قصص عن الشجاعة في قول الحق
قصة عن قول الحق
حكى المعلم لطلابه
قصة
بهدف أن يعرفوا قيمة كلمة الحق، فقال لهم في زمان بعيد كان هناك تاجر كثير الغنا والسلطة، معروف وسط الجميع بهيبته وكثرة محاله التجارية يسمى سلطان، وفي يوم وقع خلاف بينه وبين تاجر صغير في السوق يسمى داوود، فقام التاجر الكبير بطرد العم داوود من السوق وقال له لا تقف هنا ثانياً، ولا تأتي بتجارتك الخاسرة لأسواقنا الفارهة، ومن يتعامل معه من التجار سوف أوقف تجارتي معه تماماً، ولا أمده بأي دعم.
بكى عم داوود لقطع عيشه فهو يسير بعربة صغيرة يبيع فيها قطعاً صغيرة من
قطع غيار
السيارات، وكان يمر كل يوم في السوق ولا يشتري منه أحد ولا يبيع له أحد شيء، إلى جاء في يوم وذهب داوود إلى كبير الحي ليشتكي له ما فعله سلطان التاجر من قطع عيشه وظلمه أمام الناس، فقام كبير الحي بالاستشهاد بمن كان حاضراً في السوق، فخاف الجميع وأنكر أنه شاهد الواقعة، ومنهم من شهد زوراً مع سلطان لحفظ تجارته وماله.
ولكن تفاجئ الجميع بأحد العاملين في
محل
سلطان يعلوا صوته قائلاً يا كبير الحي أن سلطان التاجر طرد العم داوود من الحي ورمى له تجارته وحذر الجميع من التعامل معه، وكان الجميع شاهد ولكنهم يخافوا من سلطان التاجر لما له من نفوذ وقوة.
فتعجب كبير الحي وقال له ألا تخاف من سلطان وأنت عامل عنده، فقال
الرجل
لا أخاف سلطان سوى سلطان
الله
، فكلمة الحق تقتلني في صدري إن لم أنطقها كالرصاصة التي تصيب عمق القلب، فالله شاهداً على أنني لا أعرف أين سأعمل بعد ذلك ولكن الحق حقاً يا سيدي.
فأعاد كبير الحي العم داوود إلى عمله، وأخذ الرجل الشاهد بالحق ليكون معاونه، وقال له أثق فيك ثقة كبيرة فأنت لم تخشى قول الحق وحاربت الباطل فمكانك بجانب علية القوم لأنك من أنقى
القلوب
وأكثرهم معرفة بالله عز وجل، فبدل الله حال الرجل من عامل بسيط كادت تضيع وظيفته إلى رجل مسؤول في الحي يحبه الجميع ويشهد له بالحق والشهامة.
قصة عن الشجاعة
في يوم من الأيام وقف الأب في المنزل يصرخ بصوت عالي في أطفاله قائلاً من منكم يا أولاد كسر المحبرة وتركها على الأرض بهذا الشكل، مؤكداً أنت يا علي، فأنت دوماً مهمل وتفعل حركات غير ملائمة لمنزلنا، لماذا لا تتعلم من أخوتك حسام ومروان كيفية التعامل مع الأدوات والحفاظ على بيتنا جميل دائماً.
بكى علي لأنه الولد الأصغر وشعر بالظلم بشكل كبير، وبدأ يقول لوالده أنا لم أفعل ذلك، والله ما فعلت يا أبي صدقني، ولكن الأب كان سائر مصراً على موقفة، كما أن الأب أراد أن يعاقب ولده علي وينصر أخوته فأخبرهم بأنهم سيذهبوا للرحلة التي أعدتها المدرسة دون علي لأنه معاقب على فعلته السيئة.
وفي يوم الرحلة ذهب حسام لوالده قائلاً يا أبي أريد أن أتحدث معك عن شيء قد يثير غضبك، ولكني لن أبرح حتى أبلغك بما حدث، أنا يا أبي من كسرت المحبرة ليس علي، كنت أجري بقوة وألعب مع مروان والقط فأسقطها على الأرض، ومن استكمال اللعب لم أبالي بما حدث، وأني أرى أخي علي يعاني مظلمة كبيرة ويحرم من الرحلة، وأنا أولى أن أحرم منها فأمنحه يا أبي حق الذهاب، وعاقبني على ما بدر مني.
فقام الأب مسرعاً ونادى على جميع الأخوة وعلى الأم وقال اليوم حسام يستحق أن يتوج بتاج الشجاعة في منزلنا، فبرغم أن الموقف قد مر إلا أنه لم يستطع أن يكون جبان وكاتم للحق، حتى لو حرم من الرحلة التي طالما حلم بها، وكافئ الأب علي وحسام ومروان بالرحلة السعيدة، وتعلم الأخوة درس أن قول الحق لا يهلك صاحبة، بل ما يهلكه كتمان الحقيقة والسماح بظلم أحد.
شجاعة الصحابة في قول الحق
جلس الطلاب وسط المعلم ليقص عليهم قصة جليلة عن صحابي جليل في قول الحق، فقال يا طلابي لنا في رسول الله وصحابته الكرام أسوة عظيمة فهم الحق بعينه والكرم بذاته، ففي زمن الصحابة رضي الله عنهم، كان سعد أبن أبي وقاس أحد الصحابة الكرام أمه كافرة، ولا تطيق دخوله في
الإسلام
، وكانت تضغط عليه بكل السبل ليترك دينه ويعود للكفر والوثنية.
فقامت أمه حمنة بنت سفيان بقطع
الطعام
والشراب وحلفت على خصامه وعدم الحديث إليه أبداً، ولكنه لم يوافقها وثبت على موقفه، قائلاً بأن والله ما يترك الدين الإسلامي لأنه حق وأنه سيدافع عن دينه ما حيا، فأنزل الله تعالى قوله الكريم”وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”، فما كان يا طلابي للصحابي الجليل إلى أن يثبت ويدافع عن الحق، هكذا هي الشجاعة يعينها حين يعرف الإنسان أن الحق في مكان لابد أن يذهب إليه ويتبعه، فأحذر الباطل وأحذر الزور وأحذر مظالم العباد، وتذكروا دوماً قول الله تعالى
“
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، قلْ جَاءَ الْحَقُّ
وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ”،
صدق الله العظيم فالحق يا أبنائي لا بديل له ولا غنا عنه وهو فعل الشجعان والرجال وعدم القدوم على الحق عمل باطل فاسد لا يرضى الله عنه ولا رسوله.
قصة عن الجرأة عن قول الحق
جلس الأب مع أطفاله يلقنهم درس عن قول الحق والجرأة وعدم
الخوف
إلا من الله عز وجل فقال خير مثال يضرب في قول الحق والشجاعة، مثال الرجال والصبر والقوة هم صحابة رسول الله، فكانوا رجال أسلموا بقوة ودخلوا الدين بقلوبهم النقية، فعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أحد العلماء الأجلاء من صحابة رسول الله الذي انتشر الإسلام على أيديهم، وتحدى كفار قريش وقت سطوهم وعزهم، فلم يهاب إلا الله عز وجل.
وفي يوم من الأيام خرج عبد الله بن مسعود جاهراً بالقرآن الكريم بصوت عالياً جهوراً يسمع الصغير والكبير ويسمع من به صمم من قوة إيمانه وحسن إسلامه، يقول أنا أقول قول الحق دون خوف، إذ يقول عنه عبد الله بن الزبير”صدق الله العظيم فالحق يا أبنائي لا بديل له ولا غنا عنه وهو فعل الشجعان والرجال وعدم القدوم على الحق عمل باطل فاسد لا يرضى الله عنه ولا رسوله”.
قال الصحابة لعبد الله بن مسعود إننا نخشى عليك من الكفار فقال لهم دعوني أدعوا لله الحق، وظل يجهر بالقرآن حتى وصل إلى مقام سيدنا إبراهيم وقرأ سورة الرحمن، فسأل الكفار بعضهم ماذا يفعل بن أم عبد؟، فقال لهم الناس يتلوا بعض ما أنزل على محمد، فقاموا ليضربوه في وجهه ولكنه ظل يقرأ القرآن ويتلوه خير تلاوة، ثم عاد للصحابة، فقالوا له هذا ما خشيناه عليك، فقال لهم قوله العظيم”ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا”، فقالوا الصحابة الكرام، لا حسبك فقد أسمعتهم ما يكرهون، فهذا مثال للشجاعة وقول الحق والثقة بالله العلي العظيم[1].