تعريف أدب الهامش .. ” قضايا ونماذج “

مفهوم أدب الهامش


ورد

مصطلح الهامش في العديد من المعاجم بمعان متقاربة، وورد المصطلح في سياق الجملة ففي المنظور اللغوي يعرف الهامش بأنه حافة الكتاب أي الجزء الخالي من

الكتابة

حول النص ف الكتاب المطبوع أو المخطوط، ومعنى على هامش الأمر أي خارج عنه أو بمعزل عنه، وفلان يعيش على الهامش أي يعيش منفرد غير مندمج مع غيره من البشر، فيعيش منعزل مهمل ومنعزل حيث اقتصرت التعريفات في المعاجم اللغوية على حدود الإهمال والإقصاء دون أن تقترن بالمعنى الجدلي والفرق بين المركز والهامش[5].

أما عن الهامش الأدبي أو علاقة مصطلح الهامش في الأدب فأدب الهامش ببساطة هو المضاد والمقابل للأدب الرسمي أو المركزي، مما يؤثر سلبياً على تصنيف النصوص الأدبية والمعايير الجمالية التي تقيم وفقها المنجزات الإبداعية، وقد يتضخمن المصطلح معاني الإفصاح والبوح عن المسكوت عنه في مجالات عديدة، فيمثل بذلك قيمة إيجابية من خلال الخوض في قضايا الجنس والدين والسياسة.

يعرف الأدب الهامشي عند المفكرين والأدباء بأنه كل أدب ينتج خارج المؤسسة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أكاديمية، ويعرف أيضاً بأنه أدب لا يخضع للرقابة المؤسساتية لأنه لا يتماشى والنماذج والانساق المألوفة، ويصطلح على كل ما هو هامشي في الأدب أي الأدب الشعبوي والأدب الجماهيري أو الأدب الدوني ومن

أشهر

الرويات

رواية الخبر الحافي

[3].

أنواع أدب الهامش

المعنى الأدبي للتهميش يشير إلى معاني فرعية كثيرة، فالمهمش قد يكون الأديب أو الأدباء وقد تكون الموضوعات الأدبية التي لا يجرؤ أحد على تناولها، وأشهر ما يكون ذلك الموضوعات تسمى بالتابو أو المحرمات الثلاث، وهم الدين والسياسة والجنس، وتشمل[4]:


  • الأدب الشعبي

يعتبر الأدب الشعبي هو المعبر الحقيقي عن حياة الشعوب وعادتها وتقاليدها، والمحافظة على هويتها وقد كان دائماً أدباً مجهول

المؤلف

باعتبار الطابع الاجتماعي، وغير مدون باعتبار أنه ينتقل بالرواية، وأدب عامي اللغة، وفي حالات نادرة يكون بالفصحى، ولما كان الأدب الشعبي أجرأ على القضايا المحضورة على الأدب المتعالي فإنه أكثر ثراء وأقل تبعه واحتراما لمعايير السلطات المختلفة.

يعتبر الدارسون أن أدب الطفل هو أب من الدرجة الثانية، إذا كان أدب أصلاً ولم يلقى اهتمام كبير هذا النوع من الأدب، إلا لتحقيق وظيفة أخلاقية لأبناء النبلاء عبر

قصص

هادفة تحكيها المربيات في أوروبا، وفي الهند كان يعتبر وسيلة تعليم أبناء

الملوك

والأمراء، ولهذا الأمر اعتبر الشعراء أن كتاباتهم هذا النوع من الأدب تقليل وتدني من مستواهم الفكري، وقد التفت النقد مؤخراً إلى ثقافة الطفل وأخذ يخوض في هذا الميدان من خلال المسرح وإعادة كتابة القصة الشعبية.


  • الرواية الوردية

هي روايات يكتبها العصاميون، وتكون ذات وجه عاطفي غالباً ولا تجمع القواعد الكتابة الروائية المعروفة في الأدب ومنها السلسلة التي تصدرها مؤسسة هارليك كوين التي تسيطر على 90 في المئة من سوق الكتب في فرنستيلا، وقد سوقت أكثر من 129 مليون نسخة سنة 1989م.


  • الرواية البوليسية

وهي التي أعتبرت من الأدب غير الجاد، ولكنها استقطبت شريحة كبيرة من القراء، وهي تتطلب

الذكاء

وسرعة البديهة والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة من أجل السيطرة على النص والوصول إلى مختلف الألغاز التي يقوم عليها، وقد ولج هذا النوع إلى الأدب العربي في بداية الحرب العالمية الثانية، وذلك عبر الترجمة، ومن أبرز من ترجم لهم كونال دويل.


  • رواية الخيال العلمي

هي المحكيات التي تتجلى فيها الافتراضات العلمية و التقنية من خلال البنية السردية، وتتمحور حول حدث خارج علمنا، المكاني و الزماني، مثل روايتي اليوتوبيا و الديستوبيا.

نماذج أدب الهامش

هناك العديد من الأمثلة على أدب الهامش ومن بينها[1]:


  • شعر الصعاليك

وشعر الصعاليك هو شعر الفقراء فالصعلكة هي الفق والصعلوك هو الفقير الذي لا مال له ولا اعتماد ويقال تصعلك

الرجل

إذا افتقر، حيث يقول الطائي عنها “غنينا زمانا بالتصعلك والغنى، فكلا سقاناه بكاسيهما الدهر، فلما زادنا بغيا على ذي قرابة غنانا ولا ازرى باحسابنا الفقر”


  • أنثى الهامش في ثنائية الفقر والبغاء

ظهرت البغي في صورة امرأة مضطهدة في المجتمع وحملت بدلالات سياسية تجاوزت الصورة الواقعية لترسم الوضع السياسي العربي برمزيتها للاستبداد أو للمعاناة الاجتماعية، فشكلت نموذج للسقوط ويقول عبد الصبور” الأرض بغى طامث دمها يجمد ف فخذيها السوداوين لا يطهرها حمل أو غسل من ضاجعها ملعون”، ويتضح في هذا النموذج  النظرة الدونية للمرأة وللنموذج النسائي الذي يصفها الشاعر وكأنها بلا قيمة ويصفها بالبغي تعبيراً عن الموقف السياسي والاجتماعي، وفي مثال آخر يقول الشاعر عثمان لوصيف الجزائري” مدن عاهرة لا تفتح أبوابها إلا للزناه والمتاجرين”.


  • نماذج المدينة بين السياسة والاجتماعية

تقدم الصورة الشعرية موضوع المدينة في تمثيلات نمطية تعكس مفاهيم الانغلاق والانفتاح، وترسم التباعد بين عالمين عبر ثنائية المدينة أو القرية، فهي تقدم موضوعات تثير قضايا الاغتراب في المدينة، وضياع القروي في متاهاتها، واللافت هو تكرار صور التهميش ومظاهره، وما يلاقيه القادم من القرية من إقصاء يثير فيه مجالات التنمية الاجتماعية بين رمز لسلطة الاقتصاد والحكم وهامش تقدمه القرية رمز للمستضعفين الواقعين ضحايا سطوة المركز ففي مقتل

القمر

تؤشر ثنائية القرية إلى ملمح ابن

الريف

الذي رمز له بالقمر وقد قتلته المدينة يقول أمل دنقل”وخرجت من باب المدينة للريق يا أبناء قريتنا أبوكم مات، قد قتله أبناء المدينة، ذرفوا عليه دموع أخوه يوسف تركوه فوق شوارع الأسفلت والدم والضغينة يا أخواتي هذا أبوكم مات”.

وفي مثال أخر” في قريتنا كان أطفالنا يغنون لأرض غب المطر

على سفح “حمرين” يا فتنتي ليالي الشتاء..وصيحات أطفالك الشاحبين وراء السحاب حفاة عراة،تذكرني بعهود السراب، بعين أبي المطفأة، بطيف امرأة مجلة بالسواد، وراء حقول الرماد،تذكرني بسيول الجياع، وهم ينبشون التراب”.


  • نماذج المهمشين في المدينة المكونات والأبعاد

إن عالم الهامش في المدينة، بغايا ومشردين ومتسولين، وقد تشكل من الفارين من الهامش، فلم يجدوا إلا الموت والتشرد، فظاه المدينة البراق يخدع

البصر

ويخفي شقوق الهامش العميقة، وهي الصورة التي يختصرها عثمان لوصيف في نموذج الهام الخاص به إذ قول” طفل مخبول يقتحم المدينة، يكشف عن عورتها،  ويعرض فضائحها للإشهار مدينة تتستر بالمكياج، إذا أردت أن تكشف عن وجهها الحقيقي، فالتمسه في دور المعجزة”.

موضوعات وقضايا أدب الهامش

يمكن التعرف على قضايا أدب الهامش من خلال مقاربة مجموعة من النصوص الروائية على النحو الذي تجسده روايتا الخبز الحافي لمحمد شكري والجنس الآخر لسيمون دي برافور وبعض القضايا التي تناولها الأدب النسائي على وجه الخصوص، وشملت قضايا أدب الهامش[2]:

  • الأدب الزنجي
  • الأدب النسوي
  • الجداريات
  • فن الكاريكاتير والسخرية
  • قضايا الجنس
  • قضايا الدين
  • القضايا السياسية
  • الأدب الرسمي والأدب الشعبي
  • جدل

    الأنا

    والآخر بين المركز والهامش