا يوجد فيه غسل، لأنه

ورد

عن النبي صلى

الله

عليه وسلم لما سألته أم سليم، قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟أجابها -عليه

الصلاة

والسلام- بقوله: نعم؛ إذا هي رأت الماء يعني: المني.


ومما سبق يتبين أنه يجب الاغتسال من المني في حالة رؤية الماء، وإذا رأى

الرجل

أو المرأة المني بعد الاحتلام، أو حتى  رأى المني، بدون أن يكون هناك احتلام فعلى هذا الشخص أن يغتسل.


لكن ما هو الماء أو المني المقصود هنا في حالة الاحتلام،


المني هو الماء الغليظ، الذي يحدث نتاج عن شهوة، فإذا رأى الرجل، أو المرأة الماء المقصود به المني بعد الاحتلام أو الاستيقاظ من النوم وشاهداه حتى ولو لم يتذكروا أنهم  احتلموا من الأساس، فإن عليهما الاغتسال، كما جاء الأمر واضح من  النبي صلى الله عليه وسلم.


أما في حالة حدوث الاحتلام ولكن بدون أن يكون معه نزول للمني، فهنا لا يجب على الرجل أو المرأة الغسل، سواء حدث ذلك في فترات الليل أو في أوقات النهار، وهذا الأمر لا علاقة له بالصوم وليس له علاقة كذلك بالحج لأن ذلك لا يعتبر اختيار منه، فلو احتلم الشخص في النهار  وهو صائم أو حتى احتلم أثناء وجوده في عرفة أو احتلم في عرفة ومنى وقبل الرمي بالحجارة، أو رمي الجمرات، فلا يضر ذلك، لأن هذا الأمر لا يعد اختياري أو بإرادة الإنسان نفسه، كما أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفس إلا وسعها، كما قال في كتابه الكريم:


﴿لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَیۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَاۤ إِن نَّسِینَاۤ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَیۡنَاۤ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [البقرة 286].


وقد قال كذلك ابن قدامة في هذا الأمر ” إذا رأى أنه قد احتلم ولم يجد منيا فلا غسل عليه. وقال ابن المنذر : أجمع على هذا كل من أحفظ عنه من أهل العلم. لكن إن مشى فخرج منه المني أو خرج بعد استيقاظه فعليه الغسل، نص عليه أحمد؛ لأن الظاهر أنه انتقل ، وتخلف خروجه إلى ما بعد الاستيقاظ”


أما ما ذكره العلماء في “الموسوعة الفقهية” أنه لرؤية المني بدون وجود لذة أو وجود شهوة، أي أنه كان بسبب وجود برد أو مرض ما، أو حدوث ضربة على الظهر، أو بسبب السقوط من ارتفاع، أو بسبب لدغة العقرب، أو نحو ذلك من الأمور، لا يوجب المني الذي نزل هنا الغسل، ولكنه يجب على الشخص الوضوء.


أما بالنسبة لأصحاب المذهب الشافعي فبحسب المذهب انهم يرون أنه يجب الغسل عند وجود المني، سواء عندهم في هذا كان المني نتاج شهوة ولذة أم لا، وسواء كان ذلك بسبب مرض أو أي امر آخر من السابق ذكرهم مثل وجود برد أو مرض ما، أو حدوث ضربة على الظهر، أو بسبب السقوط من ارتفاع، أو بسبب لدغة العقرب.


وهنا أيضاً قال النووي

رحمه الله

“قال المصنف رحمه الله  ” فإن احتلم ولم ير المنى أو شك هل خرج منه المني لم يلزمه الغسل ، وإن رأى المني ولم يذكر احتلاما لزمه الغسل ؛ لما روت عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يجد البلل… الحديث .”” [1]


الاحتلام في الإسلام


والاحتلام معناه في

الإسلام

أن يكون الشخص نائم ولكنه يرى في منامه هذا وكأنه يقيم علاقة أو يجامع غيره رجل أو أنثى، ثم إذا استيقظ وجد ماء وهو المني في ملابسه فيجب عليه هنا أن يغتسل وإذا لم يجد شيئ في ملابسه فلا شيء عليه.


رواه البخاري عن أم سلمة: أن أم سليم قالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت؟ قال: نعم، إذا رأت الماء، فضحكت أم سلمة، فقالت: تحتلم المرأة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبم يشبه الولد. وفي سنن أبي داود عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا وجدت المرأة في المنام ما يجد الرجل فلتغتسل. [3]


كيفية الغسل من الاحتلام بدون ماء


قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ).


يمكن الغسل من الاحتلام بدون ماء في حال انعدام وجود الماء أو كان يحتمل على مستخدم الماء أن يصاب إصابة شديدة ومهلكة إن استعملها اما غير ذلك فلا يجوز.


ويكون الغسل من الاحتلام بدون ماء وعن طريق التيمم عن


طريق ضرب

اليد

بالتراب، ومسح الوجهه والكفين به، وضربة واحدة، عن الوضوء وعن الغسل، وعن الحيض أيضًا، في حال عدم وجود الماء.


حيث يضرب التراب بكلتا يديه ضربة واحدة، ثم يمسح بهما وجهه وكفيه ناوي بذاك الوضوء، أو ناوي الغسل من الجنابة، أو كانت المرأة ناوية غسل الحيض أو النفاس مع عدم وجود الماء، كما قال الله جل وعلا: لَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ [المائدة:6].


هل تجوز الصلاة بعد الاحتلام بدون اغتسال


لا يجوز إطلاقا ً الصلاة بعد الاحتلام بدون اغتسال، بل يجب أولاً الاغتسال بالماء، فإذا تعذر يجب الاغتسال تيمما بالتراب فإن تعذر كلاهما يمكن الصلاة بدون اغتسال.


لكن العلماء والفقهاء يرون في هذا الأمر استحالة عدم وجود الماء أو التراب لشخص حي على وجه الأرض لأن التراب في كل مكان فإن انعدم الماء تواجد التراب، ولكن في حال بالفعل انعدم كلاهما يمكن الصلاة بدونهما.


وللاغتسال بعد الاحتلام أحكام يجب معرفتها على كل مسلم بالغ، وقد بين الفقهاء

احكام الاغتسال بعد الاحتلام

الفقهاء في كل مذهب وأيضاً بينوا أراء جمهور الفقهاء في ذلك. [2]