قصص عن كف الأذى عن الطريق
حديث كف الأذى عن الطريق
إن الدين
الإسلام
ي قد أعتنى بعباده عناية بالغة في كبائر الأمور وصغائرها، فلقد أهتم بأهمية طهارة الأرض ونظافتها ليس هذا فقط بل حث على عدم أذية الخلق في الطرقات، وأن هذا الأمر جليل ويوجب العقوبة بل وتوعد لهم أشد توعد، وجاء وعيد النبيِّ صلى
الله
عليه وسلم الشديد لمن يُخالف هذا -وعيد يصل إلى
اللعن
– حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “
مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ
“، كما جاء الدين الإسلامي ببعض العبر من
قصص
عن كف الأذى عن الطريق.
كما أن الإسلام حث المسلمين على مدى أهمية إماطة الأذى عن الطريق كما أنه أقرنها بالإيمان، وذلك كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “
الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً؛ فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ
“، وإن
معنى
إماطة الأذى عن الطريق
كما جاء في الحديث هو تنحية وإبعاد أي شيء قد يُؤْذِي الناس في طرقاتهم سواء من حجرٍ أو شوكٍ أو غيره من الأذى، والمقصود هنا من قوله صلى الله عليه وسلم: “
الأَذَى
” هو كل ما قد يؤذي الشخص ويحمل ضررًا عليه وعلى المصلحة العامة للناس.[1]
قصص عن إماطة الأذى عن الطريق
هناك العديد من القصص التي تحمل عبرًا عن كف الأذى عن الطريق ومن
أشهر
القصص التي
ورد
ت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تحمل حكمة وأدب من آداب الطريق، وهي أن رجل دخل
الجنة
وغفر الله له بسبب غصن ازاحه عن الطريق كان يؤذي المارة، ويقال أن هذا
الرجل
قد قطع شجرة من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس، وذلك لما ورد في حديث النبي روى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ) (متفق عليه)، وفى رواية عند مسلم: (مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ)، وفى رواية أخرى عنده: (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ).
علينا أن نعلم جيدًا أن الطريق مكان عام لجميع الناس، بالتالي لا يستطيع أي شخص أن يحتكره لنفسه بأي صورة من
الصور
كأن يبيع في الطرقات أو يجلس فيها فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِ
يَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ
) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (
فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ
) قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟، قَالَ: (
غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ
) (متفق عليه). [2]
هناك
قصة
أخرى عن أهمية كف الأذى
عن الطريق تحكي أن طفلًا يدعى طارق لديه عادة سيئة وهي إلقاء أي نفايات في
الشارع
وكان والده ينصحه بألا يفعل هذا كثيرًا لكنه كان يتحجج بكونه ينسى ويقوم بإلقائها، وفي يوم من الأيام خرج طارق ليشتري بعض الأغراض للمنزل وكان يتناول موزة في يده ثم قام بإلقاء قشرتها أمام منزله، وعند عودته إلى المنزل وجد ضجة كبيرة عند بيته والناس يقولون أن طفلًا سقط هنا وشجت رأسه ونزفت كثيرًا وعندما اقترب من مدخل المنزل وجد أن هذا
الطفل
لم يكن إلا أخيه الصغير، فتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ) فشعر طارق بالندم الشديد وقرر ألا يفعل هذا ثانيةً وأن يحاول أن يكف الأذى عن طريق المسلمين.
أهمية إماطة الأذى عن الطريق
إن إماطة الأذى عن الطريق من الأمور التي حث عليها الإسلام واعتنى بها في العديد من المواضع في السنة النبوية وذلك من أجل توضيح عظم أمرها وأهميتها على المسلمين، حتى أن مثل هذا الفعل البسيط يمتلك أجر عظيم جدًا فهي أفضل أعمال الأمة وأجرها عند الله تعالى كبير وذلك كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “
عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ
“، ليس هذا فقط بل إن الإسلام وضح أن إماطة الأذى عن الطريق تساوي أجر
الصدقة
وذلك لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: “
كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى
الصلاة
صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة
” كما جاء أحد الصحابة يسأل النبي عن عمل ينتفع به فكانت إجابته هي كف الأذى عن الطريق، وذلك كما جاء أن الصحابي الجليل أبا برزة رضي الله عنه يسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: فيقول: يا نبيَّ الله، علمني شيئًا أنتفع به. فإذا بجواب النبي صلى الله عليه وسلم يكون: “
اعْزِلِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ
“.
إن الإسلام لم يعتني فقط بذكر أهمية إماطة الأذى عن الطريق بل أيضًا جاءت العديد من النصوص التي تجرم أمر أذى المسلمين في طرقاتهم وأن عقابهم يصل حد اللعن من الله سبحانه وتعالى لمن يخالف هذا الأمر، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “
مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ
” [1]
صور الأذى الموجود في الطريق
هناك العديد من الأمور التي يجهلها الناس عن صور الأذى في الطريق، والتي قد تحدث بشكل يومي ويقول الإمام أبو حامد الغزالي -رحمه الله تعالى- عن صور هذا الأذى، وأهمية إماطة الأذى عن الطريق في الإسلام مستنكرًا ما وصلت إليه طرقات بلاد المسلمين حيث
قال
: “فمِن المنكرات المعتادة فيها: وضع الأسطوانات وبناء الدكات متصلة بالأبنية المملوكة وغرس الأشجار، وإخراج الرواشن والأجنحة، ووضع الخشب، وأحمال الحبوب والأطعمة على الطرق، فكل ذلك منكر إن كان يؤدي إلى تضييق الطرق واستضرار المارة… وكذلك ربط الدواب على الطريق بحيث يضيق الطريق وينجس المجتازين منكر يجب المنع منه إلا بقدر حاجة النزول والركوب، وهذا لأن
الشوارع
مشتركة المنفعة وليس لأحد أن يختص بها إلا بقدر الحاجة. والمرعى هو الحاجة التي تراد الشوارع لأجلها في العادة دون سائر الحاجات،
ومنها: سوق الدواب وعليها الشوك بحيث يمزق ثياب الناس فذلك منكر… وكذلك ذبح القصاب إذا كان يذبح في الطريق حذاء باب الحانوت ويلوث الطريق بالدم فإنه منكر يمنع منه… وكذلك طرح القمامة على جواد الطرق وتبديد قشور البطيخ أو رش
الماء
بحيث يخشى منه التزلق والتعثر؛ كل ذلك من المنكرات، وكذلك إرسال الماء من الميازيب المخرجة من الحائط في الطريق الضيقة، فإن ذلك ينجس الثياب أو يضيق الطريق… وكذلك إذا كان له كلب عقور على باب داره يؤذي الناس فيجب منعه منه”. [3]