اهمية حب الاستطلاع في تنمية قدرات الطفل العقلية
تعريف حب الاستطلاع
إن الشعور بالفضول يدفع الأشخاص إلى الاستكشاف والاكتشاف، وينمي بداخلهم
حب
الاستطلاع، كما أن
الفضول
هو طبيعة بشرية يولد الأطفال بها ولا يمكننا أن نعلمهم إياه، فحب الاستطلاع عبارة عن رغبة داخل
الطفل
تحفزه إلى معرفة والبحث عن أشياء وتجارب جديدة، وتكمن اهمية حب الاستطلاع في تنمية قدرات الطفل العقلية، حيث أن الأطفال الفضوليين هم الأذكى بين أقرانهم، فالطفل الذي لديه حب للاستطلاع لا يقوم بطرح الأسئلة فحسب، بل يبحثون عن الإجابات بأنفسهم في محاولة استكشاف ما يدور حولهم.
ما اهمية حب الاستطلاع في تنمية قدرات الطفل العقلية
إن حب الاستطلاع يهيئ
الدماغ
للتعلم، وهذا منطقي لأن الشخص يستمتع بالقراءة والتعلم عن الشيء الذي يثير اهتمامه، كما أنه الفضول وحب الاستطلاع يساعدنا أيضًا في اكتساب المعلومات التي قد لا نعتبرها مهمة أو نعتبرها مثيرة للاهتمام على الإطلاق، وعندما يكون الطفل فضولي، تصبح دماغه أداة سريعة الحركة لتعمل على جمع المعلومات والتي بدورها تشجعه على التعلم والبحث، بالتالي تتغير كيمياء الدماغ عند الشعور بالفضول، مما يساعدنا على القيام بالتعلم وحفظ المعلومات التي قد تهمنا أو لا تهمنا، لذلك يمكن القول أن حب الاستطلاع هو الدافع الأساسي لدى البشرية للتعلم، ويجب أن يتم الاعتماد على هذا السلوك في عملية التعليم.
إذا كان المعلم يمتلك قدرة على إثارة فضول طلابه فإن هذا سوف يحفزهم على تعلم الأشياء التي يجدونها عادةً مملة أو صعبة، فلقد وجدت دراسة تابعة لجامعة ديفيس في كاليفورنيا أمريكا أنه عندما يتم طرح سؤال على المشاركين في هذه الدراسة -مثل ماذا يعني مصطلح ديناصور؟- فإن ذلك قد أثار فضولهم، وكان ذلك أفضل لهؤلاء الأطفال في تعلم وتذكر مثل هذه المعلومات الصعبة والغير شائعة، كما تم إثبات أنه يمكن استخدام مثل هذه الحيلة في شرح مادة الرياضيات، وذلك عن طريق الربط بين مسألة رياضية وبين أي شيء قد يثير فضول الطالب ويعتبر من اهتماماته، والنتيجة كانت أن ذلك يمكن أن يساعد الطالب على تذكر كيفية الشروع في حل مسائل رياضية مماثلة في المستقبل، وفي الأخير تم التوصل إلى أن الأشخاص الذين لديهم حب الاستطلاع من بين المشاركين هم أكثر الأشخاص تذكرًا لكل ما قد قاموا بتعلمه. [1]
حب الاستطلاع لدى الطفل
يمتلك الأطفال خيال خصب، وغالبًا ما يكون في مرحلة ما قبل دخولهم المدرسة، كما أنهم في هذه المرحلة يستمتعون باستخدام فضولهم لاستكشاف مشاعرهم وعالمهم، فالفضول هو الذي يساعد هؤلاء الأطفال على أن يكونوا أكثر انتباهاً ويحفزهم على التفكير في الأشياء ومحاولة اكتشافها، بالتالي فإنهم بهذه الطريقة يستطيعون توسيع مداركهم العقلية، وتزيد من مفرداتهم اللغوية التي يستخدمونها أثناء محاولتهم البسيطة لوصف ما يفكرون فيه أو يسمعونه أو يختبرونه من حولهم، لذلك إن كنت تريد أن تدعم طفلك بأي شكل من الأشكال عليك أن تحاول أن تنمي حبه للاستطلاع.
يمكن تنمية حب الاستطلاع لدى الأطفال عن طريق تزويدهم بالمزيد من فرص للاستكشاف، فمثلًا إن كان الطفل يحب الحيوانات أو النباتات يجب محاولة مساعدته على التعرف عليهم من خلال اصطحابه إلى حديقة حيوانات أو إلى المتنزه أو ممرات التنزه التي يتم فيها ركوب الدراجات، وأشر إلى الحيوانات أو النباتات التي تراها من حولك، وحاول أن تساعده على تسمية ما يراه من حوله مثل أسماء الحيوانات والنباتات، ويجب استغلال هذه المرحلة بالأخص لأن الطفل يكون فيها مراقب دقيق جدًا تعمل ذاكرته على تخزين ما يراقبه، لذلك يجب القيام بتشجيعه على استخدام حبه للاستطلاع من أجل التعرف على النباتات والحيوانات من حوله، فإنك بهذه الطريقة تعلمه
معنى
تقدير الطبيعة من حوله وكيفية الاستمتاع بها، وإذا كان هناك نبات أو حيوان معين يجذب انتباهه؛ يمكنك زيادة تعليمه من خلال قراءة كتاب معًا عن هذا الحيوان أو النبات.
يجب على الطفل أن يمارس طرق للعب متنوعة وهذه أفضل طريقة لتشجيع ورعاية شعور طفلك بالاكتشاف، فمثلًا يجب على الوالدين تخصيص وقت فراغ للعب مع الطفل، وذلك من أجل السماح له باستخدام خياله وممارسة فضوله، كما يجب أن تمنحه فرصة للعب مع الآخرين بمفرده وصنع عالمه الخاص، ويجب عدم التدخل بينهم قدر الإمكان إلا إذا كانت هناك حاجة ماسة لذلك، يقول الدكتور موريس إلياس (Maurice Elias)، مدير مختبر روتجرز للتعلم الاجتماعي العاطفي (Rutgers Social-Emotional Learning Lab): أنه لا ينبغي أن تتوقع أن لعب طفلك سيكون دائمًا منطقيًا، أو أنه سوف يستخدم ألعابه والأشياء الأخرى في المنزل من أجل أغراضها المخصصة لها، بل إنه سيحاول أن يستكشف بطريقته، كما أنه سوف يحاول ابتكار طرق غير منطقية لاكتشافها ووضع قواعد خاصة به، لذلك لا تحاول تثبيطه بأي شكلٍ من الأشكال ما دام ما يفعله آمنًا عليه، ويجب تجنب الأمور التي من الممكن أن تعيق تقدم حب الاستطلاع لدى الطفل، مثلًا أن يقضي وقت طويل أمام شاشة التلفاز أو استخدام الهاتف المحمول، أو حتى الإفراط في جدولة الأنشطة التي يمارسها من رياضة وغيرها، وأنه إذا لم تسمح ببعض
الوقت
للعب غير المنظم فإنك بذلك سوف تقتل روحه المحبة للاستطلاع، وتمنع خياله الخصب من التطور. [2]
كيف انمي حب الاستطلاع عند الأطفال
تقوم جامعة ولاية ميشيغان بتقديم بعض الاقتراحات التي تعمل على تنمية صفة حب الاستطلاع لدى الأطفال، ومن هذه الاقتراحات ما يأتي:
-
التساؤل بصوتٍ مرتفع
عند طرح التساؤلات أمام الأطفال يجب محاولة لفت انتباههم قدر الإمكان، ويمكن تحقيق لفت الانتباه عن طريق استخدام نبرة صوت مرتفع قليلًا.
-
العمل على تشجيع مهارات الأطفال الفطرية
إذا كان الطفل مهتمًا بالرسم قم بتشجيعه على ممارسة هذه الموهبة ووفر الفرص الممكنة له كي يوظف موهبته في الرسم في التعبير.
-
يجب الإجابة عن أسئلة الأطفال دائمًا في إجابات مبسطة وواضحة
يجب أن نعطي الأطفال إجابات مبسطة وواضحة قدر الإمكان حتى يستطيع عقله الصغير استيعابها وذلك بغض
النظر
عن عمره، ولا تعتمد على أن الطفل سوف يستنبط أي معلومة من نفسه، ومن الضروري أن نقوم بإخراج مكنونات أفكار الأطفال باستمرار.
-
محاولة استخدام صيغة
السؤال
قدر الإمكان
إن استخدام صيغة السؤال في الحوار مع الأطفال تنمي من حبهم للاستطلاع.
-
تشجيع الطفل على اكتشاف ما يحب
يجب أن نقوم بتشجيع الأطفال على استكشاف ما يحبون ومعرفة اهتماماتهم، وإن كانت هذه الاهتمامات قد تكون غير آمنة حاول توفيرها له تجربة مماثلة، وامنحه فرصة آمنة لاستكشاف اهتماماته.
-
استخدام أدوات من المنزل أو الألعاب التي تساعده على تنمية مهارة حب الاستطلاع
يمكن استخدام أدوات من المنزل مثل الأواني أو اللعب بالماء والرمال أو من الألعاب مثل المكعبات، كل هذه الخامات قد تساعده على تنمية مهارة حب الاستطلاع، فإننا بهذه الطريقة نمنح أطفالنا فرصة لاستخدام فضولهم حول كيفية اللعب بهذه العناصر.[1]