اجمل ما قيل عن اليقين بالله
ما هو اليقين بالله
يعرف اليقين بأنه العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك، وهو ظهور الشيء للقلب بحيث يصير نسبته كنسبة المرئي إلى العين فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلا وهذا نهاية الإيمان وهو مقام الإحسان، إذ أن اليقين هو التأكد التام بأن
الله
عز وجل سيرزق الإنسان بكل ما هو خير.
واليقين هو الإيمان التام والكامل الذي لا يشوبه أي عكر من
الشك
، ولأهل اليقين بالله صفات، حيث يهون عليهم البلاء ويشعروا أن فيه خير حتى وإن كان مرير، ولديهم دائماً راحة وسكينة وطمأنينة كما أن عندهم قوة توكل على الله عز وجل فهم دوماً على يقين بأن الله معهم ولن يتركهم أبداً.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز”وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلْءَاخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ” فأهل اليقين لديهم منزلة عظيمة ولهم مكان محمودا في جنة الخلد بأذن الله لما في نفوسهم من خير وفي صدورهم من يقين بالله عز وجل.
أقوال السلف في اليقين
اليقين هو أحد أرقى المنازل التي يصل إليها المر، لذلك يجب أن يكون الجميع على يقين بالله، وخير أناس كانوا على يقين بالله وإيمان ثابت وعقيدة قوية هم السلف من الصحابة والأولياء والعلماء، لذلك لهم العديد من الأقوال العظيمة في اليقين ومن أعظم ما قيل في اليقين[1]:
-
يقول الإمام حسن البصري”ما طلبت
الجنة
إلا باليقين، ولا هرب من النار إلا باليقين، ولا صبر على الحق إلا باليقين”. -
لون أن اليقين وقع في
القلب
كما ينبغي، لطارت
القلوب
اشتياقاً إلى الجنة وخوفا من النار”سفيان الثوري”. -
فمن حقق اليقين وثق بالله في أموره كلها، ورضي بتدبيره له، وانقطع عن
التعلق
بالمخلوقين رجاء وخوفا، ومنعه ذلك من طلب الدنيا بالأسباب المكروهة”ابن رجب”. - اليقين هو سكون القلب عند العمل بما صدق به القلب، فالقلب مطمئن ليس فيه تخويف من الشيطان، ولا يؤثر فيه تخوف، فالقلب ساكن آمن، ليس يخاف من الدنيا قليلاً ولا كثيراً “البهميقي”
- لا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا من قلبه وبدنه” الإمام بن القيم”.
-
ثلاثة من أعلام اليقين قلة مخالطة الناس في العشرة وترك المدح لهم في العطية، والتنزه عن ذمهم عند المنع، وثلاثة من أعلامه أيضا،
النظر
إلى الله في كل شيئ، والرجوع إليه في كل أمر، والاستعانة به في كل حال “ذو النون” - اليقين أن لا تتهم مولاك في كل ما أصابك”سفيان الثوري”.
- اليقين يدعو إلى قصر الأمل، وقصر الأمل يدعو إلى الزهد، والزهد يورث الحكمة، وهي تورث النظر في العواقب “ذو النون”.
- اليقين ملاك القلب، وبه كمال الإيمان، وباليقين عرف الله، بالعقل عقل عن الله “أبو بكر الوراق”.
- هو تحقق الأسرار بأحكام المغيبات”ابن خفيف”.
- العلم تعارضه الشكوك، واليقين لا شك فيه”أبو بكر بن ظاهر”.
حكم عن اليقين بالله
قال السابقين عن اليقين أعظم الحكم والعظات، فمن حسن إسلام المرء اليقين بالله عز وجل والثقة في عطائه والإيمان بأن الله تعالى لا يفعل بعباده إلا خيراً، ومن الحكم الراسخة عن اليقين:
- اليقين سكونك عند جولان الموارد في صدرك ، لتيقنك أن حركتك فيها لا تنفعك . ولا ترد عنك مقضيا “السري”.
- قد مشى رجال باليقين على الماء، ومات بالعطش من هو أفضل منهم يقينا “الجنيد”.
-
اليقين على ثلاثة أوجه
: يقين خبر، ويقين دلالة، ويقين مشاهدة”أبو بكر الوراق”. - اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون وفيه يتنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان، وعليهما ينبني وبهما قوامه، وهما يمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية وعنهما تصدر وبضعفهما يكون ضعف الأعمال، وبقوتهما تقوى الأعمال وجميع المنازل السائرين إنما تفتتح بالمحبة واليقين وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم “ابن القيم”.
- لو أن اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحا وحزنا، شوقا إلى الجنة، وخوفا من النار”سفيان الثوري”.
-
إن أبا بكر خطبنا فقال، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام فينا عام أول، فقال ألا إنه لم يقسم بين الناي شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين، ألا إن الصدق والبر في الجنة، ألا إن
الكذب
والفجور في النار “عمر بن الخطاب”. - اليقين ملاك القب، وبه كمال الإيمان، وباليقين عرف الله، وبالعقل عقل عن الله ” أبو بكر الوراق”.
- وخير ما ألقى في القلب اليقين، وخير الغنى غنى النفس وخير العلم ما نفع، إنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، فلا تملوا الناس ولا تسأموهم”عبد الله بن مسعود”.
-
لما أخذ جعفر المنصور، إسماعيل بن أمية وأمر بع إلى
السجن
مر بحائط مكتوب عليه، يا ولي نعمتي و يا صاحبي في وحدتي وعدتي في كربتي، فلم يزل يدعو بها حتى خلى سبيله ثم مر على ذلك الحائط فنظر إليه فلم يرى شيئاً مكتوبا “محمد بن يوسف الفرابي”. - ما رأيت يقين لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من شيء نحن فيه”أبو حازم”.
-
أن
أسيد بن حضير
ورجلا من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما، حتى ذهب من الليل ساعة
في ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عنده ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترق بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه، فسار كل واحد منهما في ضوء “أنس بن مالك”[2].
حديث عن اليقين بالله
إن اليقين منزلة كريمة من منازل الإيمان وصى الرسول المؤمنين أن يكونوا على يقين بالله عز وجل وعلى رضى كامل على كل أمورهم والثقة بأن الله يختار لهم الخير ويقرب لهم ما يصلح شأنهم، وهناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد قيمة اليقين ومن بينها[3]:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”لا ترضين أحدا بسخط الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره، وإن الله بعدله وقسطه جعل الروح والفرح في
الرضا
واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “عرضت علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير. قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا
حساب
عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: اللهم اجعله منهم. ثم قام إليه رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: سبقك بها عكاشة”