ما هما الزهراوان وما فضلهما ؟.. ولما سميت بذلك
ما هما الزهراوان
حفظ وتعلم
القرآن الكريم
، واحد من أكثر الأمور الدينية والعبادات الدينية التي تجلب الخير للناس في حياتهم وتجلب لهم رضا
الله
سبحانه وتعالى وتجلب لهم أيضاً البركة، وخاصة قراءة وتدبر وحفظ الزهراوان.
ولكن ما هما هاتان الزهراوان، الزهراوان هما سورتان في القرآن الكريم، وهما
سورة البقرة
، وسورة آل عمران، وقد استدل العلماء في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم
رحمه الله
عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ).
ومن الحديث الشريف السابق يتبين أن كل من سورة البقرة وآل عمران هما السورتان اللتان يطلق عليهما اسم الزهراوين، حيث أن هاتان السورتان تشترك كل منهما مع الأخرى في مجمل الخواص التي ذكرت في كثير من الأحاديث، حيث إن كل منهما تأتي له يوم القيامة هاتان السورتان، بل أيضاً وتتقدمان عنه.
كما استدل العلماء أيضاً بحديث آخر وهو (اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران ).
وبين كل من سورة البقرة وسورة آل عمران مناسبات، كما يسميها العلماء في علم المناسبات، أحد فروع العلوم المختصة بالقرآن الكريم، وهذه المناسبات على حد قول العلماء هي ما كانت سبب في أن يجعل العلماء ترتيبهما في المصحف بشكل متتالي بينهم.
وهناك حديث آخر يتحدث عن أن السورتان آل عمران والبقرة هما السورتان المعنيان بكلمة الزهراوان، وهو قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران. [1]
ما هو فضل الزهراوان
كما تبين في السطور السابقة أن الزهراوان هما كل من سورة البقرة وآل عمران، فإن هاتان السورتان فضل عظيم يمكن التعرف عليه فيما يلي:
_ تأتي سورة البقرة وآل عمران مثل سحابتان كثيفتان يوم القيامة مع شدة حر ذلك اليوم وصعوبته، فيظفر المسلم بظل من الله، رغم شدة الحر.
_ تدافعان السورتان عن صاحبهما بالحجة، كما جاء في رواية الحديث.
_ سورة البقرة وما جاء في فضلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ”. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.(رواه مسلم)، أي ان سورة البقرة تقي من شر السحر، وتمنح البركة لمن يأخذها، وترك السورة حسرة.
_ كما جاء أيضاً في فضل سورة البقرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا تَجْعَلوا بيوتَكم مقابرَ، إنَّ الشيطانَ يَنْفِرُ من البيتِ الذي يُقْرَأُ فيه سورةُ البقرةِ”(رواه مسلم)، وهو ما يعني من فضل سورة البقرة في دفع الشيطان عن المنزل بقراءة البقرة، وأن بدون قرائتها يصبح البيت مثل القبر.
_ ومن فضل السورة كذلك أنها فيها اسم الله الذي إذا دعي به استجاب وذلك بحسب حديث النبي صلى الله عليه، حيث قال اسْمُ الله الأَعْظَمُ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فِي سُوَرٍ ثَلاَثٍ: الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطَهَ” صحيح سنن ابن ماجة.
وكذلك في حديث أسماء بنت يزيد، تأكيد على المعنى السابق للحديث، وهو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163]، وَفَاتِحَةُ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2] صحيح سنن الترمذي.
_ وكذلك أنها تقي شر الآفات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ” متفق عليه، قال المناوي: “أي: كفتاه من شر الشيطان أو الثقلين أو الآفات”، وقيل: أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: “من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة”.
لما سميت الزهراوان بهذا الاسم
ولما كانت البقرة وآل عمران هما الزهراوين، فقد يعتبر البعض كلمة الزهراوان كلمة غير واضحة أو معروف معناها، والزهراوان معناها، الإضاءة، أو النور، وقال في ذلك العلماء، المنيرتان، إما لهدايتهم قارئهما، أو لما يُسبب له أجرُهما من النور يوم القيامة.
فمن يريد يوم الظلام نور، ويريد يوم الكرب فرج، ويريد يوم الوحشة أنس، ويريد يوم الحرقة الظل، ويريد يوم أن تشهد الأرجل، و الأيدي والافواه من يحج عنه.
فعليه بالزهراوين، فبهما يترطب اللسان، وبهما الفكر يجول، وفيهم
النظر
يقلب، وعلى المسلم أن يجعل لنفسه منهما حظ ونصيب لينال من خيرهما ومن فضلهما.
ومن الأجر العظيم، والذي يناله صاحب سورتي آل عمران والبقرة، أن السورتان يوم القيامة تأتي لتحصن، وتتقدم عن صاحبها، فلا يصيبه نصب، ولا وصب، ولا يحزبه كرب.
لأن صاحبها كان يعتني بالقرآن الكريم، ويعمل به، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ” مسلم.
معنى غيايتان
كلمة غيايتان جاءت في الحديث الوارد في فضل سورة البقرة وآل عمران، ومعنى غيايتان أي سحابتان، او كما جاء في
معنى
أن الغياية هي كل ما أظل الإنسان فوق رأسه، سواء كانت سحابةٍ، أو غيرِها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: “اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ. اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أي (سحابتان كثيفتان)، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أي (السحابتان القريبتان من الناس)، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ أي (جماعتان من طير باسطةٍ أجنحتها)، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا أي (تدافعان عنهم بالحجة). [2]
الأطفال الزهراوين
هناك من يزعم أن هناك أطفال يمكنها أن تساعد في الاتصال بالجن، وسموا هؤلاء الأطفال بالزهراوين، وأيضاً الدعوة بأن الإنسان لو قرأ القرآن عليه رأى
الجن
، ولكن ليس أي إنسان، ويؤكد العلماء أن هذا الادعاء كذب وزور.
لأن في الأساس لا يمكن للإنسان أن يرى الجن، كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى، ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)، الأعراف/27.
لكن هناك من يرى الجن، وهؤلاء إما ممسوسين أو مسحورين من الجن، ومن يقرأ عليه القرآن الكريم منهم يتأذى، ويفارقه الجن على الأغلب، وليس كما يقول البعض أن الإنسان بقراءة القرآن يرى الجن.
وقد أشيع أن هناك أشخاص يمكنهم عن طريق ذبح الأطفال من أجل الوصول للكنوز، حيث يستطيع
الطفل
للوصول للكنز، وأنه يكون قربان لذلك، وجاءت كلمة الزهراوين، نسبة للزهر المقصود به الحظ. [3]