معنى الدم المسفوح .. والفرق بينه وبين الدم الموجود في الكبد


معنى الدم المسفوح


كلا من الإنسان والحيوان في جسمه مكونات مختلفة من دماء وعظام، ولحن وشحوم وجلد وشعر او صوف، وغير ذلك من مكونات مختلفة، لأن

الله

أحل للبشر أكل بعض الحيوانات، فهناك في جسد الحيوان نوعان من

الدم

واحد دم مسفوح والثاني الدم الموجود في

الكبد

، فما الفرق بين كل منهما، وما هو الدم المسفوح.


والدم المسفوح

هو كل دم يسيل من الذبيحة حال ذبحها.


الفرق بين الدم المسفوح والكبد


يفرق العلماء بين الدم الذي يخرج من الحيوانات وقت ذبحها، والدم الذي يخرج من حلق الحيوان وهو هنا يشير لمعنى الدم المسفوح، وهي نفسها الدماء التي تخرج من الحيوانات عند حدوث إصابة ما في جسدها.


وفي حال كانت الدماء تسيل من حادث وليس ذبح أو موت يسمى هنا في هذه الحالة مسفوح مراق، والمسفوح المراق قد يظل في اللحم أو العرق، وهنا يعفى عنه، على عكس لو سال خارج الجسد.



أما بالنسبة للفرق بين الدم المسفوح والدم الموجود في الكبد

، بداية من حيث التعريف بين كل منهم أن دم

الدم الموجود في الكبد

هو عبارة لحم أحمر تكون نتاج الدم، وبقى جامد،.


أ

ما الدم المسفوح

فهو دم ينزل من الذبيحة عند الذبح، ويسيل منها.


أ

ما فيما يخص الحكم

الذي يشمله كل من الدم المسفوح والدم الموجود في الكبد، أن الأول يحرم على المسلم أن يشربه وهو ما يستدل عليه من آيات

القرآن الكريم

التي تحدثت عنه الآيات في تحريم صريح وواضح من تحريم أكل

الميت

والدم.


أما عن الكبد فإنه حلال واحله الله لعباده وهو ما يتضح في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكر فيها الكبد وسماه صلى الله عليه وسلم، وهو روى أحمد وابن ماجه عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ ) والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجه.


أما من حيث الطهارة، فإن الدم المسفوح يعد دم نجس، وهو ما أشار له القرآن الكريم، وهو سبب تحريمه على المسلمين، في الآيات التي شملت

الطعام

المحرم، والذي من بينه لحم الخنزير، ودم الكبد غير محرم، وهو ما تبين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره.


الدم المسفوح في القرآن والسنة


من القرآن الكريم، وآياته كمصدر أول وأساسي للتشريع يتعرف المسلم على الحلال والحرام في دينه بشكل عام، وفي طعامه وشرابه بشكل خاص، مما يجعله مطالب بالتحري، ولكن ما هي آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن الدم المسفوح، من هذه الآيات ما يلي:


﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِیرِ وَمَاۤ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَیۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَیۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَلَاۤ إِثۡمَ عَلَیۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ﴾ [البقرة 173].


[حُرِّمَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡمَیۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِیرِ وَمَاۤ أُهِلَّ لِغَیۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّیَةُ وَٱلنَّطِیحَةُ وَمَاۤ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّیۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُوا۟ بِٱلۡأَزۡلَـٰمِۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡیَوۡمَ یَىِٕسَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن دِینِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِی مَخۡمَصَةٍ غَیۡرَ مُتَجَانِفࣲ لِّإِثۡمࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ] ،[ المائدة 3].


[قُل لَّاۤ أَجِدُ فِی مَاۤ أُوحِیَ إِلَیَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمࣲ یَطۡعَمُهُۥۤ إِلَّاۤ أَن یَكُونَ مَیۡتَةً أَوۡ دَمࣰا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِیرࣲ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَیۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَیۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ]، [ الأنعام 145].


[ وَإِنَّ لَكُمۡ فِی ٱلۡأَنۡعَـٰمِ لَعِبۡرَةࣰۖ نُّسۡقِیكُم مِّمَّا فِی بُطُونِهِۦ مِنۢ بَیۡنِ فَرۡثࣲ وَدَمࣲ لَّبَنًا خَالِصࣰا سَاۤىِٕغࣰا لِّلشَّـٰرِبِینَ ] سورة

النحل

66.


[لَن یَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ] سورة الحج آية (37).


وأما في السنة النبوية الشريفة، فقد وردت الأحاديث التالية:


  • يَحِلّ من الميتةِ اثنانِ ، ومن الدَمِ اثنانِ ، فأما الميتَةُ : فالسمكُ والجراد ، وأما الدَمُ : فالكبدُ والطَُحَالٌ الراوي : زيد بن أسلم.

  • أُحِلَّ لنا منَ الدَّمِ دَمانِ، ومِنَ المَيْتةِ مَيْتَتانِ؛ منَ المَيْتةِ الحُوتُ والجَرادُ، ومنَ الدَّمِ الكَبِدُ والطِّحالُ.


ما هو الدم غير المسفوح


تعرضت الفقرات السابقة لمعنى الدم المسفوح، ودم الكبد ومدى الحل فيهما والحرمة والمعنى، وحكمهما وغير ذلك، فما هو الدم الغير مسفوح.


الدم الغير مسفوح ممكن تقديم امثلة له مثل الدم داخل قلب الحيوان المذبوح، والدم المتجلط، على عكس الدم المسحوب من الشخص فهذا دم مسفوح، بغض

النظر

عن عمق المكان الذي خرج منه الدم.


والدم غير المسفوح يعرف بالدم الذي يبقى في عروق الحيوان وعروق اللحم بعد ذبحه ونزول الدم المسفوح، ولذا الاضحية في أغلبها وقت

الطبخ

فإن

القدر

الذي تطهى فيه يعلو القدر حمرة الدم.


حتى الجزء الخاص بالرقبة الخاصة بالحيوان المذبوح قد يبقى عليها جزء من الدم بعد التخلص من الدم المسفوح أو المسال، وهذا الدم الذي بقى بالرقبة وداخل العروق يعد دم غير مسفوح، لأنه من غير المقبول محاولة تخلية العروق من أي دم. [1]


دم الذبيحة نجس أم طاهر


في امر الدم ومدى طهره ونجاسته يقول العلماء بالإجماع، أن الدم نجس، وهذا الإجماع جاء منقول عن أبو محمد بن حزم في “مراتب الإجماع”.


والدم المسفوح هو الدم السائل المراق الذي يخرج من الودج عند ذبح الحيوان ويكون متدفق وهو هنا دم نجس إذا أصاب بدن أو ثوب، او غيرهما.


ويستدل العلماء بالآيات المذكورة آنفًا في شأن هذا الدم، وتحديده عن غيره من الدم، إلى جانب النجس المعفو عنه.


وفي ذلك قال القرطبي: “واتفق العلماء على أن الدم حرام نجس، لا يؤكل ولا ينتفع به. قال ابن خويز منداد: وأما الدم فَمُحَرَّم ما لم تعم به البلوى، ويعفو عما تعم به البلوى، والذي تعم به البلوى هو الدم في اللحم وعروقه، ويسيره في البدن يُصلَّى فيه.


ولكن هل يأخذ دم الإنسان نفس حكم دم الحيوانات، يقول العلماء أن الدم الخارج من مكان آخر غير السبيلين فهذا قد اختلف فيه الفقهاء، وبالأخص في أمر الوضوء، هل ينقض هذا الدم الوضوء أم لا.


ويرجح العلماء في هذا الشأن أن الوضوء لا ينتقض، وهذا القول لمنهج كل من الإمام مالك، والإمام الشافعي، وكذلك فقد اختاره شيخ

الإسلام

ابن تيمية.


ولا حرج على الدم أو القيح البسيط إذا جاء على الثياب ويمكن

الصلاة

به، أما إن كان كثير فيلزم هنا الغسيل أو تغيير الملابس، وهو القول الذي جاء به جمهور الفقهاء، ولكن هناك بعض العلماء من يرى أن دم الإنسان الذي يخرج من مكان غير السبيلين يعد طاهر وليس نجس، وفي ذلك قال الشيخ ابن عثيمين

رحمه الله

: ” فالذي يقول بطهارة دم الآدمي قوله قوي جدا ؛ لأن النص والقياس يدلان عليه.” [2]