شخصيات رواية فرانكشتاين في بغداد وتحليلها
نبذة عن رواية فرانكشتاين في بغداد
صدرت رواية فرانكشتاين في
بغداد
عام 2013 في بيروت للكاتب العراقي الموهوب أحمد السعداوي، ولقد لاقت هذه الرواية انتشارًا واسعًا وصدر عنها ما يزيد عن 15 طبعة، كما أنها ترجمت إلى العديد من اللغات مثل
الإنجليزية
والألمانية والسويدية وغيرها من اللغات المختلفة، وهي أهم رواية في مسيرة الأديب أحمد السعداوي، كما أن هذه الرواية حائزة على الجائزة الدولية للرواية العربية، وهي أول رواية عربية تحقق ذلك، وتعتبر من أفضل الأعمال الروائية التي نشرت عام 2013، لذلك سوف نتحدث عن شخصيات رواية فرانكشتاين في بغداد وتحليلها.
فرانكشتاين في بغداد هي
قصة
مظلمة وسريالية لمخلوق ولد وتغذى في مدينة غارقة بشكل مأساوي في العنف والفوضى، حيث يجذبنا الكاتب إلى عالم من السحر حيث توجد الجثث السائرة والمنجمين والأرواح المتجولة، لكن هذا
العالم
السحري هو عالم واقعي في بغداد حيث
السيارات
المفخخة والجنود الأمريكيين وأفراد الأسرة المفقودين قد شوهت “الحقيقة” وهي حقيقة الحرب القائمة، فإن أحداث هذه الرواية مستوحاة من أحداث العرب في العراق التي بدأت عام 2003. [1]
شخصيات رواية فرانكشتاين في بغداد
خلق لنا الكاتب مجموعة من الشخصيات الفريدة من نوعها والتي يمتلك كلٍ منها دورًا مؤثرٍ بشكلٍ مختلف، كما أن لها دور كبير في طريقة سير الأحداث، ومن أهم شخصيات رواية فرانكشتاين في بغداد ما يأتي:[1][2]
-
هادي العتاك:
هادي هو بطل الرواية ويعمل كتاجر خردة والذي يقوم بتجميع أشلاء الجثث المتناثرة بعد عمليات التفجير الانتحارية ويخيطها معًا في جثة واحدة كاملة يمكن دفنها بشكل مناسب، حتى لا يحصل هؤلاء الذين فقدوا أرواحهم على
السلام
في الآخرة، فالأرواح تبحث عن أجسادها بعد الموت، وتعتبر شخصية هادي من الشخصيات المؤثرة في الرواية وطريقة سير الأحداث.
-
فرانكشتاين:
فرانكشتاين هو شخصية قام هادي بصنعها لا أحد يصدق وجودها لكنها تثير الرعب في نفوس الجميع في بغداد، فرانكشتاين تلك
الجثة
المجمعة التي تنفخ فيها الروح لتعود لتنتقم من ذابحها بأبشع الطرق.
-
العميد سرور مجيد:
كان سرور هو الشخص الذي شعر أن تلك القصة التي يحكيها هادي العتاك للناس في بغداد عن المنتقم فرانكشتاين فيها جزء من الحقيقة، لذلك عمل على التحقيق في هذا الأمر وساهم في القبض عليه، وكان سرور يعمل كمدير لدائرة المتابعة والتحقيق.
-
محمود السوادي
هو الشخصية التي تمثل الصحفي المجتهد في الرواية، والذي يبحث عن الخفايا والأسرار وليس الحقيقة.
تحليل رواية فرانكشتاين في بغداد
يصعب تحليل هذه الرواية العظيمة في مثل هذه الجمل الصغيرة، فلقد جمع الكاتب في هذه الرواية بين الخيال والواقع المتجسد في أحداث الحرب في العراق منذ عام 2003، أن أن الكاتب تعمد استخدام الأسلوب الخيالي التشبيهي للواقع حتى يثير فضول القارئ ويستحوذ على اهتمامه، ولقد نجح أحمد السعداوي في ذلك، فلقد تناول الأحداث المأساوية للحرب وما خلفته في النفوس بطريقة تثير الرعب للقارئ، فمن يتخيل أن أحدًا يستطيع أن يجمع أشلاء الجثث المتنائرة ويخيطها معًا، لكن في النهاية ترك لنا الكاتب أحداث الرواية متناثرة حتى يقوم القارئ بتجميع أشلاء الأحداث ليشكل النهاية التي يرضيها واقعه وبناءً على وجهة
النظر
التي قد ترضي المجتمع الذي نشأ فيه، كما أن الكاتب أحمد السعداوي استخدم أسلوبًا غير منظم ويتخلله بعض التعقيد والعديد من القصص الفرعية وذلك كان متعمد من الكاتب حتى يحصل على هذه القطعة الفنية التي لاقت رواجًا كبيرًا في المجتمعات العصرية. [2]
اقتباسات من رواية فرانكشتاين في بغداد
-
“الجميع مسؤولين بطريقة أو بأخرى عن هذا الحادث … ان كل الحوادث الأمنية والمآسي التي نمر بها لها مصدر واحد هو
الخوف
. الناس البسطاء على الجسر ماتوا بسبب خوفهم من الموت. كل يوم نموت خوفا من الموت نفسه. المناطق التي آوت القاعدة وقدمت لها الدعم فعلت ذلك بسبب الخوف من المكون الآخر ، والمكون الآخر هذا جنّد نفسه وصنع ميليشيات لحماية نفسه من القاعدة. صنع آلة موت مضادة بسبب الخوف من الآخر. وسنشهد موتاً اكثر واكثر بسبب الخوف. على الحكومة وقوات الاحتلال أن تقضي على الخوف. تلقى القبض عليه ، إذا أرادوا حقاً أن ينتهي مسلسل الموت هذا.
-
إنها لا ترى الرب مثلما يراه الأب يوشيّا تمامًا. الرب ليس في الأعالي، لا تراه متسلطًا متجبرًا. إنه صديق قديم من الصعب التخلي عن صداقته.
-
هكذا كان يريد الجميع تذكر الرجل، والموت، كما يرون، يُضفي وقاره على الميت، ويدفع الأحياء للشعور بذنب يستدعي الغفران للموتى.
-
لا فائدة من العدالة لاحقاً، يجب أن تكون هنا أولاً، أما لاحقاً فسيكون الانتقام الرهيب؛ عذاب متصل من الرب العادل، عذاب لا نهاية له على الإطلاق، فهكذا يكون الانتقام. أما العدالة فيجب أن يحسم أمرها هنا على الأرض وتحت أنظار الشهود.
-
“يجب أن لا تثير الكآبة في نفوس من ينظرون إليك، كن ايجابياً دائماً، احلّق لحيتك وبدّل قميصك وسرّح شعرك جيداً، انتهز كل فرصة لتنظر الى نفسك في المرآة، اي مرآة كانت، حتى لو في نوافذ سيارة واقفة. نافس
النساء
في هذه القضية، لا تكن شرقياً جداً. وما هو الشرقي جداً؟ الشرقي يختصره بيت عنترة بن شداد : (أتعجبين يا عبلُ انني منذ حولين لم اغسل ولم ادّهّنِ)”
-
“إن هذا المخلوق هو بغداد. إنها المدينة وقاطنيها من يجسدون الندوب والغرز؛
الحزن
والغضب، كل هذا يتسرب من أطرافه المتفسخة، وكما أن المدينة تخسر نفسها، فهو أيضاً يخسر نفسه. يفضح سعداوي الجنس البشري بكل وحشيته وشروره، ويضفي أسلوب
الكتابة
المشدود والماكر جداً عليه صدى لا مثيل له في ديستوبيا القرن الحادي والعشرين.”
-
“أنا الردُ والجوابُ على نداء المساكين. انا مخلصُ ومنتظرُ ومرغوبُ به ومأمول بصورة ما. لقد تحرّكت أخيرًا تلك العتلات الخفية التي أصابها الصدأ من ندرة الاستعمال. عتلاتُ لقانون لا يستيقظ دائمًا. اجتمعت دعوات الضحايا وأهاليهم مرة واحدة ودفع بزخمها الصاخب تلك العتلات الخفية فتحركت وأحشاء العتمة وأنجبتني. انا الردُّ على ندائهم برفع الظلم والاقتصاص من الجناة.”
-
“لقد ضحك عليّ. ولكن ،ألسنا نفعل ذلك دائماً، نخدع بعضنا بعضاً، و غالباً ما نقوم بالخداع الجيد حين نكون صادقين في ما نقول، بينما أعماقنا تضحك على الخدعة المحكمة. اليوم هو خدعني، و غداً سأخدع أنا، بحسن نيّة أيضاً، شخصاً آخر، و هكذا.”
-
“هي تفهم كلامه بكل تأكيد، ولكنها لا ترى ضيرًا من الاشتراط على الرب كما تفعل أم سليم وجاراتها المسلمات الأخريات، لأنها لا ترى الرب مثلما يراه الأب يوشيّا تمامًا. الرب ليس في الأعالي، لا تراه متسلطًا متجبرًا. إنه صديق قديم من الصعب التخلى عن صداقته.”
-
“ظل جالسًا هناك حتى حل الظلام، وهو مستغرق في التفكير بأن هناك العشرات من هذه العبوات الناسفة يتم تفجيرها أو إبطالها خلال اليوم. ولا يمر يوم من دون سيارة مفخخة واحدة على الأقل. فلماذا يرى الآخرين يموتون في نشرات الأخبار ويبقى هو حيًا. لابد أن يدخل إلى نشرة الأخبار ذات يوم. هذا هو قدره الذي يعرفه جيدًا” [3]