كيف تحول الدهون البيضاء إلى بنية ؟.. والفرق بينهما
ما هي الدهون البيضاء
يرجع الأطباء السمنة دائمًا لتراكم الدهون البيضاء حيث تعرف السمنة، بأنها تراكم غير
طبيعي
للدهون في
الجسم
نتيجة فترات مزمنة من عدم
التوازن
بين تناول الطاقة وإنفاقها، حيث تميل أجسامنا دائمًا لتخزين الطاقة في الخلايا الدهنية البيضاء على هيئة قطرة زيتية واحدة كبيرة وهي خلايا خاملة نسبيًا.
وتحتوي الدهون البيضاء على نسبة قليلة من الميتوكوندريا والأوعية الدموية، لذلك تبدو بيضاء أو فاتحة اللون.
والدهون البيضاء هي الأكثر انتشارًا في الجسم وتنشأ من الأنسجة الضامة.
وتميل الدهون البيضاء
الزائدة
عند
النساء
للتراكم في مناطق حول الوركين والفخذين والأرداف والثديين، وتستمر كذلك حتى تصل النساء لسن الأربعينيات فيتم إعادة توزيع الدهون في البطن أيضًا.
وعند زيادة كمية الدهون البيضاء في منطقةالبطن فإنها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض
القلب
، والسكري وغيرها من مخاطر السمنة.
فوائد الدهون البيضاء
في الواقع فإن هذا النوع من الدهون له فوائد كثيرة في الجسم، فهي تعمل على توفير أكبر قدر من احتياطي الطاقة في الجسم.
وهي تعمل بمثابة عازل حراري ووسادة لأعضائنا الداخلية ووسائد أثناء التفاعلات الخارجية مع بيئتنا.
وتعد الدهون البيضاء أيضًا عضو رئيسي في الغدد الصماء، حيث تنتج شكلاً واحدًا من هرمون الأستروجين بالإضافة إلى هرمون اللبتين، وهو هرمون يساعد على تنظيم الشهية والجوع.
وتحتوي الدهون البيضاء أيضًا على هرمون النمو والأدرينالين والكورتيزول وهو هرمون التوتر، وأيضًا مستقبلات للأنسولين.
لذلك فإن للدهون البيضاء فوائد لا غنى عنها للجسم.
بينما يميل الرجال إلى تجمع الدهون الزائدة بشكل أساسي في منطقة البطن معظم حياتهم.
ما هي الدهون البنية
هناك نوع أخر من الخلايا الدهنية في أجسامنا وهي الخلايا البنية أو الدهون البنية ، وتلك الخلايا تميل لتخزين الطاقة في شكل قطرات أصغر حجمًا.
ولذلك فإن الدهون البنية تتكون من وعدد كبير من الميتوكوندريا المحتوية على الحديد (محرك الخلية الذي يحرق الحرارة)، والحديد هو الذي يعطيها مظهرها البني إلى جانب الكثير من الأوعية الدموية الدقيقة ، وتوجد الدهون البنية عادة في
مقدمة
ومؤخرة العنق وأعلى الظهر.
وتقل كمية الدهون البنية بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، ويميل البالغون الذين لديهم دهون بنية أكثر نسبيًا إلى أن يبدوا أصغر سناً وأكثر نحافة ولديهم مستويات سكر طبيعية في الدم.
أهمية الدهون البنية
والدهون البنية تعمل على حرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة في الجسم، وهذا هو السبب في أن الدهون البنية غالبًا ما يشار إليها بالدهون “الجيدة” لأنها تساعدنا على حرق السعرات الحرارية وليس تخزينها.
أيضًا وجد العلماء علاقة بين الدهون البنية في الجسم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الفرق بين الدهون البيضاء والبنية
إن الفرق الرئيسي في كلا النوعين من الدهون هو بنية ووظيفة كلًا منهما، فالدهون البيضاء كتل كبيرة من الدهون،وهي النوع الأكثر ظهورًا في الجسم، وتنشأ من الأنسجة الضامة، بينما الدهون البنية كتل صغيرة من الدهون مع الكثير من الميتوكوندريا والأوعية الدموية، وكلا النوعين من الدهون له فوائد للجسم، إلا أن تراكم الدهون البيضاء يسبب السمنة وله مخاطر صحية أخرى مرتبطة بالسمنة.
وعند حرق الدهون البنية فإنها تولد حرارة وخلال تلك العملية يحرق الجسم سعرات حرارية أيضًا.
ولكلا النوعين فوائد إلا أن زيادة الدهون البيضاء عن الحد الطبيعي (محيط الخصر أكبر من 35 للنساء و40 للرجال) له مخاطر صحية، على عكس الدهون البنية. [1]
هل يمكن تحويل الدهون البيضاء إلى بنية
في الواقع مازال العلماء يبحثون في إمكانية تحويل الدهون البيضاء إلى دهون بنية للقضاء على مشكلة السمنة والمساعدة في فقدان
الوزن
الزائد، لكن هناك بعض الأبحاث القليلة التي توصلت لبعض النتائج في إمكانية تحول الدهون البيضاء إلى بنية.
-
ممارسة
الرياضة
تشير بعض الأبحاث إلى أن ممارسة الرياضة تساعد في تحول الدهون البيضاء المصفرة إلى أكثر نشاطًا في عملية التمثيل الغذائي.
وقد وجدت دراسة نشرت في مجلة Disease Models and Mechanisms أن ممارسة الرياضة يحفز إطلاق إنزيم i risin الذي يحفز الخلايا الدهنية البيضاء على التحول إلى اللون البني.
أيضًا وجدت دراسة إخرى أن التمارين تحفز إنتاج الخلايا الدهنية البنية لدى الرجال، ويزيد إنتاجها بعد الاستمر على تدريب الدراجة لمدة 12 أسبوع.
-
تحفيز إنتاج الميلاتونين في الجسم
أيضًا يساعد الحصول على قدر كافي من
النوم
الجيد في زيادة الدهون البنية بالجسم، حيث يؤثر إنتاج كمية مناسبة من الميلاتونين على إنتاج الدهون البنية.
حيث وجدت دراسة تم نشرها Pineal Research أن الميلاتونين ساعد في زيادة كمية الدهون البيج لدى الفئران وهي شبيهة بالدهون البنية في قدرتها على حرق السعرات الحرارية.
ويعد تحفيز إنتاج الميلاتونين الطبيعي في الجسم أفضل من تناول المكملات الغذائية، وبجانب النوم الجيد يساعد التعرض لأشعة الشمس في النهار في إنتاج الميلاتونين وتحفيز إنتاج الدهون البنية.
-
تعرض للبرد
أيضًا فإن تعريض أجسامنا للبرد بانتظام، مثل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في فصل الشتاء أو في غرفة باردة، يساعد في تكوين الدهون البنية، ويعد خفض درجة الحرارة في أماكن المعيشة والعمل نصيحة أخرى لمن يريدون زيادة نسبة الدهون البنية في أجسامهم.
-
الجوع يقلل من الدهون البنية
على عكس ما يعتقد البعض فإن تجويع الجسم ، يؤدي لتقليل الخلايا الدهنية البنية في الجسم، حيث أن أجسامنا تعتمد على الجسم على الخلايا العصبية لتنظيم الشعور بالجوع والشبع، وقد وجدت دراسة أن الخلايا العصبية أيضًا يمكن أن تشجع تحول الدهون إلى البني.
وعندما نتناول طعام يكفي لإشباع الجوع فإننا نشجع الخلايا العصبية على تحويل الدهون البيضاء لبنية، أما عندما نجوع فإن عمل الخلايا العصبية لتحويل الدهون البيضاء لبنية يتوقف.
أيضًا لا يجب أن نفرط في تناول
الطعام
لأن ذلك يتداخل مع قدرة الدهون البنية على حرق السعرات الحرارية ويؤدي لتراكم الدهون البيضاء.
-
تناول تفاحة
بالرغم من عدم توافر كثير من الأبحاث إلا أن بعض الباحثين في جامعة أيوا وجدوا أن حمض أورسوليك الموجود في قشور التفاح والذي يمنحها لونها اللامع يزيد من كمية الدهون البنية لدى الفئران.[2]