معلومات عن تاريخ الخزف الايراني

تاريخ الخزف الإيراني

إن دراسة الخزف الإسلامي من الأمور الصعبة والغامضة حيث أن هناك عدة مؤثرات وعوامل عملت على تطوير صناعة الخزف كالتأثير الساساني وتأثير الشرق الأقصى، وإن هناك نوع من أنواع الخزف يعود إلى ماقبل العصر الطولوني، بالإضافة إلى أن الخزف المصري كانت جودته أقل من الخزف الإسلامي.

وقد بدأ صناعة الخزف ذي البريق المعدني وهو نوع من أنواع الخزف الإيراني والذي نشأ في العراق في سامرّا وهي العاصمة للخلافة العباسية،بالإضافة إلى تواجده في إيران في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، ولكن هناك بعض باحثو الآثار ذهبوا إلى أن هذا النوع من الخزف لم يتواجد في سامرّا لعدم تواجد بقايا الأفران، ولكن وُجد أن موطن صناعة الخزف يعود تاريخها إلى مدينة بغداد، بالإضافة إلى أن المصادر

التاريخ

ية أشارت إلى أن مدينة المنصور كانت مدينة هامة لصناعة الخزف والفخار، ويُقال أن القطع من أنواع الخزف التي نجدها في الفسطاط تُنسب إلى سامرّا وقد تم استيرادها من العراق، وفي

الوقت

ذاته نجد وجود قطع من أنواع الخزف ذات البريق المعدني في الفسطاط.

واعتقد علماء الآثار أنن قد تم نقل صناعة الخزف من العراق إلى مصر كان من خلال ابن طولون، وإن فريقًا آخر من العلماء يزعمون أن مدينة الري في إيران كانت موطن رئيسي لصناعة الخزف الإسلامي، وقد أخذ المصريون في العهد الطولوني الخزف ذو نوع البريق المعدني من إيران، وقد تم أخذه إما بشكل مباشر أو من خلال سامرّا، وقد انتقلت هذه الصناعة إلى جميع الإمبراطورية الإسلامية من خلال طرق التجارة بالإضافة إلى الرحلات التي كانوا يقومون بها الصناع والفنانين.[2]

أنواع الخزف الإيراني

إن هناك أنواع عديدة للخزف الإيراني والتي تتجلى في:


  • خزف كوباجي

وإن نسبة اسم هذا الخزف يعود إلى قرية جبيلية مرتفعة موجودة في إقليم داغستان، وإن هذا الإقليم قريب من الحدود الإيرانية، وقد نُسبت إلى هذه القرية بعض أنواع الخزف، ولكن في الحقيقة إن هذه الأنواع لم يتم صناعتها في هذه القرية، وإنما كانوا يحضرونها من منطقة تبريز في إيران، وإحضار هذه الأنواع من الخزف كانت مقابل تصدير الأسلحة، والدليل الذي يبرهن أن هذه الأنواع لم تكن تُصنع في القرية عدم العثور على أي بقايا من الأفران التي يجب أن تتواجد في القرية.

يتميز خزف كوباجي بأنه يتكون من بطانة سوداء اللون ويوجد أقسام فيه تتألف من الزخرفة الحيوانية والنباتية بالإضافة إلى الزهور، وقد كانت هذه الزخارف باللون

الأزرق

أو لون بنفسجي داكن، وإن وجود الزخارف باللون

الأسود

في هذا النوع من الخزف الإيراني يكون مشابهًا مع القاشاني الذي يتكون من البريق المعدني، وبعد رسم الزخارف يجب أن تُطلى بالطلاء الفيروزي الشفاف.


  • خزف سلطان أباد

وإن هذا النوع من الخزف يمتاز بزخرفته الرائعة التي تتجلى بالرسوم البارزة وتكون تحت الطلاء الشفاف، وإن هذا النوع يجمع ما بين فن صناعة الخزف والتي تعرف بالصناعة التطبيقية والتشكيلية، وبين فن التصوير، وإن الأشكال النباتية والحيوانية تكون قريبة للأشكال الطبيعية، وقد تأثرت هذه الزخارف بالصين بعد الغزو المغولي لإيران، وإن هذا النوع يُظهر ظاهرة الكمخ والسبب في ذلك هو طول مدة تواجده تحت الأرض.


  • خزف القبيلة الذهبية

تكون زخارف هذا النوع بارزة ويتميز بعجينة رمادية اللون، وقد عُثر على قطع من خزف القبيلة الذهبية في مدينة سراي بركة، وإن هذا النوع يعتبر تطور للخزف الجبري الذي يهتم بالتجريد، والذ يستخدم

الألوان

الداكنة، وقد قلد المماليك هذا النوع ولهذا تم العثور عليه في مدينة الفسطاد.


  • الخزف ذو البريق المعدني

وقد تم انتشار هذا النوع من الخزف في العصر التيموري الذي كان في إيران، ولكن تم نفي وجود الخزف ذو البريق المعدني في المنطقة بسبب عدم تواجد قطع منه، على الرغم من تواجده في المخطوطات.[1]

ما هو الخزف التيموري

هو من أنواع الخزف الإيراني ولكن لم يتم إيجاد هذا الخزف ببصمة محلية تابعة للمنطقة وهذا يشير إلى أن الصناعة الخزفية قد تدهورت في المنطقة في ذلك العصر، وإن القطع التي تم العثور عليها من هذا النوع من الخزف ليست إلا من الخزف الصيني الذي يسمى بورسلين، أو من الخزف التقليدي للبورسلين، ومن أمثلة الخزف التيموري هو السلطانية التي ترجع للقرن التاسع الهجري، وقد تم حفظها في متحف المتروبوليتان.

ما هو الخزف المينائي

إن الخزف المينائي يعتبر من أفخر أنواع الخزف الذي تم إنتاجه من قِبل مدينة الري، ويتم صنعه من عجينة تُغطى بواسطة طلاء قصديري، ويتم رسم الفنانون الزخارف فوق هذا الطلاء بألوان عديدة كالأسود والأحمر والأزرق وغيرها من الألوان، وقد تأثرت زخارفه بمدرسة التصوير السلجوقية، ومن

أشهر

صانعو الخزف المينائي الخزاف علي بن يوسف بالإضافة إلى الخزاف أبو طاهر حسين، وهناك مشاهير قد عُرفوا في التاريخ واشتهروا في صناعة الخزف في العصر الإسلامي وقد برعوا في هذا المجال ومنهم:

  • أبو نصر البصري.
  • أبو العز.
  • الغيبي.
  • الهرمزي.
  • غزال.
  • أبو قاسم الجليزي.

ونجد في الوقت الحالي أن صناعة الخزف قد تطورت كثيرًا وإن أشهر أنواع الخزف هو الخزف الصيني الذي يتألف من الكاولين والبغماتيت وهو نوع من أنواع

الجرانيت

ذو ملمس خشن.

الخزف الإسلامي في العصر العباسي

عند نشوء العصر العباسي كانت نقطة تحول بالنسبة للفنون الإسلامية، حيث أنه عند سقوط الخلافة الأموية تم نقل العاصمة من دمشق إلى بغداد، وقد أصبح الفن الإسلامي منفتحًا على الفنون الشرقية الآسوية، وخاصة الأسلوب الساساني، لكن عندما ضعُفت الخلافة العباسية أدى إلى استقلال بعض أجزائها من الناحية السياسية وبالتالي نشأ الاستقلال في الأساليب الفنية، وتم إحياء القومية الساسانية بالإضافة إلى انتعاش التقاليد التركية .

وإن هذه التغييرات في العصر العباسي قد أثر في فن الخزف وأدى إلى انتشاره وظهور أنواع عديدة له، فقد ظهر في مصر وسوريا والعراق الخزف غير اللامع، بالإضافة إلى ظهور الخزف ذي البريق المدني والزخارف، وفي ذلك العصر غدت الزخارف تُطلى بالرصاص، وإن صناع الخزف في الدولة الفاطمية قد اشتهروا بأنواع عديدة من الخزف، في حين اشتهار الفسطاط في صناعة الخزف من نوع البريق المعدني.

وعند سقوط الدولة الفاطمية في القرن الثاني عشر في مصر انتقلت الصدارة في الفنون الإسلامية إلى الشرق الإسلامي الذي يحكمه السلاجقة وهم من الجهات الموالية للخلافة العباسية الموجودين في بغداد، ولهذا قد أثر هذا الانتقال على الفنون مما أدى إلى وجود التطور الكبير في صناعة الأواني الخزفية، وتعددت أنواعها وأشكالها والوانها.