الفرق بين الجمعية والنقابة والحزب
مقارنة بين الجمعية والنقابة والحزب
قد لا يعرف البعض الفرق بين مصطلح الجمعية، النقابة والحزب، فقد يعتقدون أن الثلاثة مصطلحات ما هي إلا تجمع لبعض الأشخاص الذين يسعون لتحقيق أهداف مُعينة، إلا أن كلًا منهم له طابع مختلف، وفي التالي توضيح للفرق بينهم: [1]
الجمعية
الجمعية عبارة عن جماعة منظمة، توجد باستمرار من أجل تحقيق أهداف اجتماعية أو ثقافية مُحددة، بدون سعي لتحقيق الربح المادي، في حين أن الأحزاب تهدف لحقيق أغراض سياسية عن طريق وصولها إلى السلطة أو المساهمة فيها.
النقابة
واحدة من مكونات المجتمعات المدنية الهادفة لنشر الوعي التربوي، الثقافي والحوار الهادف ما بين الأفراد في المجتمع، فهي جماعة مستمرة ومنظمة خاصة بأصحاب مهنة مُحددة، تسعى للدفاع عن مصالح الأعضاء ورفع المستوى الاجتماعي، الثقافي، والاقتصادي لهم، أي أنها متشابهة مع الحزب في المكون البشري والتنظيم، إلا أنها تختلف عنه في الأهداف، فالنقابة تهدف إلى مصالح ثقافية، اجتماعية، اقتصادية تختص بعدد مُعين من الناس وهم الأعضاء المنضمين لها.
الحزب
إن فقهاء القانون العام والدستوري اختلفوا على وضع تعريفًا موحدًا للحزب، فتم تعريفه وفقًا للعديد من الجوانب، وقيل أن الحزب عبارة عن تنظيم دائم، وليس مؤقتًا ولا يرتبط بتحقيق أهداف معينة ومن ثم يختفي، كما أنه تنظيم وطني، ولا يمتلك طابع محلي، كما أنه يسعى لأن يصل للسلطة، إذ يسعى لتحقيق برنامج سياسي مُحدد، ولن يتم هذا إلا عن طريق الوصول إلى السلطة، ويجب أن يحصل الحزب على الدعم من الشعب، ويتم تقييم هذا بالانتخابات.
تعريف الحزب لغة واصطلاحاً
على الرغم من عدم وجود مصطلح موحد يُعرف الحزب، إلا أنه تم وضع مفهوم لغوي وآخر اصطلاحي لتعريفه، وفي التالي ذكرهما: [2] [3]
المفهوم اللغوي
لقد جاء في معجم الوسيط أن تعريف المفهوم اللغوي للحزب هو أنه “جماعة فيها قوة وصلابة، وكل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم، وجمعها أحزاب”.
المفهوم الاصطلاحي
لقد تم تعريف المفهوم الاصطلاحي للحزب بالعديد من التعريفات، وفي التالي البعض منهما:
تعريف الحزب على ضوء
المشروع
السياسي
عرفه الفقيه بيردو Burdeau على أنه كل تجمع لعدد من الناس ممن يؤمنون بعدد من الأفكار السياسية ويسعون وراء انتصارها وتحقيقها، وهذا من خلال جمع أكبر عدد ممكن من المواطنين حوله والسعي من أجل الوصول إلى السلطة، أو التأثير على قرارات السلطة الحاكمة على الأقل.
كما قام سليمان الطماوي بتعريفه على أنه جماعة من الأفراد يتحدون ويعملون بالوسائل الديمقراطية المختلفة من أجل الفوز بالحكم بهدف تنفيذ برنامج سياسي مُحدد.
تعريف الحزب على ضوء خصائصه
تم تعريف الحزب السياسي تبعًا لذلك المعيار وفقًا لعناصر رئيسية، وهي:
- الحزب يهدف إلى الوصول للسلطة، وتحقيق برنامج سياسي معين.
- الحزب تنظيم وطني، أي لا يمتلك طابع محلي وإلا يصير جمعية أو منظمة أخرى.
- الحزب عبارة عن تنظيم دائم، أي ليس مؤقتا ولا يرتبط بتحقيق غرض معين ثم يختفي.
- الحزب يسعى للحصول على الدعم من الشعب، وذلك لا يعرف مقداره إلا من خلال الانتخابات.
نشأة الأحزاب السياسية
إن الأحزاب السياسية لم تنشأ مرة واحدة، ولكنها نشأت بالعديد من الأشكال ولأجل أسباب مختلفة، ومن الجدير بالذكر أن أهمها خمسة، وفي التالي نشأة الأحزاب السياسية:
-
ارتباط نشأة الأحزاب السياسية بالبرلمانات ووظائفها في النظم السياسية المتباينة
فمع وجود البرلمانات بدأت الكتل النيابية بالظهور، والتي اُعتبرت النواة وراء بزوغ الأحزاب، إذ صار هناك تعاون ما بين أعضاء البرلمانات الذين يتشابهون في الأفكار، المصالح والإيديولوجيات، ومع مرور بعض
الوقت
التمس هؤلاء الأعضاء ضرورة وجود العمل المشترك، وقد ازداد إدراكهم بضرورته مع عِظم أدوار البرلمانات في النظم السياسية، إلى الدرجة التي بدأ نشاط هذه الكتل البرلمانية في الظهور خارج البرلمانات حتى يتم التأثير بالرأي العام، بالإضافة إلى أنه حدث في الكثير من الأحزاب الأوروبية، وفي
العالم
النامي كان هناك حالة حزب الحرية والائتلاف العثماني وهذا ما كان في الأساس عبارة عن كتلة للنواب العرب في البرلمان التركي عام 1911 فقط.
-
ارتباط نشأة الأحزاب السياسية مع التجارب الانتخابية في الكثير من بلاد العالم
وهي كانت التجارب البادئة مع سيادة مبادئ الاقتراع العام، بدلًا من مقاعد النبلاء ومقاعد الوراثة، إذ ظهرت الكتل التصويتية مع بداية ظهور اللجان الانتخابية، التي تشكلت في كل مكان من الأماكن الانتخابية بهدف إقامة الدعاية للمرشحين ممن صاروا اوتوماتيكيًا يتعاونون فقط نتيجة الاتحاد في الهدف والفكر، وقد قامت كل هذه الكتل بالاختفاء مع نهاية الانتخابات، إلا أنها سريعًا ما عادت بالاستمرار بعد الانتخابات، وأعلنت عن أحزاب سياسية تتكون من مجموعات من الناس المتحدين في الآراء والأفكار، وهذا يعني أن بداية وجودها هنا كان خارج البرلمان، ثم صار الحزب موجودًا داخله، وكانت هذه الأحزاب قد سعت وراء تشكيل هياكل تنظيمية مستمرة من أجل كسب الأعضاء، ومراقبة كيفية عمل البرلمان والسلطات التنفيذية.
-
ظهور منظمات
الشباب
والجمعيات الفكرية والهيئات الدينية والنقابات
قد سعت بعض تلك المؤسسات وراء تنظيم ذاتها بصورة أكبر من أن تكون جماعات مصالح تقوم بتحقيق الخدمة لأعضائها، ومن الممكن أن تكون أهم الأمثلة على هذا (حزب العمال البريطاني)، الذي تم نشأته في البداية بكنف نقابات العمال إلى جانب
التعاون
مع الجمعية الفابية الفكرية، وأيضًا كان الحال هكذا بالنسبة إلى أحزاب الفلاحين، وبالأخص في عدد من الدول الاسكندنافية، إذ كان الأصل في نشأتها هو الجمعيات الفلاحية، وإلى جانب هذا فقد كان الأساس في نشأة عدد من الأحزاب المسيحية بأوروبا يتمثل في الجمعيات المسيحية، أما في دولة أمريكا اللاتينية، فلم يكن هناك أي أسس للنشأة البرلمانية الخاصة بالأحزاب السياسية، ولذا فيمكن القول بأن البحث في أصول نشأة الأحزاب هناك يقوم بالتركيز على التحليل الاقتصادي والاجتماعي لأوضاع تلك البلاد بعد جلاء الاستعمار منها، وبما يقوم بعكس مصالح كبار الملاك، العسكريين والكنيسة، وكانت هذا هو الأساس الأول وراء ظهور الرعيل الأول من الأحزاب السياسية بها.
-
ارتباط نشأة الأحزاب السياسية أحيانًا بوجود أزمات التنمية السياسية
إذ أن بعض الأزمات كالشرعية، الاندماج والمشاركة ترتب عليها نشأة الكثير من الأحزاب، ومن تلك الأحزاب التي نشأت بموجب الأزمات الشرعية، وما وراءها من أزمات مشاركة، هي الأحزاب السياسية الفرنسية، والتي نشأت خلال الحكم الملكي في نهاية القرن الثامن عشر، وأثناء الحكم الاستعماري الفرنسي في منتصف القرن الماضي، أما بالنسبة إلى أزمة التكامل، فقد نشأ عنها أحزابًا قومية، وفي ذلك الصدد يتم الإشارة إلى عدد من الأحزاب الإيطالية والألمانية، إلى جانب بعض الأحزاب العربية التي جعلت من الفكرة القومية والوحدة العربية هدفًا لها.
-
ظهور الأحزاب نتيجةً لقيام الجماعات بتنظيم نفسها لمواجهة الاستعمار والتحرر من الاحتلال الأجنبي
ومن الجدير بالذكر أنه الأمر الذي من غير الممكن أن نلمسه على وجه الخصوص في أول جيل من الأحزاب السياسية التي نشأت في بعض بلاد العالم العربي والأفريقي.