الدروس والعبر المستفادة من سورة الكهف من الآية 19 إلى 31
الدروس المستفادة من سورة الكهف من الآية 19 إلى 31
الدروس المستفادة من سورة الكهف
في الآيات من 19 الى 31 ة:
-
في آية (من يهد
الله
فهو المهتد): أي أنه لا يهدى أحد سوى الله عز وجل وهو قادر على أن يصلح حال الناس جميعاً [1] . - في الآية (ومن يضلل فلن تجد له وليا ولا مرشدا ): لا يجد من يهديه ويضله ويرشده إلى الطريق الصحيح وطريق الصلاح لان الله قد حكم عليه بالضلال ولا راد لحكم الله.
- في قوله (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) حفظ الله ورعايته لأن طبيعة الأرض تأكل الأجسام التي عليها فجعل الله أجسامهم مقلبه حتى لا تفسدها الأرض وكان الله بقادر على أن يحمى أجسادهم بدون تقلب ولانه أراد أن تسير سنته في الكون وأن يربط الأسباب بمسبباتها.
- الوكالة في البيع والشراء وصحة الشركة في ذلك قال تعالى (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة).
-
يجوز أكل
الطعام
كل ما لذ منه وطاب ومن كل المطاعم إذ لم يصل إلى حد الاسراف الذي نهى عنه الله في قوله تعالى (فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه) ويخص القول الناس الذي لا يلائمها غير ذالك من أبناء
الملوك
لأن هذه عادة الأغنياء أن يتناولوا هذا الطعام . - حثنا الله عز وجل بالابتعاد عن كل ما يسبب فتن في الدين وأن نستعمل الكتمان قال تعالى (وليتلطف ولا يشعرن بكم أحد).
- ذكر ما ينتج عن الشر من فساد وأن نترك الشر لأن هذه هي طريقة المؤمنين المتقدمين لقولهم (ولن تفلحوا إذا ابدا).
- الابتعاد عن الفتن حفظه الله عز وجل منها ومن حرص على العافية قد عافاه الله ومن أوى إلى الله أواه الله وجعله هداية لغيره ومن تحمل الذل في سبيل الله فقد رزقه الله عز عظيم من حيث لا يحتسب.
- الكلام المبنى على الغيب والظن وهو لا يغني من الحق شئ وتمنع الفتوى في ما لا يصلح للفتوى لأنه من الممكن أن يكون لا يبالى عن ما تكلم عنه.
-
يؤخذ في العموم قوله ( واذكر ربك إذا نسيت ) أنه يجب أن نذكر الله عند
النسيان
فهو يزيل النسيان ويجب أن لا نكون من الغافلين ولما كان العبد مفتقد توفيقه للإصابة وعدم الخطأ في أقواله أمره الله أن يقول (عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشدا). - قال الله تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) وهنا يأمرنا الله بالصحبة الصالحة وصحبة الأخيار والتمسك بصداقتهم ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فلهذا فوائد لا حصر لها.
- قال الله تعالى ( ولا تطع من اغلفنا قلبه عن ذكرنا ) وهنا يفيد الله على أنه من ينبغي أن يطاع ويصاغ ويكون إماما للناس هو من كان قلبه مليئ بحبه لله عز وجل وظهر ذلك في كلامه وفى أفعاله وأن تبعا مرضات الله فسوف يصلح الله حالك وتستقيم أفعالك .
- قال الله تعالى (إنا لا نضيع اجر من أحسن عملا ) والمقصود بإحسان العمل هو أن يعمل العبد لوجه الله متبعا شرع الله في عمله فبذلك يحفظ له الله عمله ويكثر أجرهم بحسب عملهم وفضله وإحسانه.
شرح سورة الكهف من الآية 19 إلى 31
- بالآيات ١٩ – ٢٠ عندما استيقظ الفتيه من نومهم وتسألوا عن المدة التي استغرقوها في نومهم وأرسلو أحدهم بمال ليأتي لهم بطعام ولكن حذروه من أن يراه أحد ويكشف أمرهم [2].
- الآية ٢١ شاء الله أن يُكشف أمرهم ويعرفوا جميعهم جيداً أن وعد الله حق وتنازعوا فيما بينهم وينتهى الأمر عند الفئة الغالبة.
- الآية ٢٢ – ٢٣ تتحدث الآية عما سيقول الناس والسامعين على عددهم وأمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم بتفويض أمر العلم وألا يجادل أو يهتم لأمرهم كثيراً ولا يسأل عنهم أحد.
- الآية ٢٤ إذا هم الرسول لفعل أي شئ يجب عليه أن يقول إن شاء الله وإذا نسى أن يقول فيقولها حين يتذكر ويطلب من الله الهداية إلى كل صواب.
- الآيات ٢٥ – ٢٧ في هذه الآية يقولوا أهل الحق لله عز وجل أن أهل الكهف ظلوا في الكهف ٣٠٩ سنة ويقول لعباده أن كلامه حق لا يتغير أبدأ.
- الآيات ٢٨ – ٣١ أن نلازم الفقراء أي نمنع ونتحكم في أنفسنا وأن لا نطمع في حياتنا وأنه الحق حق وإن كثرت الأقاويل وأنه لا إكراه في الدين وأن الخيبة والخسران للظالمين.
مقاصد سورة الكهف
في بداية السورة يوصف الكتاب بأنه كتاب قيم لأنه يقيم الحق ويُبطل الباطل ونجد في هذه السورة أن القصص هي التي تطغى على السورة فنجد أن هناك قوم رأوا خراب وضلال في قومهم وظلم وشرك [3].
فقرروا أن يغادروا المكان وفضلوا اخرتهم عن دنياهم ثم تنتقل إلى
قصة
أصحاب الجنتين، ثم قصة
آدم
وإبليس ثم قصة موسى وبعدها قصة ذي القرنين وكل القصص هذه لها عبره وهى أن كل بشرى له بعثه بعد مماته لمحاسبته.
حيث المؤمن له حسن الجزاء والكافر له جزائه أيضاً وأنه وعن يوم الحشر والنفخ في
الصور
وتتحدث عن الدار والآخرة، وكيف أن يتهيأ الإنسان للقاء ربه ويعمل أعمال صالحة ويجب على من يؤمن بالله عز وجل أن لا يشرك به أحداً.
تكرر الحديث في هذه الآية عن البعث بعد الموت حيث أنها ذُكِرت مره في قصة أصحاب الكهف، ومره أخرى حين ذكر أن الحق من الله وأن كل إنسان له أن يختار أما أن يكون مؤمن أو يكون كافر لأنه هناك دار آخرة يحاسب فيها جميع الناس.
جاء الحديث عن البعث مره أخرى في الحديث عن أصحاب الجنتين ومن أنكر وجود الله وشكك في قيام الساعة، ويوم يُحاسب كل الناس وجاء حديث صريح وواضح في المثال الذي ضربه الله للحياة الدنيا.
كما علق على تسيير الجبال وبروز الأرض وشمول الحشر وفى الحديث عن قصة آدم وأبليس يحذر الله الناس من أتباع الشيطان، وفى قصة موسى جاءت بعض الآيات تؤكد بعض السنن ومنها المعروف والغير معروف.
فإذا أتبعها الناس سوف يؤمنوا بقيام الساعة وفى قصة ذي القرنين وهو عبد من عباد الله عز وجل أعانه الله وجعل في أعماله رحمة بالناس وإيمان وتنتهى هذه القصة أيضاً ب أمر البعث والآخرة.