كيف يمكن تعريف المسرح الاحتفالي
كيف يمكن تعريف المسرح الاحتفالي
تعريف المسرح الاحتفالي قد يصادف البعض هذا المصطلح من قبل، لكن لم يسع الكثير لمعرفة معناه، ولا يعرف الكثير منا الفرق بين هذا المسمى، وبين المسرح التقليدي، لكن ما لا ندركه أن لفظ المسرح الاحتفالي يعني
الاهتمام بالقصص الشعبية القديمة، أو الروايات العالمية التي نالت استحسان كل من قرأها، وحُفرت في ذاكرتهم، وتوارثتها الأجيال لعدة عصور،
فإن رغبت في معرفة كل ما يتعلق بهذا النوع من المسارح تابع ما يلي:
_ ويعد لفظ احتفالي من أهم مبادئ هذا النوع من المسرح، حيث يعني أن الإنسان نفسه قبل تعلمه الكلام، كان يغلبه طابع الاحتفال، والتعبير عن حاجاته، ومشاعره، ورغبته بشكل حركي مفهوم.
_ لذلك اهتم رواد المسرح الاحتفالي بالتركيز على علاقة الممثل بجمهوره، وكيفية دفعهم للتفاعل مع أدائه التمثيلي، بالإضافة لإقناعهم بما يقدم بشكل تمثيلي محترف، فيبكي، ويضحك، ويغني ويتحمس، فتلتهب قلوب الحضور معه، ويشاركونه انفعالاته العاطفية كلها، فيخرج المشاهد من
المسرحية
، ويشعر وكأنه كان هو بطل المسرحية بالفعل، وأنه عاش لحظاتها وكأنها واقعية.
_ وهناك
معنى
آخر للفظ المسرح الاحتفالي، وهو إحياء الأدب الموروث عن طريق تمثيل أحداثه حرفيًا بنفس اللغة ونفس التعبيرات الكلامية.
وتتمثل
أنواع الأدب
التي يستعين بها
فن المسرح
الاحتفالي في تجسيدها
مسرحيًا، كافة الأنواع الأدبية سواء كانت دينية، أوصوفية، أو شعبية تراثية، أو من نوعية
الخرافات
والأساطير الشعبية.
_ وقد كانت بداية الاستعانة بالمسرح الاحتفالي ، و
نشأة المسرح
من هذا النوع تقريبًا في منتصف العقد السابع من القرن الماضي، ففي السبعينات توجهت أفكار بعض رواد المسرح بضرورة إحياء القصص القديمة، لمكافحة أفكار المسرح الغربي الذي طغى على معظم الأعمال المسرحية في هذا الوقت.
مكونات العرض المسرحي الاحتفالي
العرض المسرحي بوجه عام يتطلب عدة عناصر تتضافر معًا، لتنشأ عرضًا مسرحيًا ناجحًا، وراقيًا، وعناصر المسرح كالآتي:
-
المؤلف.
-
المخرج.
-
الممثلين.
-
مصمم الرقصات.
-
فني الإضاءة.
-
مصمم الديكور.
-
الملحن.
-
الفرقة الموسيقية.
-
مصمم الأزياء.
رواد المسرح الاحتفالي في الوطن العربي
هناك العديد من رواد المسرح فيما يلي استعراض لواحد منهم:
الرائد المسرحي الاحتفالي/ عبد الكريم برشيد
وهناك نوعًا آخر حديث من هذا المسرح، حيث يهتم فيه الكاتب بالاستعانة بشخصية تراثية أدبية شهيرة، ثم دمجها في أحداث عصرية حديثة، ومن أهم رواد هذا النوع الكاتب المسرحي/ عبد الكريم برشيد.
والاحتفال المسرحي عند هذا الرائد العظيم يختلف تمامًا عن الاحتفال التقليدي الذي يعرفه عامة الناس، فالأول يعني تحرير المسرح من القيود التقليدية التي يفرضها الساسة، أو المسئولين عن الفن في البلاد، ونوعية الاحتفال الثاني تعني ظاهرة من ظواهر المجتمع، وُجدت منذ القدم، وفيها يحتفل الإنسان بمناسبات هامة لها علاقة ببيئته، وتتوارثها الأجيال.
فحرر عبد الكريم برشيد الفن المسرحي من تلك القيود، وجعله حرًا طليقًا في سماء الغد القريب المشرق، واهتم بكل ما يتعلق بالرواية من ديكورات مناسبة، والمعمار الملائم للأحداث، وركز برشيد على أداء الممثلين، وضرورة إنشاء علاقة دافئة بين الممثل وجمهوره، ومن أمثلة أعماله في هذا الشأن:
- “امرؤ القيس في باريس”.
- “عنتره في المرايا المكسورة”.
-
“ابن الرومي في مدن الصفيح”. [1]
لم يقف الأمر عند عبد الكريم برشيد، حيث سار على نهجه كثير من رواد الأدب المسرحي في البلاد العربية المختلفة، وهؤلاء اهتموا بتقديم المسرح الاحتفالي بثوب جديد مبتكر، بغرض التجريب أولًا لإرساء قواعده، وعلى الرغم من بعض الأخطاء البسيطة التي صدرت إلا أنه نال شعبية من جمهورعريض من محبي المسرح.
وأصبح هدف الكاتب واضحًا في تحرير المسرح من الأفكارالغربية المعاكسة لثقافتنا الشرقية، وتلك الثقافة الدخيلة رآها الكاتب احتلال ينخر في عقول المثقفين، ويقلدها الجاهلون، لتقوية قلوب وعقول الجيل الناشئ بما توارثه من أجداده من قيم ومبادئ كادت أن تندثر، ومن
أمثلة هؤلاء الرواد ما يلي:
-
ألفريد فرج.
-
سعد
الله
ونوس.
-
الطيب الصديقي.
-
مسرح عبد الحق زروال. [2]
شروط المسرح الاحتفالي
من أهم الشروط الأساسية لنجاح المسرح الاحتفالي ما يلي:
-
المشاركة
وهي تعني السماح لبقية القائمين على العمل في المشاركة في إبداع العمل الفني، وكذلك إشراك الجمهور في التفاعل مع الأحداث.
-
الجماعية
وهي تعني استقطاب عدد كبير من الجمهور، لمشاهدة العرض المسرحي، فكلما كان الحشد كبير، كلما شارك الجمهور الممثل روعة ما يقدم من أفكار راقية.
-
التلقائية
من أهم مبادئ المسرح الاحتفالي هو الاعتماد على الارتجال والعفوية في الأداء المسرحي، إلى جانب الالتزام بأحداث الرواية، وعدم التغيير فيها.
-
التحدي
أمر أساسي في نجاح العمل الاحتفالي، وفيها يتحدي الممثل نفسه لتقديم أفضل ما لديه لتنفيذ الرواية بأحسن ما يكون.
-
الإدهاش
أن يكون الكاتب المسرحي قادرًا على إدهاش الجمهور بالأحداث التي لم تخطر على باله حدوثها في الرواية.
-
الشمولية
أن يكون العرض المسرحي الاحتفالي شاملًا، ليناسب على الدوام أي عصر يُعرض فيه، وينال إعجاب كل من يشاهده.
-
تعرية الواقع
يقصد بهذا التشبيه أن يتم تسليط الضوء على المساوئ المجتمعية التي يحياها الناس حاليًا، لمعالجتها، والتخلص من آثارها السيء على مجتمعنا.
المسرح لغة واصطلاحا
بالتأكيد سمعت كثيرًا لفظ المسرح، وفور سماعك للاسم يتبادر إلى ذهنك رواية جسدها عدد من الأشخاص في حضورالجماهير وجهًا لوجه، وهو بالطبع تعريف صحيح، لكننا نريد أن نعرف لك مصطلح المسرح في اللغة، وهو كالآتي:
-
المسرح في اللغة يعني المكان العالي، الذي تم صنعه لعرض شيء معين، ليشاهده كل من يحضر، سواء قريب منه أو البعيد بفعل الزحام.
-
المسرح اصطلاحًا: يعني المنصة الخشبية العالية، تم إنشائها ليؤدي فوقها الممثلون أدوارهم في الرواية بمهارة، وهذا بغرض تقديم أفكار الكاتب مجسدة بوضوح، ليجذب انتباه والحضور، والاستئثار بتركيزهم، وجعلهم يتشاركون مع الممثلين الانفعالات التي يعيشونها على المسرح، فيبكون معهم، ويضحكون معهم، ويتحمسون أيضًا مثلهم.
ويهتم المسرح بتقديم عدة أنواع مختلفة من العروض المسرحية، مثل: الخاصة بالأطفال، أو الكوميدية، والأخلاقية، أو الدراما، وكذلك عروض السيرك، والعروض الغنائية أيضًا.
مظاهر المسرح الاحتفالي
ظهر هذا المسرح بادئ الأمر في دولة المغرب العربية، وكان هذا في سبعينات القرن الماضي، ومن أهم رواده وأشهرهم عبد الكريم برشيد، وتلخصت مظاهر المسرح الاحتفالي في النقاط التالية:
-
الإنقلاب على القالب الأرسطي التقليدي الذي كانت تعتمد عليه العروض الغربية.
-
قُسمت المسرحية إلى عدة أقسام هي: لوحات، نفوس بشرية، حركات احتفالية.
-
تم استبدال كلمة عرض
مسرحي بـ الحفل المسرحي.
-
تغير لفظ الممثل إلى المحتفل.
-
عدم التقيد بنظام الكواليس، والتمرد على الدقات الثلاث التي كانت تستخدم في المسرح التقليدي.
-
أن يعتمد الممثل على اللفظ والحركة في توصيل الفكرة للحضور.
-
استخدام عناصر الذاكرة الشعبية في العرض الاحتفالي، مثل: الرواي، والحلقة، وخيال الظل، وغيرها من العناصر المعروفة.
الخصائص التي يتميز بها المسرح الاحتفالي عن المسرح التقليدي
تميز المسرح الاحتفالي بخصائصه التي تلخصت في كيفية التمرد على كافة المظاهر التقليدية للمسرح أنذاك.
ومن أهم خصائص المسرح الاحتفالي ما يلي:
-
إقامة العروض في المسارح الفقيرة، والاعتماد على موهبة الممثل، وإبداع
المؤلف
في الفكرة المسرحية المقدمة للجمهور.
-
الاعتماد على طاقة الممثل الجسدية، في التعبير عن الفكرة الأساسية للحوار إلى جانب الحوار الكلامي.
-
تطبيق خصائص المسرح اليوناني في جميع مظاهره الاحتفالية.
-
استنباط أفكار العرض الاحتفالي من خلال فلسفة جان جاك روسو، والذي كان من أوائل المنادين بالتخلي عن المسرح التقليدي، وعودة مظاهر الاحتفال في العروض.
-
الحوار يكون في معظمه عفوي، ومن حق الممثل الارتجال فيما يناسب ويلائم الرواية.
-
محاولة إصلاح المجتمع من خلال عروض احتفالية هادفة.
-
استخدام بعض المسارح المفتوحة، والتي كانت تقام في الهواء الطلق تمردًا على المسرح التقليدي، والذي شبهه الكثيرون من رواد المسرح الاحتفالي بـ العلبة الإيطالية.