تعريف الموضوعية والذاتية في البحث العلمي وخصائصها
تعريف الموضوعية في البحث العلمي
الموضوعية في البحث العلمي هي خاصية لجوانب مختلفة من العلم، والموضوعية ترى ان الافكار والطرائق والنتائج العلمية والعلماء انفسهم لا يجب ان يتأثروا بالافكار الفردية، او وجهات
النظر
المعينة، او الاحكام القيمية او الاهتمامات الشخصية، الموضوعية العلمية تعتبر مثالية للبحث العلمي، وهي سبب جيد لتقدير
المعرفة
العلمية واساس لسلطة العلم في المجتمع.
العديد من النقاشات المركزية في فلسفة العلم لها علاقة بالموضوعية بوسيلة او بأخرى، التأكيد ومشكلة الاستقراء، اختيار النظرية والبحث العلمي، الواقعية، التفسير العلمي، القياس والتقدير، دليل إحصائي قابلية إعادة الانتاج، العلم المسند بالدليل، كلها امثلة عن الموضوعية العلمية، لذلك فإن فهم دور الموضوعية في العلم هو جزء لا يتجزء من فهم هذه النقاشات بشكل كامل، ومن المستحيل تقدير مفهوم الموضوعية العلمية دون التطرق لهذه المواضيع وأخذ فكرة عنها.
خصائص الموضوعية في البحث العلمي
الفكرة الأساسية لهذا المفهوم الأول للموضوعية هي أن الادعاءات العلمية تكون موضوعية عندما تصف الحقائق حول
العالم
بأمانة. الأساس المنطقي الفلسفي لفكرة الموضوعية ينبثق من الرأي القائل بأن هناك حقائق “موجودة” في العالم وأن مهمة العلماء هي اكتشاف هذه الحقائق وتحليلها وتنظيمها وترتيبها كي تصبح واضحة للعموم، ثم تصبح كلمة “موضوعية” كلمة تدل على
النجاح
والدقة: إذا كانت الادعاءات موضوعية ، فإنها تصف بشكل صحيح بعض جوانب العالم.
من وجهة النظر هذه، العلم الموضوعي هو العلم الذي يستطيع كشف الحقائق وتعميمها، وعلى الرغم من ان عدد قليل من الفلاسفة ايدوا هذا المفهوم للموضوعية العلمية، فإن هذه الفكرة تظهر بشكل متكرر في اعمال فلاسفة العلم البارزين في القرن العشرين مثل ريتشنباخ ورودلف كارناب
البشر يختبرون العالم من منظورهم الشخصي، تختلف محتويات تجارب الفرد اختلافًا كبيرًا حسب وجهة نظرهم الشخصية ، والتي تتأثر بوضع الشخص وتفاصيل قدراته الإدراكية ولغته وثقافته. بينما تتنوع التجارب وتختلف، يبدو أن هناك ثوابت لا تتغير، سيتغير مظهر الشجرة عندما يقترب المرء منها ولكن وفقًا للحس السليم ومعظم الفلاسفة لا تتغير الشجرة نفسها وتبقى كما هي. قد يشعر الاشخاص بالغرفة نفسها بالحرارة أو البرودة ، لكن درجة حرارتها مستقلة عن تجاربهم وتبقى ثابته، والشيء الذي يكون امامنا لا يختفي لمجرد إطفاء الأنوار، حتى لو شعرنا باننا لم يعد بمقدرونا رؤيته.
يوضح توماس ناغل أننا توصلنا إلى فكرة الصفات الموضوعية في ثلاث خطوات الخطوة الأولى هي إدراك (أو افتراض) أن تصوراتنا ناتجة عن أفعال الأشياء من حولنا ، من خلال تأثيرها على أجسادنا. الخطوة الثانية هي إدراك (أو افتراض) أنه بما أن الصفات نفسها التي تسبب التصورات فينا لها أيضًا تأثيرات على أشياء أخرى ويمكن أن توجد دون ان تثير اية تصورات على الإطلاق ، فإن طبيعتها الحقيقية يجب أن تنفصل عن مظهرها المنظوري ولا تحتاج إلى التشابه. والخطوة الأخيرة هي تشكيل مفهوم عن “الطبيعة الحقيقية” بشكل مستقل عن أي منظور. [1]
تعريف الذاتية في البحث العلمي
ليس من الغريب سماع عبارة “هذا شخصي للغاية” في نوع من المناقشات الاكاديمية، عادةً ما يعنيه الشخص في مثل هذه الإعلانات ان البيان الذي قدمه هو امر تفسيري وربما يكون هناك عدد من المواقف المختلفة التي يتخذها المرء تجاه هذه القضية، قد يؤكد المرء ان الشخص الذي يصدر الإعلان يستخدم الخطاب الاكاديمي ليقول رايه العلمي الشخصي.
الذاتية ببساطة تتعرف على البشر على انهم كائنات حكيمة تدرك وجودها وذاتيتها، وترى الذاتية بان الفرد كائنًا عاقلًا وواعيًا ومدركًا لذاته كفرد وقادر على التصرف كشخص حر، والذاتية تؤخذ على انها تتعلق بموضوع ما، او وجهة نظر او نظرة الشخص الفردية إلى العالم.
تستخدم الذاتية اليوم على نطاق واسع واصبح لديها الكثير من المعاني، التعريف الادق للذاتية هو الافكار والمعتقدات والرغبات التي تشكل هوية الشخص الذاتية.
مع ذلك، يتم في البحث العلمي تقديم الذاتية على انها عكس الموضوعية، وينظر إلى الموضوعية على انها غياب التحيز في البحث العلمي، بينما الذاتية ضمنيًا تعادل التحيز، في نماذج البحث التقليدية التي نشأت من العلوم الطبيعية، ينظر إلى الموضوعية على انها عنصر اساسي في اجراء البحث الاكاديمي وإعادة توجيه الفهم العام لمجال ما، وعلى نحو ذلك، يجب ان تكون الذاتية محدودة لاقصى حد في هذا البحث كي يتم تعميمه فيما يتعلق بالنتائج، عندما يكون البشر جزء من طريقة
بحث
تجريبية، فسينظر إليهم على انهم اشياء يجب مراقبتها وملاحظتها بدلًا من انهم كائنات تفكر. [2]
خصائص الذاتية في البحث العلمي
السماح بالذاتية هو امر إيجابي في البحث العلمي، فهو يسمح بقفزات من الدقة للمنهج العلمي، بعض الدراسات العلمية قامت بتحليل كيفية مساهمة الذاتية في تقدم الافكار، والاختلافات في خبرة الاشخاص يمكن ان تضيف المزيد من وجهات النظر على الفرضيات العملية القائمة على الادلة.
من اجل الحد من التحيز المرتبط بخبرة الافراد، يتم الحصول على المعلومات في البحث العلمي من مجموعة الخبراء بوقت واحد، مع ذلك، تخضع مجموعات الخبراء لتحيزات إضافية ناجمة عن التأثير الاجتماعي، مما يؤدي إلى التقارب أو الاختلاف في الآراء [3]
الفرق والرابط بين الموضوعية والذاتية
إحدى الثنائيات السائدة حاليًا في النظريات الاجتماعية والثقافية هي الموضوعية والذاتية، الموضوعية هي منظور محايد في العلم ومنفصل فيما يتعلق بسمة معينة او مجموعة ممن السمات، ليس لدى قاضي المحكمة الموضوعي اي سبب لمحاربة المدعى عليه او المدعي، والصفحي الموضوعي لا يملك اي ميول قضائية في الابلاغ عن حدث، اما الذاتية، من ناحية اخرى، فهي الحالة المعاكسة للموضوعية وهي تتضمن المشاعر والآراء الشخصية، على سبيل المثال، الكاتب التحريري هو كاتب يتمتع بالذاتية، إذا ما قورن بالصحفي الذي تم ذكره سابقًا.
إن الذاتية هي مؤهل عام جدًا للتجربة الإنسانية، وغالبًا ما يتم الإنقاص من اهمية الذاتية في المجال العلمي، والذاتية هي احد اهم مجالات الاستقصاء النفسي شهرةً وبحثًا، واحد الروابط المهمة التي وضعها احد المفسرون لهذا الموضوع هو ان الذاتية والموضوعية في صورة الجسد هما امرين منفصلين، حيث يكون هناك موضوعية في الخارج، وذاتية من الداخل، لكن هذا الامر في الواقع غير صحيح، لان الاثنين لا ينفصلان، ومن المستحيل لاي شخص ان يبلغ وجهة نظر موضوعية او ذاتية منعزلة بالكامل او موضوعية بحتة لان الشخص لا يستطيع ان يفلت من إدراكه الخاص ولا يمكن لاحد ان يتصف بالذاتية فقط ولا يتأثر بالإشارات الاجتماعية من حوله والتأكيدات من الآخرين. [4]