فضل المحافظة على السنن الرواتب..”عظيمة لمن حافظ عليها”


فضل المحافظة على السنن الرواتب


أنعم

الله

على العباد بفضل في الكثير من العبادات، سواء المفروضة أو المسنونة، حيث يوجد العديد من الفضائل التي يحصدها المسلم عند المحافظة على سنن الرواتب، وهي كالتالي:


في حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال: قلت يا رسول الله! لما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: سل -كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم- قال: أسألك مرافقتك في

الجنة

، فقال: أعني على نفسك بكثرة السجود.


إذن تعتبر كثرة الصلوات من الأمور التي تزيد بالتبعية كثرة السجود، ويتحصل فضل كثرة السجود والذي أهم ما فيه هو دخول الجنة ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم.


كما أن في الأمر أيضاً مناجاة الله، وفي فضل مناجاة الله يقول الله عز وجل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر الآية: 60] ويقول أيضًا: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [ البقرة  186] [2]


تعتبر الصلاة النافلة واحدة من الأعمال التي بها يُجبر النقص في الصلوات المفروضة، لأن الصلاة المفروضة هي أول ما يحاسب عنه العبد يوم الحساب، وفي حال النقص فيها.


يؤخذ من صلاة النافلة ليستكمل له ما نقص من الفرض، وهذا ما أشار له النبي صلى الله عليه وسلم (أوَّلُ ما يُحاسَبُ الناسُ بِهِ، يَوْمَ القيامَةِ مِنْ أعمالِهمُ الصلاةُ، يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائِكَتِهِ وهو أعلمُ: انظروا في صلاةِ عبْدِي أتَمَّها أَمْ نَقَصَها؟ فَإِنْ كانتْ تامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كان انتقصَ منها شيئًا، قال: انظروا هل لعبدي مِنْ تطَوُّعٍ؟ فإنْ كان له تَطَوُّعٌ قال: أتِمُّوا لعبدي فريضتَهُ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعمالُ على ذاكم) فإذا أصاب صلاة العبد خلل في شيء منها يجبر بصلاة النوافل.


  • رفع الدرجات في الجنة


الصلاة أحد أسباب رفع الدرجات في الجنة، لذا فإن صلاة السنن تدخل في نفس

الدائرة

التي تؤدي في النهاية لرفع درجة المسلم.


وفي ذلك جاء حديث ثوبان مولى رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال له: “عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد للَّه سجدةً إلا رفعك اللَّه بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة”.


  • بني له بيت في الجنة


عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة؛ بنى الله له بيتا في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر، ومن ذلك يتبين أن لمن حافظ على السنن نال بيت في الجنة.


  • تحريم الجسد على النار


جاء في سنن أبي داود عن أم

حب

يبة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها، حرم على النار. وصححه الشيخ الألباني.


ومن الحديث يتبين أن هذه الصلوات من السنن المحافظة عليها تحرم الجسد على النار، وهو أمر عظيم، فأعظم ما يتمناه المسلم هو أن ينجيه الله من النار.


  • سبيل لحب الله


وقد تبين أن من فضل المحافظة على السنن الرواتب حب الله، وذلك كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله -تعالى-: من عادى لي ولياً؛ فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه. وما يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه. وما ترددتُ عن شيءٍّ أنا فاعله، ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته. رواه البخاري.


  • خير من الدنيا وما فيها


وورد في فضل ركعتي الفجر ما رواه الصحابة ومن ذلك حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رَكْعَتَا الْفَجْرِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. رواه مسلم.


ومن هذا الحديث يتبين فضل سنة صلاة الفجر، والذي لا يمكن عده ولا إحصاؤه فقد جاء أجره أعم وأشمل مما يمكن للمسلم حسابه، فهو خير من الدنيا كلها وما في تلك الدنيا من متاع ورزق. [1]


أحاديث عن فضل السنن الرواتب


تعرضت الأحاديث النبوية الشريفة لكثير من العبادات والفروض والسنن إن لم يكن كلها، مبينة الفضل، ومُرَغِبة في فعلها، ومن ذلك:


_ عن عبد الله بن شقيق قال: ( سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطوع فقالت: كان يصلي قبل الظهر أربعاً في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين ، وكان

يصلي بهم العشاء ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً جالساً، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين، ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر صلى الله عليه وسلم ).


_ حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد

صلاة العشاء

ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين ).


_ حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعاً قبل الظهر، وركعتين قبل صلاة الغداة )].


كم عدد السنن الرواتب


اختلف الفقهاء في عدد السنن الرواتب، والصلاة وذلك بحسب الأحاديث التي

ورد

ت في هذا الشأن، مثل ما ورد عن ابن عمر قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين بعد الجمعة.


وقد ذكر العلماء في هذا الأمر أن الصلاة الراتبة قد تكون عشرة ركعات، إثنان قبل الظهر واثنان بعد الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح، وهذا ما قاله أصحاب المذهب الحنبلي.


أما قول الشافعي فقد كان ممن رأوا أن السنة قبل صلاة الظهر أربع ركعات، حتى يكون المجموع إثنا عشر ركعة.


السنن المؤكدة


هناك بعد الصلوات سنن مؤكدة بعد الفرائض وهي تعد سنن دائمة، وتكون هذه السنن إما اثنتا عشر ركعات أو عشرة ركعات، أربعة للظهر واثنين للمغرب واثنين للغشاء واثنين للفجر، وهذه هي التي يطلق عليها العلماء اسم السنن المؤكدة. [3]