تأثير العوامل المناخية على توزيع الكائنات الحية
العوامل التي تحدد تواجد الكائنات الحية في كل وسط حي
تتنوع الكائنات الحية التي تعيش على الأرض بشكل كبير، ويمكن تقسيم الكائنات الحية على الأرض حسب توزيعها إلى ما يلي:
-
كائنات عالمية التوزيع
وهي مجموعة الأنواع المتشابهة التي تنتشر في جميع أنحاء
العالم
.
-
كائنات مستوطنة
هي مجموعة من الأنواع المتشابهة التي تنتشر في
موقع
جغرافي محدد على الأرض، أو التي يقتصر وجودها في منطقة معينة، مثل الزرافة التي توجد في قارة أفريقيا فقط أو قرد المرموسيت الذي يعيش في أمريكا الجنوبية فقط.
وهناك أيضًا محصورة في مناطق جغرافية محدودة جدًا من العالم مثل
أشجار
الخشب الأحمر والتي توجد فقط في منطقة كالييفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد لا توجد في أي منطقة أخرى من العالم.
-
كائنات متقطعة التوزيع
إن الكائنات متقطعة التوزيع يتم تصنيفها ضمن المستوطنة إلا أنها لا تعيش في منطقة واحدة بل يمكن أن تعيش في منطقتين منفصلتين بشكل كبير عن بعضهما على سبيل المثال توزيع حيوان تابيران والذي يمكن العثور عليه في أمريكا الجنوبية وماليزيا .
قد يكون هناك بعض النباتات مثل جوز الهند (Cocos nucifera) التي لديها مجموعة مستوطنة واسعة للغاية والتي يتم
تحديد
ها في جميع أنحاء المناطق الاستوائية ويقال إنها استوائية التوزيع.
وقدحاول العلماء تفسير هذا التنوع في توزيع الكائنات الحية على سطح الأرض وفق عدة نظريات، كما تم تقسيم العوامل المؤثرة في توزيع الكائنات على سطح الأرض إلى:
- عوامل لا إحيائية (مكونات غير حية)
- عوامل إحيائية (مكونات حية)
عوامل إحيائية تؤثر على توزيع الكائنات الحية
-
المنافسة
وهي أحد العوامل الرئيسية التي تقلل أعداد الحيوانات والنباتات داخل موائلها الطبيعية، حيث تتنافس النباتات والحيوانات فيما بينها على الموارد مثل
الماء
والطعام، ونظرًا لمحدودية الموارد قد يتم توزيع االسكان بالتساوي لتقليل المنافسة.
على سبيل المثال فإن التنافس على الضوء في بعض الغابات يؤدي إلى توزيع الأشجار بشكل متساو.
-
الافتراس
يؤثر الافتراس على التوزيع العالمي للأنواع كما أنه يؤثر على وفرة الأنواع النباتية والحيوانية ، وقوة واتجاه تدفق الطاقة داخل النظام البيئي، وتنوع المجتمعات وتكوينها.
-
الأمراض
يمكن أن تكون أن تصيب النباتات عدد من الأمراض الفطرية والبكتيرية والفيروسية أو الحشرات، وهذه الحشرات تؤثر على المحاصيل الزراعية، وهذا بدوره يؤثر على الأمن الغذائي في بعض المناطق وقد يؤدي لانخفاض عدد الحيوانات بها، وقد ينخفض عدد النباتات التي يتفشى فيها الأمراض بشكل واضح لكنه يزدهر في مناطق أخرى.
أيضًا فإن الأمراض التي تسببها ظاهرة الاحتباس الحراري تؤثر على توزيع الحيوانات وهذا قد يؤثر بشكل كبير على
التوازن
البيئي.
-
البشر
يمكن للبشر التأثير على الحيوانات والنباتات بطرق مختلفة ، مما يؤدي بهم إلى
الهجرة
بعيدًا عن موطنهم الطبيعي إلى بيئة جديدة. عندما يطور البشر الأرض للمنازل والمباني ، فإنهم يقطعون الأشجار ويغيرون الموائل الحيوانية والنباتية. يمكن لبعض الحيوانات التكيف، لكن الحيوانات الأخرى لا تستطيع التكيف ويتأثر سكانها.
كما يمكن أن يضر
التلوث
أيضًا بالحيوانات والنباتات، ويمكن أن يؤثر الصيد على أعداد الحيوانات.
وقد أدى تدخل البشر في النظام البيئي أيضًا لانقراض بعض الأنواع.
العوامل اللإحيائية التي تؤثر على توزيع الكائنات الحية
-
الصخور
تساهم تجوية الغلاف الصخري للأرض في تكوين التربة، وهذا يؤثر بشكل مباشر على توزيع النباتات على سطح الأرض وبالتالي تتأثر الأنواع الأخرى.
-
الغذاء
إن توافر الغذاء هو أحد العوامل الأساسية التي يمكن أن تؤثر على التوزيع العالمي للكائنات الحية على سطح الأرض.
-
تأثير الماء على توزع الكائنات الحية
الماء مهم للوظائف الحيوية لمختلف الأنواع التي تعيش على سطح الأرض، وعادة ما يدخل الماء إلى النظام البيئي من خلال الثلج والرذاذ والصقيع والمطر والبرد، وهذه الموارد يطلق عليها بشكل عام هطول الأرض.
وعادة ما يحدد هطول الأمطار بجانب متوسط درجة الحرارة التوزيع العالمي للمناطق الإحيائية على الكوكب.
على سبيل المثال بعض الحيوانات تكون قادرة على العيش بدون أن تشرب الماء على الإطلاق مثل الجربوع وهذه الحيوانات تعيش فقط في البيئات القاحلة، وهي تستطيع أن تحصل على الماء أو الرطوبة التي تحتاجها من خلال الذور التي تأكلها بجانب بعض التكيفات التي تساعدها على البقاء.
أيضًا تستطيع بعض النباتات الصحراوية تطوير تكيفات مختلفة لتساعدها على التغلب على نقص الماء مثل القدرة على تخزين الماء أو عدم وجود أوراق لتقليل النتح أو غيرها
-
التربة
بالنسبة للنباتات يعد نوع التربة عاملاً رئيسيًا في تحديد نوع وتنوع الأنواع التي تنمو في منطقة معينة، حيث تختلف
المعادن
ومحتويات المياه والكائنات الحية الدقيقة باختلاف أنواع التربة.
والتربة عبارة عن مزيج من مواد عضوية وغير عضوية مختلفة ذات محتوى متفاوت، كما تختلف قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه.
ففي حين أن التربة الطينية يمكن أن تحتفظ بكمية أكبر من الماء ولكن أقل من الهواء، فإن التربة السوداء مثالية لنمو النبات مع توازن قدرات الاحتفاظ بالهواء والماء.
كما يساعد الرقم الهيدروجيني للتربة على امتصاص العناصر الغذائية من قبل النبات، فإذا كانت التربة حمضية يمكن أن يحدث التصحر ويدمر فرص الموائل النباتية.
-
المناخ
يؤثر المناخ بشكل أساسي على توزيع الكائنات الحية على سطح الأرض، ويشمل المناخ عدة عناصر مختلفة تؤثر جميعها في توزيع الكائنات الحية، وهذه العناصر تشمل:
- الهواء
- الضوء
- درجة الحرارة.
تحديد العوامل المناخية المؤثرة على توزيع الكائنات الحية
يساهم المناخ بشك كبير في التنوع البيولوجي وتوزيع الكائنات على الأرض، حتى أن التغير المناخي قد أدى لانقراض بعض الأنواع، ومن العوامل المناخية التي توثر في توزيع الكائنات الحية.
الهواء
تحتاج جميع الكائنات الحية التي تعيش على الأض إلى الهواء للتنفس وللحفاظ على
الحياة
، حيث تعيش جميع الكائنات الحية فقط في الأماكن التي يوجد بها الهواء بوفرة.
وعندما يكون ضغط الهواء منخفضًا ، خاصة في الارتفاعات العالية، قد تجدبعض الأنواع صعوبة في التنفس بسبب نقص كمية الأكسجين الموجودة في هذا الارتفاع.
يعتبر الأكسجين وثاني أكسيد الكربون مهمين للغاية لكل من النباتات والحيوانات، والأكسجين ضروري للتنفس ويتم استخدامه أثناء عمليات النمو والتطور المختلفة، في حين أن ثاني أكسيد الكربون ضروري لعملية التمثيل الضوئي التي تساعد في تغذية النباتات وإبقائها على قيد الحياة.
الضوء
يعتبر الضوء عاملاً مناخيًا مهمًا يستخدم لإنتاج
الكلوروفيل
والتمثيل الضوئي، أيضًا للضوء تأثير كبير على النشاط اليومي والموسمي للنباتات والحيوانات.
فالضوء أساسي لحدوث عملية التمثيل الضوئي وهو المصدر الرئيسي للطاقة في جميع النظم البيئية تقريبًا، حيث تدخل الطاقة إلى النظام البيئي من خلال مصدر الضوء الأساسي وهو الشمس.
درجة الحرارة
درجةالحرارة من العوامل المناخية التي تؤثر في توزيع الكائنات الحية على سطح الأرض بشكل كبير.
حيث تختلف القدرة على البقاء في درجات الحرارة القصوى بشكل كبير بين النباتات والحيوانات، كما تستجيب الحيوانات للتغير في درجات الحرارة من الناحيتين الفسيولوجية والسلوكية.
على سبيل المثال ، تحافظ
الطيور
والثدييات(وهي حيوانات ذوات
الدم
الحار ) على درجات حرارة عالية نسبيًا في
الجسم
باستخدام الحرارة من خلال عملية التمثيل الغذائي الخاصة بها.
أما الحيوانات الأخرى مثل الحشرات والزواحف والبرمائيات والأسماك وغيرها من ذوات الدم البارد، فهي تنظم درجة حرارة أجسامها باستخدام درجة الحرارة المحيطة، حيث يمكنها استخدام مصادر الحرارة مثل الإشعاع الشمسي (المباشر وغير المباشر) والتوصيل للمساعدة في ضبط درجة حرارة أجسامها.
كما تستخدم الحيوانات طرق أو تكيفات مختلفة لتنظيم لتنظيم درجة حرارتها مثل موضع الفراء أو الريش والتعرق والرعشة اللهاث والنقب والسبات والبحث عن
الظل
في الأشجار أو الماء، حتى أن بعض الحيوانات الصحراوية قد تخزن الماء في أجسامها.
أيضًا فإن النباتات مثل الحيوانات لا تستطيع الابتعاد في أماكن أخرى للهروب من درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة في بيئتها، وفي هذه الحالة يتباطأ التمثيل الضوئي أو يتوقف عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا.[1]