تعريف الإخلاص وثمراته

تعريف الإخلاص

الإخلاص هو إفراد

الله

تعالى وحده بالطاعات، وأن يقصد بالتقرب إلى المولى عز وجل بعمل لا رياء فيه ولا سمعه.

إن عمل المسلم لا يقبل إلا إذا خالصًا لله عز وجل، فالمخلص هو من تجرد قلبه من كل شيء إلا ابتغاء وجه الله تعالى، والإخلاص أمر واجب على المسلم، فالله تعالى يقول في كتابه العزيز “إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصُا له الدين” صدق الله العظيم

ويقول عز وجل أيضًا في كتابه العزيز: ” هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين، الحمد لله رب العالمين”.

وعن عمر بن الخطاب أن النبي عليه

الصلاة

والسلام قال : ” إنما  الأعمال بالنيات وإنما لكل إمريء ما نوى”، والإخلاص من الأعمال الباطن فالين الإسلامي له شطران شطر ظاهر وشطر باطن يتعلق بالقلوب والجوارح.

فالإنسان حين  يحفظ

القرآن الكريم

أو يصوم أو يصلي أو يتصدق يجب أن يفعل ذلك بنية خالصة لله وحده وليس من أجل كسب رضا الناس أو لظهور أمامهم بمظهر الصالح، فالإخلاص لله عز وجل وموافقة الله من شروط صحة العبادات.[1]

ومن أقوال السلف الصالح في تعريف

الإخلاص

“الإخلاص هو أن يفعل الإنسان الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني ولا دفع ضرر دنيوي”.

والإخلاص هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، أو تصفية العمل من كل شوب.

وقيل أن الإخلاص هو تفريغ

القلب

لله أي صرف الانشغال عما سواه، وهذا كمال الإخلاص لله تعالى.

وقد عرف بعض السلف المخلص بأنه  الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله”.

والإنسان المسلم قد يؤجر على إخلاصه في النية، يقول صلى الله عليه وسلم:” من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلى وحضر لا ينقص ذلك من أجره شيئا”.

بل إن إخلاص النية لله عز وجل قد ينزل الإنسان منازل الشهداء، يقول عليه الصلاة والسلام: ” من سأل الله الشهادة صادقًا بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه” من صبر واحتسب وأخلص النية عند لقاء العدو نال ثواب الشهادة وحتى وإن مات على فراشه.2[]

ما يعين المسلم على الإخلاص

مما يعين الإنسان على الإخلاص لله وحده في كل الأعمال معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته وخشيته.

أيضًا

المعرفة

بحقيقة البشر وبأنهم ضعفاء ولا يملكون ضرًا ولا نفعًا لأحد، لذلك لا أحد من البشر يستحق أن نبطل أعمالنا الصالحة من أجله.

أيضًا من المهم أن يعرف المسلم مضار الرياء.

أيضًا

الخوف

من سوء الخاتمة من أهم العوامل التي تعين المسلم على العمل مخلصًا لله وحده.

معرفة جزاء الإخلاص لله عز وجل في الدنيا والآخرة، من أهم الأمور التي تعين المسلم على إخلاص العمل.

ثمرات الإخلاص لله تعالى

  • لإخلاص النية ثمرات يمكن أن يشعر بها المؤمن في حياته وفي آخرته، ومن ثمرات الإخلاص:
  • سبب لمغفرة الذنوب
  • يكون سبب لتنفيس كروب الدنيا، وإزالة الهموم.
  • أيضًا من ثمرات الإخلاص لله عز وجل تنقية النفس والقلب من الحقد والحسد .
  • كما أن الإخلاص يوجب شفاعة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
  • سبب لفوز العبد برضا الله عز وجل.

يقول تعالى في كتابه العزيز”لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤته أجرًا عظيمًا” صدق الله العظيم.

فمن يفعل الأعمال الصالحة مخلصًا محتسبصا الثواب عند الله فسةف يؤتيه عز وجل ثواب وأجرًا عظيمًا، كما أنه سوف يرفعه درجات عند الله تبارك وتعالى ودرجات في الثواب.

كما أن الإخلاص يحصن النفس من الصفات السيئة، وكلما قل إخلاص القلب سيجد الإنسان أنه فقد السكينة وضاعت منه الطمأنينة.

أيضًا فإن من ثمرات الإخلاص تفريج الهموم والكربات في الدنيا، يقول عز وجل في كتابه العزيز في سورة لقمان:” وإذا غشيهم موجًا كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين، فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد، وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور”

ويقول تعالى في صورة الصافات ” بل جاء بالحق وصدق المرسلين، إنكم لذائقوا العذاب الأليم، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين، أولئك لهم رزق معلوم، فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم”، فالإخلاص في العمل أحد أسباب دخول

الجنة

.

أهمية الإخلاص

  • أساس الأعمال ولبها وروحها.
  • أمر الله به العباد فلا تقبل الإعمال بدونه.
  • عدم الإخلاص في أي عمل يجعله هباءًا منثورًا.
  • أيضًا فكما ذكرنا فإنه من أهم أعمال

    القلوب

    ، وأعمال القلوب هي الأصل لمحبة الله عز وجل ورسوله الكريم.

ويقول بن

القيم

عن الإخلاص: ” إن التوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب

الحياة

في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك، والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم”.

والإخلاص هو أحد الأسباب التي نضمن بها نصر الله وتأييده، فأي معركة نشارك فيها ضد أعدائنا لا تكون نتائجها مرهونة بالأمور الدنيوية فقط، فإعداد العدة فرض وواجب لكن معونة الله وتأييده هو الأساس والفيصل في تحقيق النصر، والتأييد لا يأتي إلا بإخلاص العمل.

وقد كان الإخلاص هو سبب نصر الله للرسول والصحابة في معاركهم التي لم تكن متكافئة بأمور الدنيا ، لكن بمعونة ونصر المولى عز وجل حقق المسلمون النصر واتسعت دولتهم من ووصلت من مشارق الأرض لمغاربها،