تعريف الحوار وأنواعه وخصائصه وأهميته
تعريف الحوار
الحوار هو كلام وحديث متبادل، وقيل عن
معنى
الحوار في الاصطلاح، أنه التداول للكلام والحديث بين أكثر من طرف، أو أقلها بين طرفين، وهذا الحديث يدور على أمر أو موضوع أو مسألة معينة، والتباحث في ذلك الموضوع، مع الارتكاز على مفهوم من النقاش البناء، وكل ذلك يسير مع التبادل بين الأطراف المتحاورة بالمعلومات والخبرة، بهدف الوصول لأفكار جديدة، أو تحسين وتطوير فكرة قديمة، مع تبادل لمختلف الآراء.
ويوصف الحوار بأنه طريقة أو أسلوب التواصل الأرقى والأكثر رقي، وهو يحمل في طياته الكثير من خسن الخلق، والأخلاق الطيبة، التي يجب أن يمتلكها كل فرد ويتمتع بها.
كما أن للحوار مزية هانة حيث يعلم الأطراف المتحاورة الصبر، وحسن الاستماع.
بالنسبة لبعض الناس، فإن الحوار هو محادثة مركزة ومقصودة، مساحة من الكياسة والمساواة حيث يمكن لمن يختلفون أن يستمعوا ويتحدثوا معًا.
أما بالنسبة للآخرين، فإنها طريقة للوجود، مرتبطة بإلإدراك والإبداع، في الحوار، تسعى الأطراف إلى تنحية المخاوف والأفكار المسبقة والحاجة إلى الفوز، وتأخذ الناس وقتًا لسماع أصوات وإمكانيات أخرى، مع ذلك يمكن أن يشمل الحوار توترات ومفارقات، وبذلك قد تظهر أفكار جديدة، كما قد تظهر حكمة جماعية.
والهدف من الحوار ليس تحليل الأشياء أو كسب الجدال أو تبادل الآراء، يجب أن يكون هدف الشخص هو الاستماع إلى آراء الجميع ، والتعليق عليها، والاستماع للتعبيق على أفكاره. [1]
أنواع الحوار
يدخل في نطاق معنى الحوار في الشكل الإجمالي له الكثير من ألوان النقاش والتفاوض والمناظرة والكلام والجدل، والمحادثة وكلها قد تشكل شكلاً من أشكال الحوار، لأن الحوار ونوعه يعود للغرض منه، وموقف الحوار، كما له علاقة أيضاً بغرض المتحاورين وطبيعتهم، لذا فإننا نوضح هنا ما هي أنواع الحوار:
-
الحوار الإقناعي
الحوار الإقناعي يحمل من أسمه معناه ومضمونه فهذا النوع من الحوار هدفه الأساسي هو التوصل لحل، وتوضيح وقائع الحوار بشكل أفضل، قد يدخل فيه اختلافات لوجهات
النظر
، وقد تتضارب الآراء بين أطراف الحوار نفسه، ولكن يبقى الهدف بالنهاية متسق مع اسم هذا النوع من أنواع الحوار.
-
الحوار الاستقصائي
وهذا النوع من الحوار يشير في مضمونه بطريقة مباشرة للاستقصاء، وهو ما يعني حاجة هذا الحوار لأدلة وشهادات وأدوات موثقة، لتدعم وتوثق موضوع الحوار، ويتعمد هذا النوع مز الحوار على هدف رئيسي هو إثبات فرضية ما معينة، وهي المطروحة في الحوار، مما يتطلب معه أيضاً اثبات الأدلة ومدى موثوقيتها، وقبل أي شيء.
-
الحوار الاستكشافي
هذا النوع من الحوار يأخذ هيية مختلفة عن غيره فهو يتشكل بهيئة بحثية، هدفها الأهم هو تفسير الموضوع مع توضيح وشرح الجوانب الخاصة به، والهدف هو الاستقرار على أطروحة افضل، أو طرح مقترح.
-
الحوار التفاوضي
هذا النوع من الحوار هو حوار يصل فيه طرفيه أو مجموع أطرافه إلى حل يتناسب مع اسمه، تفاوضي بحيث يكون الحل مشتركًا، حتى يستطيع أن يحصل كل طرف من أطراف الحوار على ما يريده، أو جزء مما يريد، مع التسليم لاختلاف الآراء.
-
الحوار البحثي
هذا الحوار يهدف إلى تجميع وتبادل المعلومة، فيكون فيه التركيز هنا على تبادل المعلومة أثناء الحوار.
-
الحوار التأملي
هو حوار الهدف منه هو وصول أطرافه في نطاق المتاح لأفضل خبار، بعد مرحلة من التفكير الهاديء، والتأمل، والتنسيق بين الخيارات المطروحة.
-
الحوار الجدلي
الحوار الجدلي هو حوار يأخذ فيه أطراف الحوار داخل الكلام شكلاً حاداً في النقاش، ويتسم كذلك بسيطرة النزعة الشخصية والتي تبرز حاضرة في أثناء الحوار، والهدف منها الوصول لأصل الخلاف، وجذوره والاختلاف بين الآراء.
خصائص الحوار
ويتسم الحوار ببعض الصفات والخصائص التي تميزه عن غيره من أنواع الكلام والنقاش، والتي بدونها لا يصبح حوار، ومن أهم الخصائص التي يمكن الإشارة لها فيما يخص الحوار مع مراعاة أنه يبقى حوارً، حتى لو تخلفت خصية من تلك الخصائص:
-
الموضوع الواقع عليه النقاش موضوع محدد، ولا يتسع ليشمل غيره إلا في حدود.
-
أن يكون أطراف الموضوع لديهم تمكن من الحوار والموضوع
محل
المناقشة، مع مراعاة التحدث فيما يفقه الشخص، وعدم التحدث فيما لايعرف والأفضل الاعتذار عنه.
-
الاعتذار عن الخطأ إذا صدر مع التنبيه عليه، وتقبله والشكر إذا كان التنبيه في محله.
-
الاعتماد على الحجج والبراهين وصحة الأدلة، مع الابتعاد عن استخدام أكاذيب أو أقوال ليست خقيقية أو صحيحة.
-
احترام، وقبول الرأي الآخر، والاحترام متبادل بين الطرفين، حتى وإن اختلفت الآراء.
-
العمل على تقريب وجهة نظر الأطراف المتحاورة بغرض التوصل إلى الحقائق، لا مجرد الهدف الشخصي، بالانتصار على أراء الآخربن، لأن فكرة أن هناك رأي صحيح والزهو بالانتصار له على
حساب
الغير ليست ضرورية ولا صائبة، والصح والخطأ بعيد عن الدين والعقيدة، أمر نسبي.
-
الحوار الإيجابي والمنفتح والمريح هو الحوار المبني علىجذب الطرف الآخر مع الثناء عليه، والتركيز على نقاط الاتفاق والتشابه، أكثر من الاهتمام بمواطن الاختلاف، ليصبح الحوار أكثر إيجابية.
-
سعة الصدر، والصبر والتحلي بالهدوء في المناقشات بين الأطراف، وتقبل تمسك الطرف الآخر برأيه، مع محاولات لإقناعه لتغيير رأيه إذا كان هذا التغيير هو الأصح، وذلك بالحجة والموعظة الحسنة والإقناع، وهو ما حض عليه
الإسلام
في قول
الله
سبحانه وتعالى في
القرآن الكريم
( تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). [3]
-
الاحترام بين الجميع ومنح كل أطراف الحوار الحق في الدفاع عن الرأي والاستماع لهذا الرأي دون المقاطعة، ودون استخدام للكلمات أو للألفاظ غير اللائقة، مع الابتعاد عن استخدام أسلوب التّجريح أو ذم الغير أو القدح لمجرد اختلاف الآراء.
-
التروي والتفكير عند وقبل طرح الأفكار، وضرورة التأكد من الفهم المقبول للطّرفِ الآخر في الحوار، والتأكد من أن الفكرة قد وصلت له بطريقةٍ صحيحة.
-
الابتعاد عن العجلة والاستعجال في الرد على الطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى، مع ضرورة المحافظة على الهدوء وعدم الانفعال والغضب أثناء الحوار.
أهمية الحوار
لا يوجد إنسان عاقل في هذه
الحياة
إلا ويعلم جيدًا قيمة وأهمية الحوار، في كل مجتمع وأي لغة، فهو في اللغة
الإنجليزية
يسمى ديالوج، وهذه أهم النقاط التي تبرز أهمية الحوار:
-
الوصول لأهم تفسير لوجهة النظر في كل المواقف، والاحداث، وكافة القضايا المطروحة، وهو ما يساهم في أن يجعل الإنسان يوسع أفقه.
-
الإدراك للحقائق والمعارف بالنسبة للأطراف المتحاورة.
-
تعلم المرونة والابتعاد عن التعصب الفكري أو التعصب للعرق أو التعصب لطبقة اجتماعية، وكل ذلك يتم عن طريق وضع الأطراف المختلفة في الفكر أو في المعتقد على طاولة الحوار.
-
إيجاد المساحات الهامة للمناقشات الهادئة وذلك بالبعد عن التشنج أو المغالاة.
-
الاكتساب لبعض المهارات الهامة منها على سبيل المثال الاتصال والمهارات الشخصية، وأهمها هو مهارة الاستماع إلى الرأي والطرف الآخر.
-
تعلم احترام
الوقت
واحترام الآخر، باحترام الوقت المخصص للكلام.
-
يؤدي الحوار إلى تنمية مهارات التفكير. [2]