عوامل نجاح القيادة النبوية
ما هي العوامل التي أدت لنجاح القيادة النبوية
في علم الإدارة باب يختص بالقيادة وكيف يكون القايد ناجح، وما كان وما سيكون يوماً قايدًا انجح من محمد صلى
الله
عليه وسلم، الذي قاد أمة كاملة من بادية الصحراء غارقة في الجهل والتفرق والصراع، إلى امة الخير التي فتحت أراضي في شتى بقاع الأرض، ونشرت العدل والامان ورفعت من قيمة الإنسان حتى كتب المؤرخون الغربيون
أشهر
كتاب بعنوان العظماء مائة أعظمهم محمد، صلى الله عليه وسلم، ومن
عوامل نجاح قيادة النبي صلى الله عليه وسلم، ما يلي:
ثقافة الإسلام
منهج النبي صلى الله عليه وسلم وثقافته منهج وثقافة إسلامية مبنية على قيم ومبادئ أصيلة وهو ما كان سبب قوي وعامل رئيسي في نجاح قيادة النبي صلى الله عليه وسلم.
إن أهم ما يسر للنبي صلى الله عليه وسلم
النجاح
في مهمته وفي قيادة المسلمين هو ثقافة
الإسلام
، فالإسلام دين كامل شامل جمع بين جوانبه كل ما يهم المسلم وشؤون حياته، فقد امتلأت الثقافة الإسلامية بأعلى
القيم
وأرقاها وأجلها، فقد قامت على المساواة في
العرق
والسلالة والمستوى الاجتماعي، وفي الجنس إلا ما كان داخلاً في المسؤوليات فكانت التفرقة فيها لصالح الطرف الضعيف.
كما قامت الثقافة الإسلامية على العدل لا فرق بين الفقير والغني أمام القانون الإسلامي، فلو سرقت إبنة محمد صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء رضي الله عنها، لقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدها مثلها مثل غيرها كما قال النبي وورد في السيرة المطهرة.
وحدة الفريق
ومن عوامل نجاح القيادة أيضاً وحدة الفريق، فقد أسس النبي المجتمع الإسلامي على أساس من
الوحدة
والتعاون بداية من المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وصولاً لاختيار إمام الصلاة، ولا أدل على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، يقول النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول صلى الله عليه وسلم من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
و أيضًا حديث الندوة، قوله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وضوح الهدف والرؤية من قبل النبي
من أهم عوامل نجاح القائد أن يكون على علم تام بمهامه والهدف والرؤيه الذي يسعى لهم حتى يتمكن من النجاح في مهمته، ولم يكن إنسان مخلص ومحيط بمهمته وهدفه وجلية أمامه الرؤيا كمثل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ظهر ذلك في تاكيده الدائم على أنه بعث ليتمم مكارم الاخلاق، وأن هدفه نشر الإسلام.
الذكاء والفطنة والتنظيم
و
من عوامل نجاح الرسول في دعوته
فكرة القائد الذكي الفطن هو القائد القادر على الإدارة الناجحة، وتلك الصفات وإن اختلفت ألفاظها في الإسلام لكن معناها ومضمونها واحد فالنبي كان يتسم بالحكمة والفهم اللذان حباه الله بهمها، كما كان صلى الله عليه وسلم منظم في كل مجالات
الحياة
سواء بشكل شخصي أو في قيادته، فقد عرف في سيرته أنه صلى الله عليه وسلم لم يفقد أو يضيع منه شيء لتنظيمه وترتيبه، كما أنه كان في قيادته منظم حكيم يعلم كيف يدير شؤون دولته الإسلامية ويختار لكل منصب ومكان الشخص المناسب له، ويعرف من يستطيع تحمل المسؤولية ومن قادر عليها. [1]
خصائص القيادة النبوية
وللقيادة النبوية خصائص رسمت ملامحها وميزتها عن غيرها من الأمور المتشابهة وكان من خصائص القيادة النبوية ما يلي:
-
الشورى
لم تكن القيادة النبوية قائمة على التفرد بالرأي والتفرد بالحكم والديكتاتورية في القيادة بل قامت القيادة الإسلامية على الشورى بين أفراد المجتمع الإسلامي، ويدل على هذا المبدأ العظيم عدة ادلة حتى إن إحدى سور
القرآن الكريم
سميت بها ومن الأدلة ما يلي:
-
(وَٱلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَیۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ 38) [الشورى].
-
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].
-
عن أبي هُريرة- رضي الله عنه – قال: “ما رأيتُ أحدًا قطُّ كان أكثرَ مشورةً لأصحابِه من رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم”؛ رواه الشافعي.
أساليب القيادة النبوية
من أهم وأشهر أساليب القيادة الإسلامية، التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله في الحياة ومع أصحابه في المجتمع الإسلامي هو ما يلي:
-
الحكمة
-
التدرج في الأوامر
-
اللين في وقت اللين والشدة في موضعها
-
التعاون
-
التواضع
-
الرحمة
-
التشاور
-
العدل
-
المساواة
-
الاحتواء
مواقف قيادية في الإسلام
من المواقف القيادية للنبي صلى الله عليه وسلم موقفه في الحديث عن أصحابه ومدى معرفته ودرايته بقدرات كل منهم وما يصلح له ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (أعلمكم بالحلال والحرام: معاذ بن جبل، وأقرأكم لكتاب الله: أُبيُّ بن كعب، وأمين هذه الأمة: أبو عبيدة بن الجراح))؛ [صحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة.
آيات وأحاديث نبوية عن القيادة
هناك احاديث وآيات عن القيادة النبوية وأشهرها ما يلي:
_ عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشيروا عليَّ أيها النَّاس -وإنَّما يريد الأنصار-؛ وذلك أنَّهم كانوا عدد النَّاس، وذلك أنَّهم حين بايعوه بالعقبة، قالوا: يا رسول الله، إنَّا برآء من ذمامك حتى تصل إلى دارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذممنا، نمنعك ممَّا نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّف ألَّا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلَّا ممَّن دَهَمه بالمدينة من عدوِّه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدوٍّ من بلادهم، فلمَّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، قال له سعد بن معاذ: والله لكأنَّك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل. قال: فقد آمنَّا بك، وصدَّقناك، وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السَّمع والطَّاعة، فامض يا رسول الله لما أمرك الله. فوالذي بعثك بالحقِّ، إن استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما يتخلَّف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدًا، إنَّا لصُبُرٌ في الحرب، صُدُقٌ عند اللِّقاء، ولعلَّ الله يريك منَّا ما تقرُّ به عينك، فسِر بنا على بركة الله. فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشَّطه ذلك، ثمَّ قال: سيروا على بركة الله وأبشروا، فإنَّ الله قد وعدني إحدى الطَّائفتين، والله لكأنِّي الآن أنظر إلى مصارع القوم.
_ ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [الحج: 41]. [2]