أين تقع قرية ”سدوم” التي خسف الله بها
ما هي قرية سدوم التي خسفها الله
تعد قرية سدوم إحدى أكبر قرى شرق الأردن الموصوفة في كافة نصوص “سفر التكوين” و”العهد الجديد”، وهي محصنة بأبراج طويلة وجدران سميكة، ويتشابه ما قيل في الكتاب المقدس العهد القديم مع المنصوص في
القرآن الكريم
على أن القريتين وعدة قرى أخرى خسفها
الله
بسبب الأفعال الفاسدة و الممنوعة والمحرمة التي كان يفتعلها ويقوم بها أهل القريتين وتحدث فيها وفقاً لما جاء في النصوص الدينية في الكتاب المقدس والكتب الدينية.[5]
أين تقع قرية سدوم
سدوم هي قرية كان يعيش فيها قوم لوط الكفرة، ويقال أن تلك القرية توجد في منطقة
البحر
الميت
في
الوقت
الحالي، حيث ذهب البعض إلى أن
البحر الميت
نتيجة العذاب الذي ألقاه الله سبحانه وتعالى على قوم لوط، ويوجد البحر الميت في منطقة غور الأردن، وهو الفاصل بين الأردن وفلسطين في الوقت الحالي، وهو ضمن الشق السوري الأفريقي، ويتميز البحر الميت بأنه أكثر نقطة منخفضة في
العالم
بأكمله، وتبلغ مساحة البحر الميت نحو 650 كيلو متراً مربعاً تقريباً، أما يبلغ أقصى عمق له حوالي 400 متراً.[6]
ويعتقد الخبراء أن الآثار والبقايا التي تم العثور عليها في منطقة شرق
نهر
الأردن تتطابق تماماً مع الوصف الذي تم ذكره في الكتاب المقدس لـ قرية سدوم التي يعود تاريخها إلى ما بين 3500 و 1540 سنة قبل الميلاد، وتشير كافة الأدلة إلى أن قرية سدوم وقرية عمورة المذكورين في “سفر التكوين” العهد القديم، كانتا مملكتين تقعان على ضفاف نهر الأردن شمال البحر الميت حالياً، وتم ذكرهما في الكتاب المقدس بأنهما مدينتان يشتهران بالفخامة والخضرة والماء العذب.
وقال المشرف على عمليات التنقيب والبحث “ستيفن كولينز” من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو إن قرية سدوم التي ارتكب فيها عدة خطايا تتشابه مواصفاتها مع الآثار التي تم إيجادها والتي يعود تاريخها للفترة ذاتها تقريباً، ويقال أن عمليات البحث والتنقيب عن آثار العصر البرونزي في جنوب وادي نهر الأردن بدأت في عام 2005، لكن تلك القرية كانت كبيرة جداً وتشير إلى مجتمع حديث متطور، ووجد الفريق الذي كان مسؤول عن التنقيب في ذلك الوقت مجموعة من الدلائل المتمثلة في آثار وبقايا كالجدران والأسوار السميكة التي يبلغ سمكها حوالي 5.2 أمتار والتي قد تم بناؤها من الطوب واللبن السميك، والتي يبلغ ارتفاعها حوالي 10 أمتار، وتضم تلك القرية بوابات وأبراج مراقبة وطريقاً واحداً، وقد تم زيادة سُمك وارتفاع الجدران خلال العصر البرونزي لكي يصل سمكها إلى 7 أمتار كما تمت زيادة ارتفاعها أيضاً.
أهل قرية سدوم
يعرف أهل قرية سدوم بأنهم قوم لوط، حيث أنها جماعة مشهورة بسوء الخلق والفساد، حيث ارتكب أهل تلك القرية الكفرة الفجرة عدة خطايا وأفعال محرمة، حيث أن أهل تلك القرية لم يتركوا نوعاً من المحرمات إلا وارتكبوه، ولم يكن قوم قرية سدوم يخفون ارتكاب تلك المعاصي البشعة والمريعة بل كانوا يجاهرون بها، حيث كانوا يرتكبون تلك المعاصي بشكل علني دون خوف أو خجل، كما قال سبحانه وتعالى في الكتاب المقدس “وتأتون في ناديكم المنكر”، واشتهر عن قوم لوط أنهم كانوا كفرة فجرة فاسدون، تتجمع فيهم كل الصفات السيئة.
وذكر في القرآن عن قوم سيدنا لوط “وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَومِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتقْطَعُونَ السَّبِيْلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيْكُمُ المُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوابَ قَومِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِيْن” (العنكبوت: 28-29).[1]
المعاصي التي كان يرتكبها أهل سدوم
من أبرز المعاصي التي كان يرتكبها أهل سدوم المعروفين بأنهم قوم لوط أنهم كانوا يشتهون المثلية الجنسية، فلم يكن رجالهم يرغبون في معاشرة
النساء
كما خلق الله سبحانه وتعالى كل البشر، بل كانوا يأتون الذكران من العالمين جهراً وعلانية وكأنها أمراً طبيعياً، وهذا أدى إلى أن يكون عقابهم أشد وأقسى.
أما من ضمن المعاصي الأخرى الكثيرة التي كانوا يرتكبوها أنهم كانوا يقطعون السبيل، كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وقطعهم السبيل لم يكن بشكل عادي، بل كان فيه وقاحة أشد، فقد ذكر في الكتب العبرية أنهم كانوا ينتظرون التجار المقبلون إلى مدينتهم للتجارة، وينقضون ويهجمون عليه جماعات، ثم يسرق كل واحد منهم شيئ من بضاعة هذا التاجر، ويحزن التاجر على خسارته، فيجلس التاجر حسراناً على بضاعته حزيناً على جنب الطريق، فيذهبون إليه بشكل متوالي، فيقول كل منهم له إذا كنت حزيناً على بضاعتك التي أخذتها منك فإني أعيدها لك، وعندما يراها التاجر قليلة، يعلم أنه لن ينتفع بها لقلتها فلا يأخذها، وهكذا حتى يعرضون عليه بضاعته كلها ولكن بشكل فردي فيرفضها التاجر لتفرقها بين أيدي القوم كلهم.
وكل ذلك يوضح ويبين أنهم من أكثر الشعوب التي مرت على الأرض وقاحة وطغياناً وفساداً، وقد عاقب الله سبحانه وتعالى أهل قرية سدوم بأن أرسل إليهم الملائكة الذين خسفوا الأرض بهم فأخرجوا الملائكة منهم لوطاً وبناته الثنتين وامرأته، على الرغم من أن امرأته كانت قد التفتت إلى القرية وهي تعذب فجاءها عذاب الله تعالى أيضاً، فقد أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا لوط ومن خرج معه من أهله أن لا يلتفتوا ورائهم.[3]
قصة قرية سدوم الفاحشة وقوم لوط
سيدنا لوط هو نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى وابن عم سيدنا إبراهيم عليه
السلام
وقد أرسله الله إلى هؤلاء القوم لهدايتهم ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والابتعاد عن الفواحش التي يرتكبوها، وكان يعيش سيدنا لوط في قرية سدوم، وهي عبارة عن عدة قرى على شاطئ البحر الميت في الأردن، وكان فيها الرجال يتزوجون الرجال والنساء يتزوجون النساء وكانت قرية تمارس المثلية الجنسية جهاراً دون خوف أو خجل، وكانوا يقطعون الطرق، ويعبدون الأصنام.
وكانوا يسرقون الأموال وينهبون أمتعة المسافرين، ويعتدون على الحرمات، وينتهكون الأعراض، ويخونون الرفيق، ويأتون المُنكرات علانية في ناديهم، فيسخرون من الناس، ويحذفون المارة، و يؤذونهم بما لا يليق من الأقوال والأفعال، وقد عاش سيدنا لوط عدة سنوات كثيرة في تلك القرية الفاحشة غريباً بينهم يتعجب مما يقومون بارتكابه من أفعال محرمة ومشينة، ولأن سيدنا لوط كان رجلاً صالحاً، فكان أهل سدوم جميعاً يكرهونه، لأنه لا يفعل مثلهم، ولأنه كان دائماً ينصحهم بأن يتوقفوا عن أفعالهم السيئة ولكنهم لم يستجيبوا له، وتكبروا عليه.
وقد قام سيدنا لوط بدعوتهم ونصيحتهم لمدة سنوات لا يكل ولا يمل وينهاهم عن الأفعال السيئة، ولكن مع كل هذا يزداد أهل سدوم في فسادهم وشرهم، وتزداد مُضايَقتهم لسيدنا لوط، حتى إنهم حاولوا أن يَطردوه من قريتهم، وسَخِروا منه وقالوا ائتنا بعذاب إن كنت من الصادقين، وكانت زوجة سيدنا لوط كافرة مثلهم راضية بكل ما يفعله أهل القرية من منكرات وأفعال سيئة، بل وكانت تتجسس على سيدنا لوط وتأتيهم بأخباره!، وكانت كل القرية كافرة ماعدا سيدنا لوط وبناته وربما عدد قليل ممن يخفون إيمانهم بالله!.
وفي يوم من الأيام جاء سيدنا إبراهيم ضيوف، كانوا ثلاثة رجال وسيمين، وجوههم جميلة، دخلوا عليه وألقوا السلام، فرد عليهم السلام ورحب بهم، وفَرِح بقدومهم، ولأن سيدنا إبراهيم
رجل كريم
يحب إكرام الضيف، فذهب سريعاً لزوجته السيدة سارة، وذبح عجلاً كبيراً سميناً وشواه حتى يأكل ضيوفه من هذا العجل الشهي واللذيذ وبالفعل قام بوضعه أمامهم وقربه إليهم ليأكلوه، ولكنهم لم يَقربوه أو يأكلوه!.
وقد قلق سيدنا إبراهيم من هؤلاء الشبان، لأن العرب كانوا إذا تمت ضيافتهم ولم يأكلوا من طعامهم، ظنوا أنه لم يأت بخير، وأنه يحمل الكثير من الشرور في نفسه تجاههم، فلما رأى الضيوفُ ذلك القلق على وجه سيدنا ابراهيم قالوا: لا تخفْ مِنا، وكن آمناً، فنحن لن نُؤذيك، فإننا ملائكة مرسلون، قيل أنهم كانوا جبريل، إسرافيل، ميكائيل قالوا له فالله أرسلنا لنُهلك قرية سدوم، حَزِن سيدنا إبراهيم وقال: ولكن هذه القرية فيها لوط، وهو رجل صالح مؤمن، قالوا له: لا تقلق فالله عز وجل سيُنجيه منهم ولن يهلك معهم، وبالفعل ذهبت الملائكة إلى قرى سدوم للانتقام من أهلها والخسف بهم.[4]
وبالفعل ذهبوا إلى قرية سدوم وقالوا لسيدنا لوط أن يخرج منها هو وأهله في الليل إلا امرأته الكافرة، ولا يَلتفت أحد منكم إلى الخلف إذا سمعتم أصوات الصراخ حتى لا يُصيبه العذاب، وبالفعل خرجا منها، وفي صباح اليوم التالي دوت صيحة هائلة، مُزلزلة، وأمطر الله عليهم من السماء حجارةً مُلتهبة تَحرقهم، وأحاط بهم دخان خانق يَشْوي وجوههم وأجسامهم، وانقلبت القرية رأساً على عقب، وامتلأت سماء سدوم بكُتل النار الملتهبة، وغمرت النار أرض سدوم، وتحوَّلت إلى أكوام من الحجارة المُحترقة، كل شيء احترق تحوَّل إلى رماد، ولهذا حلَّ بهم غضب الله الشديد، وانتهت قرية قوم سيدنا لوط تماماً، ولم يعد لها وجود، وانمحت قريتهم وأسماؤهم مِن الأرض.[2]