اشهر قصائد لافونتين مترجمة


نبذة عن لافونتين


لافونتين هو شاعر شهير ولد في عام 1621 في شامبين، ويعتبر وواحد من أكثر الشعراء الفرنسيين قراءة في القرن السابع عشر، وهو معروف بحكاياته الخرافية التي قدمت نموذجًا لكتاب الخرافيين اللاحقين في جميع أنحاء أوروبا والعديد من النسخ البديلة في

فرنسا

، واللغات الإقليمية

الفرنسية

، وقبل في الأكاديمية الفرنسية بعد فترة طويلة من

الشك

الملكي ولم تتلاشى سمعته في فرنسا منذ ذلك الحين، تم العثور على الدليل على ذلك في العديد من

الصور

والتماثيل للكاتب، وكذلك الرسوم اللاحقة على الميداليات والعملات والطوابع البريدية.[1]


أشهر قصائد وقصص لافونتين


  • ببغاوان وملك وابنه


ببغاوان، أب وابنه،


يعيشان على موائد ملك وابنه،


اللذان جعلا من هذين الطائرين رفيقين.


فالعشرة تخلق صداقات مخلصة.


أحب الوالدان كل منهما الآخر،


وكذلك الابنان بالرغم من طيشهما،


واعتاد كل على الآخر،


يكبران معاً ويترافقان في الحياة.


كان ذلك شرف كبير للبغاء الصغير؛


فالولد أبوه ملك وهو أمير.


أكسبت الحديقة الأمير

حب

العصافير،


أحب دوريّاً جميلاً.


وذات يوم كان الخصمان يلعبان،


الدوري والببغاء الصغير،


وكما يحدث لليافعين،


تحول اللعب إلى شجار،


ضرب

الببغاء

الدوري بقوة بالمنقار،


فجرَّ الدوري جناحه المكسور،


وظن الجميع أن الموت حوله يدور،


فقتل الأمير الببغاء الصغير.


نما

الخبر

إلى الببغاء الكبير،


فبكى ألماً وحرقة،


صرخ يائساً بلا صدى،


أصبح الطائر الناطق في عداد الأموات،


فقد توقف عن الكلام،


ومن القهر والغضب،


فقأ عيني الأمير،


وإلى ذرى الشجر التجأ،


حيث تهوم الآلهة،


يتلذذ بانتقامه آمناً.


  • الحب والجنون


كل شيء في

الحب

غامض


أسهمه وجعبته وشعلته وطفله:


وليس بجهد يوم واحد


يمكن الإحاطة بهذا الموضوع.


ولا أدعي أبداً شرح كل شيء هنا:


هدفي فقط أن أقول على طريقتي


كيف أن

الأعمى

الذي


(وهو إله)، كيف أقول ذلك…، ضل طريقه؛


وما نجم عن هذا السوء، الذي يمكن أن يكون خيراً؛


أن جعلتُ من عاشق قاضياً، ولكنه لم يقض بشيء.


لعب الجنون والحب يوماً معاً:


ولم يكن هذا الأخير قد فقد بصره بعد.


حدثت مشادة: أراد الحب أن


يعقد اجتماعاً للآلهة في الأعالي؛


ولم يطق الجنون صبراً؛


فضرب الحب بقسوة،


أضاعت على الحب صفو السماوات.


تطلب فينوس الانتقام.


امرأة وأم، يدل على ذلك صرخاتها:


مما آلم الآلهة وأحزنها،


إله الأرض والسماء جوبيتر وإله الغضب نيميسيس،


وقضاة جهنم، وكل الجماعة.


طرحت أمامهم القضية بجلالها:


فابنها بلا عصا لا يقدر على السير خطوة:


وأي عقاب لا يفي بحق هذه الجريمة:


ويجب إصلاح الأذى الذي أصابه أيضاً.


وعندما أُخذ بالاعتبار


المصلحة العامة والمدعي،


كان حكم المحكمة العليا


بالحكم على الجنون


أن يكون دليلاً ممسكاً بيد الحب.


  • السنديانة والقصبة


قالت السنديانة للقصبة:


لك من الأسباب ما يكفي للومِ الطبيعة،


فنفخة هواء هي عليك حملٌ وفجيعة،


فأقل نسمة هواء مثل تلك التي


بالكاد تجعل سطح

الماء

أجعداً


تجبرك على خفض الذؤابة:


في حين أن جبهتي


لا تسعد فقط بحجب الشمس،


وتصفق لعنف العاصفة،


فكل شيء عليك صرصر عاتية،


وكل شيء عليّ نسائم هانئة.


ولدتِ في ظل الأوراق وبظلي أغطيكِ؛


فلم تتألمي إلا بالكاد وأنا من العاصفة أحميكِ؛


وغالباً ما تولدين على أطراف مملكة الريح الرطبة.


إني أرى الطبيعة بحقك ظالمة.


رحماك، أجابت القصبة،


هذا من طيبة طبيعية؛ ولكن هوني عليك.


فالريح لا تقلقني بأكثر منك.


فإني أنحني ولا أنكسر.


وأنت قاومت حتى الآن وظهرك لم ينحني:


ولكن لننتظر النهاية.


وما أن فرغت القصبة من قولها،


حتى انطلق من الأفق أكثر المواليد رعباً،


التي يمكن للشمال أن يحملها في أجنحته.


السنديانة تقاوم، والقصبة تنحني؛


الريح تضاعف شدتها


مقتلعة تلك التي تعانق السماء،


وقدماها تلامس مملكة الفناء.


  • الذئب والثعلب


ولكن كيف حدث أن إيسوب (الإغريقي) اهتم بالثعلب؟


ذلك لتميزه بأفعال الدهاء والمكر.


بحثت عن السبب، ولم أجده قط.


فعندما يريد الذئب أن يدافع عن نفسه،


أو مهاجمة من بقربه،


أفلا يعرف بقدر ما يعرف الثعلب؟


وأجرؤ على القول بأني أعتقد أنه يعرف أكثر


ولي أسبابي في معارضة معلمي (إيسوب).


وهاهنا حالة يرنو الشرف فيها إلى سيد الأوكار.


فقد رأى ذات مساء



القمر

في قعر بئر بصورته المستديرة،


وبدا له كقرص جبن كبير.


ودلوان يتناوبان


رفع الماء إلى السطح.


استعجل ثعلبنا الأمر من فرط جوعه،


فقفز إلى أحد الدلوين


وارتفع الدلو الآخر إلى الأعلى.


وها هو الثعلب في القعر


يعصره الندم والألم،


وشعر باقتراب أجله.


إذ كيف الصعود، إلا إذا كان جائعٌ آخر،


أغوته الصورة نفسها،


سائراً على طريق بؤسه،


سيخرجه بالطريقة نفسها من وقعته؟


مضى نهاران بحالهما دون أن يقترب أحد من البئر؛


فالزمن الذي انقضى لليلتين


سار على عهده


بالجرم الفضي الدائري.


يئس الثعلب.


ولكن بالقرب، مرّ ذئب جائع


ناداه الثعلب قائلاً: أيها الرفيق،


أريدك أن تتذوق هذا الطيّب؛ هل ترى هذا؟


إنه جبن رائع. صنعه إله الغابة


من

حليب

إلهة البقر،


فلو مرض جوبيتر


ستعود إليه شهيته بتذوقه هذا الطعام،


لقد أكلتُ هذه القطعة الصغيرة،


والباقي سيكفيك تماماً.


انزل في الدلو الذي تركته خصيصاً.


زيّن الثعلب الأمر بما استطاع،


وكانت حماقة الذئب بتصديقه.


فقفز في الدلو الثاني هابطاً


رافعاً الثعلب إلى الأعلى


الذي عمّه السرور.


لا تقعوا في فخ السخرية أبداً


بسبب ضعف الأسس في التفكير؛


فإن لكلٍ منا أن يعتقد بيسر كبير


إما بما يخشى


أو بما يرغب ويأمل.


  • النسر والعصفور الثرثار


فوق بعض البراري.


طار

النسر

، ملك الجو، والعصفور الثرثار،


مختلفا المزاج واللغة والعقل والكساء.


جمعتهما الصدفة في مكان ناء.


العصفور خائف، ولكن النسر ممتلئ البطن،


طمأنه قائلاً: لنترافق سوية.


فالملل يصيب سيد الأرباب،


وهو الذي يحكم الكون،


فليس لي إلا أن أصاب بمثله،


أنا الذي أقوم على خدمته.


حدثني أيه العصفور بلا تكلّف.


فبدأ العصفور بالكثير من القيل والقال،


عن هذا وعن ذاك وعن كل شيء،


من حسن ومن سيء، بالحق والباطل،


كان العصفور يعرف ما يحدث لأهل اللغو،


فأخذ بالتحذير من كل ما يجري،


قافزاً من مكان إلى آخر،


مُخبرٌ ماكر، الرب وحده يعلم.


أضجر تحذيره  النسر، الذي قال غاضباً:


لا تبارح هذا المكان،


وداعاً أيها الثرثار،


فلا حاجة لي بأفّاق في حاشيتي،


فما هذا إلا من سوء الطباع.


لم يحلم الثرثار بأكثر من ذلك.


فالمثول في حضرة الأرباب ليس كما نظن؛


إنه شرف يجلب الغمّ.


فالحاشية ناقلو كلام ومخبرون كيسون،


بقلوب من حجر،


إذ كان يتوجب على العصفور في حضرتهم،


أن يكون بلونين على شاكلتهم.


  • الراعي والبحر


كان يعتاش من قطيعه بلا متاعب،


راضياً لدهر، جار

البحر

هذا.


وإن كانت ثروته صغيرة،


لكنها على أي حال كانت أكيدة.


ذات يوم تدفقت الكنوز على الشاطئ،


داعبته الرغبة فباع قطعانه،


وبالمال قاد تجارة بحرية.


ولكن العاصفة ابتلعت الكريّة.


فجعله سيده حارساً للغنم،


وليس راعياً كعهده في القدم،


وحينما كانت خرافه ترعى عند شاطئ النهر:


فمن كان يظن نفسه من كبار الرعاة،


لم يكن سوى أجيراً لا غير.


ومع

الوقت

حقق بعض الأرباح،


فاشتري بعض حيوان الصوف:


وذات يوم تمسك

الرياح

بأنفاسها،


سامحة باقتراب

السفن

بهدوء:


سيدات المياه يبحثن عن مال،


قال الراعي، اطلبوا ذلك من شخص آخر:


والله لن تنلن أموالي.


هذه ليست حكاية لمتعة أرويها،


فأنا أستفيد من الحقيقة،


لأكشف بالتجربة،


أن قرشاً مضموناً،


أفضل من خمسة مأمولةً:


وأنه يجب

الرضا

بما قُسم:


أما لنصيحة البحر والطمع،


فعلينا صم آذاننا،


فواحد يغنم، وعشرة آلاف يتذمرون.


فالبحر يَعدُ وعوداً وغرائب:


إن صدقتموه ستواجهون الريح واللصوص.[1]