الفرق بين الأهداف التربوية والأهداف السلوكية
الفرق بين الأهداف السلوكية والأهداف التربوية
عندما يتم إنشاء أي برنامج تعلم وتطوير فلا بد إن يضع مديرو التدريب والمديرين بعض الأهداف الخاصة بالعملية
التعليم
ية، وتلك الأهداف هي التي توضح الأشياء السرية التي ينبغي أن يصبح المتعلمون قادرين على أن يقوموا بها بعد المشاركة في البرنامج، وتُعد الأهداف التربوية هامة للغاية، إلا أنها ليست إلا جزء من القصة، ففي النهاية فإن جهود التعلم والتطوير تهدف لتغيير السلوك في الميدان، أي أن الأهداف السلوكية لا تقل في الأهمية عن التربوية، ولكن مع الأسف في الغالب ما يفشل محترفو التعلم في تعزيز أهداف السلوك، وفي التالي الفرق بين الأهداف التربوية والسلوكية: [1]
الأهداف التربوية
إن أهداف التعلم تعمل على توضيح الأشياء الرئيسية التي ينبغي أن يكون المتعلمون قادرين على أن يقوموا بها بعد إتمامهم البرنامج التعليمي أو التجربة التعليمية، وفي الغالب ما يهتم متخصصو التعلم والتطوير بكتابة تلك الأهداف بصورة صحيحة لمورد تعليمي معين أو دورة تدريبية، ومن الجدير بالذكر أن كل هدف تعليمي مرتبط بقدرة أو مهارة مُعينة ويتم التعبير عنها من خلال استخدام فعل عملي، مثل (بعد الانتهاء من الدورة، ينبغي أن يكون المتعلم قادرًا على):
- وصف الآليات التي يقوم عليها المرض X.
- وضع قائمة بالعلاجات الشائعة للمرض X.
- توضيح آلية عمل الدواء Y.
- يتعامل مع اعتراض العميل الأكثر شيوعًا على وصف الدواء Y.
ومن الممكن أن ترتبط أهداف التعلم بمهارات التفكير الدنيا كالتي تقوم على المعرفة، إلى جانب مهارات التفكير العليا كالتي تقوم على التقييم، ومن الجدير بالذكر أن متخصصي التعلم والتطوير في كافة أنحاء
العالم
يعرفون تصنيف بلوم، الذي يقوم بترتيب “أفعال العمل” الخاصة بأهداف التعلم في مستويات متباينة، من المستوى الأدنى إلى المستوى الأعلى.
الأهداف السلوكية
تقوم الأهداف السلوكية بتوضيح السلوكيات المُعينة التي من المفترض أن يظهرها المتعلمون في الميدان بعد أن ينتهوا من البرنامج التدريبي، ومن أجل أداء السلوك المطلوب من الممكن أن يحتاج المتعلمون لاستيعاب وإتقان الكثير من المعارف الفردية والمهارات المختلفة، ولذا، على الرغم من أن هدفًا سلوكيًا واحدًا قد يكون له هدف تعليمي واحد أو هدفين فقط، إلا أن الهدف السلوكي في الغالب ما يشتمل على الكثير من أهداف التعلم السرية المشتملة فيه، ويوجد وسيلة أخرى للنظر إليها وهي: من الممكن أن تركز الأهداف السلوكية على المستوى “الكلي” في حين أن أهداف التعلم تركز على المستوى “الجزئي”، وفي النهاية يتم إنشاء برامج تدريبية وخبرات تعليمية لأن هناك حاجة لتحقيق بعض نتائج الأعمال، وإذا كان هناك تركيز شديد على أهداف التعلم فقط، فيكون
الوقت
قد حان من أجل الرجوع خطوة إلى الوراء والتساؤل حول: ما هو هدف العمل الذي ينبغي تحقيقه؟ وما هي السلوكيات المرتبطة المطلوبة لتحقيق هدف العمل هذا؟ وحتى يتم توجيه تطوير البرنامج، ينبغي على محترفي التعلم والتطوير أن يقوموا بالتالي:
- توضيح نتيجة (نتائج) العمل المرغوبة.
- تحديد السلوكيات التي سوف تحقق نتائج العمل المرجوة، ثم تطوير الأهداف السلوكية.
- وضع أهدافًا تعليمية سرية لكل هدف سلوكي.
أهمية الأهداف التربوية
الأهداف التربوية لها أهمية كبيرة، إذ أنه كخبير في مجال العمل من المحتمل أن يكون لدى المعلم بالفعل فكرة مُلمة عما يريد أن يتعلمه الطلاب خلال فترة وجوده معهم، وبالتالي فإن تخصيص دقائق قليلة قبل الانتهاء من محتوى الحصة والأنشطة من أجل تحقيق تلك الأهداف يُعتبر استثمارًا مفيدًا في تطوير المزيد من الخبرات التعليمية للطلاب وفي تطويره كمعلم، ومن أهمية الأهداف التربوية ما يلي: [2]
-
تُجبر المعلم على إعادة
النظر
مرة أخرى
إذ أن ممارسة كتابة الأهداف أو إعادة كتابتها تُحث المعلم على فحص المحتوى الذي من المحتمل أنه كان يدرسه بالطريقة ذاتها لسنوات طويلة، ولكن من وجهة نظر جديدة.
-
تساعد المعلم على تقليم الأفكار
من الممكن لأهداف التعلم الخاصة أن تقوم بتوجيه المحتوى أو الأنشطة الخاصة بالمعلم إلى اكتشاف منهج غريب قد يتم قصه أو إلى أحد الأنشطة التي لا تصل إلى الهدف بشكل تام، وتكون بحاجة إلى تعديل، وربما تصبح مصدر إلهام لإعادة تنظيم ملف PowerPoint بأهداف التعلم كمخطط تفصيلي.
-
يمكن أن تجعل الحصة “تقع في الخط”
بمجرد كتابة الأهداف التربوية، فمن الممكن أن تؤكد وجود محاذاة شديدة أو تنظيم أنشطة التعلم والتقييمات، أو ربما تقترح الحاجة إلى تمريرة جديدة في تصميم المعلم لتجربة التعلم، فمثلًا لا يُمكن تقدير الأهداف بثمن في المساعدة على تصميم أسئلة الاختبار، إذ أنه ينبغي أن تقيس أسئلة الاختبار ما إذا كانت الأهداف الموضوعة قد تحققت أم لا.
-
قد توفر فرصًا لتقديم تجربة تعليمية أكثر ثراءً وتحديًا للطلاب
إذ أن الأهداف التربوية الخاصة بالمعلم توضح الترتيب، سواء كان أقل أو أعلى، والذي يتم طلب التفكير فيه ومعالجته من قبل الطلاب والتعلم أثناء الحصة.
-
تجعل المعلم مرشدًا للطلاب
عند عرض المحتوى على الطلاب، فإن أهداف التعلم تحدد توقعات الطلاب، وتعمل على توجيه عمليات التعلم الخاصة بهم، كما أنها تساعدهم على تركيز وقت الدراسة للاختبار القادم.
أهمية الأهداف السلوكية
أهم ميزة للأهداف السلوكية تتمثل في كونها دقيقة في إعطاء التوجيهات لبرنامج التعلم، بالتعرف على النقطة التي تود الذهاب إليها بالتحديد، وبالتالي يكون من السهل
تحديد
طريقة الوصول إليها، وكذلك تُسهل وضوح الأهداف على المعلمين والتواصل فيما بينهم، وكذلك تعاونهم في البرنامج التدريبي، وهكذا يمكن لكل معلم دعم تحقيق أهداف معلم آخر، حتى خلال تدريس الهدف،
كما أن الأهداف السلوكية موجهة تجاه الأشخاص، لأنها تجعل المعلم يركز على المحاولة المستمرة لتحسين التعليم مع التقدم وتعزيز مدخلات التعليم من حصة إلى أخرى، وكذلك فهي موجهة نحو المسؤولية، إذ أنها تشجع كلًا من المعلم والمتعلم على تحمل مسؤولية تحقيق أهداف التعلم. [3]
كيفية كتابة الأهداف السلوكية
ينبغي أن تكون الأهداف السلوكية عبارة عن بيان لما سوف يتمكن المتعلم من القيام به في نهاية الجلسة التعليمية، وحتى يتم ضمان كتابة كل هدف بتلك الشروط، يوجد ثلاث قواعد رئيسية لابد من اتباعها، أي أن الهدف يكون هدفًا سلوكيًا إذا استوفى الشروط التالية: [3]
-
ينبغي أن يحدد الهدف السلوكي السلوك المطلوب كنتيجة للتعلم
فلابد من تحديد ما سوف يكون المتعلم قادرًا على أن يقوم به في نهاية كل جلسة، وهو الذي لم يكن لديه القدرة على القيام به قبل الجلسة.
-
لابد أن تذكر الأهداف السلوكية النتيجة المطلوبة من التعلم
من ناحية الإجراءات التي من الممكن قياسها، إذ أن السلوك يمكن قياسه وملاحظته عن طريق المراقبة وقياس الإجراءات فقط، ويمكن للمعلم تحديد ما إذا كانت التعليمات ناجحة أم لا.
-
يجب أن يكون المتعلم هو موضوع الحكم
أي أن الهدف السلوكي مكتوب من حيث عمل المتعلم. وينبغي ألا يحدد الهدف ما يجب على المعلم فعله ولكن فقط ما سوف يتمكن المتعلم من القيام به في نهاية الحصة.